أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد بولس - نداء آذار: صوتوا ولا تتركوا قائمتكم وحيدة















المزيد.....

نداء آذار: صوتوا ولا تتركوا قائمتكم وحيدة


جواد بولس

الحوار المتمدن-العدد: 6501 - 2020 / 2 / 28 - 09:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نداء آذار : صوتوا ولا تتركوا قائمتكم وحيدة

لا نعرف ما يخبيء لنا أذار القادم مثقلًا بالتردد وبالنعاس؛ ففيه، كما أخبرنا وليده الشاعر المحمود: "مرّت أمام البنفسج والبندقية خمس بنات. وقفن على باب مدرسة ابتدائية، واشتعلن مع الورد والزعتر البلديّ. افتتحن نشيد التراب".
لم يحسم الاسرائيليون، بعد جولتين انتخابيتين طاحنتين، خياراتهم ولم تقع قرعتُهم على أي "متياس"؛ فهل سيفعلون ذلك في الثاني من أذار المقبل ؟
يتوقع المحللون ألا يحدث تغيير لافت على نتائج الانتخابات المقبلة وأن يحافظ الحزبان الكبيران على التوازن في قوتيهما؛ ولذا نرى كيف تطارد جميع الأحزاب جموع الناخبين كصيادين يلهثون وراء "فرائسهم" الثمينة، ويعرفون أن المعركة قد تحسم بفوارق أصوات بسيطة جدا.
لا أعرف ماذا يجب أن يحصل، بيننا ولنا، نحن المواطنين العرب في اسرائيل، كي يتخلى البعض، ولو من باب فائدة التجريب المسؤول، او بدافع "غريزة البقاء"، عن نداءاتهم النمطية الهرمة الداعية الى مقاطعة الانتخابات.
لقد تطرقنا في الماضي الى هذه المسألة من جميع جوانبها، وسنعود اليوم الى اثارتها مجددًا؛ لا سيما ومنطقتنا تقف على أعتاب مرحلة سياسية جديدة، سيتم فيها قريبًا الشروع بصرف "صكوك" الادراة الامريكية المعطاة لحكام اسرائيل.
لا أختلف على حق الممتنعين عن التصويت؛ لكنني مقتنع ان ما يمارسونه يضر ، بسبب واقعنا السياسي، بمصالح أهلنا، ويخدم، في المحصلة السياسية العملية، قوة أحزاب اليمين الصهيوني، على جميع أطيافها الايديولوجية والسياسية.
نسمعهم، قبل كل جولة انتخابية، يرددون بيقين ويتلون علينا أيات الأمل المفقود، ويؤكدون، بثقة العاجزين، على أننا لن نصحو، نحن المصوتين العرب، على فجر جديد، بل سيبقى غدنا، بمنأى عن نتائج الانتخابات، كأمسنا، بارداً كالموت ولا يحمل ذرة من بشرى ولا بسمة من ندى للحالمين.
انها لغة الغبار ، يحدثنا بها أصحابها من دوافع عقائدية ويصرّون على أن مشاركة العرب في الانتخابات تعدّ خطيئة، أو، وليس أقل خطورة، اعترافًا بشرعية كيان ما زال في عرفهم، رغم بكاء البيارات في بيسان، باطلًا ومزعومًا.
لا يوجد مسح علمي دقيق لدوافع الجهات الداعية الى مقاطة الانتخابات، لكننا نستطيع، من باب التكهن الحذر، ان نفترض ان الفئة الأولى تلتزم بموقف "الحركة الاسلامية الشمالية" والثانية تنتمي لمجموعات غير المبالين ومعهم، في نفس الخيمة، ضحايا الخيبة من العمل السياسي والعازفين عنه، وبعدهم سنجد أتباع "حركة ابناء البلد"، على تفرعاتها القومية الاخرى، والى جانبهم مجموعات من"الزعلانين" والمحتجين ومدمني الرفض والمزايدين.
تتصرف أعداد كبيرة من الناس، التي تتفاعل مع نداءات المقاطعة، بتبعية ولائية أوتوماتيكية، فتُحجب عنهم فرصة التدقيق بنتائج "اختيارهم".
ولو سبرنا جوهر ندائهم "لا للتصويت" لوجدنا انهم ينشدون معاقبة "القائمة المشتركة" ولا يقاطعون، فعليًا، العملية الانتخابية للكنيست الاسرائيلي، كما يصرحون؛ فعدم المشاركة بالتصويت، ولو بورقة بيضاء ، يصبّ، وفق قانون احتساب الأصوات على الطريقة الاسرائيلية، في صالح الاحزاب الكبيرة التي تفوز بالمراتب الاولى؛ أي أنها، في المحصلة، مقاطعة ذات وجهين: وجه يرضي "أنا" صاحبها؛ ووجه ثان، سنجد له اسمًا في الثالث من أذار !
