أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف حمك - و ماذا في صالات العزاء غير المفاخرة و الرياء ؟!














المزيد.....

و ماذا في صالات العزاء غير المفاخرة و الرياء ؟!


يوسف حمك

الحوار المتمدن-العدد: 6497 - 2020 / 2 / 23 - 03:48
المحور: الادب والفن
    


غزوُ التفاخر للعقول خصلةٌ رخيصةٌ ، و غرقٌ في الأوهام ، و تقهقرٌ في الوعي ، و عنجهيةٌ عقيمةٌ ، و آفةٌ اجتماعيةٌ خطيرةٌ .
الاهتمام بالمظاهر اكتسح مجتمعنا بكافة فئاته ، و طالت كل الشرائح .... حتى النخبة المثقفة باتت تلهث وراء بريق المظاهر الجوفاء ، و بخطواتٍ أسرع من العامة ، و هوسها بالبذخ و التقليد أعظم من ذوي الفكر المحدود .

حسب المختصين النفسيين : حب المظاهر ناتجٌ عن اضطراب الشخصية .
و ذهب البعض منهم إلى أبعد من ذلك حينما اعتبروا ذلك مرضاً نفسياً ناتجاً عن الإحساس بعقدة النقص ، أو فقد الثقة بالنفس .

بعيداً عن الإهانة ، أو انتقاص الشأن . بل بالحسرة و المرارة أقول : الإسفاف في حب المظاهر تبذيرٌ بلا مبررٍ وطيشٌ و خيلاءٌ ، كما استراتيجيةٌ فاشلةٌ ، و عروضٌ زائفةٌ بفواتير باهظة الثمن ، تثبت زيف دواخلهم الفارغة من الرصيد ، و خلو الجوهر من اللمعان الذي يشع على المظهر .

المجاملة و المديح و الأقنعة المزركشة و المظاهر المضللة كلها مفاهيمٌ عاكسةٌ لثقافة مجتمعاتنا التعيسة التي صاغها عامل الدين و التقاليد القبلية في أحسن صورةٍ و أبهى حللٍ .

لن أطيل في السرد . بل بودي أن أحدد قضية تلقي كلمات العزاء داخل صالات المفاخرة و البهرجة في دول المهجر و تقديم وجبات الطعام .
نعم كل من هاجر ، فقد حمل عقله العقيم البالي قبل حمله حقيبة أمتعته . و أراد أن يتصرف في بلدان القوانين و المؤسسات كما لو كان يعيش في بلاد حكم الرجل الوحيد ، و سلطة الفرد الأوحد ، و مجتمع الجهل و الخرافة و الخزي و حب القتل و السبي و الذبح .

الخيلاء طبعٌ سقيمٌ ، و العجرفة فكرٌ مقفرٌ ، و الكبرياء سلاحٌ خلبيٌ أُختلقت لإرضاء غرورٍ زائفٍ ، و شموخٍ كاذبٍ ، و ترهاتٍ رديئةٍ ... طبقاً للمثل الإيرلنديِّ : " البقرة الأكثر خواراً ليست الأكثر مدراراً "
فالإنسان يقاس بمبادئه التي تخدم المواطن ، و بمواقفه التي تبني الوطن ، و بجمال روحه الذي تنهض به الحياة على قدميها .
كل العالم حولنا ينطلقون نحو المستقبل بوتيرةٍ عاليةٍ ، و ما زلنا نتنفس من أوهام الماضي ، نراوح مكاننا ، و نتغذى بعقولٍ كهفية المنشأ .

الوافدون هنا مبعثرون في كل الأرجاء ، ملتزمون بالدراسة ، و بالعمل منشغلون .... و ناهيك عن مشقة الحياة .
طنين نبأ صالات العزاء على الأذن مزعجٌ ، و للذوق العام طعمه باهتٌ ، و للحلق بلعه عسيرٌ ....

في حضورهم لتلك الصالات عناءٌ شديدٌ ، كما الحرج أيضاً في تقصيرهم لعدم أداء الواجب .
لذا من الأرقى و المستحبِ الإكتفاءُ بتلقي كلمات العزاء بالتواصل عبر تعدد وسائله " الهاتف ... الماسنجر ... الواتس ...الخ "
بقدرٍ ضئيلٍ من الجرأة ، و بجرعةٍ طفيفةٍ من الشجاعة تستطيع تغيير الواقع .



#يوسف_حمك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاحتفاء بالحب ليومٍ واحدٍ تقزيمٌ لقدره .
- هل حقاً : عصا الجنة وسيلة ردعٍ و امتثالٍ ؟
- حينما يكون الوطن مختطفاً .
- ليس من طبع المرتزق ، البحث عن ذاته .
- العطاء حكمةٌ راقيةٌ ، و سلوكٌ أنيقٌ .
- الكيل بمكيالين ، أم غشاوةٌ على الأعين ؟!
- كل عامٍ و مستقبلنا يصنعه المستعمِرون و الطامعون .
- براعة الشرق في صناعة الأصنام ، و عدم الأوطان .
- إطلالة نافذتي مفعمةٌ بمشهد الحياة .
- الشعور بالعار ليس من شيم الطغاة .
- و أخيراً تمسك لا فروف بقرنيِّ الثور .
- بكثرة الطهاة يفسد الطبق .
- حينما تكون الصرخةُ مفلسةً .
- شبحي لكم مرعبٌ .
- ردٌ هادئٌ على مداخلة الأخ مسهوج خضر .
- خذها من قلمي ، أيها العاشق .
- رسم الخرائط سيُعاد من جديدٍ .
- أعيادنا كحكامنا غدت خائبةً ، بلا إنجازٍ .
- رحيلك الأبدي آلةٌ ، تعزف ألحان الوجع .
- الطبيعة تغريك ، للارتماء بحضنها .


المزيد.....




- الكويت.. تاريخ حضاري عريق كشفته حفريات علم الآثار في العقود ...
- “نزلها لعيالك هيزقططوا” .. تردد قناة وناسة 2024 لمتابعة الأغ ...
- تونس.. مهرجان الحصان البربري بتالة يعود بعد توقف دام 19 عاما ...
- مصر.. القضاء يحدد موعد الاستئناف في قضية فنانة سورية شهيرة ب ...
- المغربية اليافعة نوار أكنيس تصدر روايتها الاولى -أحاسيس ملتب ...
- هنيدي ومنى زكي وتامر حسني وأحمد عز.. نجوم أفلام صيف 2024
- “نزلها حالًا للأولاد وابسطهم” .. تردد قناة ميكي الجديد الناق ...
- مهرجان شيفيلد للأفلام الوثائقية بإنجلترا يطالب بوقف الحرب عل ...
- فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي ...
- انقاذ سيران مُتابعة مسلسل طائر الرفراف الحلقة  68 Yal? Capk? ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف حمك - و ماذا في صالات العزاء غير المفاخرة و الرياء ؟!