أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد حمدي سبح - الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي الايراني .... ماذا بعد ؟















المزيد.....

الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي الايراني .... ماذا بعد ؟


أحمد حمدي سبح
كاتب ومستشار في العلاقات الدولية واستراتيجيات التنمية المجتمعية .

(Ahmad Hamdy Sabbah)


الحوار المتمدن-العدد: 5868 - 2018 / 5 / 10 - 17:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي الايراني .... ماذا بعد ؟

الكاتب : أحمد حمدي سبح
مستشار مالي وتنمية مجتمعية
كاتب ومحلل استراتيجي

وكما كان متوقعآ أعلن ترامب انسحابه من الاتفاق النووي الايراني بحجة ضعفه وعدم توافره على ضمانات تضمن عدم امتلاك ايران لأسلحة نووية ، وهو ما سيتبعه اعادة أمريكا لفرض نهج قاسي من العقوبات يجبر ايران كما أجبر كوريا الشمالية من قبل على التماشي مع الرغبة الأمريكية في نزع الأسلحة وحتى القدرات النووية لدول تصنفها أمريكا في خانة الأعداء ، وبالطبع سارعت السعودية الحليف المقرب لأمريكا والعدو اللدود لايران بالضافة للامارات والبحرين الى الترحيب والتأييد بالخطوة الأمريكية ، في اطار أن كل ما يضير ايران هو نفع خالص للسعودية .
أما بالنسبة لايران فانها ستسعى الى اعلان استمرار التزامها بالاتفاق النووي ولكن ذلك سيتم في اطار شكلي فيما ستعمل ايران بكل قوة في الخفاء على تعزيز قدراتها النووية مع العمل الحثيث على امتلاك السلاح النووي الذي يضمن لها الأمن والسلامة من مغامرات أمريكية على شاكلة العراق وأفغانستان وغيرهما من االمغامرات التي سعت فيها أمريكا الى تغيير أنظمة حاكمة بالقوة .

خاصة وأن هذا العامل سيتضافر مع الخوف الامريكي على قواعد عسكرية امريكية في الخليج وعلى حلفاء الخليج وعلى اسرائيل من صواريخ ايرانية تنطلق ردآ على أي هجوم أمريكي على ايران ،هذا بالاضافة الى زيادة الدعم الايراني لحزب الله خاصة بعد انتصاراته الأخيرة على الساحة السياسية اللبنانية وضمور كبير في الكلتلة الشعبية والسياسية للمنافسين ، ومزيد من الدعم الايراني للحوثيين بما يضمن ابقاء الملف اليمني مشتعلآ ويحول دون انتصار حاسم للسعوديين واتباعهم اليمنيون ، كما ستعمل ايران على زيادة الدعم لبشار الأسد وحزب الله في سوريا بغية تحقيق انتصارات أكبر وأسرع تضاف الى جملة الانتصارات المحققة مؤخرآ على الساحة السورية مما يضيف مزيدآ من الاحراج والاضعاف للموقف الأمريكي وحلفاؤه المتأزم أصلآ في سوريا والمنطقة .

أما في العراق فان ايران ستنشط في دعم حلفائها هناك واستمالة المزيد بهدف عرقلة أية مخططات أمريكية هناك وجعل العراق يدور في الفلك الايراني مما يعني خسائر استراتيجية وحتى اقتصادية لأمريكا وحلفائها الاوروبيون ان ثبت استمراؤهم في السير في الركب الأمريكي والضغط على الحكومة العراقية بترسية العقود على شركات غير أمريكية وغير أوروبية لايصال رسائل هامة للادارات الامريكية والأوروبية المختلفة حول مدى النفوذ الايراني ومكامنه وضرورة عدم الاستهتار بها .

