عائلتى : سويف وسيف

محفوظ أبو كيلة

الحوار المتمدن-العدد: 6472 - 2020 / 1 / 24 - 13:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

دكتورة ليلى سويف رمز وجسر يربط بين أسرتين شكلتا كتيبة من العلماء والمفكرين والأدباء والمشتغلين بتكنولوجيا المعلومات ورجال القانون والشباب الثوري عبر الأجيال، كتيبة أثرت حياة المجتمع و تطوره. تعمل ليلى سويف أستاذًا للرياضيات بكلية علوم جامعة القاهرة، عضوة بجمعية العمل من أجل استقلال الجامعات " حركة 9 مارس"، وعضوة مؤسسة في الجمعية المصرية لمناهضة التعذيب.
والدها الدكتور مصطفى سويف رائد علم النفس الإجتماعي ومؤسس قسم علم النفس بجامعة القاهرة وأول رئيس له، وهو مؤسس أكاديمية الفنون المصرية وأول رئيس لها بين عامي 1968 و1971. تولى رئاسة المجلس القومي لمكافحة وعلاج الإدمان كما تولى الرئاسة الشرفية للمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، صدر له نحو 20 مؤلف.
والدتها الدكتورة فاطمة موسى كانت أستاذة اللغة الإنجليزية ورئيس للقسم بجامعة القاهرة ،واحدة من أعظم الأكاديميين ونقاد المسرح والأدب فى مصر والعالم العربي،صاحبة "قاموس المسرح"وترجمات شكسبير،واحدة من رواد الترجمة والتحليل الأدبي والمسرحي، أستاذة لأجيال من الباحثين، مقررة لجنة الترجمة بالمجلس الأعلى للثقافة، رئيس رابطة القلم المصرية، حاصلة على جائزة الدولة التقديرية.
للدكتورة ليلى أخت هي الأديبة الروائية العالمية أهداف سويف وأخ أصغر هو المهندس علاء سويف. أما عن أهداف فهي أديبة مصرية، روائية، محللة سياسية واجتماعية؛ تكتب بالإنكليزية، تعيش بين القاهرة ولندن. نالت الدكتوراه عام 1978. حصلت على الدكتوراه الفخرية من جامعتين بريطانيتين. صدرت لها الرواية ذائعة الصيت «في عين شمس» سنة 1992، واستقبلتها الأوساط الأدبية الغربية بحفاوة شديدة، قال عنها الناشر :«إنها رواية مهمة وشبه معجزة. كما انها صاحبة رواية "خارطة الحب"، الرواية الأكثر مبيعا في بريطانيا سنة صدورها، وقد رُشحت لجائزة البوكر (١٩٩٩)، أول كاتبة عربية يتم ترشيحها للجائزة التي يعد مجرد ورود اسم أي روائي في قائمتها القصيرة للمرشحين كفيلًا بأن يدفع اسمه إلى كوكبة كبار الروائيين في العالم، ترجمت الرواية إلى نحو ثلاثين لغة. تشغل أهداف سويف منصب رئيسة مركز إنجادجيت إيفنتس بلندن منذ عام 2008 حتى الآن.
أما عن المهندس علاء الأخ الأصغر للدكتورة ليلى فقد عمل في عدد من الشركات الخاصة فى مجال تصميم وتطوير نظم المعلومات والبرمجيات. (حتى 2004) ثم رئيس قطاع مركز المعلومات بالهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة (حتى 2008) ثم المدير التنفيذي للمبادرة المصرية لإصلاح مناخ الأعمال (إرادة) وهى مبادرة حكومية مصرية تهدف إلى بناء نظام لمراجعة وترشيد الأدوات التشريعية المؤثرة فى مناخ الأعمال، وتشارك فيها عدد 11 وزارة مرتبطة بكافة مجالات الأعمال. (حتى 2010) ثم شغل رئاسة قطاع نظم المعلومات بالهيئة العامة للرقابة المالية (حتى 2012) ثم مدير قطاع نظم المعلومات بإحدى شركات التطوير العقارى (حتى تاريخه). كما شارك في تأسيس جماعة تحوتى للدراسات المصرية وجمعية أصدقاء أحمد بهاء الدين ومازال عضو مجلس إدارتهم… رغم أنه أقل شهرة من بين أفراد العائلتين إلا أنه من أكثر المصريين معرفة بدهاليز ودروب الحياة في مصر... ظل شغله الشاغل بناء منظمات أهلية تقوم بدور مستودعات فكر تحول الأفكار والأبحاث والرؤى إلى سياسات وبرامج، ويعمل على تطوير بيئة الاستثمار وأتمتت أدوات المجتمع ومكونات الدولة وتأهيلهم لبناء مستقبل مشرق.
