أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يسرية سلامة - أول ليلة














المزيد.....

أول ليلة


يسرية سلامة

الحوار المتمدن-العدد: 6500 - 2020 / 2 / 27 - 15:04
المحور: الادب والفن
    


دائمًا وأبدًا ما أحسب حساب "أول ليلة"، فأخذت استرجع شريط حياتي كلها منذ نعومة أظافري، وتسلسل أحداث الحياة التي نمر بها جميعا، وكأننا نسخة مكررة من بعضنا البعض، فتذكرت تلك الليلة "أول ليلة"
ليلة رمضان، ليلة العيد، ليلة أول يوم في المدرسة، ليلة أول يوم في الجامعة، ليلة أول يوم في العمل، ليلة الزفاف....إلخ
نعم أتذكر جيدًا "أول ليلة" بأدق تفاصيلها، وتخيلت نفسي في تلك الليلة الخيالية،
نعم هذه هي الليلة هي أسعد لياليَ، وهي الأهم على الإطلاق، والتي كثيرًا ما سألت نفسي عن ماذا سيحدث في تلك الليلة؟

فقد زينوني وصرت في أجمل صورة، مغتسلة، معطرة، وقد ألبسوني أجمل ثياب، وكحلوني وهيأوني لإستقبال حياتى الجديدة، وقد استلقيت بجسدي على فراش جديد في دار جديدة، ولكني لست نائمة، بل مستيقظة، وأري كل شئ بوضوح،
كل شئ كما لم أره من قبل، بل ببصر من حديد، وكأني أرى شاشة شفافة تعرض الماضي كله في لحظات، والحاضر والمستقبل، مبتسمة أرى الحدائق الخضراء لأبعد مدى، وأرى النور الذي يعقبه نوربشكل لا نهائي وباتساع الأفق، أشعر بالسعادة كما لم أشق من قبل، ومعي كل زادي وزوادي، الذي تزودت به طيلة حياتي لتلك الليلة وما بعدها.

فقد حمولوني على الأكتاف وحثو فوقي التراب، وقد سمعت دعائهم لي، وعرفت من يدعو لي من قلبه، ومن يؤمن في عجالة لأن عنده موعد هام بعد تلك الجنازة، ولا يريد أن يطيل فتتعطل مصالحه....
ثم تركني الأهل والأحباب والأصدقاء، والأعداء في صورة أصدقاء، وانصرف الجميع،.الحزين والسعيد، الممثل والمتعجل والحيادي والمتعامل مع جميع الأحداث، الكل انصرف وقد سمعت قرع نعالهم واحد تلو الآخر.
وتباعدت أصوات الخطوات التي لا تشغلني حقيقة، فأنا مشغولة بما هو أهم، بحياتي الجديدة، فحان الآن موعد الأسئلة ...
وأنا في مرحلة العبور، العبور بين الدنيا والآخرة، نعم. فالقبر بداية "الحياة البرزخية"،
هو العبور، فجاء ملكان يسألاني:

- من ربك؟
أجابت بثقة:
- ربي الله
- هل رأيتَ اللهَ؟
- ما ينبغي لأحدٍ أن يرَى اللهَ
- ما هذا الرَّجلُ الذي بعث فيكم؟
- محمَّدٌ رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ، جاءَنا بالبيِّناتِ مِن عندِ اللهِ فصدَّقناهُ.
- أشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأشهدُ َأنَّ محمدًا عبدُ اللهِ ورسولُهُ
- - مادينك؟
- -ديني الإسلام
- ثم رأيت منزلي من الجنة برحمة ربي

فاليوم تخيلت نفسي وأنا في "أول ليلة" من ليالي القبر، وما دفعني لهذا الشعور هو وفاة "شخص ما" رحمه الله، والليلة هي أول ليلة له في القبر.

وبعيدًا عن أحكام الدنيا، تسري عليه الآن قوانين الآخرة، فأتمنى أن تكون هذه الليلة، هي أسعد لياليه.
وخيالي الواسع المتفائل هذا مصدره "حسن الظن بالله"، والعشم في كرم رب غفور.

26/2/2020



#يسرية_سلامة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة وأماه
- وأماه
- ديسمبر
- يا ذا النون عُذرًا..
- الارهابي
- الارهاب
- أحلام سرمدية
- السيسي
- وحدة الشعب المصري فرض عين الآن
- حكاية تفاحة الاسكندرية الذهبية
- شركات المحمول رفقا بلغة الضاد
- إمرأة من بلاد الشرق
- الماكر القصير
- الإسكندرية: وصوت كوزموبوليتاني معاصر
- عرض لكتاب
- ترمواي الاسكندرية يأخذ زرقتها
- الاسكندرية وصوت كوزموبوليتاني معاصر
- الاسكندرية مدينة الله العظمى
- أنت
- المرأة البدوية تصرخ آملة في التغيير بعد ثورة25 يناير


المزيد.....




- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يسرية سلامة - أول ليلة