أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راوند دلعو - هل نحزن أم نفرح لمقتل قاسم سليماني ؟













المزيد.....

هل نحزن أم نفرح لمقتل قاسم سليماني ؟


راوند دلعو
(مفكر _ ناقد للدين _ ناقد أدبي _ باحث في تاريخ المحمدية المبكر _ شاعر) من دمشق.

(Rawand Dalao)


الحوار المتمدن-العدد: 6478 - 2020 / 1 / 31 - 10:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لو قمنا بمقاربة الموضوع إيديولوجياً لقلنا :

أولاً ) الشيعي يفكر كالتالي :

بما أن محمداً رسول الله و علياً و لي الله و مذهب الشيعة هو الحقيقة المطلقة التي تفسر كل شيء في الوجود ... إذن نشر التشيع فضيلة و رحمة للبشر ، لأن هذه الطائفة تحمل العقيدة و الفلسفة الحقيقية و التشريع الصحيح الذي يؤدي إلى خير و سعادة البشر ( و المتمثل بأوامر الله الشيعي ) !!! و بما أن جميع الذين قتلهم قاسم سليماني هم بشر غير شيعة، و بالتالي هم عائق في وجه انتشار الديانة الشيعية ، إذ كان هدفه من قتلهم نشر الديانة الشيعية من خلال التمكين لدولة إيران الشيعية في المنطقة ، إذن هو إنسان فاضل و جميع عمليات القتل التي ارتكبها تصنف على أنها فضائل ذات هدف نبيل يؤدي إلى مصلحة الجنس البشري على المدى البعيد ، لأن عمليات القتل التي مارسها سليماني تؤدي إلى تحويل سكان المنطقة إلى شيعة إثني عشرية يطبقون تشريع الإله الشيعي الذي فيه سعادة و مصلحة البشر ....

أما دماء ضحاياه فلا قيمة لها لأنها كانت عقبة في وجه نشر الفضيلة و الحقيقة المطلقة الشيعية و سعادة الأجيال.

و بالتالي يحزن الشيعي بشدة و يلطم بسبب عملية اغتياله و يراها ظلما ً.... !

ثانياً ) أما السني فيفكر كالتالي :

بما أن محمداً رسول الله و المذهب السني هو الإسلام الحقيقي الذي أنزله الله السني ، بينما التشيع كفر و زندقة و خرافات من صناعة عبد الله بن سبأ اليهودي و لا وجود للإله الشيعي ... إذن جميع عمليات القتل التي ارتكبها سليماني هي جرائم حرب و باطلة و تحمل في طياتها معنى الإثم و الظلم ، فهي تهدف إلى محاربة الفضيلة ( المتمثلة بأوامر الله السني ) من خلال توسيع و نشر المذهب الشيعي الباطل و تحويل السنة في الشرق الأوسط إلى شيعة .... فهو إذن شرير و شيطان و مجرم .... أما عملية قتله فهي عبارة عن انتقام قام بها الإله السني مدبر الكون ... كما أن دمَه هدر كالماء ، لا قيمة و لا كرامة له لعدم وجود الإله الشيعي !

و لذلك ينبغي أن نفرح لمقتل سليماني من منظور أهل السنة و الجماعة ... ! فقد أذاقه الله من نفس الكأس التي أذاقها للسنة و هو يقصفهم في سوريا و العراق ...

ثالثاً) أما طريقة تفكير العلماني :

بما أن الأديان صناعة بشرية هدفها استغلال البشر .... فجميع عمليات القتل التي ارتكبها سليماني بالإضافة إلى عملية اغتيال قاسم سليماني ، إنما هي حلقة في سلسلة طويلة من الحروب الدينية التي لا تنتهي و التي راح ضحيتها ملايين البلهاء و الأغبياء عبر التاريخ ...

فهؤلاء كلهم ضحايا الكذب الذي مارسه صنَّاع الأديان ...

و هنا يقلب العلماني محطة التلفاز ليتفرج على أغنية نانسي عجرم الجديدة ... دون أن يحزن أو يفرح ... بل تراه مشفقاً على الكم الهائل من ضحايا الظاهرة الدينية عبر التاريخ.... لأنه يعلم بأنه لا وجود للإله الشيعي و لا السني و أن الرب في حال وجد فلن يكون على هذه الشاكلة من السطحية.

الخلاصة :

إن المقدمات الفاسدة كقولهم : ( محمد رسول الله _ مذهبنا هو الحقيقة _ تطبيق شريعتنا هو الأنسب و الأسلم للجنس البشري .... الخ الخ ) و غيرها من المقدمات اللامنطقية التي انطلق منها المتدين ( سني أو شيعي) في حكمه على سليماني ، أدت إلى نتائج غير منطقية و متشنجة بل مضحكة .... كالحزن الشديد و اللطم من جهة أو الفرح الشديد و الشماتة و توزيع الحلويات على موت الرجل من جهة أخرى !!

أما العقلاني فقد توصل إلى نتيجة أكثر وسطية و منطقية ، بل ذات رؤية أعمق و أشمل ... و ذلك بسبب مقدمته السليمة التي انطلق منها و هي أَنَّ ( الدين صناعة بشرية ، و القتل بدافع نشر الديانة أمر همجي و جريمة غير مبررة ) ....

