أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وديع العبيدي - الناسخ والمنسوخ.. وما وراءهما..! [4]















المزيد.....



الناسخ والمنسوخ.. وما وراءهما..! [4]


وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 6472 - 2020 / 1 / 24 - 17:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


(10)
(خلاصة..)..
لماذا أسوق هاته المقدمة الطويلة، ولا أدخل في الموضوع مباشرة؟..
أقول: كيف ندخل في النصّ، دون اجتراء نقد النص وتحليله؟..
وكيف نبدأ في نقد النص، دون التعمق في دراسة بيئة النص ومماحكاتها الأنثروبولوجية والإجتماعية، ومسؤوليتها في (إفراز) و (إنتاج) النص، وتداعياته؟..
من هو الأولى: البيئة أم الانسان؟.. العالم أم الانسان؟.. الكون أم الانسان؟.. الوجود أم الانسان؟.. الحياة أم الموت؟.. الأرض أم السماء.. الطفل أم الدين؟.. العقل أو (اللاعقل)؟!.
ان كلّ الكون والوجود والعالم والأرض والحياة والموت هي من انتاج العقل، وقد جعلت من أجل الإنسان، من أجل حياة الانسان وسعادته. الانسان بوصفه مادة الوجود، وأساسه وضمير الكون. ان علينا أن نكتب جملة: (الانسان سيّد الكون والطبيعة والحياة) مليون مرّة، قبل أن نقول حرفا أو نعمل شيئا. وما لم يؤمن البشر بمضمون العبارة ويعملوا بها، فكلّ تفكيرهم وعملهم باطل، ومصيره الخراب.
في الصفوف الأولى من الدراسة، كان يُطلَب من التلميذ أن يكتب: خمسة صفحات من دفتره (حرف الألف) فقط، وفي كل سطر سبعة مرات. ثم يُطلَب منه كتابة (حرف الباء) في خمسة صفحات وبنفس الطريقة. هكذا كان تعلّم الأبجدية سابقا. أما ابجديتنا الجديدة، فهي كتابة: (الانسان سيد الكون والطبيعة والحياة) مليون مرّة، قبل أن يبدأ في الشكوى والمطالبة والتمرد. وعليه أن يتحلى بالإرادة والقوة، ليستحق سيادته في وجوه الاقطاع التقليدي، الفكري والديني والاقتصادي والسياسي. لأنّ أربعة قرنا من الطغيان الإسلامي، جرّدت الناس من إرادتهم الشخصية و الوعي، وأحالتهم إلى عبيد بامتياز!.
وهذا هو (إفيون) الفكر الديني في بدهياته وأولياته، عندما جعل (الإنسان) عبدا لوهم. ثقافة الوهم أساس تعطيل العقل الديني والمسلم. ليس احتراما لذلك الوهم/(الفراغ)، إنما تأسيسا لقاعدة (الإقطاع) الأرضي، التي تحكم العالم والبشرية منذ وضع أساس (الدين) على أيدي سومر أو الفراعنة أو الانكا أو الهندوس.
وهؤلاء ما زالوا يدفعون ضريبة (الدين) ولعنته على بلدانهم، بينما تصدّر (اللادينيون)/(غرب أوربا وشرق أسيا)، سيادة العالم والحضارة والفتوحات العلمية والتكنولوجيا، التي أحكمت سلطة الإنسان على الطبيعة والفضاء الكوني.
عدم منطقية (الإقطاع) الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، وانتفاء مبرراته، دفعه لاختراع (المجهول/ الوهم/ الفراغ/ ميتافيزيكا) لترهيب البشرية الجاهلة، وترسيخ عناصر العبودية والخوف والطاعة في جيناتها الشريطية. ومن التفاهة بمكان، أن تتطور فكرة (الوهم) مع التطور والتمدن، لتأخذ طابع التقديس والدين السماوي، وجملة القاموس الانشائي الخاوي، الذي ما زال يلصق القداسة بكلّ شيء، ومنه الكليرك وقيادة المعبد وكلّ ما يتعلق به من: [بغاء مقدس وجيش مقدس ومليشيات مقدسة وقتل مقدس واغتيال مقدس ونهب مقدس وتدمير مقدس وحرب مقدسة وجهاد ونكاح مقدسين، وخيانة مقدسة، وإذلال ومهانة وفساد مقدس]، على مدى التاريخ، وليس انتهاء بالمهزلة العراقية الخارجة على العقل والحياء.
وكما منحت الكهانة البشرية مقتل (قاسم سليماني)[1957- 2020م] سمة القداسة الأخروية، مساوية إياه مع (عليّ والحسين) من رموزهم المقدسة؛ فقد أوضحوا للعالم جملة، ولأتباعهم تحديدا، أصول مقدساتهم الدموية الإرهابية عبر الزمن؛ وهو أمر يتطابق مع مبادئ التراجيديا والبطولة عند الإغريق/(آلهة الإغريق).
ولا تنفك صورة التراجيديا والبطولة/(فعلية أو متخيّلة) عن المخيال الديني الإسلامي، بدء من عمار بن ياسر وبلال الحبشي إلى الصور التراجيدية لموت محمّد وعمر وعثمان وعلي والحسن والحسين وغيرهم. فالمظلومية المزعومة هي نفخ صورة التراجيديا، التي تحيل الهزيمة إلى نصر، وتثير عواطف الجمهور مع البطولة الهزيمة.
