أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ليلى أحمد الهوني - فن إخفاء الجرائم!















المزيد.....

فن إخفاء الجرائم!


ليلى أحمد الهوني
(Laila Ahmed Elhoni)


الحوار المتمدن-العدد: 6446 - 2019 / 12 / 24 - 20:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




لقد سمعنا ونسمع بالعديد من أنواع الفنون كفن الرسم - الموسيقى - الرقص - الغناء - التمثيل الدرامي والسينمائي والأكثرهم روعة وإبداعا الفن المسرحي - فن الباليه، وحتى الرياضة أيضًا قد صارت تتمتع بنوع آخر من أنواع الفنون المختلفة الأشكال والأداء. ناهيك عن فنون الحياكة - التطريز - الموديلات، وفن النقش والنحت والرسم على اللوحات والأسقف الذي يعد "تاريخ" في حد ذاته لا يمكننا تغافله (الڤاتيكان) مثال . فن البناء وسط البحر (ڤينيسيا) مثال آخر- فن تشكيل الحدائق (ڤيلاا ديستا) بإيطاليا نفسها مثال آخر وأخر والكثير من الفنون كالاوبرا .. إلخ.

ولكننا مالم نسمع عنه ولا نعرفه هو "فن الجرائم" والذي أبدعت إيطاليا في إنشائه وأيضا إخفائه محاداة بفنونها الأخرى، التي ابدعت إيطاليا في تقديمها لنا ويشتى الأشكال والطرق كـ ( التجارة بالبشر الذي لم يسلم الإنسان منها حتى بعد موته، وذلك عند الإتجار بأعضائه الجسمانية المختلفة والمتنوعة - تجارة المخدرات بأنواعها - السرقة) التي لم يتغيب في ادائها حتى رجال شرطتها (البوليس) الإيطالي بأنفسهم ولعل لمدينة "نابولي" بجنوب إيطاليا الدور المثالي لهذا النوع من الفنون الإجرامية "الجنح" المنقطعة النظير، ولا يمكننا باي شكل من الأشكال ان نتجاهل محاداة هذا "القن" جنبا إلى جنب بأنواع وفنون الجرائم الأخرى، فلدى إيطاليا فنها الخاص في الجريمة والقتل المتعمد لأي سبب كان وأحيانا بدون سبب وبأنواع مختلفةً.

وهنا اود توضيح أمر في غاية الأهمية وهو حتى وإن لم تفضح لنا وسائل إعلامهم ووكالات أنبائهم كل ما سبق ذكره وما سياتي التطرق إليه في مقالتي هذه، بسبب الخوف مما قد يصيبهم إذا تجرأوا على افتضاح امر الجرائم التي تحدث في دولتهم، وإلى أي درجة إيطاليا هذه مساهمة في مصابها ومن كل النواحي، إلا إنه بإمكان الزائر ولو لمرة واحدة لإيطاليا ان يرى كل هذه الأمور تحدث أمام عينيه بدون اي رادع من الدولة نفسها لأجل إيقاف وضبط هذه الأعمال الإجرامية، ففن إخفائها مهنة قد احترفتها دولة بحالها وليسوا مجرد أفراد منها. وبالمناسبة فقد توجب عليّ هنا تذكير القارئ الكريم بان معظم الأوربيين يطلقون على إيطاليا قمامة (كناسة) أوروبا!

كما إن معرفتنا التامة بان معظم دول العالم إذ لم تكن كلها سواء على مستوى الشباب أو "الشياب" أو الجيل الذي يتوسطهما، يعلموا تماما بان إيطاليا إبان الحكم الفاشستي بقيادة موسوليني قد احتلت الأخيرة ليبيا وقد كانت ليبيا هي اكبر مستعمراتها على الإطلاق ولثلاث عقود زمنية متتالية وعام زيادة (1942-1911) أي منذ الدخول الاستعماري الإيطالي المحتل لليبيا حتى الانتداب الإنجليزي.

ولكن الأمر الذي ربما يفاجئ الكثير من الشعوب وخاصة الفئة المثقفة وأصحاب الآراء والأقلام الحرة، بان الشباب الإيطالي وأقصد هنا تحديدًا الجيل الجديد منهم لا يعلم عن هذا الاحتلال الفاشستي شئ بل والأكثر من كل هذا وذاك بانهم يشككون في صحة قولنا إذا حاولنا ان توضح لهم هذا الأمر للدرجة التي تدفع بالشخص منا ان يقوم بالبحث عبر اداة من أدوات العصر التكنولوجيا "الصرعة" الحديثة (الإنترنت) وبواسطة محركات البحث (جوجل وأخواته) للبحث عن إثبات (سينمائي - فوتوغرافي) يؤكد لهؤلاء الشباب صحة قولنا وبأن ما ذكرناه لهم هو "حقيقة" قد أفلحت دولتهم في إخفائها عنهم عمدا،. فقط كي توهمهم بان دولتهم هي الدولة التي لطالما كان لها تاريخ مشرف في بث السلم ونشر السلام حول العالم بأسره ولم تتلوث أيادي اجدادهم بدماء النبلاء من أجدادنا.

