أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صباح اصلان - المسيح في القرآن














المزيد.....

المسيح في القرآن


صباح اصلان

الحوار المتمدن-العدد: 6467 - 2020 / 1 / 17 - 19:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لو درسنا القرآن دراسة عميقة، لأكتشفنا أن السيد المسيح في القرآن يختلف في صفاته واقواله وأعماله اختلافا عظيما عن اي شخصية أخرى ذكرت في القرآن .
يوصف السيد المسيح في القرآن انه انسان منقطع النظير، لآ يساويه اي بشر على كوكب الأرض بالمجد والصفات والأعمال، وله مكانة مرموقه فيه.
في القرآن نصوص كثيرة تتحدث عن حقيقة السيد المسيح وعظمته، رغم ان القرآن ابدل الأسم الحقيقي للمسيح الذي كان ينادى به، وهو يسوع وبالعبرية يشوع، ابدله الى عيسى، كما أنكر صلب المسيح، و لم يذكر حقيقة رسالته الفدائية والخلاصية للبشر، ولم يوضح سبب ولادته المعجزية ولا ماهية رسالته ونتيجتها الخلاصية.
لكن القرآن رغم ذلك لم يخفِ بعض الحقائق الجوهرية عن اصل المسيح السماوي، واعترف بوضوح في أكثر من آية انه كلمة الله وروح منه. وهذا يطابق ما جاء في أنجيل يوحنا1-1 من ان [المسيح هو الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله ]. وهذا اسمى مصدر أتى منه السيد المسيح وهو من الله، ولهذا اطلق عليه لقب ابن الله، اي القادم من الله، وليس ولد الله بالولادة التناسلية او بالخلق، ولم يولد من علاقة الله مع صاحبة حاشا له.
ولد السيد المسيح بعد بشارة رئيس ملائكة الله جبرائيل لمريم العذراء قائلا لها حسب الأنجيل :
" أنت ستحبلين وتلدين ابنا وتسمينه يسوع، هذا يكون عظيما، وابن العلي يدعى، ويعطيه الرب الإله كرسي داؤد ابيه، ويملك على بيت داؤد الى الأبد، ولا يكون لملكه نهاية" .
وفي القرآن : " وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشركِ بكلمةٍ منه اسمه المسيح عيسى بن مريم، وجيها في الدنيا والآخرة، ومن المُقربين " ال عمران 45
لم يبشّر الملاك جبرائيل بولادة ابن مقدس وعطية من الله الا لإبراهيم وزكريا ومريم لسمو مكانتهم عند الله .
كل انسان على كوكب الأرض وُلِدَ من ابٍ وامٍ ما عدا المسيح، فقد ولد بطريقة معجزية لم تحدث سابقا ولن تحدث لاحقا الى نهاية الزمان. ولد من أم عذراء بلا زرع اب بشري .
وهذه علامة تدل على ان المسيح مُرسلٌ من السماء وهو كلمة الله المتجسد من الروح القدس ليصير انسانا يمثل الله على الأرض ويظهر مجده للناس، وليس هو من نسل بشر.
المسيح الأنسان الوحيد الذي وُلد من روح الله وكلمته، وهو مولود وليس مخلوق، فكلمة الله ازلية وليست مخلوقة بزمن ما . والقرآن يشهد على نسب المسيح من كلمة وروح الله. ولادته كانت من فتاة عذراء طاهرة، اصطفاها اهحد على كل نساء العالمين .
" واذ قالت الملائكة يا مريم ان الله اصطفاك وطهرك، واصطفاك على نساء العالمين" ال عمران 42
اما القاب المسيح التي ذكرها القرآن، فلم تعط َ لأي شخص غيره . [ كلمة الله – روح منه – وجيها في الدنيا والآخرة – ومن المقربين - غلاما زكيا ].
سورة النساء 176 " انما المسيح بن مريم رسول الله وكلمته القاها الى مريم وروح منه" . ودلالة تلك الالقاب واضحة وهي ان السيد المسيح له صلة بالله الآب لأنه من جوهر الله، وليس عبدا من عبيده . فالعبيد لا يولدون من السماء ببشرى ملائكية، ولا يحملون كلمة الله وروحه معهم .
الوجيه كما فسرها البيضاوي: انه حامل النبوة في الدنيا والشفاعة في الآخرة .
وما يلفت انتباه الدارس للقرآن عن شخصية المسيح، سيجد ذكره بإعجاب لمعجزات قام بها دون ان يطلب من الله المعونة لإنجازها، بل نفذها بسلطان لاهوت الله الذي يحمله، وهذا ما عبّر عنه القرآن (بإذن الله) اي سلطان الله المتحد فيه . فلم يقل يوما يارب اقم الميت، او اشفِ المريض، بل كان يقول للميت: قم، والمشلول انهض، فتتم المعجزة فورا بسلطان لاهوته، ويقوم الميت حيّا، وينهض المشلول قافزا على قدميه فرحا، ممجدا الله وساجدا للمسيح .
كان المسيح يطرد الشياطين بكلمة منه، فتهرب مذعورة من وجوده، معترفة انه قدوس الله .
لا توجد في القرآن آية واحدة تشير ان المسيح اخطا اوارتكب خطيئة واحدة في حياته . كل الأنبياء اخطئوا وارتكبوا الذنوب، ومنهم من قتل نفسا بيديه، ومنهم من زنى، لكن المسيح قال لليهود متحديا :" منْ مِنكم يبكتني على خطيئة ؟ " فصمتوا خاسئين .
شهد القرآن للمسيح انه الغلام الزكي بقول الملاك جبرائيل لمريم : " انا رسول ربك لأهبَ لكِ غلاما زكيا " .سورة مريم 19
الزكي : يعنى الغلام الطاهر، النقي، البرئ الخالي من الذنوب .
هذه الصفات والألقاب للمسيح الواردة في آيات القرآن، تشهد لسمو مكانة المسيح وعظمته وانه رسول الله، مباركا من اهال " وجعلني مباركا اينما كنت " مريم 31
وليس انسانا ونبيا مثل بقية الأنبياء، وليس المسيح عبد الله اتاه الكتاب والحكمة فقط . المسيح لم يأتِ بكتاب من السماء، بل هو كلمة الله الناطق بلسانه على الأرض وهو الكتاب المقدس والبشرى للبشرية جمعاء، ودعي كتابه الأنجيل اي البشارة السارة .
لابد للاخ المسلم ان يتفكر بهذا جيدا ويتسائل لماذا المسيح امتاز بهذه الميّزات العظيمة والفريدة من دون الأنبياء الآخرين ؟ كل شئ فيه فريد وعجيب، البشارة بالحبل به، ولادته من أم بلا اب، كلماته ومعجزاته الفريدة، غافرا الذنوب والخطايا، طاهرا زكيا، عالما بالغيب، خالقا للحياة، مقيم الموتى وشافيا البرص والعمي والعرج، ثم ارتفاعه الى السماء حيّا بجسده وروحه امام انظار الناس بوضح النهار، عاد الى المجد الذي جاء منه حيث كان عند اهفر قبل ولادته. ولم يسرَ به ليلا من اورشليم الى السماء خفية وسرا دون ان يراه احدٌ !!
انه المسيح كلمة اهفي الحي وديان العالمين، الذي لم يعرف غشا ولا مكرا بفمه .
من له اذنان للسمع فليسمع، ومن له عقل فليتدبر ويفكر بما شهد له الأنجيل والقرآن .



