أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسن الساعدي - النهوض...إرادة وإدارة.














المزيد.....

النهوض...إرادة وإدارة.


محمد حسن الساعدي
(Mohammed hussan alsadi)


الحوار المتمدن-العدد: 6504 - 2020 / 3 / 2 - 10:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مرت دولة البرازيل في الثمانينات بأزمة اقتصادية طاحنة، فذهبت إلى صندوق النقد الدولي معتقدة انه الحل لأزماتها الاقتصادية، وحينما قامت بتنفيذ تعليمات البنك المركزي وشروطه المجحفة،مما أدى إلى تسريح ملايين العمال وخفض أجور باقي العاملين وإلغاء الدعم !! ما تسبب بانهيار الاقتصاد البرازيلي ووصل الأمر إلى تدخل دول أخرى في السياسات الداخلية للبرازيل، وفرض البنك الدولي على الدولة أن تضيف إلى دستورها مجموعة من المواد تسببت في اشتعال الأوضاع السياسية الداخلية ..
وعلى الرغم من استجابة البرازيل لكل الشروط، تفاقمت الأزمة أكثر فأكثر، وأصبح 1% فقط من البرازيليين يحصلون على نصف الدخل القومي،ووصل ملايين المواطنين تحت خط الفقر، الأمر الذي دفع قادة البرازيل إلى الاقتراض من الصندوق مرة أخرى بواقع 5 مليارات دولار معتقدين انه الطريق للخروج من الأزمة،فتدهورت الأمور أكثر ، وأصبحت البرازيل الدولة الأكثر فساداً وطرد للمهاجرين، والأكبر في معدل الجريمة وتعاطي المخدرات والديون في العالم ، وانهارت العملة ووصل الدولار إلى " ألف كروزيرو" حتى جاء عام 2003 وانتخب البرازيليين رئيسهم "لولا داسلينا" المولود من عائلة فقيرة ذاقت ويلات الجوع والظلم والاعتقال،حيث كان يعمل ماسح أحذية، وعندما وصل إلى الحكم خاف الكل منه، واعتقد رجال الأعمال بان سوف يأخذ أموالهم،واعتقد الشعب البرازيلي أن لافائدة تذكر ، ولكنه لم يفعل ذلك بل قال مقولته الشهيرة " لم ينجح أبداً صندوق النقد الدولي إلا في تدمير البلدان " ووضع ثقله في أربعة أمور(الصناعة.التعدين. الزراعة.التعليم) وعمل على رفع المستوى المعاشي للمواطن البرازيلي من خلال الضرائب على الجميع، ولكن بتسهيلات مالية كبيرة ، الأمر الذي جعل البرازيل تستعيد عافيتها في غضون 8 سنوات ، وبعد انتهاء حكم دسيلنا عام 2011 طالب الشعب بان يستمر ويعدل الدستور ولكنه رفض بشدة وقال كلمته الشهيرة " البرازيل ستنجب مليون ديسلنا... ولكنها تملك دستوراً واحداً" والآن البرازيل تدشن أول غواصة نووية / حيث تعد في المرتبة السادسة في إنتاج الغواصات .
أن النهوض بالتخلف ليس بالأمر المستحيل، بل هي إرادة وإدارة واللافت أن هذا الانقلاب الايجابي يحدث خلال 8 سنوات من حكم حاكم عرف ماذا يريد وماذا يفعل ، وهذا ماعملته الهند في التسعينات، وتركيا والبرازيل في عام 2003 ، وهذا ما تعمله الآن أثيوبيا وراوندا، وهذا ما تسعى له كل دولة تريد النهوض ببلدها وشعبها نحو الخير والرفاهية، وهذا ما نشهده في الكثير من البلدان العربية التي شهدت طفرة نوعية كبيرة في اقتصادها لأنها تمتلك الإرادة في تحقيق هذا الانجاز إلى جانب الإدارة الناجحة في عملية التغيير والإصلاح المنشودة، حيث سعت هذه الدول إلى أن يكون من أولى أولوياتها هو تحسين دخل الفرد وبما يحقق الاكتفاء الذاتي له .
العراق بلد الخيرات والثروات البشرية الهائلة ، والذي يمتلك خامس احتياطي في العالم من الإنتاج النفطي، وهو يعيش بين ثنايا نهرين عظيمين هما دجلة والفرات، إلى جانب تاريخه الذي يتصف بأرض السواد،وحضارته الممتدة في بطون التاريخ أمسى بلداً لايمتلك أي مقومات العيش الكريمة، وبات مصدراً للخطر يهدد جيرانه، ومرتع للإرهاب والجريمة والفساد وسرقة المال العام، وأصبح المنصب يباع في الأزقة والشوارع،ومن أراد منصباً في الدولة العراقية فليذهب إلى مكتب السيد الفلاني ليحصل على مايريد لقاء اتفاقات وقومسيونات ومصالح مشتركة بينها، الأمر الذي جعل الدولة تنهار تماماً أمام هذه العصابات وتجار الكراسي الذين خربوا البلاد وأفسدوا العباد، حتى أمسى الشعب العراقي يصنع الأصنام ليعبدها دون عبادة الوطن والأرض، وأصبحت السياسة أكذوبة والعوبة لدى مراهقي السياسة وأطفال الأزقة، دون النظر إلى بناء دولة اقتصادية قوية تمتلك كل هذه المؤهلات في أن تكون لاعب أساسي في المعادلة الإقليمية أو الدولية، وهي رأس الحربة في أي موقف عربي أو إسلامي إلى جانب امتلاكها للقدرة البشرية الهائلة فالشعب العراقي شعباً شبابي يمتلك القدرة على العمل وتطوير بلده ، لان عملية النهوض بالبلاد يحتاج إلى أرادة وعزم وإدارة ناجحة في النهوض بالبلاد ..



