هاله ابوليل
الحوار المتمدن-العدد: 6452 - 2019 / 12 / 31 - 14:33
المحور:
الادب والفن
كبرياء واجحاف و العنوسة
ربما لا يمكن ان نترك كل هموم العالم الخارجية مثل عزل ترامب - الرئيس الاكثر جشعا في العالم عن طريق مجلس النواب الامريكي ولا ان يسمح لنا الوقت لمعرفة آخر اخبار الرئيس الروسي بوتين ومهارته في صيد الحيتان كما يدعي محبيه ولا رغبة لنا بما يفعله شيوخ النفط اصحاب الدشاديش بل قد ننحني اعجابا لرئيس تونس الجميل الذي اختاره الشعب منهم بدون بساطير عسكرية كما عند المصريين ولا حديث لنا عن مرتزقة جيش حفتر المدعوم اماراتيا ولا بحرب اليمن التي لا داعي لها .
ولكنها الحياة سوف تسير رغما عن كل الأنوف الكبيرة والصغيرة والجدعاء و المتطاولة كذبا وبهتانا فكل هؤلاء يكافحون أما بالقتل والتدمير لإيجاد مخرج لهم للهروب من عزلتهم أو نكبتهم ,ففي حين يقبع العامة في منازلهم يجدولون مصاريفهم الشهرية و يفكرون بالأقساط المتأخرة عليهم فلا يهتمون بما يشغل العالم إلا قليلا وما ندر. , فيما البنات وحدهن يشغلن الأمهات في مثل مشهور يقول ان همّ البنات كما يقولون يبقى حتى الممات . فقصص الزواج لا تنتهي , فمنذ العصور الوسطى حتى زمننا هذا يوجد طرق نافعة لإصطياد العرسان , وهناك وصفات لجلب الحبيب بدون سحر ولا تعاويذ ,وساذج من يعتقد أن هناك امرأة على وجه البسيطة لا تستطيع أن تسحب رجلا من شواربه وتدخله قفصها الحديدي ,فالطرق ميسرة وليس هناك اسهل من القبض على عريس اذا عزمت على ذلك . فستنجح ومن يعتقد غير ذلك فهو إما مغرور أو مقهور .
تقول الأم بانييت (متعجبة) عندما يكون لديك خمس بنات يا ليزي , أخبريني ماذا سيشغل تفكيرك غير هذا . ربما وقتها تفهمين.
ربما ما جعلني افكر بكتابة هذا عن الرواية ما جاءني من لسان صبية خجول بلغت من العمر 28 سنة ذكرتني بالآنسة لوكاس في رواية كبرياء واجحاف .
تطلب مني الفتاة الخجول ,نصيحة حول علاقة ما تزال في البدايات ,تجمعها مع شاب لحوح . و وجدت نفسي اضحك وأنا اخبرها أن لا تأخذ من مطلقة نصيحة , فلو كان المطلق مهتما بأمر الزواج
ما تطلق اصلا .بالنسبة لي الطلاق هو الأمر الأكثر حكمة لأي علاقة تسودها مشاعر عدم الإنسجام ويكثر فيها الاختلاف وخاصة ما دام لا يوجد اطفال سيتضررون .
الزواج عند الكثير وأنا منهم هو بمثابة حبال ستوضع على رقبتك لحين حكم اعدام سينفذ بلا محالة في وقت ما ولكن كل ما عليك فعله هو واجب تأخيره الى ابعد زمن ممكن وعلى الرغم ان الزواج مثلا حتى لو كان من اي رجل بسيط ,سيخلص الفتاة العانس من النظرة الناقصة التي سترشقها نساء ساذجات تافهات جاهلات اميّات غير متعلمات على الرغم من معرفنك الاكيدة و بقليل من التفحص معرفة كيف التقطن ازواجهن بطرق رخيصة كالعادة .
ولكن ما دمن تحصّن بسور الصين العظيم اقصد الزواج الحصين - كما يفهمن ذلك - فلن تستطيع ولو بكل لغات العالم الحيوية , أن تقنعهن أن الزواج ليس مصير حتمي لكل فتاة وهناك من تختار حريتها بدلا عنه فلن يقتنعوا . فهذه قناعات موروثة نقلتها امهات لم يذقن طعم الحرية ابدا الى بناتهن العازبات وكأن الزواج هو نهاية مصير كل فتاة .
تقول السيدة ( الأم) بانيت : " يجب ان ارتدي ملابسي واذهب الى ليدي لوكاس , كم اتوق لرد فعلها؟
ليزي : هل هذا محور تفكيرك حقا؟
الأم (متعجبة) عندما يكون لديك خمس بنات يا ليزي , أخبريني ماذا سيشغل تفكيرك غير هذا . ربما وقتها تفهمين.