البطولة المهزومة هي ماركة التسويق التجارية في الاسلام السياسي. علي المهزوم أمام معاوية، هو البطل التراجيدي المنتصر في مخيال جمهور، يخشى البطولة الحقيقية والانتصار الحقيقي، والارادة الحقيقية.
نحن في القرن الواحد والعشرين، اللاهث سريعا إلى نهايته. ولمّا تزل..
قطعان الدين تروّج لقرب نهاية الزمان..
ولا تعرف أن الزمان انتهى؛
وأن النهاية هي غياب الأخلاق والقيم
وامتهان الانسان الذي أصبح عاديا جدا..
منذ سقوط الدولة العراقية والانسان العراقي،
الممنوع من الدفاع عن شرفه وبلده، بجريرة الارهاب.
الوطني الشريف اليوم متهم في موقفه وشرفه، من قبل سلطة عميلة محكومة بالخيانة العظمى؛ ولما تزل تفخر بدفاعها عن عدوّ الوطن. سلطة سمسرة ودولة عمالة، ألغت مفردات الشرف والكرامة والسادة والوطنية، جاعلة عقيدة وثنية تافهة فوق الوطن وفوق الإنسان، وفي خدمة كهنوت مريض وزائف، بتاجر بخرافات وأكاذيب دينية وهمية.
إن لم تصحُ البشرية اليوم، بشرية شرق المتوسط، من شقاء الخناثة الدّينية؛ فلا مبرر منطقي، للمطالبة بمساواتهم بأحرار البشرية، وبنود ميثاق حقوق الانسان، والتمتع بملذات العالم ومضاهاة الحضارة.
ان الحضارة والمدنية والحياة الكريمة، مشروطة بوقفة الشرف والكرامة والسيادة. أوربا لم تؤسس مدنيتها على العبودية وطاعة الأوهام وتقديس الخرافات، ولولا اللوثرية وتداعيتها المدنية، لم يكن شيء. أما العرب والمسلمون المتهالكون على فراديس الغرب، فيدخلونها بشعثهم وعلفهم وحماقاتهم وكوارثهم.
لا. ليسوا جديرين بها. من لا ينزع علفه وعقله القديم وفكره المتخلف ودينه الخرافي تحت قدميه، لا يستحق هواء الغرب، والذليل لا يستحق الشفقة. وكل متدين ومسلم، أسلم كيانه وحقوقه الانسانية في خدمة المعبد وسماسرة الدين، لا يتساوى مع الانسان الحرّ والعقل الحرّ.
(متى يسخن ظهر الحوت)، سؤال فاتح عبد السلام قبل عام الغزو، ما زال يطرق الضمير العراقي.
متى تستيقظ الكرامة العراقية والعربية، وتدوس السّفاهات تحت أقدامها ومن غير تردد؟.
متى يتعاون الجيران في الزقاق على نزع أردية الدين والتخلف والعبودية، بدل وضع الأعلام والشعارات الدينية وصور الموتى وحثالات الدين على سطوحهم، ثم ينتظرون أن تأتي أميركا وتخلصهم من.. ماذا؟..
مجتمع يموت هلعا من عذاب القبر.. خريجو وخريجات الجامعة يصدّقون عذاب القبر وظهور المهدي..
طلبة الجامعة يقومون بسفرات دينية إلى ايران، ويستأجرون حافلات لزيارة قبور النجف وكربلاء.
تبا للجامعات العراقية وتعليمها وكلّ أطقم أساتذتها المزيفين ومناهجهم المرائية.. هؤلاء أيضا يحلمون أن يعطف الغرب الكافر عليهم ويخلصهم، من هذا التناقض الصبياني؟..
متى يتساءل أحد، عن كيفية خروج نص ، من بيئة جاهلة، وعلى يد شخص (جاهل)؟..
(موسى) المثال الأسمى للنص القرآني، تعلّم بكل (حكمة) المصريين..
يسوع الناصري جاء في ذروة التألق والرواج الفلسفي الإغريقي، والمعروف بالهللنستية التي قادها الاسكندر المقدوني [356- 323 ق. م.]: تلميذ أرسطو [384- 322 ق. م.]..
من أين تخرج محمّد، ومن كان معلّمه ومرشده؟..
فالجهل والجاهلية والأميّة، ليست شروطا لازمة، لخروج نص ديني، أو إدعاء معجزة سماوية، وليس منتوجا بشريا..
هاته الذريعة التي بنى عليها، صانعو النص الإسلامي وعلم الكلام، واهية، ولا تنفي الدور البشري الغريزي في صناعة نصوص القرآن والسنة والحديث، عندما يصبح (ذو الجلالة) قائما عل رغبات (محمّد) الجنسية، في زواجه من بنت عمّه (زينب بنت جحش) [590- 641م] مثلا؛ أو تهديده زوجات النبي، باستبدالهنّ، بمن هنّ أجمل وأفضل وآنس على نفس (النبي)..
أين من ذلك زوجات موسى ويسوع.. موسى تزوج من واحدة هي بنت كاهن يثرون، واليسوع لم يعرف (إمرأة).. ولكن النبي البدوي، تمثل بداود وسليمان، وما لكلّ منهما، من سرايا النساء والجواري.. وهذا ما دأب عليه خلفاء المسلمين وشيوخ دينهم..
داود المقاتل والمزواج، هو مثال محمّد وفارس أحلامه.. محمد اليثربي، المنتقم لشبابه وحياته وطفولته، في آخر عشر سنوات من عمره.. فعل فيها ما لا يخطر على عقل إنسان..
