أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راوند دلعو - تحرير الله ممن سرقوه














المزيد.....

تحرير الله ممن سرقوه


راوند دلعو
(مفكر _ ناقد للدين _ ناقد أدبي _ باحث في تاريخ المحمدية المبكر _ شاعر) من دمشق.

(Rawand Dalao)


الحوار المتمدن-العدد: 6492 - 2020 / 2 / 16 - 13:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


(تحرير الله ممن سرقوه ! )

#راوند_دلعو

دعوني أعترفُ ... نعم سأعترفُ !

لقد حال إرهابُهُم ما بيني و بين رفع ذلك السِّتَار .... لقد حال إرهابُهُم ما بيني و بين إزالة تلك الغَشَاوة ... فقد حاصروني بآلاف النُّصُوص المتوحِّشَة و ملايين الأحكام المُطْلقة و الخيالات الإجراميَّة ....

قالوا لي عندما كنت صغيراً :

{ إذا فعلتَ كذا فمصيرُك النار

إذا شكّكت بكذا فمصيرُك الجحيم

إذا ناقشت المسألة الفلانية فمصيرك جهنم !

لا تسأل عن أشياء إن تُبْدَ لك لن تسرُّك ....

لا تناقش في هذه المنطقة المحظورة ... سيغضب الله عليك عندها ..... و ستحل عليك اللعنة !

فلان ابن فلان ( الذي يأكل و ينام و يتغوط ! ) له التبجيل و التقديس و الحمد و السلام و المرتبة الراقية صلى الله عليه و سلم ... فهو خط أحمر لا تتساءل عن طبيعة أفعاله فهو فوق النقد ... إن طعنت به فمصيرك واد في النار يسمى الويل ....! و عليك اتباعُه من فَم ساكت🤫 !

الخ الخ }

لقد قيدوني بكل النبرات المقدسة و الأعراف المرعبة ... سلسلوني بكل الأوهام و الأساطير المتوارثة .... استغلوا بياض طفولتي .... أشبعوها سحقاً و محقاً .... حاربوني ببراءتي بنقاوة سريرتي الطفولية .... اغتالوني في المهد ... و جنزروني بحديد موروثاتهم إلى اللحد ... فلم ينفعني ذكائي الذي كان أضعف من سطوة جبني و جبروت خوفي من نصوصهم المتوحشة .... نعم لقد كانت مرعبة و مخيفة ....

باختصار .... لقد علّبوني كالكونسروة ... لقد دمغوني كما يتم دمغ الخراف على ظهورها .... لقد قبروني في التابوت الذي ورثناه عن الآباء ! لقد قوقعوني فتحولت إلى مجرد رقم من بين ملايين القطيع.

ثم مر الزمن فنضجتُ أكثر ، و ضعف جبروت خوفي ثم انهار أمام مارديّة عقلي و ثوران أفكاري و بركان تلافيفي الدماغية التي تعقدت بما فيه الكفاية كي أقول : لا !

نعم ثرت أخيراً .... ثرت على إرهاب نصوصهم ... و سلطوية تلقينهم ... و ديكتاتورية أحكامهم ... و شمولية أعرافهم...

لقد كسرت حاجز الخوف ... و مددت يدي إلى ذلك الستار الذي بيني و بين النور ... فنزعته من شروشه ... و نزعت معه الصنم الحقيقي ... ( الدين _ الموروث) ... و كشفت عورة الحقيقة ....

ها هي يدي اليوم و قد عادت إلي مُضرجة بالنور .... مضرجة بالعقل ... مشبعة بالمنطق .... متخمة بالحرية ...
مغموسة بالحقيقة ...

إنه الميلاد .... !

إنه العقل الجريء عندما يتمخض عنه إنسان بكل ما تحمله الكلمة من معنى ....

أنا اليوم وعيٌ حرٌ جريء ...

أنا اليوم أنتمي لوعيي و عقلانيتي و إنسانيتي فقط ...

و لست خرزة في مسبحة أحد ...

و لا خروفاً في قطيع أحد

و لا تابعاً لأحد ...

هأنذا أستردُّ عقلي من بين صفحات كتبهم الصفراء التي تُفَلسِفُ الخرافة و تُمنطِق اللامنطق و تلمع السذاجة و تبرر التناقض و ترقع الفجوات و تُلبس السخافة ثوب الحكمة ...!

أسترد عقلي من عاداتهم الحمقاء ... و أساطيرهم العمياء ... و سجعهم المريض و ترتيلهم البغيض.