هذا حوار بين الام وابنتها اليزابيت بانيت - الفتاة الجميلة – القارئة و المثقفة. في سعي الأم لرؤية رد فعل السيدة لوكاس عن خبر زواج ابنتها ذات الخمسة عشر ربيعا والغير متوقع على الرغم انه جاء على شكل زواج اضطراري بعد هروب الفتاة ليديا الصغيرة مع الضابط ويكهام .
تبدو محاولة الأم لتزويج بناتها الخمس ,محاولة ساخرة و تدعو للضحك من الفتيات انفسهن الذين لا يستطيعون ايقاف رسائل والدتهن اللحوحة للعريس المفترض أن يتزوج احدى البنات الخمس .
وجاء رد الأم على ليزي بما يقتضي الحال في مسعاها لزواج بناتها وهذه الشخصية اللحوحة والثرثارة والتي يكاد يغمى عليها عندما ترى ابنتها الجميلة جيني تراقص بينجلي هي من سأتناولها في هذا المقال
فقد اتحف النقاد اليزابيت ومستر دارسي بالكثير من الدراسات ولا ننسى غرور الرجل الثري وهو يتقدم للزواج من الفتاة الفقيرة المثقفة مذكرا اياها بحقارة اصلها وهو يعدد لها التضحيات العظيمة التي تركها خلفه من محاربة قرارات اهله الصائبة ومنها تخليه عن قصر روزينجز - قصر ابنة عمته الوحيدة - التي يفترض ان يتزوجها .
وأنه ترك كل ذلك وجاء ليتقدم بالزواج منها , وكان مقتنعا إنها لن ترفضه وهو صاحب املاك دير بيشاير كلها
فأي امراة مجنونة قد ترفض رجلا مثله ولكنها رفضته , فاعتبر ان رفضها له اهانة ووقاحة منها . فهي نظرة الإقطاعي المالك لكل شيء والذي لن يقف في سبيله احد.
ولم يعترف ان اهانته لها أولا هي السبب في رد فعلها وهو يذكرها بحقارة اصلها وعدم لباقة امها وقلة تهذيب اخواتها الصغيرات ,ومع أن هذه الاتهامات تنطبق على الجميع ووهي كلمة متداولة الكل يسمعها فلا اسهل منها ولكنها بالنسبة لشخصية مثقفة لا تعترف بحواجز الثراء والمال أمام عقول محبة ورغبات صادقة , فقد ردت بنفس العجرفة والكبرياء , بأن رفضته بنفس الاسلوب الوقح الذي حدثها فيه
ولكن اي رجل مهما كان لن يستطيع الصمود أمام امرأة مثقفة ,
فالمرأة القارئة لن يستطيع اي رجل مهما كانت مكانته , أن يهزمها .
الرواية هي احدى التحف الأدبية الانجليزية في عصر الطبقية والاقطاع , حيث قامت بتأليفها جين اوستن التي كانت تكتب باسم غير حقيقي حيث كانت كتابة الروايات مهنة مشبوهة * بالنسبة للنساء في أوائل القرن التاسع عشر؛ لأنها تعرض سمعتهم الاجتماعية للخطر عن طريق جلب الشهرة لهم بإعتبارهم ذكورا .و لذلك، نشرت جاين أعمالها بصفة مجهولة كالكثير من الكاتبات الأخريات امثال الاخوات برونتي التي ظهرت اعمالهن هن الاخريات باسماء مستعارة ففي عام 1847، تلقت دار النشر سميث أيلدر وشركاه في لندن رواية من تأليف كودربيل عنوانها «جين آير».
كما تلقى ناشر آخر تي - سي نيوبي رواية «مرتفعات ويزرينغ"من تأليف أليس بيل. وقد تم تقديم الكتابين باسمين مستعارين. وقد كان للروايتين تأثير بالغ بسبب تعبيرهما عن المشاعر المحبطة. وحققت «جني آير» بصفة خاصة، نجاحاً مذهلاً لأنها قصة خيالية يمكن للجميع التفاعل معها، خصوصاً النساء صغيرات السن الباحثات عن بطل رومانسي وكذلك فعلت رواية جين اوستن بخلق شخصية السيد دارسي المذهل الذي ارهق الفتيات الصغيرات بحبه .
وهي كتابات كما علقت طالبة جاين اوستن " ديدر لينش" أن هذا "نوع من السفر عبر الزمن إلى الماضي" والذي يحفظ حسب تعبيرها تلاشي الطابع الإنجليزي " ,فهي ترصد ثقافة شعب بأكمله في عصر فائت حيث كان الوقوف في حضرة النساء والانحناء الراقي المتبادل هو نوع من التقدير والاحترام في عصر كان على المرأة أن تضع الاوشحة الملونة و تزخرف الوسائد وان تصمم الطاولات بشكل جميل ,وأن تجيد الرسم والغناء والرقص والعزف على البيانو والتحدث بأحد اللغات المعاصرة. ويضيف السيد دارسي نقطة خامسة وهي أن تحسن تفكيرها بالقراءة المكثفة.