ليس من المتوقع أن توقف ايران تعاونها المهم مع الأمريكيين في مجال مكافحة الارهاب والجريمة في آسيا الوسطى وداعش والقاعدة في الشرق الاوسط خاصة وأن ذلك ينسحب بالفائدة على الايرانيين الذين تعتبرهم هذه الجماعات الوهابية الارهابية كفارآ وزنادقة وتشترك مع عواصم الخليج باستثناء مسقط على رؤية ايران عوالشيعة عمومآ أعداء ألداء لهم أجمعين وهذه النظرة الطائفية تحديدآ شكلت القناعة والدافع للجهاد المزعوم الذي يلقي سواده غالبية المعارضين للنظام السوري والمنضوين تحت ألوية ترفع شعارات ومسميات تراثية اسلامية أي يشكلون غالبية المعارضة المسماة اسلامية في سوريا .

أما على الصعيد الاقتصادي فان الشركات الأمريكية ستكون من أبرز الخاسرين من هذا التهور الأمريكي بالانسحاب من الاتفاق النووي ليس في ايران فحسب بل في المنطقة اسرها ، لأنه سينظر لذلك على أنه عدم احترام ونكوص في الاتفاقات والمعاهدات ومحاولة للابتزاز مما يخيف الشركاء المحتملين من الدخول في اتفاقات بينية مع مؤسسات وشركات استثمارية أمريكية ، خاصة مع ما سيسفر عنه هذا الانسحاب الأمريكي من اثارة للقلاقل والاضطرابات في المنطقة سيطال الجميع ولن تكوم فيه ايران الملامة بشكل فعلي وحقيقي عنه .
ومن ناحية أخرى ستسعى ايران الى استثمار أحادية الموقف الأمريكي بتعزيز تعاونها مع كل من الصين والهند وروسيا في مجالات التعاون الاقتصادي والتجارة والاستثمارات الصناعية والزراعية والنفطية واستثمار المبادرة الصينية باعادة احياء طريق الحرير ، والعمل على استبدال المنصات الصناعية وخطوط الانتاج ومختلف الصناعات التي تحتاج الى قطع غيار غربية بشكل دوري بأخرى صينية وهندية وروسية ، وستعمد ايران الى زيادة صادراتها النفطية للسوق الهندية والصينية مستغلة ارتفاع أسعار النفط مؤخرآ بتقديم أسعار مخفضة ومميزة لهم مما سيؤثر على الخليجيين بشكل سلبي في أكبر أسواقهم النفطية ، وهذا كله بالطبع يمنح الايرانيون مجالآ كبيرآ للمناورة وتجاوز العقوبات الأمريكية والسلبية الأوروبية ويفتح شهية الشركات الهندية والروسية والصينية على الاستثمار والتعامل والتعاون مع الايرانيين ،.
مع العمل على تغيير أسطولها الجوي من الطائرات المدنية الى طائرات صينية وروسية جديدة من طراز سي 919 الصينية ، وسوخوي سوبر جيت 100 الروسية شرعت كل من الصين وروسيا في تصنيعها بغية ايقاف احتكار كل من ايرباص وبوينج لسوق الطائرات العالمي وقطع غياره ، وهو ما ستستغله الشركات الصينية والروسية المصنعة للطائرات بشكل جيد باعتباره فرصة ذهبية لتسويق بضاعتها الجديدة في ايران كمدخل لسوق عالمي اعتادت الاحتكار والاقتسام بشكل شبه كامل من قبل المصنعين الاوروبي والامريكي حتى مع وجود بومباردييه الكندية وامبراير البرازيلية ، بل ان ايران قد تعمد الى عقد اتفاقيات مع المصنعين الصيني والروسي لبناء مصانع اتصنيع قطع غيار هذه الطائرات في ايران ، وهو الأمر الذي ان تحقق سيشكل ضربة قاضية للابتزازات والعقوبات الأمريكية والترددات الأوروربية في واحد من أكبر وأبلغ مجالات تأثيرات حزمة العقوبات الغربية المعهودة والنمطية ازاء من يختلفون معها من الدول ألا وهو مجال الطيران وقطع غياره والصيانة للطائرات .

