أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ليلى أحمد الهوني - قالك ... ملك ورجال!















المزيد.....

قالك ... ملك ورجال!


ليلى أحمد الهوني
(Laila Ahmed Elhoni)


الحوار المتمدن-العدد: 6484 - 2020 / 2 / 6 - 12:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(تنويه لما جئ في كتاب (ملك ورجال) للكاتب شكري السنكي والذي شارك به مؤخرا في معرض الكتاب بمدينة القطائع القاهرة اليوم)

عندما يأتي إليك إنسان جاهل أمي أي (ارحم من قرى وورى) ويقول لك قال سيدي فلان أو علان فتحاول أنت بدورك جاهدا، بان توضح له الأمور بطريقة مهذبة بحيث لا تحرجه ولا تقلل من قيمة ومستواه التعليمي، بل على العكس تحاول ان تستخرج من بضع كلماته مفهوم آخر حتى لا تسئ له فتجرح وقاره و "شيبته".

ولكن مما يثير صدمتنا اللامنتهية ولن تنتهي، عندما يخرج عليك شخص يعد كاتب ومؤرخ وصاحب مكانة تعتبر من الكتاب السياسيين إلى حد ما، يسعى بكل ما لديه من مقدرات كتابية لصياغة تأريخية في عصور كانت تعد ضمن الظالمة المظلمة في الحياة الليبية، يعمل عليها أناس جاهدون بناتها وابنائها لينطلقوا بها إلى مستقبل أفضل لأجل جيل قادم ملئ بالتفاؤل والتقدم، ونحو حياة ودولة واعية تهدف لكي تصبح دولة مدنية ديمقراطية تمحو زمنًا كان فيه حكم الفرد وهيمنته هما العاملان في المعادلة السياسة للدولة، والجميع مكتوف الأيادي مكمم الأفواه.

ومن قبل هذا الحكم كان هناك حاكم يدعى "ملك" وهو ليس له من مقومات الملكية المدعية من شئ الا لباس الزي الوطني الليبي الكامل المكتمل، وفرض سيطرته وافكاره التعسفية الركيكة والغير متزنة في منع التعددية الحزبية مثالا، واحداث مظاهرات طلبة الجامعة في يناير 1964م التي اطلق فيها الشرطة النار على المتظاهرين وقد قتل فيها اثنان من الطلاب, ولم يتدخل في ذلك النزيف ملككم حتى بمقدار قشة،

وغيرها من الأمور كمصادرة بعض الصحف وحصرها، وإعطائه كامل الصلاحية لاسرته لا والله بل لقبيلته وكل من يحمل لقب "السنوسي" في عصره بالبلاد آنذاك كي يفعل بالشعب الليبي البسيط كل ما يريده. وما يأتي على هوائه، وتحاول أنت أيها الكاتب المرموق بان تزيد على هذا الطين تلك "البلة" لتصبح علينا وعلى ليبيا بأسرها وحل لا مخرج منه.

عندها فقط يجب على القارئ من متابعينك أن يقف أمامك بحزم ليوضح لك ما خفي ويخفى عنك، وكم كنت أتمنى ان كنت قد تقصيت جيداً ومن عدة جوانب وأشخاص قبل ان تخط مخطوط ذلك الكتاب الذي به من المديح ما ينجح في محى الذاكرة وغسيلها ولن تكون عندها إلا في نفس مستوى المقبور القذافي عندما كتب كتابه أخضر اللون وفرضه على أجيال متتالية ليتمكن من زرع ترهاته التي نقشها بفعل المقربين منه وفرضها عنوة في عقل كل تلك الأجيال سابقة الذكر. ومازالوا يفعلون.

وحتى لا أطيل عليكم محاضرتي ومقارنتي الحقيقية والواقعية، فاني مضطرة لأن أضع الآن النقاط على تلك الحروف آلتي قد تكون طارت او طيرت فالأمر يعد سيان المهم إن الكتاب قد كتب وقد تم النشر فعلًا لا قول وعلى نطاق واسع، ولا أعلم ما إذا كان لارضاء مخيلتك او لإرضاء الأصدقاء من أسرة ملككم المفككة والغير مترابطة أصلا!

