محمد عبد حسن
الحوار المتمدن-العدد: 6277 - 2019 / 7 / 1 - 19:24
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
بعيدًا عن الآراء القائلة بتسييس التظاهرات.. وأنّ وراءها جهات سياسية تريد نقل خلافاتها إلى الشارع.. أو، في أقلّ تقدير، استثمارها؛ فإنّها غالبًا ما تجابه بعنف مفرط. ويتّفق الطرفان، المتظاهرون والسلطة، على إدانة التخريب والتجاوز الذي يحصل على الممتلكات، العامة والخاصة، ويختلفان حول الجهة التي ينسب إليها ذلك. وإذا كان المسؤولون يرون أنّ (بعض) مطالب المتظاهرين محقّة.. فهم يرون، أيضًا، أنّ تظاهراتهم غير مرخّصة
ولو كان مواطنونا يعيشون كما تعيش الشعوب التي تتظاهر بموافقات؛ لتقدموا بطلباتهم من أجل الحصول على موافقات للتظاهر لمنع الصيد الجائر للفيلة أو الحيتان.. أو ضدّ مرور النفايات النووية، عبر مكان ما، وهي في طريقها للطمر.. أو للمحافظة على حيوان معين من الانقراض. ولسمحت الحكومة بذلك، وفتحت الطرق.. وشاركت هي في هذه المظاهرات بكل رموزها أسوة بمشاركات الكثير من الشخصيات في المناسبات الدينية.
وعلى فرض أنّ الحكومة، في حال تقديم طلب إليها، ستوافق على تنظيم تظاهرات مطلبية؛ فإنها، بالتأكيد، ستختار لها مكانًا لا يسبب للسلطة إزعاجًا.. ويحجّم من تأثير حركات الاحتجاج هذه.
ولكن.. كيف نستطيع إقناع مواطن يتظاهر ضد سلطة هي، في نظره، متّهمة بالفساد والمحسوبية والمحاصصة البغيضة وتبديد الأموال.. سلطة ضالعة في اعتقال ناشطيه وقمع تظاهراته بعنف.. كيف نستطيع إقناع مواطن، هذه نظرته للسلطة، بضرورة الحصول على موافقة منها لتنظيم تظاهرة ضدّها!؟ وما قيمة هذه الموافقة عنده؟
#محمد_عبد_حسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