لن افند جميع ادعاءات المقاطعين، لانني، كما قلت، أرى في المقاطعة مضرة مؤكدة؛ لكنني أود التأكيد على أنني لا أصوّت بسبب ايماني الساذج "بكرم" الديمقراطية، ولا لأنني مفتون بمحاسن أعضاء القائمة المشتركة، ولا كي اسقط اليمين بضربتي القاضية، بل ببساطة، سأصوّت، كي اغرس، كما قلت من قبل: "حبتي في صدر القدر مؤمنًا أن قليلًا من الاصرار والعمل خير من نهر تنظير وأجدى من قناطير رومانسية طاهرة ؛ سأزرعها وأنا أردد نصيحة السلف الحكيم، بأضافة "ورقة" من القطران فعساها تسعف الجمل!
وسأصوّت للقائمة المشتركة لأنني لست كآلاف العرب "المقاطعين" وهم يعيشون في فيء مواطنة اسرائيلية وينأون بأنفسهم طواعية، عن ممارسة حقهم الإنساني والأساسي في التأثير على شكل النظام الذي سيحكمهم، وعلى صورته وقوته.
أنا لن اقاطع الانتخابات لأنني لا أريد أن أؤذي نفسي؛ وأدعو الجميع الى التصويت للقائمة المشتركة؛ فكلما زادت قوتها كقائمة سيكون حجمها اكبر بكثير من حاصل مركباتها وستنقص،بالتالي، قوة أحزاب اليمين الفاشي، وستتراجع امكانياتهم بتحقيق برامجهم السياسية والاجتماعية التي يعلنونها بشكل سافر حازم.
لا ضير إن كررت مرة اخرى بأن من يصر على أن اعتبار جميع اليهود صهاينة مخطيء، ومخطيء كذلك من يؤكد على أن جميع الصهاينة سواسية؛ فهذه التعميمات مرفوضة من الناحية الاخلاقية والسياسية، وهي توازي تمامًا تعميمات العنصريين اليهود ضد العرب او المسلمين او الشيوعين وغيرهم؛ ومرفوضة لأنها تخلق بلبلة كبيرة بين الناخبين العرب وتساعد على اقناع المترددين والمتأرجحين والتائهين منهم بتبني موقف المقاطعة؛ فما دامت كل الأحزاب اليهودية متشابهة اذن، فما الفائدة من التصويت لإحداها أو من سقوط نظام نتنياهو وحلفائه من غلاة اليمينيين والمتزمتين الدينيين؟
يقاطع البعض، هذه المرة، بسبب خشيتهم من موقف القائمة المشتركة ومن امكانية دعمها، بعد الانتخابات، لحزب "كاحول لافان"، في مساعيه لاقامة حكومة اذا كلفه رئيس الدولة بهذه المهمة. انه محض وهم وخيال فيّاض.
لا ضرورة لاجراء مفاضلة بين حزب كاحول لافان وحزب الليكود كي نستنج ان المشتركة بعيدة عن كليهما؛ فيكفي ان نقرأ ما أعلنه قبل يومين في الاعلام العبري، الجنرال بوغي يعلون، وهو الرجل الثالث في الحزب، كي نعرف كم كان ظن المشككين بموقف المشتركة إثمًا؛ وأن نتيقن بأن التزاوج بين الحزبين مستحيل وحتى الخطبة غير واردة بالحسبان اطلاقًا.
ففي معرض نفيه للاشاعات التي يطلقها بنيامين نتنياهو ضد حزب "كاحول لافان" حول وجود علاقة مع القائمة المشتركة، قال يعلون بالحرف : "تنتشر بيننا ثقافة الكذب؛ فالناس تؤمن أن ثلاثة قادة أركان سيأتلفون/يتفقون مع المشتركة، وهي تدعو الى محاكمتهم كمجرمي حرب". ألم يقطع "بوغي" كلام كل غيور خائف أو مشكك أو مزايد ؟
كثيرون راجعوا مواقفهم ازاء المقاطعة وغيّروها؛ ولقد لفتت انتباهي، بهذا الخصوص، نصوص الصديق، الأسير السابق امير مخول، التي وصف فيها، بشجاعة وبنبل وبمسؤولية، كيف ولماذا قرر التصويت ودعم القائمة المشتركة بعد ان كان لسنين عديدة من دعاة مقاطعة الانتخابات.
لقد امضى أمير فترة تسعة أعوام في سجون اسرائيل بسبب ادانته بتهم امنية؛ ولقد افرج عنه مؤخرًا، فكتب عن تجربته وعن خلاصاتها التي يمكن ان تحتذى، لأنها أوصلته الى قناعة "ألا ننتظر من سينقذنا من العنصرية الفاشية الزاحفة، بل يجب أن نسعى الى أن نكون أقوياء لدرجة لا يمكن المس بحقوقنا وبوجودنا .. فقوة المشتركة هي جزء ومركب هام في تعزيز حضورنا فوق عنصريتهم.." .
أمير ليس وحيدًا، فانتظار العجائب ترفٌ أجازته الاساطير للحالمين فقط؛ ونحن، كي ننجو، لا نملك "خيط الأميرة أريان" ولا أحد منا يقبض وحيدًا، على ناصية اليقين؛ فعلينا ان نعرف متى وكيف نغفو على خصر زهرة ياسمين، ومتى نصحو قبل قدوم قايين.
لا نعرف ماذا يخبيء لنا أذار القادم على السنة الرماح؛ فلندعه بسلام، من دون أن تجفله حماقاتنا لأن فيه " تأتي الظلال حريرية، والغزاة بدون ظلال، وتأتي العصافير غامضةً كاعتراف البنات وواضحة كالحقول.." ولنترك حساباتنا مع قادة غفلوا ، اذا غفلوا، الى ما بعد ركود الغبار وقبل هبوب العاصفة ونزول أول المطر.



