أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - كاظم حبيب - دكتاتور مصر يتعرض لاشد إساءة مطلوبة














المزيد.....

دكتاتور مصر يتعرض لاشد إساءة مطلوبة


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 6486 - 2020 / 2 / 8 - 18:29
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


لا يستحق شعب مصر الرائع والصابر مثل هذا الرئيس الجائر، حيث تحتضن سجونه ومعتقلاته المنتشرة في جميع أنحاء مصر الحبيبة أكثر من 92000 سجين ومعتقل رأي، والغالب الأعم منهم دون محاكمات أو تحقيق، وهي حالة مماثلة لما كان يجري في النظم السياسية الفاشية والقرون الوسطى وما يزال من حيث أساليب وأدوات التعذيب النفسي والجسدي، بل ويجري حتى إرهاب عائلات السجناء والمعتقلين السياسيين، سجناء الرأي، وهم معتقلون على ما يسمى بذمة "تحقيق!"ولسنوات كثيرة. هذا المشير العسكري، الذي يتربع على عرش مصر ويحكمها بالحديد والنار ويسوم شعبها سوء العذاب ويمنحهم المزيد من البطالة والفقر والجوع والحرمان والسكن في المقابر مع الأموات، والذي جاء على إثر ثورة شعبية ضد الدكتاتور الإخواني الإسلامي المتطرف محمد مرسي، فسرق الثورة واضطهد الثوار واعتقل الآلاف منهم وفرض على شعب مصر حكم فئة قيادية صغيرة من كبار ضباط القوات المسلحة، لا تختلف في عنفها وتطرفها في الاستبداد عن الإخوان المسلمين والحاكمية لله، أي لهم وليس لغيرهم، وهكذا يتصرف المشير عبد الفتاح السيسي منذ وصوله للسلطة وبصور لا تختلف بل أشد وأقسى من المشير عمر حسن البشير دكتاتور السودان الشقيق السابق، الذي يجد نفسه الآن في مزبلة التاريخ!
هذا المشير، عبد الفتاح سعيد حسين خليل السيسي (1954م)، منح في 25 كانون الثاني 2020 وساماً رفيعاً يمنح عادة لشخصيات مميزة وبارزة وحضارية في العالم، وسام القديس "سان جورج" من قبل أوبرا ألمانية شهيرة تسمى سمپر أوپرا Semperopra في مدينة دريسدن الحضارية المعروفة. وقام وفد ألماني رفيع المستوى بالسفر إلى القاهرة وتسليمه الوسام. وجاء في حيثيات منح الوسام ما يلي:
".. إنه يتم بذلك تكريم رجل دولة "حامل للأمل ومشجع لقارة بأكملها"، مشيدة بالسيسي كـ "باني جسور متميز وصانع سلام في منطقة شمال أفريقيا المتسمة بأزمات صعبة"، مضيفة أنه يبحث عن الحوار مع كافة الأطراف ويعتبر "مرساة للناس وآمالهم". (راجع: ألمانيا تمنح الريس السيسي وسام "سان جورج" لجهوده في صنع السلام في أفريقيا) جريدة وموقع اليوم السابع، 25 يناير/كانون الثاني 2020).
ما أن أعلن عن منح الوسام حتى هبَّت عاصفة من الاحتجاجات الشديدة من فنانين وأدباء وشعراء وكتاب وحقوقيين وإعلاميين وعلماء ومؤسسات ثقافية ومنظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني في جميع أنحاء ألمانيا وهم يعرفون جيدًا ما جرى ويجري في مصر المستباحة بالدكتاتورية. ورغم هذه الاحتجاجات أصرت الجمعية على سفر وفدها ومنح السيسي الوسام المذكور وحاولت تبرير فعلتها البائسة بشتى السبل ولكنها فشلت. إذ استمرت حملة الاحتجاجات واتسعت ورفض فنانون وشخصيات بارزة حضور احتفالها السنوي الخامس عشر، الذي عقد مساء يوم الجمعة المصادف 07/02/2020 في دار أوپرا سمپر , مما وجدت الجمعية نفسها أمام هذا الرفض القاطع والمبرر، حيث قدمت حيثيات كاملة ومقنعة عن سبب رفض منح المشير السيسي هذا الوسام الرفيع، فتراجعت بقناعة وسحبت الوسام من عبد الفتاح السيسي واعتذرت علنًا وفي الاحتفال ذاته عن هذا الفعل الشنيع وبحضور الآلاف من الحضور في الصالة أو في خارجها، إذ اعتبر منحها الوسام إهانة كبرى لشعب مصر المظلوم والصابر ولشعوب أفريقيا المتطلعة للحرية والديمقراطي وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية ولكل الذين سبقوا وان حظوا بهذا الوسام الرفيع، وهي المبادئ المحروم منها شعب مصر بسبب نهج وسياسات عبد الفتاح السيسي المناهضة للحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية. وتعهدت الجمعية بأن لا يتكرر مثل هذا الخطأ في عملها ومنحها مثل هذا الوسام الرفيع في المستقبل.