كما ستعمل ايران على مد نفوذها وفتح مجالات التعاون مع دول امريكا اللاتينية وتعزيز مجالات التعاون المختلفة وهو في حد ذاته يعد انتقاصآ للهيمنة الأمريكية في عقر حديقتها الخلفية ، وهو ليس أمرآ جديدآ على الادارة الايرانية فقد سبق وأن قام الرئيس الايراني وفي ذروة العقوبات الغربية التي كانت مفروضة على بلاده بعمل زيارة خارجية لدول في أمريكا اللاتينية وكانت تمهيدآ لفتح آذان العلاقات الايرانية اللاتينية والتي يمكن اعادة عزف رحاها من جديد وفقآ لآليات أكثر تحديدآ وانفتاحآ .

وبالتالي فان حدوث استجابة أوروربية للعقوبات الأمريكية المزمع تطبيقها أو حتى تردد أوروبي يبقي الموقف الأوروبي معلقآ ومعه شركات أوروبية عاجزة أو مترددة عن توقيع اتفاقات وتعاقدات تدفع الطرف الايراني للتوقيع مع الشركات المنافسة من الدول الأخرىوبالتالي خسائر بالمليارات لا في ايران فقط بل وفي عدة دول أخرى سترى في الطرف الأوروربي تبعية مطلقة للأمريكيين مما يعني أن التعاقد مع الأوروبيين يستلزم مجهودآات والتزامات سياسية اضافية ورضاء وتفاهمات مع الأمريكيين مما يعني أن أية خلافات تنشأ مع الأمريكيين يعني انسحاب للأوروربيين من التزاماتهم وتعهداتهم ، وهو ما يعني ذهاب العقود رأسآ للشركات الأخرى من روسيا والصين والهند وحتى من البرازيل وغيرهم أو تعاقدات في الخفاء مع شركات أصغر في أوروبا .

ومن ناحية الداخل اليراني فلا يمكن للأمريكيين أو حتى الأوروبيون ان يعولوا على ثورة شعبية ايرانية ضد حكم الملالي ، حيث أن الانسحاب الامريكي من الاتفاق النووي الذي سبق مباركته بشكل شبه عالمي مع استبعاد أعداء ايران القدامى الأصليين المتثلين في السعودية واسرائيل يعطي ميزة لجناح الصقور والمحافظين في ايران لتبرير مواقفهم اليمينية ضد الغرب واعادة نشر شعارات الكراهية والحقد ضد الأمريكيين ومن والاهم واثباتآ بأنهم كانوا على حق حين رفضوا هذا الاتفاق منذ البداية وأكدوا على ضرورة أن تستكمل ايران برامجها النووية والصاروخية (وهو بالمناسبة ما سيتحقق بشكل قوي في الفترة القادمة) وان الامريكيون لاأمان لهم والأمن الحقيقي يتمثل في امتلاك ايران للسلاح النووي والقدرة على ايصاله لمختلف بقاع الارض طالما ظلت هناك دول تريد احتكار حق تدمير العالم دون بقيته ، وهو الخطاب الذي سيجد صداه لدى المؤيدين وكثير من المعارضين الاصلاحيين على حد سواء أو على الأقل سيحجم قوة وحجة الاصلاحيون في المهادنة والتقارب .

كما أن مليشيات الباسيج والحرس الثوري والمدفوعين جميعآ بالحماسات والشعارات الدينية لحكم الملالي ستهب جاهدة لتلوذ بالجنة وذلك بالدفاع عن نظام الحكم الديني ضد الكافرين المعارضين وفقآ لما يتم تنشئة هذه الميليشيا عليه خاصة وأن أغلبهم يتكونون من خلفيات ثقافية ومادية واجتماعية ضعيفة ، وقد ظهر تأثيرهم الكبير في المظاهرات الكبيرة التي اجتاحت ايران مؤخرآ احتجاجآ على سوء الاحوال المعيشية والغلاء وقد تم قمعها على يد هؤلاء الذين أدوا دورهم على أكمل وجه ، كما تبرز سيطرة الملالي على الجيش الذي يتأسس على مبدأ الولاء للثورة الاسلامية والمرشد الأعلى في مجال واطار تندمجان فيه الهيراركية الدينية مع العسكرية بعقيدة الولاء والطاعة والالتزام .

