أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جمشيد ابراهيم - ذكريات ولد كوردي 32














المزيد.....

ذكريات ولد كوردي 32


جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 6499 - 2020 / 2 / 25 - 20:46
المحور: سيرة ذاتية
    


تنقلات الوالد 1
طبعا التنقل هو الحركة و الحركة هي سمة الحياة و لكن اذا كثرت تنقلات الوالد في فترة قصيرة نسبيا فانه يسحب الارضية من تحت اقدام الاطفال دون ان يعي و اذا فقد الاطفال الارضية فان نمو الفكر يتأثر اما باتجاه سلبي مشوش او باتجاه حسي مرهف. هذا ما سمعته من فيلسوف الماني لانك لا تستطيع تثبيت الجذور كالنباتات في الارض. لا اعني بالتنقلات تغير المدينة و العيش في مدينة او دولة اخرى فقط بل ايضا تغير مكان العيش داخل المدينة نفسها.

قضيت الفترة الاولى لمدة 12 سنة في مسقط رأسي مدينة رواندز في كوردستان الجنوبية و طبعا الطفل هو ابو الرجل بلغة شكسبير اي اصل و هوية الرجل و لكني و عندما ادفع بحدود ذكرياتي الى اقصى حد ممكن يرتابني الفزع و الحيرة عندما اكتشف عدد مرات (خمس مرات) تغير مكان العيش في غضون 12 سنة في داخل مدينة رواندز و اسأل لماذا لم يستطع والدي الذي كان معلما في مدرسة ابتدائية الاستقرار في بيت و في مكان معين؟

لا اتذكر شيئا عن البيت الاول - البيت الذي ولدت فيه عدا وجودي في سيارة لنقلي الى مدينة الموصل بسبب اصابتي بمرض التيفوئيد (لانعدام النظافة) لربما كان عمري انذاك 3 سنوات لا اعرف بالضبط و لكني اتذكر بكاء والدتي لاعتقادها باني كنت على وشك الموت. كان هذا اعتقاد الناس ايضا لضعفي و شحابة وجهي عدا سيدة حسب قول والدتي وهي تقول: انتظروا لتروا الرجل الذي يكون عليه في المستقبل - لا اتذكر المستشفى و العلاج في الموصل و لكني اتذكر و بعد مغادرة المستشفى و قبل الرجوع الى رواندز زيارتنا لبيت اقارب هناك و هنا قالت والدتي بان سيدة البيت و بعكس نصائح الطبيب اقنعت والدتي بان طاقتي سترجع بمجرد تناولي شيئا من الطعام و هي كانت على حق لاني كما قيل لي فجأة نهضت على اقدامي لالعب و اركب دراجة اطفال ابن الدار بعد الاكل.

ذكرياتي عن البيت الثاني اوضح - اتذكر مشاركة الالعاب مع بنات الجيران (اوسطه على خبير مد انانبيب الماء للبيوت - لكل بيت خنفية واحدة فقط) شكرية و فوزية و انه كان يسمي الجزء الذي يربط البوري (الانبوب) مع جزء اخر بالصمون و الصمون كان ايضا نوع من الخبز و اكلي السمك لاول مرة و كيف انفجرت بالصراخ و البكاء لخوفي كلما اقترب مني رجل صغير القامة كان معروفا باسم (عليه جر) بسبب شكله الغريب و هو يقول لاتبكي يا عزيزي بصوته الغريب ايضا و اليوم الذي سقطت من بلكون الطابق الاول على الارض و كيف وقفت على اقدامي و صعدت الى الاعلى بنفسي و والدتي تصرخ لخوفها و ضمتني الى صدرها و اعطتني (جكليت) على شجاعتي و اليوم الذي اخذتني عمتي معها الى حمام النساء و كيف اطلقت النساء رشاشات السب و الشتم عليها لجلبها ولد لحمام النساء و عمتي تدافع عن نفسها و هي تقول: الولد صغير بريء لا يعرف شيء. اتذكر هذا البيت جيدا لان اخي (سلام) الثالث بالتسلسل ولد فيه و لربما احتك و تأثر والدي هنا لاول مرة بالشيوعية. اتذكر ايضا مشاجرتي مع ابن الجيران في الجانب الاخر من الشارع و كيف انتقلت المشكلة الى مشاجرة بين والدتي و سيدة الدار المقابل و كيف ساعدت سيدتان من جيراننا والدتي بجمع الحصو و الحجر لضرب بيتهم.

لم تمض فترة لربما سنتين فقط لنجد نفسنا في البيت الثالث مكان ولادة الرابع بالتسلسل. اتذكر ان سقف البيت كان عبارة عن اكياس من البلاستيك كمادة عازلة لمنع التراب من السقوط - لاول مرة تم نقل معلمون عرب من جنوب العراق الى رواندز و لان المنطقة التي سكننا فيها كانت فيها ابناء خال والدي من الشوعيين (الشبيبة) الذين كانوا معروفين بحبهم للعرب تم اختيار المنطقة لحفلة اغاني عربية ريفية. كانت المنطقة عبارة عن حوش (ساحة عامة لكل الساكنين) مدور تحيط به بيوت من الطين و كان هناك رجل اسمه قادر سمي بـ قادر النسوي لمخالطته و معاشرته النساء و كان هذا لقبا تحقيريا نوعما لان الرجل سابقا لم يجالس النساء.
www.jamshid-ibrahim.net



#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جينة النعال
- من غازي الى غانم
- تخيل ديموقراطية فارغة من الفساد
- ما معنى الشيطان الرجيم؟
- و اخيرا حصلت القيامة
- عالم الطفليات
- سورة الغزو (الفتح)
- القضية الكوردية - القضية المركزية الاولى في العالم
- مفهوم النعم العربي
- الكورد و الدين
- مكانة القول في العربية
- خط (بلا نسيان)
- رد الاعتبار للسفالة
- من الضجيج الى الحجيج
- التسميات الاوربية الغبية
- فكرة الانسانية
- فكرة العباءة العربية
- ذكريات ولد كوردي 31
- ذكريات ولد كوردي 30
- هل هذا اوريجنال (اصلي)؟


المزيد.....




- جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنس ...
- العلاقات بين إيران وإسرائيل: من -السر المعلن- في زمن الشاه إ ...
- إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون -الموت لإسرائيل- بعد ساع ...
- شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة
- هل تلقيح السحب هو سبب فيضانات دبي؟ DW تتحقق
- الخارجية الروسية: انهيار الولايات المتحدة لم يعد أمرا مستحيل ...
- لأول مرة .. يريفان وباكو تتفقان على ترسيم الحدود في شمال شرق ...
- ستولتنبرغ: أوكرانيا تمتلك الحق بضرب أهداف خارج أراضيها
- فضائح متتالية في البرلمان البريطاني تهز ثقة الناخبين في المم ...
- قتيلان في اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم نور شمس في طولكرم ش ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جمشيد ابراهيم - ذكريات ولد كوردي 32