أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فتحي مهذب - قصة لم يكتبها فرانز كافكا














المزيد.....

قصة لم يكتبها فرانز كافكا


فتحي مهذب

الحوار المتمدن-العدد: 6492 - 2020 / 2 / 15 - 21:31
المحور: الادب والفن
    


صلب أحد الرواة بسبب قصة صغيرة كان يرويها للبحارة الراغبين في نسيان أهوال المغامرة وغرائب المخلوقات التي مروا بها في عرض البحر.
عد زنديقا ومارقا فأعملوا النار في جثته وبيته. شردوا زوجته وأبناءه لأنه تعدى حدود المقدس وبال على معتقدات القبيلة البالية.
قال الراوي : ثمة ملاك نصفه رخ ونصفه الأسفل ثور. كان خادما مطيعا يعمل بستانيا في قصر الله المنيف ميالا إلى العزلة حفار أسئلة مروعة نزاعة إلى المساءلة والتجسس على أسرار الخالق.
وكانت الملائكة تهابه لأنه مسلح بمسدس كاتم للصوت وله قدم راسخة في الجريمة.
قيل إنه صوب رصاصة قاتلة باتجاه رأس البراق الذي حمل محمدا مثل طائرة نفاثة بمحرك خارق إلى صحاري السماوات السبع.
قتل البراق بسبب اختلاس شجرة معمرة مملوءة بثمار شتى من بستان الله.
وقد أعمل كبير الملائكة النار في جثة البراق ثم وقع ذر رماده في حانة أنيقة يرتادها شياطين تشبه الكناغر في قفزها الكوميدي المكرور وعدد من الشعراء الملاعين.
وظل الله حزينا متشنجا لوقع هذه الفجيعة لأن خلق البراق ليس بمهمة سهلة للغاية لقد أنفق وقتا طويلا في خلقه وتربيته وتعليمه
ليكون سلسا مطواعا جديرا بزيارة
الأرض وسحب الأنبياء إلى الأعلى بسرعة قطار ياباني حديث.
حزن الله مدة أربعين يوما وحلقت الملائكة رؤوسها المخملية
وامتنعت عن الطعام والشراب والمجامعة زهاء سبعة أيام.
بينما وقع القبض سريعا على الملاك القاتل من قبل ميليشيا مدربة على تعقب المجرمين الخطرين.
ظل الملاك قابعا في غيابات السجن شاتما العناية الإلاهية ساخرا من مؤخرات الملائكة المكتنزة.
البراق اللعين ليس إلا لصا ماكرا مخادعا شريرا سارق كنوز المخيلة
ومطاردا لنوارس اللاوعي في جزيرة الحقائق الكبرى.
كان الملاك يستمني في زنزانته قادحا زناد مخيلته لإسكات زئير شهوته المفترسة نادبا حظه السيء مستحضرا صورة زوحته الجميلة التي إغتصبها أحد مسلحي الغرفة الإلاهية وقتلها بكل برودة دم دون أن يتعرض لأذى أو محاكمة.
بينما تم اعتقاله بطريقة قروسطية
لما فتح النار على حيوان إنتهت مهمته بسبب السرقة الموصوفة.
حيوان مجنح له خمسمائة قضيب سوداوي يخطف الملائكة الصغار ويعتدي عليها بالفاحشة ودق أعناقها بحجارة من سجيل.
لم تتمكن شرطة الأنتروبول من إعتقاله والزج بي في قاع السجن.
وبدلا من الإحتفاء بي وتمجيدي لأني قتلت هذا الكائن غريب الأطوار الذي يدعي السفر إلى الأرض وحمل أحد مجانيها الكبار إلى فضائها الخارجي.
ذات مساء بعد إعدام سبعة ملائكة متهمين بالقرصنة وتبييض الأموال وتهريب الممنوعات.
مرت أفعى أمام زنزانة الملاك .
ناشدها بنبرة شاعر ملحمي سردا فضائلها وفذاذتها في حبك المؤامرات والإطاحة بأعتى الزناة.
رقصت رقصة وثنية باذة ثم أخرجت مفتاحا برونزيا من جيبها. فتحت باب الزنزانة واختفت.
فر الملاك المذعور كأحد أبطال ألف ليلة وليلة . لم يره أحد.
الله وملائكته وكل سكان المخيلة متورط في سبات عميق.



#فتحي_مهذب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مزامير
- بيت تنظفه الملائكة بالموسيقى
- متواليات
- سارق شواهد القبور
- دعاء الهدهد
- إعترافات بوهيمي
- نهار قصير القامة
- حليب المسدسات
- الأفق في متناول الجميع
- دموع الله
- أركل الوراء بأظافر صوتي
- السائر في نومه باتجاه حركات النجوم
- اليربوع الذي إبتلع عينا آدمية.
- لا يهمني العالم في شيء
- البيت الملعون
- شذرات
- النهار حبل طويل بيد الرب
- غيمة تحاول الدخول من زجاج النافذة
- أوقفوا الحرب أيها القتلة
- قلقامش الصغير


المزيد.....




- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية
- فيلم -البحر- عن طفل فلسطيني يفوز بـ-الأوسكار الإسرائيلي- ووز ...
- كيف تراجع ويجز عن مساره الموسيقي في ألبومه الجديد -عقارب-؟
- فرنسا تختار فيلم -مجرد حادث- للإيراني بناهي لتمثيلها في الأو ...
- فنانة تُنشِئ شخصيات بالذكاء الاصطناعي ناطقة بلسان أثرياء الت ...
- فيلم -مجرد حادث- للمخرج الإيراني جعفر بناهي يمثل فرنسا في تر ...
- غداً في باريس إعلان الفائزين بجائزة اليونسكو – الفوزان الدول ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فتحي مهذب - قصة لم يكتبها فرانز كافكا