أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله عموش - الوغد مشروعا تافها والأستاذ ومدينة دوت.كوم















المزيد.....

الوغد مشروعا تافها والأستاذ ومدينة دوت.كوم


عبد الله عموش

الحوار المتمدن-العدد: 6473 - 2020 / 1 / 26 - 02:10
المحور: الادب والفن
    


وأنا أهم بمغادرة الفندق بمدينة بوسطن في اتجاه عاصمة الذهب كاليفورنيا غرب البلاد ؛ حملق صاحبنا فقال : أنت لا تهتم بي منذ نزولك نيو انكلند . وكان من الحراميين العابرين للقارات تعقبني منذ مطار الرباط سلا . نظرت إليه ثم أجبته : أنت مشروع تافه بالنسبة إلي وعلى قدر كبير من الغباء ووغد من يدخلك في حساباته ، أطبقت فمي و أخذت آخر حقائبي يتبعني كلبي ؛ ثم وضعت قبعتي الأمريكية وأقفلت سكة باب الفندق الزجاجي ، فوضعت الحقيبة على المقاعد الخلفي لسيارة الأجرة فأتبعتها "بوبي" يحرسها ثم أقفلت الباب ، وما أن هممت بفتح الباب الأمامي للسيارة حتى وجدته ينهار متوسلا ؛ ألم تسمعني ، نظرت إليه نظرة ساخرة وأدخلت يدي في محفظة نقودي وأخرجت ورقة مالية من فئة مائة دولار ، ورميتها له قائلا قبل إغلاق الباب هذا واجب ليلتك الأخيرة بالفندق ببوسطن واطلب من بنجامين فرانكلين أن يساعدك في حل مشاكلك بدلا من أن تلقي باللائمة على غيرك فأنت تافه غبي ووغد تتعقب أستاذا من الرباط حتى ولاية نيو إنكلند وتعتقده ستكون مشروعا له ، فأنت مشروع تافه مفلس يدعو إلى الغباء يا ابن الوغادة son of q bitch ثم ضربت بالباب بقوة في وجهه فأشرت إلى السائق بالمسير ؛ وسمعت صراخا في الخلف تبعه نباح الكلب ، أمرت السائق بالتوقف مربتا بكفي على فخده الأيمن ، لمحت صاحبنا من المرآة يصرخ راكضا وراء السيارة ، ثم أمرت السائق بالرجوع قليلا إلى الخلف حتى اقترب أن يدوس قدم الوغد المجنون ـ فتحت زجاج النافذة وأزلت نظارتي الشمسية ، فسألته فيما كان يقول : إلا أن المفاجأة كانت قوله بأن سيلحق بي في كاليفورنيا ، ولم أتردد ثانية في الرد قائلا : لو قدر لك ذلك ، تأكد أنني سوف أسبح في دموعك وسوف أمسح كل دمعة من دموعك بقطعة نقدية من مائة دولار جديدة
، ثم أمرت السائق بالتحرك ؛ وما هي إلا لحظات حتى نزلت المطار وأخذت مكاني في الباحة أنتظر ساعة الإقلاع حتى رن هاتفي برقم مجهول ، ولما فتحت الخط أجابني شخص بالإنجليزية : "No dangier we are about ten feets in front of you "
أجبت :"Who are you talking me like this ? I dont beleive that someone has my number phone in USA ."
ثانيتان فقط ليقف شخصان أمامي : " Hello your passeport please " إنها شرطة الأيف بي آي المختصة في حفظ أمن المطار و تحديد هوية المرتادين قبل ولوج الطائرات .انتهت المراسيم .فأخذت قهوة أخيرة ببوسطن في انتظار الطائرة وكانت الساعة منتصف الليل تماما ؛ و بعد خمسين دقيقة من الانتظار ، طولب منا المتوجهين إلى ع عاصمة الجينز وجسر البوابة الذهبية التقدم لإيداع أمتعتنا على السكة والولوج إلى المدرج ، وتمت الترتيبات على أحسن وجه ، وفي المعبر وجدت الوغد ثانية يقدم أوراقه للجمارك وشرطة العبور ، فتملكني شعور بالخوف ورغبة في الصراخ ، إلا أنني هدأت أعصابي و توقعت عكس ما أثار غضبي ، فجأة توقفت فرقة خاصة بسيارة مدرعة نزل منها ستة أشخاص مدججين بالسلاح وأجهزةو الإتصال فطوقوا المكان ـ ولم يترددوا في التقدم نحو شباك شرطة العبور ، جاء دوري ولم يحدث ما يثير غضبي أو حفيظتي ثم خرجت نحو المدرج ، وما أن نظرت خلفي حتى أبصرت الجماعة تلقي القبض على صاحبنا مصفدا فانهارتعلاقات التوتر في دماغي وعاد تفكيري إلى حالته الطبيعية ، فتقدمت نحو المصعد و نسيم بوسطن يقبل وجنتاي ، دخلنا الطائرة ، أغلق الباب بإحكام ، أقلعت الطائرة تلتهم الأجوء في اتجاه الغرب ليقبل بنا الأطلسي الهادي ، وما هخي إلا ساعات قليلة حتى أعلنت المضيفة بلوغنا مطار سان فرانسيسكو . نزلنا الأرض الذهبية فأحاطت بنا حفاوة ترحاب المكسيكيين والإسبان هناك بالجنة الخيالية ، مملكة الملكة كاليفيا ،أو باخا كاليفورنيا أو كليفورنيا الدنيا ، وكل شيء فيها يشهد على الحرب المكسيكية الأمريكية ، وأنت تجاوز حدك كسائح إلى بحاثة سوسيولوجي ، سيصدمك خليط الديانات و الأجناس بهذه الولاية كثالث أكبر ولاية بالولايات المتحدة الأمريكية وأكثرها اكتظاظا بالسكان و أكثرها تنتوعا من حيث الجغرافيا والمناخ والبيئة كما تسمى بالولاية الذهبية .. و أنت في قلب مدينة ليفي شتراوس لسروال الجينز أو سان فرانسيسكو سيلفحك لهيب الحرب المكسيكية الأمريكية زمن جون سلوت قائد البحرية الأمريكية في هذه الحرب ومن المؤسسين الحقيقيين للمدينة 1847 والتي عرف سكانها الأصليون انقراضا بسبب الأمراض الت جاءت مع الجنود الأمريكان ؛ وستخبرك المدينة عن نكبتها بسبب زلزال 1906 ثم إعادة بنائها وستتعرف على جسر البوابة الذهبي و جسر الخليج ؛ كما ستتعرف أن سان فرانسيسكو كانت مركزا لحركة الهيبي أوالهيبز كظاهرة اجتماعية كانت بالأصل حركة شبابية نشأت في الولايات المتحدة في ستينيات وسبعينيات القرن العشرين ثم ما لبثت أن انتشرت في باقي الدول الغربية. وتعتبر هذه الحركة مناهضة للقيم الرأسمالية، حيث ظهرت بين طلاب بعض الجامعات في الولايات المتحدة كظاهرة احتجاج وتمرد على قيادة الكبار ومظاهر المادية والنفعية وثقافة الاستهلاك، فقام بعض الشباب المتذمر إلى التمرد على هذه القيم والدعوة لعالم تسوده الحرية والمساواة والحب والسلام. ميزوا أنفسهم بإطالة الشعر ولبس الملابس المهلهلة والفضفاضة والتجول والتنقل على هواهم في مختلف الأنحاء كتعبير عن قربهم من الطبيعة وحبهم لها. هذه الحركة التي بدأت مع ما يسمى بصيف الحب كظاهرة اجتماعية حصلت في صيف عام 1967 عندما تدفق ما يقارب 100 ألف شخص على حي هايت-أشبوري في سان فرانسيسكو آذنة ببدء تغير ثقافي وسياسي كبير في المنطقة. على الرغم من تواجد تجمعات هيبيز في مدن نيو يورك، لوس أنجلوس، فيلاديلفيا، سياتل، بورتلاند، واشنطن العاصمة، شيكاغو، هيوستن، أتلانتا، نيو أورلينز، ميامي وغيرها، إلا أن مدينة سان فرانسيسكو تتميز بأنها مركز ثورة ثقافة هيبيز، ووعاء لصهر الموسيقى، العقارات النفسية، الحرية الجنسية، التعبير الإبداعي، والسياسة. أصبح صيف الحب علامة فارقة في عقد ستينات القرن العشرين مع تطور حركة الهيبيز ودخولها في الحركة الثقافية العامة كما ستعرفك بليبيراليتها على دخولها للحركة المثلية على نطاق واسع ، لحد أنها كانت منطلق حركة "تحرير المثلية الجنسية" خاصة منذ سبعينيات القرن العشرين حيث سكنوا حي "كاسترو" في وسط المدينة وتعتبر سان فرانسيسكو من أكبر مراكز المثلية الجنسية بأمريكا .وتشكل نسبة المثلية الجنسية بسان فرانسيسكو قرابة 15%. وفي الثمانينات عرفت ارتفاعا مهولا في عدد المشردين لتنتقل في تسعينيات القرن الماضي مركزا للأعمال الالكترونية وحملت لقب مدينة "دوت . كوم ". إلا أن الغريب فيها سياسيا هو أنها مدينة ليبيرالية ويسارية لذلك حظي جون كيري فيها في انتخابات 2004 ب 54.4% من الأصوات مقابل 44..4% لمنافسه الليبيرالي جورج بوش . و تحتضن مقر محكمة كاليفورنيا العليا . وهي تحتضن المركز البنكي و المالي للضفة الغربية للولايات المتحدة الأمريكية وبورصة المحيط الهادي ومركز ليفي شتراوس لسروال الجينز وماكروميديا للبرامج وبكتل للهندسة والبناء وغاب للملابس وبنك ويلز فارغو : ولز فارجو آند كومباني Wells Fargo & Company هي شركة خدمات مالية عملاقة أمريكية متعددة الجنسية، ولديها أعمال في مختلف بقاع العالم. .
هكذا قضيت عطلتي بسان فرانسيسكو باحثا ومتعلما ونسيت الوغد كمشروع تافه يدعو إلى الغباء، وما أزال مصمما العزم على أن أستحم ف دموع الوغد وأمسح كل قطرة من دموعه بورقة مالية من فئة مائة دولار جديدة .