لكن المؤسف، أن لا تتوفر معلومات وافية عن الحياة العامة في الحجاز ونجد، ما خلا سلسلة المعلّقات الشعرية، واللغط المحيط بكتابها.. هل توجد أمة تشوّه تاريخها، وتقدّس المبتذل منه، غير أمة العرب المسلمين؟..
هل ثمة منظور مقلوب ومنطق معوجّ، سوى المنظور والمنطق السائد، منذ دخول (الإسلام) في حياة الجزيرة وشرق المتوسط؟.. ينسب إلى يوسف القرضاوي [1926م- ؟] قوله الأثير: لولا حدّ الردّة، لما بقي أحد على دين الإسلام؟.. وما زال القرضاوي مسلما، (تقية) من حدّ الردّة. أليس هذا اعترافا بأنه دين (بلطجة)؟..
ومتى كانت حياة الانسان ونظم الطبيعة تقوم على (بلطجة) يقودها (مرتزقة)، يأتمرون بمن هو أكثر منهم جهلا وانحطاطا. ولا بأس أن أستخدم عوامل وأمثلة الابتذال الحاكمة في عراقستان [2003م- ؟]، حيث رواج العمائم السود والبيض على رؤوس مليشيات عمالة وخيانة، تتحكم بالمجتمع والدولة، وترهن الجميع في البنك الصفوي.
لقد سخر الإعلام العربي والعالمي الكثير، للتشهير بالإسلام العربي ومطابقته مع ممارسات تنظيم (داعش)، ولكن الإعلام العالمي والإقليمي، أخرس وأعمى وأصمّ تماما، ازاء ممارسات ومجازر وابتذالات (ماعش) في جغرافيا العراق، علما أن الأثنين:[داعش وماعش] وراءهما طرف واحد، هو المستفيد الأوحد من كلّ ممارساتهما، وكلّ حصل منذ (2003م)..
رغم بذاءة ما جرى ويجري في عراقستان، فقد نجحت حقبة السقوط (الشامل) في إنتاج أكبر طبقة فساد وبغاء وخيانة في منطقة الهلال (الإيراني). وإذا كان النسيج المجتمعي العراقي، مخرّقا أكثر من اللزوم، منذ العهد العباسي الوثني، فقد تحوّل إلى حالة من الخزي والرداءة والتهافت الواعي، عقب السّقوط، ومن مختلف مكوناته، ما خلا إقليم الشمال. ولا عذر لأحد. السقوط الذي صار عارا على النظام اللاحق، أكثر من النظام السابق.
من منظور حقبة الردّة الفكرية والاجتماعية، منذ المدّ الاسلامي على يد السادات [1918/ 1970- 1981م]، ابتداء بتنظيمات (الإخوان المسلمين) وانتهاء بملشيات الشيعة وأحزابها الايرانية، ومجمل منجزاتها الإجرامية المعادية للإنسانية؛ فأني أصوغ هاته المقدمة، مقارنة ومطابقة، بالمشروع المحمّدي، وما ألحقه من تشويه وتدمير وتسقيط ببلاد الحجاز ونجد والجزيرة، صعودا إلى الشام والعراق ومصر، يومئذ، ويومنا هذا.. ومن له إذنان للسمع.. فليفهم.
أولا: ان محمّدا ومن وراءه، حوّل كلّ احتقاناته في طفولته، إلى حرب على المجتمع ومحيطه الاجتماعي.
ثانيا: شوّه ونكّل بعائلته وأقاربه، حتى يخضعوا له، أو يجعلهم (مضغة) التاريخ.
ثالثا: تشويه الثقافة العربية، وقلب مفاهيمها وصورها، ممثلة في العادات والتقاليد.
رابعا: تشويه التاريخ العربي وزهوه الشعري، والنيل من رموزه وكبار شعرائه، وجعل المعاصرين منه، إلى جوق مديح سلطاني له.
خامسا: تشويه الديانات السائدة في محيط الجزيرة، واجبارها على الانضواء تحت زعامته، أو تصفيتها عسكريا وإسقاطها وتشويهها إعلاميا/(قارن: عراقستان ودمقراطية الملشياوية المجرمة).
سادسا: تسقيط العرب وثقافتهم وتاريخهم، وجعل نفسه رمزا للعروبة وبداية لتاريخ العرب، وتركيعهم تحت زعامته السياسية، ومركزية [كتابه وسنته وحديثه].
سابعا: ان عرب الإسلام والفكر القرآني، إنما هم، في الحقيقة، نسخة مشوّهة من (مزاجية محمّد ونرجسيته) ومواقفه الشخصية المهزومة أمام أعيان قريش والنصرانية واليهودية، ممن رفضوه. ونرى مبلغ هزيمته، عندما يطالبهم بموالاته (ظاهرا)، وإخفاء عقائدهم ومشاعرهم الخاصة (باطنا). وهو مبدأ (الباطنية، التقيّة) الذي تخذه أتباع التشيّع مبدأ واجبا، وشرطا لبلوغ السماء. علما أن السور الأولى من القرآن، تندد بالمنافقين والذين يلوون ألسنتهم.
ثامنا: جعل محمد نفسه أشرف الخلق، وأشرف البشرية، وأوفرهم حظا في الحضرة الالهية/(انظر: أناشيد الصوفيّة وأذكارهم/(طه حبيب الله!))،وهو الساعد اليمين لربّ العالمين، وأمته أولى بالجنة بشفاعته. وكلّها مصادّرات (مجانية) من منزلة (يسوع) عند الأب.