#محمد_حسن_الساعدي (هاشتاغ)       Mohammed_hussan_alsadi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى أين تتجه البوصلة ؟!
- أراد وطن فنادته الشهادة .
- الحرية طعم الشهادة .
- حكومة علاوي ...وتحديات المرحلة ؟!!
- الجسد قربان الشهادة ؟!
- شهيد يتحدث عن شهادته ؟!!
- أزمة النخبة السياسية في العراق .
- من يصنع الديمقراطية ؟!!
- الى اين يمضي العراق ؟!
- الإقليم السني في سطور صفقة القرن ؟!!
- السيادة في الصدارة
- الإعلام الموجه وقيادة العقل الجمعي !!
- وادي الأفاعي
- صناعة الأوغاد ؟!
- وكر الضباع
- ماذا بعد سليماني ؟!
- الى اين يسير العراق ؟!
- المرجعية الدينية ...آفاق وطموح .
- أين العراق من صراع القوى العظمى ؟!!
- السياسيون الشيعة يحفرون قبروهم بأيديهم ؟!


المزيد.....




- هل يعيد تاريخ الصين نفسه ولكن في الولايات المتحدة؟.. وما علا ...
- مجلس الشيوخ الأمريكي يناقش مشروع قانون ترامب للإنفاق وسط انق ...
- محكمة إسرائيلية توافق على تأجيل جلسات محاكمة نتانياهو في قضا ...
- يضم معارضين سياسيين ومواطنين أجانب... القصف الإسرائيلي يلحق ...
- فرنسا تعتزم أداء -دور محوري- في مفاوضات النووي وطهران تبدي - ...
- مشاهد للجزيرة توثق قصف مسيّرة للاحتلال فلسطينيا يحمل كيسا من ...
- ماذا تعرف عن إنفلونزا العيون؟
- الفساد يطيح بوزير يوناني و3 نواب
- غزة تنزف منذ 630 يوما.. إبادة ممنهجة ومعاناة لا تنتهي في ظل ...
- للمرة الأولى.. أطباء أسناء يركّبون سنًّا لدب بني


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسن الساعدي - النهوض...إرادة وإدارة.