#جواد_بولس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسراطينيات
- عندما بكت-عدالة- في المحكمة العليا الاسرائيلية
- بين ترامب وفيلم: -الباباوان-
- مشاهد من ضياعنا في مثلث ترامب
- ماذا بعد سقطة حزب ميرتس؟
- الحرية للاحمدين، قطامش وزهران
- العرب في اسرائيل والمقاطعة المستحيلة
- العرب في اسرائيل ولعنة التطبيع
- خدوش على صفحة هوية ملتبسة
- جامعة بير زيت، تبدد الحلم
- التعليم العربي: بين برج بابل وبرج بيزا
- سامي ابو دياك، وموت أمنية فلسطينية
- القدس مدينة الحجارة الباكية
- مواطنون بين صاروخين
- خيمة الاصرار والامل
- انتهت معركة -المطّلع- وبقيت القدس عليلة
- لنصلي من أجل لبنان وفلسطين
- بسام الشكعه..العظماء لا يموتون
- ليل هبة البارد والطويل
- خوف ورياء وقتل


المزيد.....




- -بأول خطاب متلفز منذ 6 أسابيع-.. هذا ما قاله -أبو عبيدة- عن ...
- قرار تنظيم دخول وإقامة الأجانب في ليبيا يقلق مخالفي قوانين ا ...
- سوناك يعلن عزم بريطانيا نشر مقاتلاتها في بولندا عام 2025
- بعد حديثه عن -لقاءات بين الحين والآخر- مع الولايات المتحدة.. ...
- قمة تونس والجزائر وليبيا.. تعاون جديد يواجه الهجرة غير الشر ...
- مواجهة حزب البديل قانونيا.. مهام وصلاحيات مكتب حماية الدستور ...
- ستولتنبرغ: ليس لدى -الناتو- أي خطط لنشر أسلحة نووية إضافية ف ...
- رويترز: أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لأو ...
- سوناك: لا يمكننا أن نغفل عن الوضع في أوكرانيا بسبب ما يجري ف ...
- -بلومبرغ-: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على 10 شركات تت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد بولس - نداء آذار: صوتوا ولا تتركوا قائمتكم وحيدة