تاسعا: جعل نفسه (معيارا أخلاقيا وقيميا مقدّسا)، و(حكما حاكما أبديا) على أتباعه.
عاشرا: قرن (لفظ الجلالة) بإسمه، وحكمه ومنزلته واحدة معه، وأمر بترديد ذلك عشرات المرات يوميا، في صورة (الأذان) والصلاة اليومية؛ وبشكل غاب عن وعي المسلم، مغزى اقران البشري -الإلهي، في عقيدة تنكر الشرك وتحاربه في خطاربها، وتمارسه وتبالغ فيه، في طقوسها وعباداتها.
أحد عشر: ان المدّ الإسلامي، في كلّ ظواهره، كان يتمثل في عصابات ومآفيات همجية تعتدي على الانسان والبيئة والقيم.
اثنا عشر: ان الخطاب الإسلامي يقوم على الكذب والافتراء والنظر بعين عوراء، لا ترى غير ما يناسبها.
ثالث عشر: خطاب يقوم على تسفيه وتكفير المخالف له.
رابع عشر: وظيفة الجمهور الإسلامي، هو ترديد ببغائي لعلف الخطاب وتقديس الرموز الطائفية والبشرية.
خامسا عشر: لا توجد فوارق بين خطاب (السنّة والجماعة)، وخطاب (التشيّع) الوثني في الطاعة والعنف والتكفير، ما خلا بدع القبور وتقديس الوثن والبشر، واعتبار طائفتهم عرقا أسمى من بقية البشر/(رواية الكافي)، وهو مبدأ عنصري مخالف للعقل ومعاد للانسانية.
سادس عشر: ان (الإسلام) جملة هو عدوان على البشرية والحضارة، فمن جهة، يعتبر أتباعه عبيدا بلا كرامة أو إرادة، رهن فتاوى الملالي؛ ومن جهة، يعتبر غير المسلمين (كفارا) وفي مرتبة (الحيوان أو أدنى) يجوز قتلهم أو التمتع بهم أو التجارة بهم/(أسواق النخاسة). وبحسب خطابهم: الإسلام كرامة للناس، فمن يرفضه يكون بلا كرامة!.
سابع عشر: ما حدث في أيام الوهّابية السعودية، والاخوان المسلمين والجماعة السلفية في مصر، والمافيات الشيشية المجوسية في عراقستان، دلائل حيّة لحقيقة الطبيعة والممارسة الإسلامية في قرن محمّد؛ وما يمكن أن يحدث في أي مكان وزمان، تسوده (الفاشية الإسلامية)*.
ثامن عشر: الاسلام منذ ظهوره ظاهرة تدميرية منافية للمنطق والعقل والاجتماع البشرية، إن لم تتصد له بقوة وعقل، تكون ضحية له، بمعنى: إن لم تقتل بذرته، قتلك!.
تاسع عشر: خطورة الإسلام ليست في قوة وفكرة وخطابه، وإنما تمكنه من الغوغاء والجهّال، وتسخيرهم كقوة اجتماعية وسياسية هوجاء لمحاربة مخالفية ومنتقديه، والمجازر الدموية والارهاب الديني الإسلامي، هو الأكبر والأوحد في باب، على مدى التاريخ، رغم أنه أحدث الأديان عمرا.
عشرون: الاسلام ليس (دينا) ولا يتضمن من الديانات السابقة عليه غير المنحولات والأفكار العدوانية ، وحقيقته في منظور النقد، انه يعمل خلاف مزاعمه وخطابه. يزعم التوحيد ويشرك محمّدا مع الله في أمره، يزعم السلام والرحمة، وهو يمارس الحرب والنهب والاغتصاب، ويزعم العدل، ويجعل (لكم في القصاص حياة)، وكثير من هذا المتناقض والمضطرب، الحافلة به كتب الأولين، لمن يقرأ بين السطور.
من هنا بدأ تعطيل العقل في الإسلام. من هنا بدأ تمييع الإرادة الفردية، في مستنقع الرياء والجهل الجمعي. الدين الذي استنكر (الجاهليّة)، هو نفسه الذي رسّخ الجهل والجهالة، وجعل (جهلاء) الناس، نخبة دينية إجتماعية سياسية، تتحكم بعقول الناس وحاجاتهم، وتسوقهم سوق البهيمة على مذبح النخاسة الدينية.
المسلم يخجل من انحطاطه وتغييب وعيه وضميره وعقله، لذلك يتظاهر بخلافه أمام الناس. وقبل أن تتعرض له، تجده ينقل الموضوع إلى جماعة بشرية أخرى، كاليهودية والنصرانية، ويقلب مركز الموضوع بعيدا عن ذاته، ودينه/(لعبة المراوغة والهروبية).
وفي أحسن الأحوال، تجد أبطال عراقستان، يبررون فسادهم، بأن الفساد حالة عامة في بلدان أخرى. ويبرّرون انحطاط الدمقراطية، بأنّ الدمقراطية نظام متبع في العالم؛ معتبرا، ان فهمه القروي والطائفي المتضع، يقابل الوعي الغربي الحضاري والعالمي.
وقد لوحظ أحد شذاذ المليشيات ذي عمّة سوداء، يهدد ضابط أمن عراقيا، تهديدا سوقيا منحطا وبذيئا، مخالفا للمنطق والأخلاق والأعراف الدولية، مدّعيا ضمن ذلك، أنه يحمل عِمّة (رسوال الله)، وسوف يقتل ويذبح وو.. بل يتوعد أطفال الضابط الوطني الشريف، باليتم والتشرد، والتسول في مفترقات الشوارع!..
