أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - العاشر من كانون الأول أفشل مؤامرة قوى الثورة المضادة














المزيد.....

العاشر من كانون الأول أفشل مؤامرة قوى الثورة المضادة


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 6462 - 2020 / 1 / 11 - 15:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تجمعت غيوم كثيفة داكنة فوق سماء بغداد وكل العراق، وهبت رياح عاتية وعواصف رعدية مجنونة مصحوبة بأمطارٍ غزيرة مهددة البلاد بالغرق وإتلاف الزرع والضرع. بدا وكأن الإنسان العراقي عاجزٌ أمامها، فاقد للحيلة خاضع لها. وهكذا دبّ الخشية الصادقة على الانتفاضة في نفوس البعض من قدرة القوى المضادة على إجهاض الانتفاضة الشعبية الباسلة! هكذا بدت صورة العراق حين بدأت مؤامرة كبرى تحاك خيوطها المتباينة في ألوانها وأنسجتها ومتانتها في ليالٍ مظلمة، مؤامرة ذات أهداف متباينة من أطرافها، استهدفت، ولا تزال تستهدف، القضاء على انتفاضة الشبيبة والشعب الباسلة الساعية إلى إحداث تغيير جذري حقيقي في أوضاع البلاد المزرية، تغيير النظام الطائفي المحاصصي الفاسد والمشوه بامتياز، واستعادة القرار العراقي المستقل. وكذلك الإطاحة بالنخبة والطغمة الفاسدة الحاكمة التي أغرقت البلاد بالشهداء والجرحى والمعوقين، من جهة، وبالرثاثة والفساد والخراب من جهة ثانية، وبالركوع أمام الجارة إيران الطامعة بالهيمنة الكاملة جغراقياً على العراق والتحكم التام بمقدراته وسياساته، والمهادنة المخزية مع كل القوى والدول الراغبة في التأثير المباشر وغير المباشر على أوضاع وسياسات العراق الداخلية والخارجية من جهة ثالثة.
هكذا كان وضع الانتفاضة المظفرة في أعلى قممها وبدا قرب انتصارها، حين بدأ الحشد الشعبي وتوابعه من الميليشيات الطائفية المسلحة التابعة جملة وتفصيلاً لإيران، بتنفيذ بنود المؤامرة، بتطبيق الخطة رقم 2 الإيرانية-العراقية، بقصف المواقع العسكرية العراقية–الأمريكية لاستفزاز الولايات المتحدة، وبالتنسيق التام مع حكومة عادل عبد المهدي، بعد أن فشلوا جميعاً بقمع انتفاضة الشعب بأساليب الاعتقال والقتل وتشويه السمعة، وبعد أن عجزت الطغمة الحاكمة من رئاسة الجمهورية ومروراً بمجلس النواب والسلطة التنفيذية وسلطة القضاء كلها بإمرار مرشحها لرئاسة الحكومة الذي يخلف رئاسة حكومة تصريف الأعمال السفاح الفاسد عادل عبد المهدي. فكان العدوان على "كي وان" ومن ثم الضربات الانتقامية على عناصر في ميليشيا حزب الله العضو في الحشد الشعبي، ثم محاولة استباحة السفارة الأمريكية وما اقترن بها من قتل إجرامي على الأرض العراقية لقائدي المليشيات الطائفية المسلحة الإيرانية-العراقية قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، ومحاولة قوى الإسلام السياسي العراقية ومن جانب الطغمة الحاكمة في العراق التعبئة العامة والتحشيد باسم الدفاع عن سيادة البلاد، والتي عبر فيها المتظاهرون عن رفضهم لارتكاب جرائم على أرض العراق من أي بلد كان، لقصم ظهر انتفاضة الشعب وإبعاد الجماهير عنها. فماذا حصل؟
لقد جاء نداء المنتفضات والمنتفضون إلى التظاهر يوم العاشر من كانون الأول/ديسمبر 2020 مجسداً إرادة الشعب في مواصلة الانتفاضة وتحقيق التغيير. إذ لم يتغير أي من العوامل التي قادت إلى الانتفاضة، بل كل الدلائل تؤكد بأن الطغمة الحاكمة العراقية وسيدتها الطغمة الحاكمة الإيرانية، تسعيان معاً وبكل السبل، إلى وضع العراق، كل العراق، تحت قيادة وسيادة إيران، رغم كل الادعاء بالاستقلالية والحيادية وإبعاد العراق عن صراع الدولتين على الأرض العراقية. فكان العاشر من كانون الأول، كانت عودة المنتفضين والمنتفضات إلى