أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نور عمر - -الدبلوماسية الناعمة- وإخصاء الذات














المزيد.....

-الدبلوماسية الناعمة- وإخصاء الذات


نور عمر

الحوار المتمدن-العدد: 6468 - 2020 / 1 / 18 - 10:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقولون لي فيك انقباضٌ وإنما
رأوا رجلا عن موقف الذل أحجما
أرى الناس من داناهم هان عندهم
ومن أكرمته عزة النفس أُكرِما
***


يحكى أن أرضا احتلت والاحتلال لا يكون باستئذان المحتلة أرضهم بل بالقضاء عليهم عن بكرة أبيهم، فما كان من المحتلة أرضهم إلا أن قاوموا، وهنا تدخل محنّك ليقول أعطني بعضا فأقمعهم وهكذا كان. ترأسهم بمساعدة المحتل وساهم في احتلال أرضه ذاتها، بالنهب والقمع والتنكيل، ثم بعد مضي أكثر من عقد من الزمان، نطق!

الإسرائيليون ينهبون أموالنا ويستمرون بالاستيطان، لكننا سنلجأ كما فعلنا دائما...للتكتيك "الدبلوماسية الناعمة" يسميها، لا للعنف لا للقوة لا للإرهاب (يريد به المقاومة).
محمود عباس يذكر العدو بفضله بقمع المقاومة ويذرف الدموع على ميتهم وينسى ميته. ولو كان في دبلوماسيته الناعمة خيرا لما وصلت عصابة السلطة لما هي عليه الآن.
محمود عباس ليس إرهابيا وقد شكى للمجتمع الدولي محتسبا الله كطفل يتعرض للتنمر فيشكو لوالد المتنمر، فما يكون من الأخير إلا أن يزداد فخرا بابنه الذي أتى على هذا الشكّاء البكّاء.

يحكى في مكان آخر أن المسلمين الذين وصلوا بعددهم إلى قرابة مليارين أي ثلث سكان العالم، تعرضوا للقمع في ميانمار وفي كشمير وفي الصين، تعرضوا للضرب حتى الموت وللحرق كما في هولوكوست مستمر وللتعذيب والاضطهاد، لا لشيء إلا أن يقولوا ربنا الله، فما كان من محمد بن زايد إلا أن استدعى مودي الهند، لا ليهدد بقطع العلاقات الدبلوماسية ولا ليندد ولا ليشجب، فأوان الشد قد اشتد!
شيّد له معبدا في بلاده... استدعاه ليكرمه بأعلى وسام في الدويلة الإماراتية، دويلة التسامح والأخوة الإنسانية التي لا تعرف أخوة إلا لعدو وتنكل ببني الجلدة والملة وأبناء دويلتها أنفسهم، فسجون ما تحت الأرض وفوقها تقف شاهدة على تسامح الأعراب وأخوتهم الإنسانية.

تبنى ابن زايد طفلا يعيش مراهقته اليوم، ولكن بدلا من بلاي ستايشن، يملك دولة قطبا في العالم الإسلامي ليلعب بها وهكذا كان. هدده ترمب فحسر الرأس وقدّم له المال عن يد وهو صاغر، لا لأن ترمب جبار، فالأصهب أحمق بالمثل ولكنه متنمر. ترامب يسخر من سلمان وابنه يمنة ويسرة فيتسامح المراهق الفارغ معه، ويقطع الصحفي!

لو قضت السعودية على الأمريكي في أرضها لسلم ترمب لابن سلمان كما يريد المراهق ولكن المراهق الأحمق ذليل والذليل يشعر بالنقص كيفما اتفق فلا يدرك نقاط قوته. بدلا من ذلك، هب محمد بن سلمان يجزل العطاء للأميركي ولما نادى العالم بحقوق الإيغور هب يقول من خلال التشبيح الإعلامي أن الإيغور يبالغون وإخوتنا الصينيون يقسون عليهم كما يقسو الوالد على ولده...يريد مصلحته ولكن الولد دائما لا يفهم.

ذهب أبعد من ذلك، فانقلبت شبه الجزيرة العربية ماخورا كذاك الذي كان في الجاهلية، تريدون خمرا؟ حللناه! تريدون جنسا؟ ها هو لديكم! تريدون حرية؟ اذهبوا للجحيم!
نحن لسنا إرهابيين وإن كانت الحضارة شهوة فها نحن ملوك العربدة...والقبائل.

يحكى أن قابوسا اتخذ موقف ذل قبل موته ثم خلفه مراهق آخر، فما كان من ابن زايد إلا أن زحف إليه زحفا مقدسا باسم تقديم العزاء، العزاء في ذلك الذي كان يريد الانقلاب عليه منذ وقت ليس ببعيد. وها هو مشروع ابن سلمان جديد ولن يمضي وقت طويل حتى تحتل الإمارات عُمان.