لماذا؟.. لأن الضابط ألقى القبض على معمّم ايراني أسود، على رأس عصابة تهريب مخدرات وعملة وممنوعات دولية!. فنعرف أن عراقستان ليست دولة دستورية، مدنية ولا دينية؛ وإنما هي دولة مليشيات همجية وشذاذ، لا أقلّ ولا أكثر.
يقول معمّم منحط جاهل، انّ (العراق) هو عراق (المهدي)، وأن (المهدي) هو رئيس العراق، ولا رئيس غيره!. ليفهم العراقيون مضمون هذا الخطاب، ويدرك أدعياء الدولة المدنية والحضارة، مقاصد شلل الخيانة والعمامة، من اغتصاب العراق، وتركيعه تحت سطوة الفقيه السفيه/ (وكيل المهدي الخرافة)!
مركزية العمامة السوداء العباسية الذميمة، أرجحية مقدسة، تجعل صاحبها فوق القانون والدولة والحساب. وفعلا جرى اطلاق سراح المجرم المعمّم خلال إسبوعين، وبتكريم من رئيس مجلس بلدية البصرة وعدد من النواب، بينما أعتقل ضابط الأمن العراقي ثلاثة أشهر، في انتظار صدور الحكم المليشاوي، جراء فضحه ومساسه بالعمامة الأيرانية.
شخصيا.. أشكر زعيم المليشيا الشتّام اللعّان، القابع في ايران، واستغلاله العمّة الوسخة ونسبتها (لرسول الله)؛ لكي نستخدم لغته دليلا ماديّا لإدانة فساد فكرهم وعقيدتهم وانحطاط طبيعتهم. وعندما نرفض (البضاعة) العبّاسية الايرانية جملة وتفصيلا، فنحن نرفض تسلّط العجم(!!) على حياة العرب، ونرفض سيادتهم العدوانية العنصرية على بلاد العرب. وإذا كان (محمّد) وآله وأصحابه، ايرانيين، فنحن نرفضهم كذلك ، وننكر أن يكونوا منا، وليهنأوا بوراثة الايرانيين لالذرية لعمامة السوداء، التي نعلنها منذ اللحظة رمزا للنجاسة والخيانة ومعاداة الوطنية والإنسانية.
وحسب المعلوم.. أن العرب عموما، لا يضعون غير العمامة البيضاء والثياب البيضاء. أما العمّة السوداء والثياب السوداء، فهي اختراع عباسي بويهي، جراع الصراع الناشب بين الحكام العباسيين، وذريّة علي والحسين الشقشقية اللاهثة وراء السلطة والمال والنساء، بذريعة الزهد والتعفف والانقطاع للتعبّد.
وبحسب شهادات الاحتلال الايراني للعراق، ان محمدا من أب فارسي، وأن ذريته (!!) ايرانية، وإلا.. فمن أين جاءت العمائم السوداء إلى بلاد فارس؟.. ولماذا تختص فارس بالعمة السوداء، والعرب بالعمّة البيضاء. وكيف يكون محمّد جدّ شذاذ ايران، المتسلّطين على أقفية العرب اليوم، بكل وضوح. والعرب لهم خانعون، لا يعترضون ولا يشعرون، ويجتهدون في التطاول والتجاوز على المثقفين والنساء العرب، بعقلية همجية ولسان وقح وخطاب مبتذل، فأيّ خير يليق بأمة خانعة، يقودها جهلاء وجبناء.
يا شيوخ المسلمين، أينما كنتم، ابلعوا ألسنتكم، ولا تعرضوا قباحاتكم في الميديا، خير لكم مواجهة المدّ الفارسي المجوسي، ومقارعة عبادة القبور ومصادرة عمامة نبيكم!. هل للحياء أهل، أم للحياء عرب؟..
ولا غرابة.. عزيزي القارئ، أن يستعين بنو العباس بالبرامكة الفرس/(البرامكة: كهنة االمجوسية)، حكما ووسيلة، لتحصين حكمهم، وتدعيم أحقيتهم في السلطة، ازاء دعاوى العلويين الطالبيين بالسلطة المجانية، متناسين فشل أجدادهم المدقع في الحكم والسياسة.
والسؤال، كيف انقلب الفرس البرامكة، من الانحياز للسلطة العباسية الوثنية، للانحياز للسدرة العلوية الحسينية، بعد سقوط العباسيين. وكيف بقي الفرس في الحالتين، سادة لبني العباس، وسادة للعلوية الحسينية الموسوية؟.. أين العرب في هاته المعادلة؟..
ولا بأس في تكرار سؤالي السابق.. ما الفرق بين العباسيين والعلويين الطالبيين، وكلاهما من فئة المشركين، فالعباس وأبو طالب، كلاهما لم يؤمنا بمحمّد ولم يعترفا بالإسلام، ولم يلتحقا بالمهاجرين حتى موتهما في مكة. وهذان المشركان وذريتهما المشبوهة، على رأس المتنازعين السلطة بإسم محمّد، وهما سبب الخلاف الدموي الهمجي المتصل لليوم.
وعراقستان، ميدانه الرخيص، منذ (656م) لليوم. وليستمرّ خنوع الشارع العربي والعراقي، ولتضطرد، قاعدة الخيانة والعمالة والجهل.. إلى أمام.
وين الملايين..
الشعب العربي وين..
الشرف العربي وين..
الدم العربي وين..