ساحات النضال مجدداً، رغم أنهم لم يغادروها أبداً. فكانت الألوف المؤلفة تملأ ساحات النضال الوطني رافعة ذات الشعارات وحاملة ذات الأهداف وبعزيمة أكبر وأروع. وقد أثار، هذا التعبير الرائع عن إصرار قوى الانتفاضة على مواصلة المسيرة الشعبية المظفرة، قوى الثورة المضادة، قوى الإرهاب والفساد والطائفية، قوى الدولة العميقة ومعها مجموعات من الأجهزة الأمنية الحاقدة، فعمدت إلى مطاردة واعتقال والقتل العمد للمنتفضين في الشوارع والساحات، إلى اغتيال من كان في واجهة الانتفاضة الشعبية والداعين إلى مواصلة النضال ضد قوى الظلام والفساد، إلى اغتيال مناضلي البصرة، فكان استشهاد البطلين الرائعين الصحفي البصري أحمد عبد الصمد والمصور صفاء غالي.
لن تستطيعوا أيها القتلة الجبناء، أيها المجرمون الفاشيون، تصفية الانتفاضة الشعبية، لن تستطيعوا قتل الشعب كله، فالشعب كله يقف لكم بالمرصاد وسينهي نظام الطائفية الفاسد المشوه وسيفرض عليكم الخضوع لإرادته وترك العراق للشعب المنتفض والشجاع الذي يسعى إلى بناء عراق ديمقراطي حر وحديث، عراق الخير والرفاه والسعادة، عراق الأمل والحياة والسلام، عراق الاستقلال والسيادة والكرامة الوطنية.
تحية وألف تحية للمنتفضات والمنتفضين البواسل في سوح النضال، الإجلال والخلود لشهداء الانتفاضة الأبرار، والشفاء للجرحى، والحرية للمعتقلين والمختطفين، والنصر للشعب العراقي.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المؤامرة الإيرانية ضد انتفاضة الشعب العراقي والمغامرة الأمري ...
- العواقب الوخيمة لسياسة تصدير الثورة الإسلامية على شعوب المنط ...
- من المسؤول عن جعل العراق ساحة صراع إيراني-أمريكي متفاقم؟
- إفشال العواقب المحتملة لنهج الطغمة الحاكمة في العراق
- خطة رقم 2 لإيران وميليشياتها في العراق
- دور الميليشيات في الحشد الشعبي في تأجيج الصراع الخارجي!
- ضد من يخوض الشعب العراقي معركته العادلة؟
- تعاظم زخم الانتفاضة سبيل دحر مناورات الطغمة الحاكمة
- التسويف والمماطلة ديدن الطائفيين والفاسدين من حكام العراق
- انتفاضة تشرين الأول الشبابية السلمية والآفاق المستقبلية للعر ...
- هل يعمل رئيس الوزراء بذهنية ديمقراطية أم بعقلية استبدادية سا ...
- متى يستوجب خوض انتخابات عامة جديدة في العراق؟
- نحو تغيير ميزان القوى لصالح قوى الانتفاضة في مواجهة قوى الثو ...
- صلافة وكذب الدبلوماسية العراقية في العهد الطاعوني
- نحو تشكيل هيكلية تنظيمية للكتلة التاريخية القادرة على تحقيق ...
- أنا أتهم!
- بلطجية إيران والعراق السفلة يقتلون المتظاهرين في النجف!
- نحو خوض المعركة الحاسمة لإسقاط الحكم الطائفي الفاسد
- نحوالنصر، نحوالبدء بتطهير الدولة العراقية من مفسديها!
- نحو النصر،نحو البدء بتطهير الدولة العراقية من مفسديها!


المزيد.....




- ترامب يوضح ما قام به مبعوثه ويتكوف خلال زيارته إلى غزة
- الكونغو ورواندا تتحركان لتنفيذ اتفاق السلام رغم تعثر الالتزا ...
- ثروات تتبخّر بتغريدة نرجسية.. كيف تخدعنا الأسواق؟
- الإمارات والأردن تقودان عملية إسقاط جوي للمساعدات إلى غزة
- هيئة الإذاعة العامة الأميركية على بعد خطوات من الإغلاق
- لأول مرة.. وضع رئيس كولومبي سابق تحت الإقامة الجبرية
- تحقيق بأحداث السويداء.. اختبار جديّة أم التفاف على المطالب؟ ...
- سقوط قتلى في إطلاق نار داخل حانة بمونتانا الأميركية
- بوتين يعلن دخول الصاروخ الروسي -أوريشنيك- الأسرع من الصوت ال ...
- تسبب بإغلاق الأجواء وتفعيل صافرات الإنذار.. إسرائيل تعلن اعت ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - العاشر من كانون الأول أفشل مؤامرة قوى الثورة المضادة