و بهذا نجد أن تشويه الدين لخريطة التفكير المنطقي التي بنى عليها الدماغ البشري عمله السليم ، يؤدي إلى إصدار أحكام غاية في التطرف و الشر و اللامنطق ... أي تعطيل عمل الدماغ !

فاعتماد الشيعي على مقدمة ( محمد رسول الله و علي ولي الله و الشيعة حق و السنة باطل ) دفعه إلى الاستهتار بدماء عشرات آلاف الضحايا من السنة و المسيحيين و الإيزيديين الذين قتلهم سليماني ....

كما أن اعتماد السني على مقدمات ساذجة غير منطقية ( محمد رسول الله و مذهب السنة هو الحقيقة و الشيعة و المسيحيون كفار ... الخ ) أدى بالسني إلى الفرح المبالغ به إلى درجة الاستهتار بحمام الدم الذي نفذه ترامب ....

أما المقدمة التي انطلق منها العلماني فأوصلته إلى حكم أكثر واقعية و منطقية و اتزاناً ( جميعهم ضحايا الحروب الطائفية الدينية التي يجب أن تقف حالاً ) .

و بهذا نجد أن كلمة ( محمد رسول الله ) جريمة فكرية ذات أثر سلوكي مرعب إذ تدفع الإنسان للاستهتار بدماء من يسميهم بالكفار !!! إذ عند تبنيها يعتمدها المحمدي كحجر أساس لكل ما يصدر عنه من عمليات تفكير تنطوي على مغالطات منطقية مرعبة !!!

إن السبب الذي دفع الشيعي للحزن على سليماني ، هو نفس السبب الذي دفعه للاعتقاد بعصمة محمد و علي و القرآن و الاعتقاد بالولاية التكوينية و المعجزات المنسوبة للأئمة الإثني عشر و ما إلى ذلك من خرافات مضحكة تدعو إليها العقيدة الشيعية !!!!

و كذلك السبب الذي دفع السني للشماتة بمقتل سليماني هو نفس السبب الذي دفعه للتصديق بطيران محمد على ظهر بغل مجنح إلى أن وصل عند الله !! و غيرها من العقائد و التشريعات السنية المضحكة و الضارة ( تعدد زوجات _ سبي _ نكاح الطفلة _ تحريم الرضاع ...الخ ) !

و كل هذه السذاجات سببها مغالطة أساسية و هي :

محمد ... رسول ... الله ...

عزيزي المسيحي أو اليهودي أو البوذي ... قم بتطبيق نفس السيناريو السابق على ديانتك فستجد أن اعتقادك بألوهية كريشنا أو يسوع أو البوذا هو حجر الأساس المسبب لارتكابك الكثير من الجرائم دون أن تدري أنها جرائم.

و أخيراً أقول : يصلح تطبيق المقاربة أعلاه على أي قائد ديني مارس القتل و السبي عبر التاريخ كمحمد و خالد بن الوليد و ريتشارد قلب الأسد و محمود الغزنوي و تيمورلنك و هولاكو ... !



#راوند_دلعو (هاشتاغ)       Rawand_Dalao#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة بلا عنوان
- هذه الدنيا
- ميل حمرة
- رسالة من مرتد إلى أهله
- عالم الغيلان الذي نعيش فيه
- أرفض تداول كلمة { ملحد } رفضاً قاطعاً ، لأنها نحتت لتكون شتي ...
- صرخة إنسان كوني
- حل القضية الفلسطينية و معضلة الرَّضَّاعة ( الببرونة)
- طوبولوجيا التعليم الشبكي المعاصر
- الأديان جراثيم الكوكب الأزرق
- فيه اختلافاً كثيراً _ أخطاء قرآنية واضحة في السجعية رقم 4 من ...
- السارق من الماضي و السارق من المستقبل
- مغالطة التوسل بالعيون الزرقاء و الشعر الأشقر !!
- كوميديا الأغبياء _ محمد يقوم بتسريب نتائج يوم القيامة.
- القصيدة اللاأدريَّة
- فيه اختلافاً كثيراً _ خطأ قرآني واضح في الترتيلة المسماة ( ف ...
- الدين على مذبح السخرية و الازدراء
- لاهوتُ مِحبَرَة !
- أنت هو دماغك !
- إكسير الخلود


المزيد.....




- متى تتوقعون الهجوم على رفح؟ شاهد كيف أجاب سامح شكري لـCNN
- السعودية.. القبض على شخصين لترويجهما مواد مخدرة بفيديو عبر و ...
- مئات الغزيين على شاطئ دير البلح.. والمشهد يستفز الإسرائيليين ...
- بايدن يعلن فرض الولايات المتحدة وحلفائها عقوبات على إيران بس ...
- لماذا تعد انتخابات الهند مهمة بالنسبة للعالم؟
- تلخص المأساة الفلسطينية في غزة.. هذه هي الصورة التي فازت بجا ...
- شاهد: لقطات نشرها حزب الله توثق لحظة استهدافه بمُسيرة موقعًا ...
- ألمانيا تطالب بعزل إيران.. وطهران تهدد بمراجعة عقيدتها النوو ...
- مهمات جديدة أمام القوات الروسية
- مسؤول إيراني: منشآتنا النووية محمية بالكامل ومستعدون لمواجهة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راوند دلعو - هل نحزن أم نفرح لمقتل قاسم سليماني ؟