وين.. وين.. وين!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* الفاشية الإسلامية- (بالألمانية)- كتاب أكاديمي للدكتور حامد عبد الصمد- 2014م.

(11)
[الناسخ والمنسوخ أكبر جريمة في تاريخ الإسلام]- توفيق حميد
يتألف القرآن من (114) سورة/ سفر، منها ما لا يتعدى ثلاثة مقاطع قصيرة/(النصر: وهي آخر ما جاء من السور، بعد التوبة)، وأولها سورة البقرة:(286) مقطعا/ عددا، وهي أول السور المدنية.
وحريّ هنا الإشارة، أن السرد القرآني، لا يتضمن [نقطة، فارزة، فارزة منقوطة] ولا [أي واحدة من علامات التعجب والسؤال والتنبيه والإشارة] وما إلى ذلك. وليس موضوعنا هنا، كيفية تقطيعه إلى أعداد/(آيات) وسور/(أسفار)، ومن الذي قام بها؟.. أبشري هو، أم من الملائكة؟.. هذا شأن أهله!.
ينقسم نص القرآن إلى قسمين، قسم مكّي: حسب التصنيف المكاني لوضعه، وقسم مدني/ يثربي: حسب التوطن البيئي لمرحلته الأخيرة. والبعض يستخدم توصيف: (قرآن مكّي)، و(قرآن مدني). والواقع أن القرآن المكي، هو أكثر تمدنا ومدنية من الآخر؛ والقرآن المدني/ اليثربي، أكثر توحّشا وتغولا.
قرآن مكة يتألف من (86) سورة؛ بينما قرآن يثرب يتألف من (28) سورة، أولها (البقرة) وآخرها (النصر).
قرآن مكة يضمّ قصص البدايات والأنبياء والاسرائيليات، وذلك من منظور محمّدي تسويقي، وتبرير/ شرعنة نفسه في مصاف الأنبياء من ولد ابراهيم، ومن ثلة المصطفين. كما يتضمن بجرأة متفردة، في بيان اتصال جبريل به، وتدرّجه في ذلك.
ولكنه تناسى ، خلال ذينك، أن يجعل لجوءه للهجرة: (الحيرة بين الحبشة والطائف ويثرب) قرارا سماويا، يتم بأمر (جبريل). كما لم تدخل جبريل في زيجاته، إلا في قصة (بنت جحش) [590- 641م].
[وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا. وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا]- (الأحزاب 33: 36- 37)
قرآن يثرب هو التطبيقي، المتماحك مع الواقع البيئي والجماعة الإسلامية الأولى، وما نتج عنها من خلافات وصراعات وأطماع ورغبات ومنافسات، سواء بين الأصحاب أو النساء في دائرة محمّد. ولم يكن لمحمّد من بدّ، غير استخدام سطوة (الوحي) والمنطق الديني السّماوي، عصا/ هراوة، يسكت بها المتنازعين، ويخرس بها المتنازعات.
وهذا ما يحصل اليوم، وعلى مدى التاريخ. فكلما جرى جدل أو خلاف في نص أو بين شخصين، تجد أحدهما يستل سيف الخطاب الديني/ الحرفي ويسلطه على رقبة الآخر؛ بل المفارقة، ان المُتخاطبَين، قد يجدان في خطاب (المرويّات والعنعنات)، دليلا علميا وسلاحا، مصحوبا بالانفعال وارتفاع الصوت، ونبرة التهديد والوعيد والتكفير أو الزندقة، إرهاب المخالف وتسقيطه.
لماذا يعجز المسلم عن معالجة إشكالات الواقع بالتسامح والهدوء والتواضع والمرونة، لتحسين مستوى الحياة ونزع فتائل التوتر والكراهة والغرور الأجوف؟. متى يتحرر العربي والمسلم من أوضار البداوة ويتخلص من جفاء الطبع وفظاظة الخلق وضعف المنطق.
مجتمع يثرب، كان الواقع الميداني لتحقيق مشروع الزعامة، واستمالة المخالفين والأقوياء. وقد نجح في ذلك إلى حين. وهو ما زاده غرورا وفظاظة وعنفا، في التخلص من المعارضين.
ولما كان كتاب (القرآن)، هو كتاب السيرة الذاتية وكرونولوجيا الزعامة، فكلّ ما يطرأ أو يواجهه، يتحول إلى (آيات) قدسيّة. ورغم كلّ ما تمّ رفعه من ثناياه عبر الزمن، فلا يمكن قراءة سطر فيه، دون ظهور شبح محمّد ونرجسيته بين السطور.
الناسخ والمنسوخ هو انعكاس المزاج وتقلّب الطبع، في حركة النص.
هاته الحالة يعاني منها الشعراء والكتاب، ممن يراجعون نصوصهم ويعيدون النظر فيها، فتراهم يداومون التغيير والتعديل والإضافة والحذف، حتى لا يجد أحدهم رغبة في نشر النص. وبعض الناشرين، يعيدون النظر والتغيير والتنقيح في نصوصهم بعد النشر، فلا يثبت النص على حال، ويتغير حسب تعدد الطبعات.
كلّ هذا، يمكن تصوّره، لتفسير ظاهرة النسخ. أما نسبة ذلك للمقدّس، فمن ينكر أن كثير الكتاب، ينسب كتاباته وقصائده إلى وحي/ (شيطان) شعري. فلحظة الكتابة ولحظة التجلي، تتمثل أجواء وطقوس معينة، تتيح لحضور الوحي واتصال الفكرة.