ولعل ما رواه لي احد المعارف وتحديدا الأستاذ فاضل المسعودي* بان عمي (اخ والدي) المرحوم (القاضي محمد كامل الهوني) وتحديدا بين عامي (1964-1963م) كان هو القاضي الوحيد الذي تجرأ في قضية اغتصاب أطفال دار الرعاية المعروفة في تلك الفترة الملكية، والتي لم يتجرأ قاضي من بين قضاة ليبيا الذين يعدوا على أصابع اليد غيره للفصل فيها، بحكم ان المتهمين في تلك القضية الحساسة والتي تمس بمكانة رجالاته ناهيك عن شخصه قد كانوا من اقرباء الملك نفسه وياتي عابد السنوسي بعينه على رأس هذه الخلية الإجرامية، ومعه ستة اخرين من نفس مكانة عابد السنوسي أو اقلها ليس بكثير.

ولكن لم يتم تنفيذ الحكم الذي كان يتراوح ما بين المؤبد والإعدام شنقا للمتورطين في هذه الجريمة اللاإخلاقية بغض النظر عن مكانتهم ومناصبهم في إدارة شؤون الدولة إبان الحكم الملكي للسيد محمد إدريس السنوسي كحكم مؤكد ينص عليه دستور 1951م المعترف به بل كل الأعراف الدولية في ذلك الزمن!

والأسوأ انه قد تم احالة عمي القاضي محمد كامل الهوني على ذمة التحقيق ومن ثم فصله عن منصبه، ومن ثم إحالته تعسفًا على التقاعد، الأمر الذي جعله يتخذ من مهنة المحاماة الخاصة عملًا له حتى وافته المنية في 1979/2/17م،

كل ذلك وأكثر منه قد يكون قام ب بإخفائه البعض لخير دليل على مدى فساد الحكم الملكي المدعي في ليبيا إبان عهده،، ولأوضح لك صورة ملكك الذي غطى ورجاله الذين فعلوا جريمتهم النكراء في حق الأطفال الأبرياء ومن هم أولائك الأطفال؟ انهم يا سيدات ويا سادة أطفال دار الرعايا الذين ليس لديهم ذلك الحضن أي حضن احدى الوالدين كي يرتموا فيه ويعبروا عن مأساتهم الفظيعة ومصيبتهم الجلل الشنيعة.

ناهيك عن كل ما ذكرت أعلاه اضمحلال تفكير ونرجسية ذلك الملك وحبه لذاته وعدم ادراكه لمجريات الدولة من حوله للدرجة التي سهل على ذلك المردوم المقبور الملازم معمر القذافي أن ينجح في محوه هو وفترة حكمه في انقلاب عسكري ذليل رخو وفاسد في وقت لا يتعدى إلا ساعات قليلة.

الأمر الذي زاد من مستوى التدني العلمي والثقافي في البلاد والتأخر في جميع المجالات الحياتية ناهيك عن فساد ذلك النظام بالنسبة للمواطن الليبي الذي لم ينال حريته المرموقة حتى يومنا هذا ولم ينال مستحقاته التي يحلم بها جيل خلف جيل كنتاج لعصور متتالية من الجهل المفروض عليه وتبعاته!

كل ما سبق ذكره حول ما قام به الملك ورجاله (ابطال كتابكم) كان مجرد تنبيه لما أُسقط سهوا أو قد أسقطته سيادتكم عمدًا عن تلك الفترة التي جعلت لنا منها أسطورة على هيئة صورة ملك ورجال. ولكن الأمر ليس بالغريب عنك وأنت تعيش في دولة المديح لغير أهله، كما إن هكذا هي الطبيعة العربية بصفة عامة في فن الإبداع في ضرب الدفوف وأحيانًا التصفيق وحتى الزغاريد لمن لا يستحقون ذلك،، وقد عرف بهذا النوع من التطبيل لدى العرب بصفة عامة ومنذ قديم العصور والزمان.

