أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سامي البدري - المليشيات العراقية تفتح باب النمر الأمريكي على نفسها














المزيد.....

المليشيات العراقية تفتح باب النمر الأمريكي على نفسها


سامي البدري
روائي وكاتب

(Sami Al-badri)


الحوار المتمدن-العدد: 6488 - 2020 / 2 / 10 - 14:57
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


إيران تفكر بالنيابة عن كل مليشياتها العربية، وقيادات المليشيات تطبق رؤية الولي الفقيه بعمى وغباء كاملين.
هذا ما يحدث في العراق ولبنان، وعلى من ينكر إثبات العكس.
مليشيات إيران في البلدين تدمر البلدين، كل بما يناسب وضع بلده، بطريقة تدفعنا، مذهولين، للتساؤل: كيف يتأتى لإيران كل هذه السيطرة على هؤلاء، وهل يكفي الولاء المذهبي فعلاً لأن يكون البعض عميلاً إلى حد تدمير بلده إرضاءً لدولة أخرى؟
هذا ما يحدث للأسف على أرض الواقع، ونحن نراقب مذهولين وغير مصدقين.
وإذا كانت ظروف الصدفة قد أتت بحسن نصرالله، في المثال اللبناني، ففي المثال العراقي، كلنا نعرف أن الولايات المتحدة الأمريكية هي من أتت بالمليشيات، على ظهر دبابات إحتلالها وهي من سلمتها السلطة، فكيف حدث أن تمردت هذه المليشيات على ولي نعمتها الأمريكي وتنكرت لفضله لصالح وليها المذهبي، حتى لو كانت إيران من رعت شذاذ الآفاق هؤلاء ودربتهم وسلحتهم فيما مضى؟
عقب مقتل قاسم سليماني، خرج علينا حسن نصرالله متباكياً ومتوعداً بالإنتقام لمقتله، وعقب قصف إيران لقاعدتيّ، عين الأسد وحرير، خرج علينا فرحاً ومهولاً لنتائج ذلك القصف العشوائي، الذي لم يذهب ضحية له غير ركاب الطائرة الاوكرانية المساكين، بينما تولت المليشيات العراقية هجوماً إستعراضياً على السفارة الأمريكية في بغداد، وما أعقبها من إطلاق صورايخ الكاتوشيا عليها وعلى بعض معسكرات التواجد الأمريكي، فهل يعمل الولاء المذهبي كل هذا فعلاً؟
السؤال الذي يشغلنا هنا هو: لم لا يكون لهؤلاء الأشخاص درجة الولاء ذاتها تجاه أوطانهم التي يحملون جنسيات إنتمائهم الوجودي إليها؟
ثمة دليل قاطع بين أيدينا، ينفي أن يكون ولاء مليشيات العراق ولبنان، مذهبياً بالدرجة الأولى، وهو أن أغلب ثوار إنتفاضة تشرين العراقية على حكومة المليشيات هم من شيعة العراق،
إذاً ما سر ولاء هذه المليشيات لإيران وبهذه الطريقة المقرفة؟ هل هو الخوف من التصفية الجسدية؟ أمريكا ذاتها، وبعد إقتحام هذه المليشيات لسفارتها في بغداد، تتقدمها أغلب زعاماتها، (وقد تم تركيز الكامرات التلفزيونية على وجوه هذه الزعامات عن قصد لإبراز مشاركتها في ذلك الهجوم)، صارت تطارد تلك الزعامات، وبإعلان صريح من وزير خارجيتها، وباتوا هدفاً لصواريخ طائراتها المسيرة.. إذا ولاء زعامات هذه المليشيات ليس سببه خوف التصفية لوحده، فربما ثمة وسائل تهديد أخرى، في حال تمردهم عليها أو عدم طاعتهم لها طاعة عمياء.
أذرع إيران المليشياوية تسحق العراق وتدمر نظام دولته، لبنة لبنة، تلبية لأوامر حكومة الولي الفقيه، وبطاعة عمياء لا تصدق، والثمن أنها تسمح لهم بإعتلاء مراكز السلطة والتمتع بجزء من ثروات الخزينة العراقية، أي أن هذه المليشيات لا تكلف إيران شيئاً ولا تقبض منها دولارات النعيم ورفاه العيش، ومع ذلك نراها تتفانى في خدمتها وتطبيق مشروع هيمنتها على العراق بدقة متناهية، وبعداء سافر للعراق، قبل العداء للولايات المتحدة، كما إتضح بعد مقتل قاسم سليماني، على وجه الدقة، فهل يعقل أن هذه المليشيات تخاف البطش الإيراني ولا تخاف البطش الأمريكي، الذي طال رجل إيران الثاني، قاسم سليماني ذاته، وهو الأكثر تحصيناً والأكثر حرصاً على حياته من الغوغاء الذي يحيطونه؟
القضية، وكما تبدو في محصلة التحليل النهائي، أن هذه المليشيات، بنظام وأطر إشتغالها، وإضافة إلى كونها إيرانية المنشأ والعمل، مقبولة السلوك والعمل إيرانياً وغير مقبولة، بصيغة عملها من قبل المحتل الأمريكي، أو لا تثق الولايات المتحدة بولائها، بعد أن إختبرتها طول فترة إحتلالها المباشر للعراق، والذي إنتهى شكلياً بسحب القوات الأمريكية عام ٢٠١١.. وهذا يعني أن هذه المليشيات قد إنقلبت على أمريكا بعد يأسها من قبول أمريكا لها، ببساطة لأنها وجدتها غير قادرة على الخلاص من ولائها لراعيها الايديولوجي/المذهبي الايراني، وهذا يعني أنها لن تكون مخلصة للمشروع الأمريكي، وأمريكا لا تقبل العملاء المزدوجين، وهي صاحبة التجربة الطويلة في هذا المضمار، ومنذ حرب فيتنام بالذات.
الغريب هو حجم السذاجة الذي تنطوي عليه قيادات هذه المليشيات، والتي أثبتت لنا، وخاصة بعد مقتل قائدها سليماني، أنها مجرد عصابات مأجورة للقتل الأعمى ورؤوسها خاوية من أي وعي سياسي يساعدها على التمويه أو تغطية هوياتها الإجرامية؛ وهذا ما أثبتته بكائيات وتهديدات زعامات هذه المليشيات، عقب مقتل سليماني، والتي كشفت عن حقيقة تابعيتها التامة لإيران، بإطلاق تهديدات الإنتقام من أمريكا، وإيضاً بإعتراف حسن نصرالله بأن إيران هي التي تمول مليشياه، تدريباً وتسليحاً وأجوراً ونفقات... ومن دون أن يذيع علينا طبعاً ما هو أهم، وهو مقابل ماذا أنشأت لك هذه المليشيا وتغدق عليك وعليها كل هذه الأسلحة والأموال؟
زعامات المليشيات الإيرانية، وبتصرفاتها الإنفعالية وغير المحسوبة، وخاصة بعد مقتل سليماني، فتحت الباب للذئب الأمريكي ليفترسها، وها هو يطاردها بحقد وصبر نملة صامته، كما فعل مع وثنها الأكبر قاسم سليماني، وبالتأكيد سيجد هذا الذئب من بينهم أو من بين من يحيطون بهم، من يدله على الجحور التي تداروا فيها، كما فعل بعض خدم وخواص سليماني، ممن وشوا بتحركاته للمخابرات الأمريكية ودلوا طائرتها المسيرة لتقتنصه على أرض مطار بغداد.. فما بالكم يا صبية خامنئي وكيف تحسبون الأمور؟