ولن يختلف الأمر، إن كان المتدخل في النسخ، هو (محمّد) أو أحد كتابه وأصحابه، حفظة الكتاب ووارثوه من بعده. ويؤكد التاريخ ، أن عبد الرحمن وعمرا وعثمانا وعليا ومروان ومن خلفه، لم ينقطعوا عن النظر في الكتاب وتجويده، وهذا يعني استمرار النسخ والتعديل بعد موت محمّد.
وهل هناك نسخ قديمة متاحة من (القرآن)، من القرن الأول أو الثالث أو السابع الهجري، من العهد الراشدي أو الأموي أو العباسي أو السلجوقي أو المغولي أو العثماني أو الفاطني أو العهد الانجليزي أو قبل نصف قرن. لما تختفي القديمة والسابقة مع ظهور كل طبعة جديدة؟.. وما هو كم الأختلاف بين الطبعات وعدد النسخ؟.. ولماذا لا يجرؤ أحد اليوم، على الكتابة عن (التطابق والاختلاف) بين (القراءين)؟..
وقد تعدّدت الكتب المتناولة موضوع النسخ ومنها..
- كتاب قتادة بن دعامة السدوسي[680- 736م] عرض فيه (40) حالة نسخ.
- ابو جعفر النحاس (ت 950م)- عرض فيه (134) حالة.
- هبد الله ابن سلامة (ت 1019م)- عرض فيه (213) حالة.
- مكي بن أبي طالب [966- 1045م]- عرض فيه (195م) حالة.
- عبد محمد ابن حزم الأندلسي [994- 1064م]- عرض فيه (214) حالة.
- ابو الفرج ابن الجوزي [1116- 1200م]- عرض فيه (148) حالة.
- ابن البارزي [1246- 1338م]- عرض فيه (249) حالة.
- عبد الرحمن ابن العتائقي [1300- 1388م]- عرض فيه (224) حالة.
- ابن الستراح - عرض فيه (239) حالة.
ومن المصادر الأخرى حول النسخ في القرآن..
- قلائد المرجان في بيان الناسخ والمنسوخ في القران - مرعي بن يوسف الكرمي (ت 1624م)
الناسخ والمنسوخ - للمقري[1584- 1631م]
- الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم - علي بن احمد بن سعيد بن حزم الظاهري
رسالة الناسخ و المنسوخ - رشيد الدين وثار-
ولم يقتصر (النسخ) على القرآن، وانما شمل (الحديث) و(الأخباريات) الاسلامية والمحمّدية/(سنّة)، وقد تناول البحاثة نصوصها وأصولها، ورصدوا تناقضاتها واضطرابها، تحت عنوان (النسخ في الأخباريات)..
الاعتبار في بيان الناسخ و المنسوخ من الاخبار(الحديث الشريف) - ابو بكر محمد بن عثمان الحازمي الهمداني [1168- 1204م]- تصحيح:عبد الرحمن بن شهاب الدين العلوي الحسيني
أما ابن كثير [1301- 1373م] في تفسيره، فقد نقل عن ابن جرير قوله: (أما الأخبار فلا يكون فيها ناسخ ولا منسوخ).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* توفيق حميد/ (طارق عبد الحميد)/ (مصري 1961م): عضو سابق في الجماعة الإسلامية، أصبح داعية لإسلام مسالم متسامح ينبذ العنف، ويوافق الميثاق العالمي لحقوق الإنسان. يرأس منظمة أميركية باسم (إسلام من أجل السلام)ـ

(12)
تعريف النسخ في (القرآن)..
[النسخ من نسخ الكتاب ، وهو نقله من نسخة أخرى إلى غيرها ، فكذلك معنى نسخ الحكم إلى غيره ، إنما هو تحويله، ونقل عبادة إلى غيرها . وسواء نسخ حكمها أو خطها ، إذ هي في كلتا حالتيها منسوخة .
وأما علماء الأصول فاختلفت عباراتهم في حدّ النسخ ، والأمر في ذلك قريب. لأن معنى النسخ (الشرعي/القضائي) معلومٌ عند العلماء. ولخّص بعضُهم ذلك: أنه رفعُ الحُكْمِ بدليل شرعي متأخر .
فاندرج في ذلك نسخ الأخف بالأثقل ، وعكسه ، والنسخ لا إلى بدل . وأما تفاصيل أحكام النسخ وذكر أنواعه وشروطه فمبسوط في فن أصول الفقه.. وذلك أن يُحوِّلَ الحلالَ حراماً، والحرامَ حلالاً؛ والمُباحَ مَحْظوراً ، والمحظورَ مُباحاً. ولا يكون ذلك إلا: في الأمرِ والنّهْي والحظرِ والإطلاقِ والمنعِ والإباحة]- ابن كثير في التفسير.
سورة الجاثية- (45) مكية
[وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ () هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ]- (الجاثية 45: 28، 29)
نسنسخ = نستكتب/ نسجّل/ ندوِّن
و(الكتاب) في النص: ليس (القرآن)، وإنما هو (سجلّ أعمال) كلّ شخص، أو جماعة، يعرض يوم الحساب، ويكون أساس الحكم والقصاص.
وفيه قال ابن عباس [619- 687م]/ (كان عمره أربع سنوات عام موت محمّد، ولا يذكر أنه آمن/ اعتنق الإسلام، وأبوه العباس عمّ النبي لم يسلم.شاع صيته وتوقيره أيام العباسيين، واعتبر من أكبر رواة الحديث والأخبار . وقال فيه حسنين كروم: كيف لا، والدولة على إسم أبيه. فانظر!):
[تكتبُ الملائكةُ أعمالَ العِبادِ ، ثمّ تصعدُ بها إلى السّماء ، فيُقابلونَ المَلائكةَ الذين في ديوان الأعمالِ، على ما بأيديهم ممّا قد أبرِزَ لهم من (اللّوح المحفوظ) في كلّ ليلةِ قدرٍ ؛ ممّا كتبَهُ اللهُ في القِدَمِ على العِبادِ قَبْلَ أنْ يخلُقَهم ، فَلا يَزيدُ حَرْفاً، وَلا يَنقُصُ حَرْفاً.]- أورده ابن كثير [1301- 1373م] في تفسيره.
و(اللوح المحفوظ) الوارد ذكره في القرآن، نقلا عن (لوحي موسى)/(الوصايا العشر)-(خر 20، 34)، أو عن أصول ميثولوجية هندية، بمثابة (القانون الأساسي) الذي يجري الإحتكام إليه والمقايسة حسبه، لفرز الصح من الغلط، والحسنات من السيئات.
وقد حدّثتني والدتي قبل أن أكون قد دخلت المدرسة؛ أن الطفل المولود إذا بلغ عمره الأربعين يوما، ولم يمت، يحضر عدد من الملائكة إليه ويفتحون جبينه، يسطرون فيه قدره المقسوم له، من سني عمره وحظه ونصيبه، من غنى أو فقر، ومن سعادة أو تعاسة، ومن مقام رفيع أو وضيع، وكل تفاصيل ما يجري عليه كلّ أيام حياته حتى آخر لحظة له. ثم يغلقون جبينه، فلا يقدر أحد أن يغير منه حرفا. وقبل ذهابهم، يعينون له ملَكَين، أحدهما على كتف اليمين، لتسجيل الحسنات، وآخر على كتف الشمال، لتسجيل السيئات التي تبدر من الشخص. ويبقى هذان الملكان لصيقي الشخص حتى يوم القيامة، وهذا معنى الآية: [يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَىٰ مِنكُمْ خَافِيَةٌ () فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ(..) وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ]- (الحاقة 69: 18، 19، 25)- مكية
وفكرة تصنيف الناس يوم القيامة، إلى يمين وشمال، مذكرة في الأناجيل/ (لوقا 24).
وتستتبع هاته الفكرة، فكرة الميزان الذي توزن به الحسنات في كفة، والسيئات في كفة، وهي من الموروث الهندي. وينبغي التنويه، ان التوراة أو (التاناك) لم يتطرق للحياة ما بعد الموت/ (الحياة الأخرى)، وإنما استرق القرآن ذلك من الاسخاتولجيا المسيحية، وجعل (الإيمان بالآخرة) أحد أركان الإيمان الثلاثة: [مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ]- (البقرة 2: 62)
والمعلوم أن القرآن استخدم (الآخرة) قاعدة للترهيب والترغيب، في الدعوة. وكان الأطفال قبل هذا الزمان، يتوعدون بعضهم: إذا كذبت عليّ، يجعلك الله في النار!.
سورة البقرة- (2) مدنية
[مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ۗ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ]- (البقرة 2: 106)
ومعنى (ننسخ) حسب رواة ابن كثير:
ابن عباس: (نبدل)، مجاهد: (نمحو)، ان مسعود: (نثبت خطها ونبدل حكمها)، الضحّاك: (ننسك)، عطاء: (نترك)، السدي: (قبض)، ابن جرير: (ينقل حكم آية إلى غيره).
وبكلمة؛ النسخ هو: الالغاء، أو: الإبدال.
فهل يغيّر الله كلامه، أليس الله من صفاته الثبات، و(لامبدّل لكلماته)!..
فكيف يبدّل أولو الديانة، كلام الله، غير القابلللتبديل؟..
[فَوَيْلٌ للّذينَ يكتبونَ الكِتابَ بِأيديهمْ ثمّ يقولُونَ هَذا مِنْ عندِ اللهِ لِيَشتروا بِهِ ثَمَناً قليلاً، فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمّا كَتَبَتْ أيْديهُمْ، وَويلٌ لَهُمْ مِمّا يَكسِبونَ]- (البقرة 2: 79)



#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الناسخ والمنسوخ.. وما وراءهما..! [3]
- الناسخ والمنسوخ.. وما وراءهما..! [2]
- الناسخ والمنسوخ وما وراءهما- [1]
- أنا لا أعبد موتى
- بصراحة.. لا غير//2
- بصراحة.. لا غير..
- أين ينظر العرب؟.. (5)
- أين ينظر العرب.. (4)..
- أين ينظر العرب.. (3)
- أين ينظر العرب؟.. (2)
- أين ينظر العرب؟.. (1)
- تفكيك العنف وأدواته.. (قراءة سوسيولوجية عراقية سياسية)/ الكت ...
- مَعَاَ في حَديقةٍ..
- المئوية الأولى لثورة العشرين العراقية..
- الوجودُ.. قرارٌ (و) إختيارٌ/2
- الوجودُ.. قرارٌ (و) إختيارٌ/1
- ديوانُ السّبْعينيّاتِ/27
- ديوانُ السّبْعينيّاتِ/26
- ديوانُ السّبْعينيّاتِ/25
- ديوانُ السّبْعينيّاتِ/24


المزيد.....




- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وديع العبيدي - الناسخ والمنسوخ.. وما وراءهما..! [4]