هذا بالاضافة الى أن الشعب الايراني بات على بينة وايمان بهذا الكم الهائل من المؤامرات والتمويلات التي تستهدف تخريب الدول من خلال النفاذ من دائرة الثورات كما حدث في مصر واليمن وسوريا وليبيا، خاصة وأن المال الخليجي الرافض لمبادئ الديموقراطية وتداول الحكم واستقرار دول اقليمية في فلك الحرية والاستقرار بعيدآ عن النفوذ والتأثير السلبي لعواصم خليجية سيكون حاضرآ بقوة في ايران للتخلص منها اذا ما حدثت ثورة شعبية ايرانية مما يعني دفعآ وتمويلآ لاضطرابات كارثية في ايران لن تبقي ولن تذر وجاعلة المشاهد حينها تتشابه بين حمص وحلب الآن من ناحية وأصفهان وتبريز آنذاك من ناحية أخرى .

ومن ناحية أخرى فان هذا الانسحاب الأمريكي الاستعلائي سيمنح كيم جونج اون مجالآ للمناورة مع الصين وحلفاء أمريكا في منطقة شرق آسيا وذرفآ لمبررات النكوص عن تعهدات رمزية وكلام استهلاكي دعائي عن اخلاء شبه الجزيرة الكورية من السلاح النووي ، وهو ما سيؤزم الملف الكوري ، ويدفع بالسفينة بعيدآ عما يتوهمه الأمريكيون الآن من نجاحهم في الملف الكوري وأنهم باتوا قاب قوسين او أدنى بأن يحققوا مرادهم هناك .







#أحمد_حمدي_سبح (هاشتاغ)       Ahmad_Hamdy_Sabbah#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كارثية خفض سعر الفائدة في مصر
- معضلة جذب الاستثمارات وزيادة الصادرات في مصر
- في مسألة الناسخ والمنسوخ
- وهم الذبح الحلال
- ما بعد عاصفة الحزم
- ردآ على ملحد (2)
- آفاق الحل في سوريا
- خطيئة الليبراليين في الاستفتاء على الدستور
- كوارث مقيمة في دستور جديد
- الديكتاتور محمد مرسي
- التيار الشعبي وانقاذ مصر
- خطبة الجمعة وموعظة الأحد
- بعد فوز مرسي
- فيما بعد انتخابات الرئاسة المصرية
- عن العقل في الاسلام
- الكراهية العدمية فيما بين الشيعة والسنة
- عن العبيد والجواري في الاسلام
- زلزال عمر سليمان
- الخطيئة الاستراتيجية الاخوانية
- بين الربيع العربي وشتائه


المزيد.....




- شاهد: دروس خاصة للتلاميذ الأمريكيين تحضيراً لاستقبال كسوف ال ...
- خان يونس تحت نيران القوات الإسرائيلية مجددا
- انطلاق شفق قطبي مبهر بسبب أقوى عاصفة شمسية تضرب الأرض منذ 20 ...
- صحيفة تكشف سبب قطع العلاقة بين توم كروز وعارضة أزياء روسية
- الصين.. تطوير بطارية قابلة للزرع يعاد شحنها بواسطة الجسم
- بيع هاتف آيفون من الجيل الأول بأكثر من 130 ألف دولار!
- وزير خارجية الهند: سنواصل التشجيع على إيجاد حل سلمي للصراع ف ...
- الهند.. قرار قضائي جديد بحق أحد كبار زعماء المعارضة على خلفي ...
- ملك شعب الماوري يطلب من نيوزيلندا منح الحيتان نفس حقوق البشر ...
- بالأسماء والصور.. ولي العهد السعودي يستقبل 13 أميرا على مناط ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد حمدي سبح - الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي الايراني .... ماذا بعد ؟