وفي ضوء هذا التراجع عاد بعض المحتجين وشاركوا في الاحتفال، في حين أصر اخرون على المقاطعة، بسبب سوء بحث الجمعية الضروري والكافي عن الأشخاص الذين تمنحهم هذا الوسام وسوء تقديرها والتبريرات الخاطئة التي اعتمدتها في منح الوساملهذا المشير العسكريالمصري.
لقد تلقى المشير وحاكم مصر الدكتاتور عبد الفتاح السيسي صفعة شديدة من شعب مصر الذي احتج هو الآخر على منح هذا الوسام الرفيع لمن لا يستحقه أولا،وصفعة أخرى من مثقفي ألمانيا وشعبها بسحب هذا الوسام منه. فهل سيتعلم من هذا الدرس الكبير أم سيواصل درب كل المستبدين الذين سبقوه في حكم مصر وغيرهم من مستبدي أفريقيا والعالم الذين لا يتعلمون من دروس من سبقوهم في الحكم، كما هو حال المستبدين في عراق الأمس واليوم. ولكن ثورة الشعب في العراق كفيلة بتلقين هؤلاء المستبدين دروساً لا تنسى، كما سيفعل ذلك عاجلا ام آجلا شعب مصر والكثير من الشعوب التي تعاني من جبروت وظلم وقهر المستبدين الأوباش.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطيون وظاهرة مقتدى الصدر
- مناورات الطغمة الحاكمة لن تمر وشبيبة العراق لهم بالمرصاد!
- ثورة الشعب تدق أبواب الحكام الرعاع في العراق
- النصر المؤزر حليف الثورة الشعبية على الظلمتين في العراق
- القتلة يوغلون بدماء الشعب العراقي، وسيبقى النصر للشعب
- الموقف الوطني من الوجود الأجنبي في العراق
- ما هي القضية المركزية التي تواجه الشعب العراقي حالياً؟
- موقف كادحي العراق من الأحزاب والميليشيات الإسلامية السياسية ...
- مؤامرة الطغمة الحاكمة لن تمر، والشبيبة المنتفضة لها بالمرصاد
- هل يستحق موت المتآمر على شعب العراق الحزن والأسى؟
- أيتها المنتفضات، أيها المنتفضون الاحرار: احذروا الالتفاف على ...
- عادل عبد المهدي ما يزال طامعاً بحكم العراق!
- العاشر من كانون الأول أفشل مؤامرة قوى الثورة المضادة
- المؤامرة الإيرانية ضد انتفاضة الشعب العراقي والمغامرة الأمري ...
- العواقب الوخيمة لسياسة تصدير الثورة الإسلامية على شعوب المنط ...
- من المسؤول عن جعل العراق ساحة صراع إيراني-أمريكي متفاقم؟
- إفشال العواقب المحتملة لنهج الطغمة الحاكمة في العراق
- خطة رقم 2 لإيران وميليشياتها في العراق
- دور الميليشيات في الحشد الشعبي في تأجيج الصراع الخارجي!
- ضد من يخوض الشعب العراقي معركته العادلة؟


المزيد.....




- مسؤول: أوكرانيا تشن هجمات ليلية بطائرات دون طيار على مصفاة ن ...
- -منزل المجيء الثاني للمسيح- ألوانه زاهية ومشرقة بحسب -النبي ...
- عارضة الأزياء جيزيل بوندشين تنهار بالبكاء أثناء توقيف ضابط ش ...
- بلدة يابانية تضع حاجزا أمام السياح الراغبين بالتقاط السيلفي ...
- ما هو صوت -الزنّانة- الذي لا يُفارق سماء غزة، وما علاقته بال ...
- شاهد: فيديو يُظهر توجيه طائرات هجومية روسية بمساعدة مراقبين ...
- بلومبرغ: المملكة العربية السعودية تستعد لعقد اجتماع لمناقشة ...
- اللجنة الأولمبية تؤكد مشاركة رياضيين فلسطينيين في الأولمبياد ...
- إيران تنوي الإفراج عن طاقم سفينة تحتجزها مرتبطة بإسرائيل
- فك لغز -لعنة- الفرعون توت عنخ آمون


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - كاظم حبيب - دكتاتور مصر يتعرض لاشد إساءة مطلوبة