أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - هاله ابوليل - قصة غير مؤثرة عن القناعة والفقر والعمل














المزيد.....

قصة غير مؤثرة عن القناعة والفقر والعمل


هاله ابوليل

الحوار المتمدن-العدد: 6472 - 2020 / 1 / 25 - 11:43
المحور: كتابات ساخرة
    


يحكى أن رجلا فقيرا رجع إلى البيت من دون لحمة العيد الكبير.
الرجل فقير ، والفقر ليس بعيب - هكذا يقولون - ولكن الجميع بلا استثناء يخجل منه
,رأى الناس يذبحون و يسلخون الخرفان ورائحة الشواء في كل مكان
. أما هو فالعين بصيرة و اليد قصيرة.
ما إن دخل البيت ,حتى وجد زوجته الحكيمة قد سلقت فولا نابتا .(باقلاء يعني)
بدأ الزلمة وهناك فرق بين الزلمة والرجل , فمن يستطيع الكسب ولو بفلق الصخور يستحق كلمة الرجولة أما الزلمة فالكثير من الأزلام وجودهم وعدمه واحد .
بدأ زلمتنا وعلى مضض, يقشر حبات الفول، يقشر و يأكل ويرمي القشور من الشباك وهو يتأفف، لأن الجميع يأكلون اللحمة وهو ليس له إلا الفول النابت.
لأمر ما نزل من البيت ,فوجد تحت الشباك ,رجلا يجمع قشور الفول المتساقطة
و ينظفها من التراب ويأكلها وهو يردد "الحمد لله الذي رزقني من غير حول مني ولا قوة".
فأجهش زلمتنا بالبكاء نادما على تأففه.
يبدو أن القصة انتهت ,ولكنها لم تنتهي عندي فالأمور ليست بتلك البساطة صحيح ليس هناك اسهل من ذرف الدموع ولكن هناك العقل.
لديك عقل ! اليس كذلك ,فلماذا لا تستخدمه !

في الحقيقة ,حكاية مؤثرة ,تشعر معها بأن الدنيا لا تساوي حبة خردل أو قد تساوي .
غير أنني حاولت التأثر بالقصة كما تأثر زلمتنا ولكني لم أشعر بشيء قط. لأن هذه الحكاية ليس لها علاقة بالرضا النابع من زهدك في التكسب والرزق وقبول النصيب ، بل توليفة في فيلم هندي تجاري مفادها أنك مظلوم وعاجز عن رفع الظلم، لكنك فرحان لأنك بسبب الفول أصبحت حكيم عصرك و وحيد قرنك.
لأن الحكومة هي التي صنفتك "تحت خط الفقر" وليس الله هو من حرمك من اللحمة. ورجال دين الدولة دورهم أن يزيّنوا لك بأن القناعة كنزك الذي لا يفنى، دفاعا عن مخصصاتهم الحكومية، لأن الدولة لا تدفع راتبا لمن يعتقد أن دوره قول "كلمة حق عند سلطان جائر".
وبخصوص الفول لابد أن نسالك ما دمت فقيرا !
من اين لك بثمن الفول !
وما دمت تأكل الفول ,فالأفضل ان الا تتعود على أكل اللحمة , فالفول قد تجده كل يوم ,أما اللحمة فشم لا تذوق ,
ولماذا لم تؤكل القشور التي كنت ترميها ما دمت فقيرا ,ومادام هناك امكانية لأكلها فالرجل الذي كان يجلس تحت شباكك كان يأكلها
وسؤالي ؟؟
لماذا سكتت على جلوسه تحت شباكك كل هذه المدة ,ألم تتعلم درس المحافظة على اسرارك من المتطفلين امثاله ,الذين يجلسون تحت النوافذ ويتنصتون
أما كان ينبغي طرده لا أن تبكي على منظره ,فالأولى يازلمة أن تبكي على حالك قبل أن تبكي عليه. هذا عوضا عن رميك القشور وانت بحاجة لها
كيف هانت عليك زوجتك التي ستنهض لتنظف وراءك
الا تخجل من حجمك الكبير وانت ترمي القشور بالشارع!
الم يعلموك بالمدارس ان النظافة من الأيمان!
أم أن الايمان فقط هو تنظيف بيوتكم فقط
ما هذا الايمان الناقص ,فالنظيف نظيف داخل البيت وخارجه !
في الحقيقة ,ينبغي تحرير مخالفة لك من البلدية لو كانت مهتمة بأمر وجودك وأمر اطعامك, ولكنها تقوم بعملها بمخالفتك , كلما تيسر لها الأمر .
فلماذا تركتك ,ترتكب كل تلك الحماقات لوحدك .
أما ذلك الذي كان يلمّ قشور الفول فيأكلها بترابها ويشكر النعمة، فينبغي ايجاد عمل له في البلدية, فقد يساهم -اكله للقمامة في تخفيف الميزانية .
هل تأثرتم بما حللت؟
هل أنا قاسية ؟
حسنا , قصدي من هذه المداخلة وهذه القصة المؤثرة أن أشير إلى أن الفقر ليس فقر الجيوب ,الفقر يا عمي -اقصد يا زلمتنا - هو فقر العقول
فما دمت تملك قوة جسدك ,اذهب لتحتطب ولا تطلب من الناس أن يشفقوا عليك بقطعة لحمة ولا فول ولا دراهم .
ملاحظة لكي تأخذ بالك وتحترس "الاحتطاب مهنة يعاقب عليها القانون" فقطع الأعناق ولا قطع الأشجار
فالأشجار هي تاريخنا الماثل واسطورة وجودنا
هذه فقط للتنبيه للبحث عن مهنة غير الشحادة وانتظار عطف الآخرين
وشفقتهم واترك الأخشاب بحالها.
أنا في حالة ذهول ان هناك من يكتب قصص مؤثرة عن القناعة بالفقر وهناك حكمة سيدنا عمر بن الخطاب الذي تعجب من رجل لا يجد قوت اولاده كيف لا يخرج شاهرا سيفه الخشبي في وجه حكومته الطبقية ولنقل ساندا طوله بحثا عن أي عمل
. بتصرف