#صباح_اصلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة الى مقتدى الصدر
- ألإعجاز العددي في القرآن
- هل عيسى المسيح يماثل آدم في الخلق من تراب ؟
- مقتل قاسم سليماني وثورة الشباب ومفهوم السيادة
- نظرية التصميم الذكي تسحق نظرية التطور الداروينية بالدليل الع ...
- تحليل حادثة ألإفك بين عائشة وصفوان بن المعطل
- هل الأسلام دين السلام ؟
- عيد ميلاد المسيح
- مقارنة بين الهنا والهكم ، نبينا ونبيكم وكتابنا وكتابكم
- سيطرة الأسلام ديموغرافيا واقتصاديا على العالم !
- لماذا لم يكلم الله محمد مباشرة كبقية الأنبياء ؟
- الدول الاسلامية و التخلف الحضاري
- المرجعية الدينية واحداث العراق
- هل الحياة بدأت بالخلق ام بالصدفة ؟
- اخطاء قرآنية تثبت ان القرآن كتاب بشري
- رسالة الى السيد عادل عبد المهدي
- حور العين والنعيم في الجنة
- من يستفيد من حج الكعبة ؟
- من المتكلم بالقرآن
- اليس هذا هو الاسلام الحقيقي ؟


المزيد.....




- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صباح اصلان - المسيح في القرآن