يحكى في مكان آخر على مستوى الشعوب أن إعلاميا يدعى جريرا تيمنا باسم شاعر عربي، جاء لهذا العالم ببذرة أسماها عزيزا. عزيز مرقة، ذليل صفقة. فتى ناعم يجتر الإنسانية العابرة للقارات و الحب، الحياة حب ويجب أن نحب بعضنا بلا حدود. من هذا المنطلق، لم يناهض ذليل الصفقة الاحتلال ويدعو الإسرائيلي للحب باسم الإنسانية، بل عمد لمناهضة حركة المقاطعة الفلسطينية للاحتلال وغنّى على رفات الشهداء في فلسطين المحتلة باسم الحب وتعاون مع فنان إسرائيلي ليثبت أن إدارة الخد الأيسر تجعله إنسانيا فاق التوقعات. ليس يبالي بها جميعا، فكل ما يسعى إليه مشاهدات إضافية عند إثارة الجدل في ظل السعي المحموم للشهرة!

بعيدا عن إخصاء الذات، هناك كيم جونج أون، مجنون عظمة يؤمن بها، فيركع له العالم صاغرا ويخشاه وليس إلا لأنه لم يعمد لإخصاء الذات، بل وطبق الإسلام في قوله تعالى "فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم" و"الجروح قصاص".

هناك المغضوب عليه من قبل المتسامحين، إردوغان. يغلق ماكرون مدرسة تركية في فرنسا فيعطي إردوغان أمرا بإغلاق كافة مؤسسات التعليم الفرنسية في تركيا، لم يندد وينتظر، لم يهدد من وراء حجاب، فعل ذلك مباشرة من منطلق المعاملة بالمثل فما كان من ماكرون إلا أن أخفض عويّه ككلب رُمي بحجر.

يندد سائل، أرأيت حين يصبح التسامح ذلا؟ رأيته، حين فرض علينا ولم يفرض بالمثل على عدونا، وليس نقصا في مال أو عدة أو عتاد أو محاربين، ولكنه نقص في الرجولة، فهؤلاء نماذجا لا ينقصهم شيء سوى اتخاذ موقف هم أجبن من الإقدام عليه. عمدوا لإخصاء الذات فغدوا غلمانا يتمتع بهم العدو ساعة يشاء بل وفي بعض الأحيان يضيق بهم ذرعا لأن اللعبة غير مسلية عندما يسلم خصمك الراية حسب أمرك، حتى وإن سعى العدو للفعل بأم الواحد منهم، قدموها على طبق من فضة باسم الأخوة الإنسانية و الحب والتسامح.

يقال أن الرجال مواقف، وهو كذلك. وفي المعادلة المنطقية نفسها إن لم يكونوا رجالا فسيكون من السذاجة أن تظن أنهم سيتخذون موقف عز. المتنمر لا يتوقف عن التنمر بالكلام، ولا بدعم آخر، يتوقف فقط عندما تصيب المتعرض للتنمر حمى الشجاعة فيبرحه ضربا.



#نور_عمر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إصلاح الإسلام وإفساد آل زايد
- قرر بومبيو!
- إكسبو دبي 2020
- بلفور يطل من جديد
- ليس ضحية من يتنفس حرية!
- لبنان يا قطعة سما...
- الصحافة الصفراء...متسول أخرس!
- مصحة لبنان الفينيقية
- فلسطين مرة أخرى!
- أين اختفى الشعب الإماراتي؟
- جوليا بطرس والتطبيع!


المزيد.....




- فيديو مرعب يُظهر حريقًا مميتًا بمبنى سنترال رمسيس في القاهرة ...
- العثور على وزير روسي ميتًا في سيارته بعيْد إقالته من قبل بوت ...
- ترامب -ينتظر الوقت المناسب- لرفع العقوبات عن إيران، والرئيس ...
- قتيلان في هجوم حوثي على سفينة في البحر الأحمر
- الكرملين ردا على استئناف مد أوكرانيا بالأسلحة: يطيل الحرب
- عامل توصيل يقتحم استوديو الأخبار... و-الإعلام- الكويتية تحقق ...
- ماسك يعلن توفر خدمة -ستارلينك- رسميا في قطر
- سوريا تطلب مساعدة الاتحاد الأوروبي لإخماد حرائق الساحل
- تقنيات بسيطة ضد الفيضانات لم تُستخدم في فيضانات تكساس! ما ال ...
- ترامب يخطر شركاء واشنطن التجاريين بدخول الرسوم الجمركية المر ...


المزيد.....

- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي
- صندوق الأبنوس / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نور عمر - -الدبلوماسية الناعمة- وإخصاء الذات