تزوجت دكتورة ليلى من أحمد سيف الإسلام عبد الفتاح وهو محام وحقوقي وناشط يساري، شارك في تأسيس مركز هشام مبارك للقانون عام 1999 وتولى إدارته منذ إنشائه، وهو أيضًا أحد مؤسسي تجمع المحامين الديمقراطيين. تخرج سيف من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة سنة 1977، وحصل على ليسانس الحقوق من نفس الجامعة سنة 1989 أثناء قضائه فترة اعتقال لخمس سنوات في قضية رأي، كما حصل على دبلوم العلوم الجنائية من نفس الجامعة. شارك سيف في قيادة الحركة الطلابية في السبعينات، وجرى اعتقاله عدة مرات شارك بعد خروجه، متطوعًا للدفاع عن المتهمين من مختلف التيارات في قضايا الرأي حتى وفاته، له إسهامات في العديد من القضايا أمام المحكمة الدستورية العليا. في أعقاب ثورة 25 يناير اختير أحمد سيف عضوا بلجنة حماية الحرية الشخصية، التي تشكلت بقرار جمهوري سنة 2012 لبحث حالة جميع المدنيين الذين صدرت ضدهم أحكام عسكرية ، وبحث حالة كافة المعتقلين من قبل وزارة الداخلية أو غيرها، وحالة الثوار الذين صدرت ضدهم أحكام من القضاء العادي، ادت قرارات تلك اللجنة إلى الإفراج عن غالبية الحالات. للدكتورة ليلى وأحمد سيف ثلاث أبناء علاء وسناء ومنى:
علاء أحمد سيف الإسلام عبد الفتاح حمد، المعروف باسم علاء عبد الفتاح (18 نوفمبر 1981)، يعمل ببرمجة وتطوير نسخ عربية من البرامج الحاسوبية الهامة. مدون ومبرمج وناشط حقوقي ، ومؤسس «مدونة منال وعلاء» بالاشتراك مع زوجته المدونة منال حسن. في 30 أكتوبر، 2011 قررت النيابة العسكرية في مدينة نصر حبس علاء على ذمة التحقيق لمدة 15 يوماً، على خلفية اتهامه بالتحريض والاشتراك في التعدي على أفراد القوات المسلحة في أحداث ماسبيرو والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 25 قبطي بعد الاشتباك مع قوات الجيش.رفض الاعتراف بشرعية المحاكمة العسكرية له كمدني، ورفض الإجابة على أسئلة النيابة العسكرية له.فحُوِّل لاحقًا إلى نيابة أمن الدولة العليا .في يوم الأحد 25 ديسمبر قرر قاضى التحقيقات الإفراج عن علاء عبد الفتاح. في 28 نوفمبر 2013 اعتقل علاء بتهمة التحريض على التظاهر ضد الدستور وظل محبوس احتياطيا حتى أصدرت محكمة مصرية حكمها عليه في 23 فبراير 2015 بالسجن لمدة خمس سنوات بتهم التظاهر بدون تصريح. وما أن خرج ألقي القبض مجددا يوم 29 سبتمبر 2019) في اتهامات بنشر أخبار كاذبة والانضمام لجماعة إثارية، ومازال محبوسا حتى الآن.
منى أحمد سيف الإسلام عبد الفتاح حمد، باحثة في علم الوراثة وناشطة سياسية وحقوقية مصرية، عرفت بنشاطها على الشبكات الاجتماعية، ودورها في الثورة المصرية، و رفضها لمحاكمة المدنيين عسكرياً ومثولهم أمام القضاء العسكري شاركت في تأسيس حركة مصرية ضد المحاكمات العسكرية للمدنيين. تعمل على تسجيل وتدوين ماحدث مع المفرج عنهم خلال فترة وجودهم داخل السجون . مع وجود العنف والتعذيب في السجون،تؤمن بان الإنترنت أحد الوسائل الهامة والقليلة في مكافحة هذه الانتهاكات.
سناء أحمد سيف الإسلام عبد الفتاح، تدرس اللغات والترجمة بجامعة 6 أكتوبر. بدأت نشاطها السياسي عام 2011 في ذروة الاحتجاجات الثورية، وأول تجربة لها كانت في تجمع باسم خالد سعيد،ثم أسست مع مجموعة من الأصدقاء جريدة مستقلة هي "الجورنال"، تناقش قضايا المجتمع، سرعان ما اكتسبت الجريدة شعبية كبيرة وارتفع قرائها إلى أكثر من 30,000 .منذ مشاركتها في ثورة يناير، أصبحت سناء ناشطة في حركات الاحتجاج وقضايا حقوق الإنسان، و قدوة للثوار الذين يحترمون نشاطها السياسي والحقوقي.
عاصرت العائلتين بأجيالها الثلاثة أربع عهود رئاسية تألقت وأبدعت، تأثرت بمجتمعها وأثرت فيه وساهمت بقدر مرموق في تعظيم قوة مصر الناعمة… تهل علينا الذكرى التاسعة لثورة يناير وقد أنزوت العائلتين، أختفى الجيل الأول غيبه الموت والجيل الثالث غيبته السجون، الجيل الثاني غيبه الكمون… لكن القصة لن تنتهي بعد سيأتي يوم لا ريب فيه ينطلق الكامنون والمسجونين ويتخلق الجيل الرابع، ويعاود الجميع تألقهم وابداعهم كل في مجاله.

#محفوظ_أبو_كيلة (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل