أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد حمدي سبح - السينما النظيفة














المزيد.....

السينما النظيفة


أحمد حمدي سبح
كاتب ومستشار في العلاقات الدولية واستراتيجيات التنمية المجتمعية .

(Ahmad Hamdy Sabbah)


الحوار المتمدن-العدد: 6495 - 2020 / 2 / 20 - 14:56
المحور: الادب والفن
    


عانت وتعاني أغلبية المجتمع أو كثيره من ضياع الثقافة واضمحلال الفكر وتسطح العقول، حينما فعلوا ضمن ما فعلوا يوم رفعوا شعار السينما النظيفة، فكانت فعلآ نظيفةمن كل قبلة وحضن ..... ولكنها أيضآ كانت نظيفة من كل فكر بَناء ومتطهرة من كل قيمة هادفة،و من كل مسعى حقيقي لبناء وجدان وعقل جمعي قادر على الابداع أو إحترام لقيمة العمل الجاد أو حتى إحترام لقيمة الحب والرومانسية بل وتشويهها واختزالها في كثير جدآ من الحالات إن لم يكن أغلبها في شخصية الفتاة المستهترة أو الساذجة والولد اللعوب الذي ينجو بفعلته والعقاب واللوم كله على الفتاة تعزيزآ لرؤية غالب المجتمع لا نقدآ لهذه الرؤية ورفضها ومحاولة تغييرها حتى أضحى الحب والرومانسية عند الكثيرين اما سذاجة وإما كارثة وضياع واما رفاهية لابد من حصرها في الطبقات العليا فكانت النتيجة هدر لقيمة جميلة وقتل لمشاعر راقية أضحت تمارس في الخفاء أو تمويتها قسرآ ووأدآ فكان فكرآ وسلوكآ ضد الفطرة، وطبعآ نورد ذلك على سبيل المثال لا الحصر كغيض من فيض عن عجز السينما والمسرح عن تغيير فكر اجتماعي متأصل عند غالبية الناس ينصر ظالمآ على مظلوم.

فلقد أصبحت السينما والمسرح والغناء بصفة عامة فاقدين ومفقدين لكل رغبة أو محاولة لتعبيد طرق للتغيير الفكري ومقاومة سرطان التطرف، عاجزين عن رفع أي مشعل في نفق الظلام الذي دلفنا فيه سنين طوال، السينما النظيفة ليست هي الخالية من القبلات والأحضان بل المليئة بالأمل وبإحترام عقل المشاهد، القادرة على إلقاء حجر في بركة راكدة.

التي ترفع رايات لا حينما لا تملك الإستكانة إلا نعم، السينما النظيفة هي تلك السينما التي لا تخجل أن تعري المجتمع أمام مرايا نواقصه و نواقضه، التي تصرخ في وجه من يستلهمون السلبية ويبررونها، من يستكينون لفكر عقيم مدمر ومخرب ومفسد لمجرد أنه متوارث لا يخضعونه لفحص وتمحيص لينظروا مآلاته في عالم اليوم.

على الرغم أنهم أنفسهم يشتكون مما صاروا إليه ومما أضحوا عليه فلو أنهم فكروا قليلآ بعقل واعي وضمير حي لأوردهم تفكيرهم لحقيقة أن تراثهم الفكري وعاداتهم التليدة وأفهامهم الخاطئة عن الدين هي السبب فيما حل عليهم من بؤس حال وشقاء سريرة، ولكنهم أوجدوا نظامآ من قانون واجتماع يرفض أن يكون هناك أعمال فنية قوية وحقيقية ومستمرة تهدم هذا المعبد وتدعو لعالم جديد.

بل ما يخدرهم ويبقيهم على ما هم فيه يعمهون، وكانت كارثة الكوارث وما أكثرها في مجتمعنا حين غابت الدولة عن الانتاج الفني والدرامي مفقدة لوسائل التغيير المجتمعي والبناء الفكري ومسلمة لرموز الفكر ليتواروا في ظلمات ثلة من كثيرين ممن لا يهمهم إلا مسخ المجتمع ليكون على شاكلتهم ليرضوا دونيتهم فلا يشعروا بنقيصة إزاء من هم أرقى فكرآ وحالآ وعلمآ ومنزلة إجتماعية،ليكونوا هم السادة على أشلاء مجتمع تمزقه تيارات العنف والظلام والتسطيح الفكري.

