أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - أحمد حمدي سبح - لمناصري تعويم الجنيه














المزيد.....

لمناصري تعويم الجنيه


أحمد حمدي سبح
كاتب ومستشار في العلاقات الدولية واستراتيجيات التنمية المجتمعية .

(Ahmad Hamdy Sabbah)


الحوار المتمدن-العدد: 6504 - 2020 / 3 / 2 - 23:00
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


للفرحين بالإنخفاضات الهزيلة للدولار مقابل الإنخفاض الدراماتيكي للجنيه مقابل الدولار عقب قرار التعويم..... ببساطة حينما كانت السوق السوداء في أوج قوتها كانت الأسعار أقل من نصف ما هي عليه الآن فكانت النتيجة نموذجآ جديدآ للفشل في ادارة السياسة النقدية بان نقضي على السوق السوداء عبر تدمير العملة المحلية وتضخم الاسعار بشكل مهول خاصة في ظل حالة استثنائة من الجشع والاستغلال والاحتكار لدى غالبية المصنعين والمنتجين والتجار.

ثم منذ متى كان دليل النجاح هو عجز الحكومة عن احكام قبضتها على السوق السوداء فتقوم باغراق الجنيه بدلا من المواجهة عبر قوانين رادعة ومتابعات وملاحقات أمنية لالغاء السوق السوداء والغاء نشاط شركات الصرافة وتقنين عملية التعامل بالعملات الأجنبية ومنع التعامل بالعملات الأجنبية داخل مصر وعدم قبول ايداعات بعملات أجنبية من مواطنين الا من خلال تحويلات بنكية معلومة المصدرة غير ممولة من السوق السوداء.

ومعاقبة التعامل بالعملات الأجنبية بيعآ وشراءآ أو تمويلآ لمشتريات داخل السوق المصري، ووقف استيراد السلع الكمالية وتطبيق نظام المقايضات والعملات البينية في تمويل جزء من التجارة الدولية قدر الإمكان، وفك الارتباط بالدولار وربطه بسلة من العملات، ورفع الفائدة على الجنيه المصري (وهو ماحدث كاجراء لاحق وكان يجب اتباعه كاجراء سابق ومسبق).

وإلغاء نشاط تجارة العملة الا عبر البنوك فقط وتعزيز الملاحقات الأمنية لتجار العملة كما يفعلون مع النشطاء السياسيين اليساريين (نستثني طبعآ أي تعاطف مع الإخوان والسلفيين)، فالحكومة مثلآ (مع الفارق فحالة التعامل مع تجارة العملة أسهل بكثير ) فشلت حتى اليوم في الغاء تجارة المخدرات والقبض على جميع عناصرها هل معنى ذلك أن تيأس وتعلن اباحة تجارة المخدرات أم تعتمد مقاربات جديدة وتعزز القبضة الأمنية وتوجهها توجيهآ صحيحآ، وغير ذلك من المقاربات التي كانت ستغنينا عن هذا القرار الكارثي بتعويم الجنيه والذي كان في الحقيقة ليس أكثر من إغراق له في ظل دراسات محلية وعالمية تؤكد استقرار سعر صرف الجنيه أما الدولار عند مستويات تتراوح مابين 14 الى 17 جنيهآ تقريبآ، وهو ما يشي بان المستويات الحالية المتدهورة للجنيه ستكون الحاكمة على أقل تقدير في الأجلين القصير والمتوسط .

هذا ان لم تزد معدلات التدهور وتنزلق لمستويات أشد سوءآ حال استمرار أزمة الكورونا وتدهور حركة التجارة والسياحة العالمية مع انخفاض معدلات الانتاج والتنافسية الانتاجية والجاذبية الاستثمارية المحلية، مما سيجد معه البنك المركزي من ضرورة العودة لنظام سعر الصرف المدار وصرورة رفع مستويات الفائدة بقوة لحماية الجنيه والتي قام بخفضها بشكل خاطئ و متسارع مؤخرآ وهو ما يجعل البنك المركزي مكشوفآ أمام سهام منتقديه بالاستسلام لضغوط غالبية أعضاء مجتمع المال والأعمال.