اليوم فقط أستطيع أن أشير إلى ذاتي ب ( الأنا) ...

اليوم أميِّزُ أنايَ بوضوح ... أراها و قد استقلت ... و بعقلانيتها اكفهرَّت ... و بشجاعتها و جرأتها زمجرت فاسبطرّت.

لقد انتصرتُ في حربي معهم و خرجت أخيراً من قُمقمهم ...

خرجتُ من حربي العالمية مع سُرّاق الله .... خرجت و بقايا دم الخرافة يغطي وجهي و جسدي ... خرجت مليئا بجراح الأساطير و طعنات الموروثات ... خرجت أنفض بقايا المغالطات المنطقية من على تلافيف دماغي ... خرجت أكنس غبار الأساطير من ينابيع وعيي.


لكنني لم أخرج وحيداً ... بل أخرجت الله معي ...

نعم ! حررت الله الذي حاربت من أجله على الورق ...

سحبته من بين أكاذيبهم ....

انتشلته من مستنقعات سفسطاتهم ...

أنقذته من أوحال كهنوتهم و مشيختهم.

فككت قيوده و حررته من الأصفاد التي ربطوها بذاته ... أخرجته من دنيويته من ذكوريته ...

حررته من وثنيتهم ... من كتبهم السخيفة ... و مقالاتهم الساذجة.

فالربُّ أرقى من أن يكون حبيس خيال البشر ...

هو أرقى من التشبه بالموجودات و الحوادث ...

أرقى من خضوعه للمنطق البشري ... أرفع من خضوعه للعددية و التعددية و الواحدية و الأحدية و المثنوية و التثليث و التربيع و التكعيب ... لقد حررته من مشابهته للحوادث ... حررته من النزول و الصعود و الكينونة ...

حررته من العرش حَمَلَةِ العَرش و الكرسي و الثرثرة و الكلام و الضحك و الغضب و الحشرية و الانتقام و التبلّي و الإفناء و التَّثَعلُب و الإبادات الجماعية ... حررته من المكر و التردد ... حررته من الإرسال و الاستقبال و التفاعل .... حررته من العنصرية و الاصطفاء و التمييز بين الناس ...

و أخيراً حررته من الشّر نعم الشر ...

و أخيراً أرحْتُ ( أبيقور) في قبره و حللت معضلته من خلال تحرير الله من الشر ... و خلق الشر ...

نعم يا سادتي حررته من هذا الوجود !

#الحق_الحق_أقول_لكم ... إن الجرأة لهي المكون الأهم في عملية الانتقال إلى النور ... بل إنها أهم من العقلانية ذاتها ... !

عندما كنت صغيراً كان بيني و بين النور خوف من إزاحة الستار ... فخوفي كبَّل ذكائي ... ثم رضختُ للخرافة بمشاعري لا بعقلي.

لذلك أعتبرُ ميلادي الحقيقي يوم كسرتُ حاجز الخوف ...

فلا خير في عقلانية جبانة خائفة .... و كل الخير في ثورة العقل الجريء الشجاع.

يوم قررت أن أنتقل من مرحلة التفكير العقلاني المهزوز الجبان ... إلى مرحلة التفكير العقلاني الجريء الشجاع.

و عندها فقط ، كان الميلاد ! و كان تحريري و تحرير الله من حرامية الله ... من سُرَّاق الله.



#راوند_دلعو (هاشتاغ)       Rawand_Dalao#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة الدموية و الثورة السلمية
- الفرق بين التعليم و التفهيم
- خلاف عائلي في قبيلة قريش
- وثنيّة النّص
- فطرة الله التي فطر الناس عليها
- الأثر السلبي لمناهج التفكير الدينية في سياق المعرفة البشرية
- قراءة التاريخ
- الديانة الإسلامية أم الديانة المحمدية ؟
- صباح الميم و الياء
- القرآنيون ما بين علمنة الخرافة و عقلنة الوهم
- القلب النزيف
- ياسمينة على ضريح الله _ قيثاريّة النسرين
- إنه لمن الظلم بمكان !
- نظام اتصالات رديء بين الله و أنبيائه
- أكذوبة العروبة ... أكذوبة ملعوبة !
- مصطلحات قرآنية أهانت المرأة _ الإعجاز الإشمئزازي في القرآن
- بالغتُ باسمِكِ ( شعر عمودي )
- اعتناق الديانة المحمدية على أسس علمية
- الإبهام المُطلق للخطاب في النص الديني
- هذا الموت من هذا الجمال !


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راوند دلعو - تحرير الله ممن سرقوه