ولعل لأبيات الشعر التي قالها زياد بن معاوية بن سعد بن ذبيان والذي عرف ويعرف بالنابغة الذبياني حين قال وهو يمدح ويثني على الملك النعمان بن أبي قابوس لأجل إرضائه ونيل حسن معاملته وعدم تعرضه للقتل كالبعض من غيره ، بقصيدة طويلة هذه بعض أسطر من أبياتها
فإنك شمس والملوك كواكب
إذا طلعت لم يبد منهن كوكب
ولست بمستبق أخا لا تلمه
على شعث أي الرجال المهذب
فإن أك مظلوما فعبد ظلمته
وإن تك ذا عتبي فمثلك يعتب

وغيرها الكثير من شبيهاتها والتي وإن دلت على شئ فانها تدل بشكل جلي على انصياع العرب الدائم لحكامهم، وقول الشعر وكتابة القصص الأسطورية عنهم وعن عصورهم حتى بعد وفاتهم، ولو كانت تلك العصور والأزمنة تعد ظالمة بشهادة الجميع تقريبًا.
ولكن توجب عليهم في هذا الشأن الإطراء ليس لأجل إرضائهم هم فهم قد رحلوا وانتهى امرهم بل لأجل إرضاء أهلهم وذويهم من بعدهم حتى لآخر نسل من نسلهم.

فهل كتبت في كتابكم (ملك ورجال) عن كل ما سبق ذكره شئ!؟
———————————



#ليلى_أحمد_الهوني (هاشتاغ)       Laila_Ahmed_Elhoni#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فن إخفاء الجرائم!
- كر وفر
- انها المأس.....اة!
- براڤو خليفة حفتر
- زنقة الريح ولكن!
- البوهيمية* ظاهرة حضارية
- صرخة آلم .. آه يا ليبيا
- إلى ذلك الحين!
- اللعب مع الكبار
- نداء لأهلنا في غرب ليبيا الوطن
- قِرّتْ الحسوم (ارمي عباتك وعوم)
- عندما أغوى آدم حواء
- ماالذي تغير في خطاب معمر القذافي!؟
- ما الذي تريده روسيا على وجه التحديد!؟
- وماذا عن شركة -أم الجوابي-!؟
- ورقة قدمت في منتدى الإعلام العربي
- موسى كوسا بين المملوك جابر و رودلف هس
- ماذا يحدث في ليبيا اليوم!؟
- ما الذي تحتاجه تونس في المرحلة الراهنة؟
- مجرد رأي.. حول انتفاضة تونس المشرفة


المزيد.....




- بايدن لـCNN: ترامب لا يعترف بالديمقراطية ولن يتقبل الهزيمة ف ...
- البنتاغون: أمريكا ستبدأ بإرسال المساعدات لغزة عبر الرصيف الع ...
- البيت الأبيض: عملية عسكرية كبرى في رفح ستُقوي موقف -حماس- في ...
- رئيس الوزراء البولندي يعترف بوجود قوات تابعة للناتو في أوكرا ...
- إسرائيل تسحب وفدها من مفاوضات القاهرة لوقف النار مع حماس ومس ...
- بالفيديو.. -سرايا القدس- تستهدف جنودا من الجيش الإسرائيلي مت ...
- مشاركة النائب رشيد حموني في برنامج مع ” الرمضاني” مساء يوم ا ...
- -محض خيال-.. تركيا تنفي تخفيف الحظر التجاري مع إسرائيل
- RT تستطلع وضع المستشفى الكويتي برفح
- رئيس الوزراء: سلوفينيا ستعترف بالدولة الفلسطينية بحلول منتصف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ليلى أحمد الهوني - قالك ... ملك ورجال!