أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منير العبيدي - عوني كرومي الصورة الاخيرة














المزيد.....

عوني كرومي الصورة الاخيرة


منير العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 1568 - 2006 / 6 / 1 - 11:23
المحور: الادب والفن
    


عوني كرومي
الصورة الاخيرة
لماذا لا استطيع الكتابة عن " عوني " كما أعتدت أنا اناديه بدون رتوش ، كتب الجميع و أنا ساهم .
اليوم صباحا بل باكرا قفز الى ذهني سؤال : أين الصورة ؟ آخر صورة عوني و أنا في مهرجان الثقافة العربية في برلين ؟ من ألتقطها ؟ منصور ؟ نعم منصور البكري ... سأسمي موضوعي الصورة الاخيرة . ولكن هل هو منصور حقا من التقط الصورة ؟ هل اتصل به كي اسأله ؟ و لكن مهلا الساعة الان بعيد الخامسة صباحا بقليل .
في الطريق الى ورشة الثقافات في برلين كان يسير أمامي . و الشارع يرتفع قليلا . وقف و ألتفت فعرفته " هلو عوني شلونك " صحتك شلونه " . جيدة لو اترك التدخين .
كان مرهقا و شاحبا ، دخلنا القاعة المعتمة و أهتدينا بالضوء الخافت الى مقاعد الجلوس سلمنا على هذا و ذاك وجلسنا وبينه وبيني مقعد فارغ ، كان يحادثني و يتطلع الى المقعد الفارغ بيننا ، الكراسي ضيقة و الجلوس لصق بعضنا لم يكن مريحا .
و مض ضوء آلة التصوير مرة أو عدة مرات ، من كان منصور البكري؟ ربما حالما تقارب عقارب الساعة العاشرة سأرفع سماعة الهاتف الذي يحتوي على الرقم ثمانية اربع مرات و احادث منصور أسأل عن الصورة الاخيرة معا عوني و أنا .
بالأمس تهدج صوت فهد الأسدي و أنا أحادثة عبر الهاتف ، و أسأل عن الأصدقاء : عادل كوركيس أرسلت له رسالة بالبريد الالكتروني بمناسبة آخر عيد مسيحي ، ماذا يسمى ؟ أنا أنسى الأسماء دائما ، ربما عيد الفصح ؟ ربما . أسبوع بدون جواب ثم اتصلت و اتصلت و اتصلت كان التلفون يرن و لا احد يجيب . كيف أنت ابا ليث ؟ أسأل فهد فيروي لي ، لا شيء يبعث على المسرة ابدا ، وفي النهاية يتهدج صوته .
لماذا كان عوني ينظر الى المقعد الفارغ بيننا ؟ ارقني السؤال و أيقظني منذ الصباح الباكر .. و أيقظتني ومضة ضوء جهاز التصوير الذي صورنا معا الصورة الاخيرة . كان ينظر الى المقعد الفارغ بيننا و أراد أن يقول شيئا : " منير ؟ " ثم سأل سؤالا . احسست انه بدل السؤال في اللحظة الاخيرة ناظرا الى المقعد الفارغ بيننا .
في اليوم التالي كان يتوسط أسعد راشد و حسين الانصاري في جلسة نقاشية عن المسرح .
كانت هذه آخر مرة اراه فيها
* * *
في اليوم التالي كنا نستقبل ستار كاووش في محطة القطار ، كانت الامسية الحوارية عن تجربته تزامنت مع مهرجان الثقافة العربية ، وكنت في اليوم التالي مشغولا بالتحضير للامسية سمعت مساء بعد الامسية ان عوني نقل الى المستشفى بعد وعكة ، لم يكن مسموحا لأحد زيارته .
لا أدري لماذا يذكرني رحيلك ، يا عوني ، برحيل موفق الخطيب ،كنا نتقاطع و نلتقي و لا نلقي بالا لبعضنا ، و نقول لأنفسنا دائما أن في الوقت متسعا لنجلس الى بعضنا و نتحادث و ربما نتعاتب و ربما نتعانق ، ولكن الوقت كان دائما أسرع .
في مطعم طارق في برلين جلس أصدقاء ستار كاووش وزملاء دراسته و كاووش و منصور البكري و أنا ثم ألتحق بنا فهمي بالايي . رن الهاتف النقال لمنصور البكري ثم أدلى منصور البكري بما عرف توا .
ـ رحل عوني كرومي الى الابد .
إتصلنا بهذا و ذاك الجميع يسأل : هل انت متأكد ؟
ـ تلفون البيت لا يرد .
ـ الجميع لم يصدقوا . لم ننشر الخبر حتى نشره آخرون عن طريق امستردام وليس برلين
كنا أول العارفين و آخر المصدقين .
و بقيت الاسئلة :
لماذا كان عوني ينظر الى المقعد الفارغ بيننا ؟ ماذا اراد أن يسأل ؟ من إلتقط الصورة الاخيرة ؟

منير العبيدي
برلين ـ 31 ـ 5 ـ 2006
الساعة السادسة



#منير_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطبقة العاملة في القرن الواحد والعشرين ...
- في الذكرى الثانية والسبعين لتأسيسه في التحضير لمؤتمره الثامن ...
- حزب مجيد يمثل وحدة الشعب العراقي
- لقطات نسائية
- المثقفون والسّاسَة الشموليون
- عطر امرأة
- حول الديمقراطية والاصلاح السياسي في العالم العربي - رد على ت ...
- الديمقراطية والإصلاح السياسي في العالم العربي
- تسييس الثقافة العربية
- الديمقراطية وإمكانيات التصدير
- الفنان التشكيلي عدنان شينو - الحنين الخلاق
- الماركسية وافق البديل الاشتراكي - كارل ماركس
- دور اللغة في التاريخ
- المرأة ومشاكلها الوجودية , لدى التشكيليات العراقيات
- إتحاد الشعب تسمية ملائمة لحزب ذي إرث نضالي مجيد
- الديمقراطية الليبرالية وتيارات الفكر السياسي العراقي المعاصر


المزيد.....




- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منير العبيدي - عوني كرومي الصورة الاخيرة