مما يجدر ذكره ان كبرياء وتحامل تناقش مثلها مثل روايات الأخوات برونتي , اللواتي عانيّن من العنوسة في عصرهم , في عصر كانت اكبر مشاكلهم هي العنوسة ,ولذا جاءت الرواية ( كبرياء وتحامل ) لتكشف بعضا من اساليب النساء في الايقاع بالرجال وادخالهم الى قفص الزوجية .ومادام أن الأمر معروفا لدى النساء ايحق لنا أن نتساءل عن السبب الذي حال دون زواج الاخوات برونتي ,رغم علمهن بوسائل الايقاع بالرجال !
فهل كان ينقصن المال أو الجمال ! أم ان عزلتهن هي من كانت السبب
ولماذا كان على النساء أن لا يتزوجن بدون تلك النظرة الناقصة !
تقول شارلوت الفتاة العانس في رواية كبرياء وتحامل في تبريرها بالاقتران من القس الكريه ان ثمن الرومانسية والحب ليس على الجميع ان يتحمله بمعنى ان العاطفة ليست كل شيء في الزواج ,فهناك الامان والحماية أو المال أو هربا من لقب العنوسة على ما يبدو .
أن تتزوج الفتاة بسن صغيرة هذا امتياز وقد ظهر جليا ذلك في مخاوف الانسة شارلوت لوكاس -التي لازمت القس القصير المثير للسخرية, وظهرت لقطات لها , وهي تخطط للزواج من رجل الدين القصير-التافه والانتهازي الذي يظهر شجعه وحبه للمال وهو يخبر اليزابيت بصوت خافت عن ثروة صاحبة الجلالة كما يصفها فيخبرها ان ثمن السجاد وحده في قصر روزينجز يكلف 300 جنيه استرليني وأن زجاج القصر يكلف 20 الف جنيه استرليني .
وبررت شارلوت الفتي العانس حسب والدة ليزي ان ارتباطها بالقس المبهور بالأغنياء وثرواتهم
بسبب بلوغها 27 سنة وانها بلا امل ولا ثروة وانها عبء على والديها معلقة على تعجب ليزي للإرتباط برجل تافه مثله
تقول شارلوت :" انه لا يمكن للجميع تحمل ثمن الرومانسية ".
قد ألقت الضوء على الطريقة التي تعتمد بها فتيات الطبقة العليا على الزواج لتحافظ على الثبات الإجتماعي و الحماية الإقتصادية.
في الحقيقة كان هذا الفيلم بمثابة الطريقة التي تعتمد بها فتيات الطبقة العليا على الزواج مثل طريقة كارولاين اخت السيد بينجلي الارستقراطية المتعجرفة فقد كان واضحا طريقتها لاستمالة السيد دارسي وهدفها كان ليس حبا بالسيد دارسي بل للحفاظ على ما يسمى * الثبات الإجتماعي و الحماية الإقتصادية وخاصة ان السيد دارسي واسع الثراء فقد كانت تلمح للزواج المشترك بين اخيها واخت السيد دارسي "جورجيانا " وبينها وبين السيد دارسي الذي ظهر في احدى رقصاته معها وكأنه يبعدها عنه بطريقة لا شك فيها لإعلان رفضه وابتعاده عنها رغم محاولاتها الواضحة لإستمالته.
وكيفما تسير حتى في وقتنا هذا لم يختلف الأمر ابدا ستجد ان شخصياته موجودة من حولك من الفتاة الارستقراطية المتعجرفة كارولين الى الفتي الارستقراطي السيد بينجلي الذي لا يهتم بأموال الصبية التي سيحبها بل ويرفض تلك النظرة الطبقية المتعجرفة للآخرين مثلما كانت الشخصية المتدينة الجشعة مثل شخصية القس الموجود حتى في عصرنا هذا كتوليفة انتهازية وتملق للطبقة العليا وهناك الفتاة الخجول مثل جيني والفتاة الطائشة مثل ليديا وهي بالمناسبة تشبه شخصية والدتها والفتاة ا التابعة التي بلا شخصية مثل كيتي والفتاة المتزمتة التي تكره الحفلات الراقصة مثل ماري وغيرها وستجد أن ذلك طبيعيا وخاصة الامهات اللواتي يهدرن انصاف حياتهن وهن يبحثن عن زيجات مريحة لبناتهن بكل الخطط والاساليب الماكرة وغير الماكرة .