#عبد_الله_عموش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الملامح العامة لاتجاهات الفكر التربوي الإسرائيلي أو انتكاسات ...
- أسئلة دات راهنية في الإصلاح التربوي الرواقي بين مطرقة المنفع ...
- قراءة نقدية في كتاب تأملات في التربية - إيمانويل كانط - تعري ...
- حفريات في مشروع الدكتور محمد عابد الجابري : - العقل السياسي ...
- حفريات في مشروع الدكتور محمد عابد الجابري : - العقل السياسي ...
- مقاربة لفلسفة صناعة النخب منظورا إليها من بانوراما الدكتور ص ...
- قراءة تحليلية في الدستور الأمريكي من منظور القانون الدستوري ...
- في الشائعة : أقدم وسيلة إعلام في التاريخ البشري : تأملات في ...
- ماهية المجرم و الجريمة
- الدرس الإفتتاحي في الفلسفة ؛ جولة في عوالم مارتن هيدجرالرائع ...
- قراءةى في بانوراما الدكتور صابر جيدوري لكتاب : رأسمالية المد ...
- من المعاناة من العنف الرمزي و التضييق به زمن الإصلاح إلى ق ...
- من المعرفة بالذكاء إلى سيكولوجيا الذكاء ؟!!!
- نحو علم النص (2)
- نحو علم النص
- ثورة الملك و الشعب في مملكة النحل
- الأدب بين الفنية و العلمنة 1/1 في الأدب و الدراسة الأدبية قر ...
- تروبادوريات : وتر أخيل
- قصير في المغرب
- جذيمة ، قصير ، ميسون و عمرو بن عدي الشيخ في المغرب


المزيد.....




- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله عموش - الوغد مشروعا تافها والأستاذ ومدينة دوت.كوم