أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد حسن - صندوق دعم العمل الفدائي














المزيد.....

صندوق دعم العمل الفدائي


محمد عبد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 6475 - 2020 / 1 / 28 - 23:43
المحور: الادب والفن
    


تستدعيني (صفقة القرن) إلى ماضٍ أصبح بعيدًا.. أو تستدعيه إليّ، لا فرق.. فأنا وهو، في الغالب، نعيش معًا.
تستدعيني، أنا الجالس على الأرض، بين ظهري والجدار البارد وسائد أضع رأسي عليها ليلًا.. تنقلني إلى ساحة (مدرسة الجمهورية التطبيقية الابتدائية النموذجية المختلطة)، في البصرة، حيث طابور الصباح. وهناك: قريبًا من (المايكروفون) المنصوب أمام جدارية كبيرة للفنان الرائد الأستاذ (هادي البنك)؛ يستقرّ الصندوق بخشبه اللامع فوق طاولة يحملها العم (أبو زكي)، أو (ناجح)، يحملها أولًا.. ثم يحمله، معزّزًا مكرّمًا، ليضعه عليها.. ولتبدأ الفقرة الأخيرة في الاصطفاف الصباحي: فقرته!
خلال سنواتي الست هناك متنقلًا بين الصفوف؛ بقيت العبارة المكتوبة على الصندوق بخط أبيض، لم يبهت.. ولم ينمحِ منه حرف، تواجهني.. أستطيع قراءتها على البعد: (صندوق دعم العمل الفدائي).. يرافقها صوت الأستاذ (جبار ياسر) منغّمًا: "لنا أخوة هناك في المخيمات".
وبغض النظر عن قيمة ما كان يجمعه الصندوق من مصروفنا اليومي، وهو يومها بعشرات الفلوس، وفيما إذا كان يذهب فعلًا إلى العمل الفدائي.. بغضّ النظر عن ذلك وتجاوزه؛ فإن هذا الفعل رسخّ فينا قضية كانت يومًا ما (قضية العرب المركزية).. قامت باسمها ثورات.. شُنّتْ وخيضتْ من أجلها حروب.. وعقدتْ مؤتمرات كثيرة أنتج أحدها لنا (لاءات ثلاث)(*) لم يعد أحد يتذكرها.
أعرف الآن، والآن فقط، لِمَ لمْ يكن معلمونا، رحمهم الله جميعًا.. أحياء وراحلين، يضعون الصندوق في مكانه قبل بدء فقرة الاصطفاف الصباحي.. ولو فعلوا؛ ما كانت صورته ستبقى في ذهني بالوضوح الذي هي فيه.. وضوح لم ولن تفلح كل محاولات المحو في تعكير صفوه أو حرف بوصلة وجهته.. ولو حصل؛ لكنّا قد خسرنا كلّ شيء لرابح وحيد فيه بعض من زميل لي كان يخرج معنا راكضًا نحو الصندوق، وحين سألته، رحمه الله، يومًا: كم أعطيت؟ أجابني: أنا لا أعطي.. أنا أضع يدي على الفتحة! ثم فتح لي راحته: كان فيها خمسة عشر فلسًا!!
----------------------------------------------------------------------------------------------------
(*): إشارة إلى مؤتمر القمة العربية الرابع المنعقد في العاصمة السودانية، الخرطوم، عام 1967 والذي أنتج لاءات ثلاثة: لا صلح ولا اعتراف ولا تفاوض.



#محمد_عبد_حسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين نصين
- العراقي.. بين الشّح والندى
- نحن.. و (البوعزيزي)
- تظاهرات الشعب.. وموافقات الحكومة
- سفارة البحرين.. الخاصرة الأضعف
- اعتذار متأخر من شهدائنا
- الشهيد قدّوري حسين عبد الله (أبو النّور) ناضل من أجل الخبز. ...
- النهر / قصة قصيرة
- كتاب (السائرون نحو المجد).. تأليف الوثيقة!
- البصرة.. وسوق (الپالات) (تساؤلات)
- الطائر .. يا صديقي / قصة قصيرة جدًا
- متنزه السراجي.. أم مجمع القصور الرئاسية
- رائحة أخرى للورد
- هل يخسر البصاروة كثيرا لأنهم يعيشون قليلا؟
- الكرسي الهزاز
- في انتظار غودو (قصة قصيرة)
- جماعة البصرة أواخر القرن العشرين (شهادة)
- جماعة البصرة أواخر القرن العشرين في -المشهد الثقافي لمدينة ا ...
- روايات بمداد مالح
- الطريق إلى الحلم


المزيد.....




- -طاعة الزوج عبادة-.. فنانة خليجية تشعل جدلا بتعليق
- لغة الدموع الصامتة
- مصر.. عمر هلال يجمع أحمد حلمي وهند صبري في فيلم -أضعف خَلقه- ...
- فنانة سورية تصبح سيدة نيويورك الأولى...من هي ؟
- صوّر في طنجة المغربية... -الغريب- خلال استعمار الجزائر في قا ...
- يتناول ثورة 1936.. -فلسطين 36- يحصد الجائزة الكبرى في مهرجان ...
- -صهر الشام- والعربية والراب.. ملامح سيرة ثقافية للعمدة ممدان ...
- انطلاق أعمال المؤتمر الوطني الأول للصناعات الثقافية في بيت ل ...
- رأي.. فيلم -السادة الأفاضل-.. حدوتة -الكوميديا الأنيقة-
- -المتلقي المذعن- لزياد الزعبي.. تحرير عقل القارئ من سطوة الن ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد حسن - صندوق دعم العمل الفدائي