فلا يمكن أن ننسى الام بانيت عندما رأت السيد بينجلي يرقص من الفتاة شارلوت ,وكيف اعترضت الفتاة وابعدتها , وابدت بلا لباقة ن الفتاة شارلوت غير جميلة , وأن الجمال كله يوجد فقط لدى ابنتها جاين ,وهذه احدى طرق الامهات في لفت انتباه العريس المفترض لإبنتها ولو كان عن طريق قطع او اعتراض كل من يقف في طريق خططها لتزويج ابنتها عن طريق اظهار عيوب الشخص الآخر لكي تصرف انتابه عنها ورغم ان ذلك يقع تحت باب الافساد والاضرا ر بسمعة الاخرين الا انه مقبول في مجتمعاتنا لحماية انفسهم وحماية اسرهم ومزاياهم وميراثهم وممتلكاتهم ومخصصاتهم ومكتسباتهم , فعندما اصرت الام ان تتزوج ليزي من القس كولينز - قريب الوالد رغم قصره ونفاقه وشخصيته الخانعة لمن يملكون المال الا انها كانت تصر على زواجه من احدى بناتها من اجل ان ترث ذلك البيت وتحمي اخواتها من الفقر والتشرد لأنه اتضح ان قوانين الملكية في ذلك الزمان لا تورث الاموال للبنات ولأن السيد بينت لا يملك وريث ذكر , فستؤول املاكه للسيد كولينز قريب السيد بينيت -القس الطماع ,والذي لن يتوانى عن طردهم من البيت .
والجدير بالذكر أن هناك فيلم لجوليا روبرتس يتحدث عن زواج الفتيات الحتمي و يرصد ما بعد الفترة اللاحقة من ذلك العصر التي بدأت فيه الفتيات بالجلوس على مقاعد الدراسة .ولكن ذلك الترف التعليمي لم يقض ذلك على فكرتهم الابدية انهن خلقن ليصبحن زوجات للرجال , فقد حاربت جوليا المدرسة لتلك الفتيات في فيلمها ذلك السطو على الدماغ
بأن وظيفة المرأة بالحياة لا تستقيم بلا زوج وهناك الكثير من الأفلام التي عالجت تلك المواضيع ولن تنتهي ولكن الجدير بالذكر ان ذلك الفيلم الذي اخرجه جو وايت في تجربته السينمائية الأولى وكان من تمثيل الممثلة البريطانية كيرا نايتلي التي رشحت عن قيامها بدور شخصية اليزابيث بينيت لأوسكار أفضل ممثلة هو ما يقدم رواية جاين اوستن افضل تمثيل ,علما أن دور الأم والفتاة شارلوت كان هو ماكنا نتحدث عنه في هذا الموضوع وهو موضوع الزواج حيث يعلن السطر الأول من الرواية * "أنها حقيقة معروفة عالمياً أن كل رجل أعزب صاحب ثروة بحاجة إلى زوجة". هذا يؤكد على إهتمام الرواية بدافع الزواج. كما توضح أن الرجل يحتاج إلى زوجة كما تحتاج المراة إلى زوج "صاحب ثروة جيدة".
وما قيل عن الرواية * تقول آنا كويندلين : "رواية كبرياء وتحامل" تحمل العنصر الذي تحمله بقية القصص العظيمة الأخرى وهى البحث عن الذات. وقد نصح الكاتب المسرحي ريتشارد شريدن صديقة بشراء رواية كبرياء و تحامل في الحال بعد قراءته لها و قال " أنها واحدة من أذكى الأشياء التي قرأها "، كما كتبت آن ملبانك ، لقد أنتهيت من قراءة رواية بعنوان الكبرياء و التحامل والتي أعتقد أنها رواية ممتازة جداً " ، و قد علقت على أن الرواية بأنها " الأفضل مما قرأت في الخيال المحتمل" .
نشرت الرواية *عام 1813م و تناقش الرواية قضايا الأخلاقيات، والتنشئة، والفضيلة، والتعليم، والزواج في مجتمع طبقة ملاك الأراضي في أوائل القرن ال19 في إنجلترا. وعلى الرغم من أن أحداث الرواية تدور في أعقاب القرن ال19، فهي لا تزال تبهر القرًاء المعاصرين. ولا تزال تقترب من القمة في قوائم " أكثر الكتب المحببة" مثل " القراءة الكبرى". كما أصبحت واحدة من أكثر الروايات شهرةً في تاريخ الأدب الإنجليزي.
اجمل ما في الفيلم تلك الموسيقى الراقصة لذلك القرن , حيث التعارف بين الناس يكون بالرقص في الحفلات المختلطة بين الشبان والشابات وهو بالمناسبة رقص جميل يتشاركون فيه الحركات جماعيا وبتآلف جماعي مثير على عكس رقص العصور اللاحقة ,حيث صار فرديا ومجنونا ويمتاز بما لهذا العصر من انانية وتفرد وانفرادية بغيضة .
• وكيبيديا
#هاله_ابوليل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