#هاله_ابوليل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انفاس الشياطين والحب و الخلوة بين شمس التبريزي والرومي
- الفوضى و العبقرية عند سارتر وكيف جعل الحب نوع من الكوميديا
- هوس بنسخة السيد دارسي وجيل من المراهقات الحالمات
- كبرياء وتحامل والسيد دارسي وجين اوستن والاخوات برونتي والعنو ...
- مذكرات ديناصور والروايات والمرض – و حديث كيف تنجو
- مثقفون ليبراليون مزيفون
- نجمة المدينة اللامعة
- لا تأخذهم على محمل الجد
- سالي الأرمينية الجميلة
- مجتمعات استهلاكية و العيب فيكم
- ثقافة العيب هل هي ثقافة أم ظاهرة !
- تنسى كمصرع طائر , ذكريات الطفولة والذاكرة المثقوبة
- ما فعلته صحف وقناة فوكس التي يملكها مردخاي اليهودي - الصهيون ...
- اسلحة الخداع الشامل التي شنت حربا على العراق
- مافعلته صحف وقناة فوكس التي يملكها مردخاي اليهودي - الصهيوني ...
- مجرد اكاذيب وليست اكاذيب حقيقية
- -استخدام الخوف - تلخيص لأبرز ماجاء في كتاب أسلحة الخداع الشا ...
- كيف مول السيناتور الامريكي تشارلي مجاهدي الأفغان
- الجلوس فوق مرتفعات وذرينغ -Wuthering Heights
- كيف قام charelle Wilson بتمويل المجاهدين الأفغان لدحر البعبع ...


المزيد.....




- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...
- طهران تحت النار: كيف تحولت المساحات الرقمية إلى ملاجئ لشباب ...
- يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف ...
- في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في ...
- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...
- باللغة الفارسية.. شيخ الأزهر يدين استمرار الغارات الإسرائيلي ...
- “اخر كـلام “موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان 195 الموسم السابع في ...
- فيلم -المخطط الفينيقي-.. كم تدفع لتصبح غنيا؟
- حرارة الأحداث.. حين يصبح الصيف بطلا صامتا في الأفلام


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - هاله ابوليل - قصة غير مؤثرة عن القناعة والفقر والعمل