اليوم وهذه الأيام تحديدًا.. تلك إيطاليا التي تدعي السلام المزعوم عندما طلب منها (رئيس حكومة الوفاق الوطني) "الحكومة الشرعية" لدى ليبيا والمعترف بها دوليا وإقليميا المساعدة لاعتبارات عدة، تأتي الاتفاقيات المبرمة والمتبادلة بين البلدين حول المسائل الأمنية ضمن تلك التعهدات والاتفاقيات، إذ بإيطاليا تلك الدولة صاحبة التأريخ المخزي الفاشستي الاستعماري المحتل والتي كانت هي السبب الرئيسي فيما وصلت اليه ليبيا وشعبها اليوم من تدني الحال وسوء الأحوال خاصة على مستوى الوعي والثقافة والاقتصاد وكل ما يتعلق بمكانة الشعوب ومن ثم الأوطان، عدا عن ذلك التقدم العلمي الذي تحقق للجيل الجديد من ابناء الشعب الليبي أو البعض من اصحاب الحظ الحسن الذين كبروا وترعرعوا ونالوا شيئًا ما من التعليم إثناء فترة الحكم الملكي السنوسى، اذ بها تخفي كل أفعالها الإجرامية الفظيعة والفاسدة وبكل برودة أعصاب ترد على رئيس حكومة الوفاق الشرعية للدولة الليبية بالرفض وتتحدث عن اكذوبة نية السلام وعدم تحيزها لجهة عن أخرى وما شابه!

ولما لا تفعل؟ فهي نفسها تلك الدولة التي مسحت تأريخها الاستعماري الفاشستي بجرة قلم حتى في مناهجها الدراسية لمواطنيها من الأطفال والشباب وأيضا لأصحاب التخصصات التاريخية، سعيا منها لإخفاء كل الجرائم الوحشية النكراء الاحتلالية الفاشستية على أبناء شعبها اليوم وبالأمس القريب.

إلا إن بفضل بعض الاجتهادات الفردية حول هذا الأمر والبحث عنه بنية توضيح الأمر من قبل بعض من بنات وابناء وطني ليبيا الذين تربطهم علاقة صداقة مع بعض من أبناء الشعب الإيطالي، وذلك بواسطة (الإنترنت) سالف الذكر ادى إلى كشف هذا التاريخ الفاشستي الآسن الوضيع، وأتمنى ان يكونوا قد افلحوا حقا في نشر فضائح الاستعمار الفاشستي واحتلال ليبيا والحروب والمعتقلات التي اقامها سلفهم في وطننا الصامد الثابت دولة ليبيا العظيمة.

ليس غريب على دولة حوت وحمت ومازالت تحمي عصابات "المافيا" ان تفعل وتقوم بمثل هكذا خطوة، ولكن الأمر الذي لا تعرفه إيطاليا اليوم إن شعب عمر المختار والسويحلي والباروني والفضيل عمر وغيرهم الكثير من الأجداد الشرفاء، والذين قدموا الغالي والنفيس سيظل شعبهم بأسره ما عاش وما سيعيش يتذكر هذا الاحتلال الفاشستي وسيتعمقون في دراسته حتى تفنى الأرض وما عليها!

وقد عقدوا العزم جميعا بان لن ينسوا ولن يسكتوا على الاستعمار الإيطالي الفاشستي سواء عبر مناهجهم الدراسية التعليمية، أو المتاحف السياحية الليبية في كل ارجاء الوطن، أو من خلال إعداد مجموعة كبيرة من الأعمال الوثائقية والتوثيقية والأفلام والمسلسلات الليبية، والتي بدورها ستروي لكل الأجيال الحالية والقادمة نضال الشعب الليبي ضد هذا الغازي المحتل، لا لشئ فقط كي نوضح من خلالها ونفضح للعالم بما في ذلك ابناء وبنات بلد إيطاليا من الجيل الجديد تاريخ أجدادهم الاستبدادي الاستعماري، وكل أساليبهم الإجرامية اثناء استعمارهم الفاشستي لليبيا، وسيظلون في نظر خلفهم مجرد أجداد جلبوا العار لدولتهم وليس لديهم أي شرف ولا أمجاد تذكر!

كما يجب ان ننوه هنا بان لإيطاليا هذه الدولة ناكرة المعروف العديد والعديد من المصالح الاقتصادية المشتركة، والتي يأتي النفط والغاز ضمن هذه المصالح من خلال "شركة ايني" التي تتزعم هذه المصالح، وقد كان لدور إيطاليا السلبي والمترنح والغير جلي قد أوصل فعلا لا قولا الدولة الليبية اليوم لحالة الفوضى العارمة التي تعم البلاد.

نعم لقد كان للسياسة الخارجية في حكومة الوفاق منذ بداية الأزمة دورا فاشلا ومخفق خاصة في التعامل مع الشريك الإيطالي واستخدام لغة "لي الذراع" في مثل هكذا أوقات، وذلك لردع تصرفاته وفرض تجاوبه لكل ما تتطلبه حكومة الوفاق الشرعية، والتي كانت سببا في تدني وتَجَلُّف واِنْكِسَار الحالة الليبية خاصة في المنطقة الغربية صلب الموضوع.

وقد يظن بعض من المسؤولين الإيطاليين بان اعتذار إيطاليا العلني من ليبيا إثناء حكم المقبور القذافي وتقدير المعتوه "برلسكوني" بدفع مبلغ رمزي تعويضي يقدر بـ خمسة مليارات لليبيا، دفع منها بعض الملايين (الملاليم) كانت قد وضعت جميعها في جيوب النظام المنهزم والأكثر من كل ذلك ان برلسكوني قد وعد بان الدولة الإيطالية ستعطي بعضا منها، مبلغ لا يتجاوز مئتي الف مليون دولار أوهمنا بانها ستكون على هيئة استثمارات لمدة 25 عام قادم، في عددٍ من المشاريع التي لم تدخل إطلاقًا في حيز التنفيذ، وقد قام بالانحناء وتقبيل برلسكوني ليد ابن عمر المختار، ظنا منه بإمكان كل هذه الأمور ان تمحي ما فعلته إيطاليا بالشعب الليبي لفترة استعمارية فاشستية كانت قد احرقت الأخضر واليابسة بالدولة الليبية ناهيك عن ما تسبب به هذا الاستعمار من تدني المستوى التعليمي في ليبيا قاطبة ولعدد كبير من الأجداد وحتى ابناء الأجداد، ومرة أخرى سأعيد وأكرر بان كل هذا لم ولن يمحي تاريخ إيطاليا الاحتلالي الفاشستي

بعد كل ما سبق ذكره، نجد بان إيطاليا بهذه التصرفات الغير مسؤولة قد اثبتت مرة أخرى لا بل ولمرات عديدة، بان هناك فن من نوع آخر لم نتعرف عليه إلا من خلال تصرفاتها الرعناء مع الشعب الليبي بكل شرائحه، وهو (فن إخفاء الجرائم) وذلك إما بإلغاء إحتلالها لليبيا بحكمها الفاشستي لسنوات وأعوام عديدة من مناهجها التعليمية على الجيل الحديث من بنات وابناء شعبها، أو بادعائها للسلم والسلام وهي الدولة التي اشتهرت وتشتهر بالمافيا وأنواعها ليس لدى الليبيين فحسب بل لدى كل شعوب العالم. بأكمله.

إيطاليا... رئيسا وحكومة وشعبا نحن اليبيون اكثر الشعوب معرفة بأفعالكم الإجرامية، وبان ليس للسلم والسلام مكان في سير أمور دولتكم وسياستكم، ولذلك أتمنى ان تكشفي لنا هذا الستار وتوضحي لنا ولشعوب العالم لماذا تمسكك الغير محدود بعدم مساعدة الشعب الليبي والسير قدمًا نحو تنفيذ الاتفاقيات المبرمة بيننا؟ ما هي دوافعك الحقيقية من وراء ذلك؟ لماذا الآن في هذه الفترة العصيبة تنتهجي سبل "خدعة" سلوك النية الحسنة؟ ما هي مخططاتك للنيل من شعب ليبيا ككل؟ فضلًا تكرمي علينا واطلقي العنان وأفسحي الطريق أمام انظارنا ومسامعنا، لنعرف جميعاً وامام العالم بأسره نواياك الخفية وما يترتب عليها، وهل حقا كما ينشر في بعض وسائل الإعلام بان لديك رؤية مستقبلية في استعادة مستعمرتك "ليبيا" وتجديد خزي سلفكم الفاشستية بالوطن وأهل الوطن!؟

Merry Libya Independence

24 ديسمبر 1951م



#ليلى_أحمد_الهوني (هاشتاغ)       Laila_Ahmed_Elhoni#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كر وفر
- انها المأس.....اة!
- براڤو خليفة حفتر
- زنقة الريح ولكن!
- البوهيمية* ظاهرة حضارية
- صرخة آلم .. آه يا ليبيا
- إلى ذلك الحين!
- اللعب مع الكبار
- نداء لأهلنا في غرب ليبيا الوطن
- قِرّتْ الحسوم (ارمي عباتك وعوم)
- عندما أغوى آدم حواء
- ماالذي تغير في خطاب معمر القذافي!؟
- ما الذي تريده روسيا على وجه التحديد!؟
- وماذا عن شركة -أم الجوابي-!؟
- ورقة قدمت في منتدى الإعلام العربي
- موسى كوسا بين المملوك جابر و رودلف هس
- ماذا يحدث في ليبيا اليوم!؟
- ما الذي تحتاجه تونس في المرحلة الراهنة؟
- مجرد رأي.. حول انتفاضة تونس المشرفة
- من -بالفعل- يستحق جائزة نوبل للسلام!؟


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ليلى أحمد الهوني - فن إخفاء الجرائم!