إن الرقابة على المصنفات الفنية يجب أن تكون لا على بضع مشاهد عن قبلات وأحضان هنا وهناك تغيب عن السياق والبناء الدرامي السليم بل من أجل الإثارة وتحقيق عوائد على شباك التذاكر فقط وإنما وهذا هو الأهم يجب أن تكون على الإسفاف والتفاهة الفكرية على الخراب العقلي والتخريب الوجداني الذي تحدثه الأفلام والمسرحيات التافهة والأغاني المسفة.

لا يجب أن تكون هناك رقابة على المعارضة السياسية والفكرية بل يجب السماح بأن يؤدي الفن دوره في الإصلاح والتغيير والبناء والتوضيح للإرهاصات و للأحوال والمآلات حال الإستمرار في هذا النهج السياسي أو الفكري هذا أو ذاك.

إنه يجب أن تحدد لاءات معينة على سبيل الحصر تتمثل في عدم التعرض بالإساءة للذات الإلهية المقدسة، وعدم التعرض بالإساء لذوات الأنبياء والرسل من مبلغي الرسالات السماوية ومؤسسي الديانات الأرضية، عدم التعرض بالإساءة للأماكن المقدسة في كل الأديان، عدم التعرض بألفاظ سباب خارجة أو مهينة في إنتقاد أحد من الناس ، وعدم التعرض لسمعة أحد من الناس بدون دليل أو إثبات، عدم عرض أو ذكر ما يفهم منه أنه تأييد أو دعم أو موافقة للفكر الوهابي أو التطرف وما في طياته من مظاهر أو سلوكيات شكلآ وموضوعآ، عدم القيام بعرض مشاهد فاضحة خادشة بشكل صارخ للحياء العام.

وأن يتم وضع نظام جديد للرقابة تختص به هيئة رسمية دائمة تضم كبار النقاد الفنيين ووزارة الثقافة وهيئاتها المختصة كل في مجاله ويكون في اطار رقابة لاحقة لضمان غياب التأثير السياسي أو محاولة حذف مشاهد سياسية أو كلمات يفهم منها المعارضة السياسية وفيما عدا ذلك فإن الحرية المطلقة لكافة وسائل الإعلام والرأي والتعبير والأعمال الفنية بكافة أشكالها وصورها هي من مبادئ وركائز هذا المجتمع.

يجب ايقاف بل وتوقيف وتغريم كل من ساهم في هذا الخراب الفني ونشر مهازل نشرت معها أهوالآ فكرية ومجتمعية وشوهت إرثنا الحضاري والثقافي، هذا إن كنا نبحث عن المستقبل هذا اذا كنا نبحث عن هذه الأغنية وذلك المسرح وتلك السينما الذين يبنون لا تلكم الذين يدمرون.



#أحمد_حمدي_سبح (هاشتاغ)       Ahmad_Hamdy_Sabbah#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التبني وما عليه
- معركة كنوز المتوسط
- واضربوهن
- عن يد وهم صاغرون
- من هم المسلمون ؟
- الوضوء في عالم اليوم
- السيناريو السوداني
- النسئ ورمضان
- الأزمة العقارية المقبلة في مصر
- الحج الغير مبرور
- لزواج ناجح
- هل ستتخلى حقآ كوريا الشمالية عن السلاح النووي ؟
- الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي الايراني .... ماذا بعد ؟
- كارثية خفض سعر الفائدة في مصر
- معضلة جذب الاستثمارات وزيادة الصادرات في مصر
- في مسألة الناسخ والمنسوخ
- وهم الذبح الحلال
- ما بعد عاصفة الحزم
- ردآ على ملحد (2)
- آفاق الحل في سوريا


المزيد.....




- هند صبري لـCNN: فخورة بالسينما التونسية وفيلم -صوت هند رجب-. ...
- وفاة الممثل والمخرج الأمريكي روبرت ريدفورد عن عمر ناهز 89 عا ...
- الدوحة.. متاحف قطر تختتم الأولمبياد الثقافي وتطلق برنامجا فن ...
- من قس إلى إمام.. سورة آل عمران غيرتني
- إطلاق متحف افتراضي في دمشق يوثّق ذاكرة السجون في سوريا
- رولا غانم: الكتابة عن فلسطين ليست استدعاء للذاكرة بل هي وجود ...
- -ثقافة أبوظبي- تطلق مبادرة لإنشاء مكتبة عربية رقمية
- -الكشاف: أو نحن والفلسفة- كتاب جديد لسري نسيبة
- -هنا رُفات من كتب اسمه بماء- .. تجليات المرض في الأدب الغربي ...
- اتحاد أدباء العراق يستذكر ويحتفي بعالم اللغة مهدي المخزومي


المزيد.....

- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد حمدي سبح - السينما النظيفة