وهو ما يتأكد مع أزمة فيروس كورونا الذي اوقف الانتعاشة المحدودة للجنيه امام العملات الاجنبية والمدعومة بانخفاض الطلب على الدولار لانخفاض الاستهلاك المحليةنتيجة لحالة الركود والتدهور الاقتصادي الحقيقي لمستويات المعيشة للمصريين نتيجة اغراق الجنيه.

أي ثبات عند هذه المستويات المرتفعة من الأسعار في ظل دخول لم تشهد ارتفاعآ يوازي حتى ربع هذا التضخم والارتفاع في الاسعار واعتراف حكومي بأن تقريبآ ثلث الشعب المصري هوى تحت خط الفقر مؤخرآ بعد قرار الاغراق المسمى جدلا بالتعويم.تحليل خاطئ تمامآ، ببساطة حينما كانت السوق السوداء في أوج قوتها كانت الأسعار أقل من نصف ما كانت عليه.

ناهينا عن أن هذا الإنخفاض في سعر صرف الدولار أمام الجنيه يعود في جزء هام منه لانخفاض عجز الحساب الجاري نتيجة انخفاض قيمة الواردات لانخفاض الطلب وركوده لانخفاض مستويات الدخل أي أنه هنا مؤشر على حالة خلل اقتصادي وبالطبع فان كارثة التعويم لم تأتي بأفواج السياح المهولة ولا ارتفاع كبير في قيمة الصادرات كما روج غالبية مؤيدي قرار التعويم خاصة وأن الصناعة المصرية في أغلبها تعاني من الضعف بصفة عامة على مستوى الجودة والتسويق كما أنها تعتمد على المواد الخام المستوردة التي ارتفعت أثمانها بشكل كبير جدآ بعد التعويم.

بالإضافة لارتفاع تكاليف الانتاج الأخرى بسبب ذات القرار مثل خطوط الانتاج والآلات والمعدات الوسيطة وتكاليف السفر والتدريب والكهرباء التي ارنفعت أيضآ بسبب الغاء الدعم وارتفاع تكلفة انتاجها بسبب ارتفاع اسعار المحزلات ومعدات محطات الطهرباء والمازوت والبنزين المستورد بسبب قرار التعويم مما حمل المنتجات المصرية مزيدت من التكاليف. كنا في غنى عنها لولا أنهم أغرقوا الجنيه المصري.



#أحمد_حمدي_سبح (هاشتاغ)       Ahmad_Hamdy_Sabbah#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السينما النظيفة
- التبني وما عليه
- معركة كنوز المتوسط
- واضربوهن
- عن يد وهم صاغرون
- من هم المسلمون ؟
- الوضوء في عالم اليوم
- السيناريو السوداني
- النسئ ورمضان
- الأزمة العقارية المقبلة في مصر
- الحج الغير مبرور
- لزواج ناجح
- هل ستتخلى حقآ كوريا الشمالية عن السلاح النووي ؟
- الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي الايراني .... ماذا بعد ؟
- كارثية خفض سعر الفائدة في مصر
- معضلة جذب الاستثمارات وزيادة الصادرات في مصر
- في مسألة الناسخ والمنسوخ
- وهم الذبح الحلال
- ما بعد عاصفة الحزم
- ردآ على ملحد (2)


المزيد.....




- استقرار في الإنتاج وانتظام في التجارة الخارجية الإيرانية
- إدارة الصين 31 ميناء بأميركا اللاتينية والكاريبي تشعل مخاوف ...
- إسرائيل تصنّف المركزي الإيراني -منظمة إرهابية-.. ما التأثير ...
- البنك الدولي يقر تمويلا لإعمار لبنان ودعم الكهرباء في سوريا ...
- لماذا يعد النفط مقياسا للاقتصاد العالمي وللصراعات ؟
- ترامب يحث الصين على شراء النفط الأميركي
- ارتفاع مبيعات السيارات في أوروبا بـ 1.9% خلال مايو
- أسواق الخليج الرئيسية ترتفع ومؤشر دبي لأعلى مستوى منذ 2008
- -إيجاس- المصرية تمنح 6 مناطق لشركات عالمية بحثا عن الغاز
- حقل ليفياثان الإسرائيلي للغاز سيستأنف عملياته خلال ساعات


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - أحمد حمدي سبح - لمناصري تعويم الجنيه