#سامي_البدري (هاشتاغ)       Sami_Al-badri#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبثي الضروري
- إطلاقة روليت شائكة
- هذيانات ضد الدولة
- هل أمريكا عاجزة عن إعادة تصحيح ما رسمت في العراق؟
- هل يستطيع شمشون إيران حرق المعبد؟
- إنتهاء عهد تبعية العراق لإيران
- هل حلت الليالي الباردة بالمشروع الإيراني؟
- الجبالُ تقفُ وحدها انتظاراً لكلمةِ الله
- ربما بسبب الحرب... وربما بسبب زرقة الركب
- نادي الأحزاب العراقية المغلق
- برهم صالح على الكرسي الهزاز
- مسؤولية أمريكا تجاه العراق وتظاهراته
- وقاحة سياسية
- عنق الزجاجة العراقية ما بعد عبد المهدي
- أحزاب السلطة وسقوط الغطاء الطائفي
- هكذا تزاحمنا وأرقنا... وتعبنا وقوفاً، على شفتي الكلام
- هل تشبه الحياة خورياً؟
- إرهاب الدولة وسياسة تعطيل الخيارات
- تخمين عبر زجاجة دافئة
- بنطال حزن قصير الأكمام


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سامي البدري - المليشيات العراقية تفتح باب النمر الأمريكي على نفسها