أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صباح اصلان - الدول الاسلامية و التخلف الحضاري















المزيد.....

الدول الاسلامية و التخلف الحضاري


صباح اصلان

الحوار المتمدن-العدد: 6434 - 2019 / 12 / 10 - 20:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المعروف ان الاسلام والمسلمين يهتمون بالمظاهر الخارجية اكثر من تنمية الجوهر والعقل والفكر الحضاري المتقدم . الدول الاسلامية تتجه بسرعة نحو التخلف بينما بقية العالم يتقدم نحو الحضارة والعلوم .
المسلمون يشجعون انتشار الحجاب و النقاب بين النساء، و يتظاهرون بالتقوى و بالصلاة في الشوارع و يقطعون الطرقات خارج ابنية المساجد في الدول الاوربية للتظاهر بالصلاة واثبات الوجود، والتظاهر بالتقوى و التدين و تقربهم الى الله ، بينما هناك الكثير من اثريائهم يتبرعون بأموالهم لدعم اخطر عصابات الاجرام والقتل في العالم والمنظمات الأرهابية مثل داعش وجبهة النصرة واخواتها، ويتطوع شبابهم المغرر به و المغسولة ادمغتهم في المساجد للقتال مع ارهابي دولة الخلافة الاجرامية . فلمن صلاتكم و مظاهر تقواكم الكاذبة ؟
المسلمون المتشددون يتعمدون ان ينشروا مظاهر الزي الاسلامي الافغاني والباكستاني ذات الدشداشة القصيرة و غطاء الرأس امام الناس واطالة اللحية وخاصة السلفيون منهم، يكتفون بعمل دورات و مسابقات لتحفيظ القرآن، لكنهم لا يعملون اي دورة لتفسير نصوص القرآن حتى لا تنكشف الاخطاء و التناقضات و اللخبطات في كتابة تسلسل النصوص الغير مترابطة والتي تقفز من معنى الى معنى آخر بعيد عن الموضوع السابق .
يتعمد المسلمون المتشددون بتغطية الراس وتغليف العقول بستار سميك كي لا يدخل اليها نور العلم و المعرفة ويحفظون عن ظهر قلب ماكتب في الكتب الصفراء الدينية التي ينقل محتواها فلان عن فلان عن علان عن عن عن ان فلانا سمع عن فلان قالوا له عن الرسول انه قال كذا و كذا . ثم يختم المؤلف العتيد كلامه بعبارة تدل على عدم ثقته بالذي قيل فيقول ... والله اعلم . فهو غير واثق مما علم وغير متأكد مما سمع ومع هذا يسوّقه للناس ويصدقه ملايين المسلمين .
امتازت الدول الاسلامية التي يعتمد حكمها و دستورها على الشريعة الاسلامية كمصدر رئيسي للتشريع بتزمت كبير و تطبق فيها بعض الحدود الاسلامية، وتمتاز هذه الدول بالفشل السياسي و الركود الاقتصادي و الفشل في التقدم العلمي . وتقع جامعاتها في اواخر التسلسل العالمي بين الجامعات الراقية في محافل الجامعات العلمية المتقدمة ان دخلت في قوائم التنافس العالمي . و تمتاز الدول الاسلامية بعدم حصول مفكريها وعلمائها ان وجدوا على جوائز نوبل في العلوم او الاداب ، ومن حصل منهم على جائزة نوبل في العلوم والاداب لا يزيدون عن ثلاثة اشخاص في كل العالم الاسلامي فهم قد درسوا و تعلموا في جامعات اوربا و امريكا و يواصلون اعمالهم في الجامعات الغربية ويقدمون خدماتهم وعلمهم لمصلحة بلاد الغرب و ليس لبلادهم . الاديب نجيب محفوظ حصل على جائزة نوبل في الاداب فكفره ابناء جلدته و حاولوا اغتياله . طه حسين عميد الادب العربي كفروه و الغوا بعض كتبه، وعزلوه من منصبه الوزاري .
تمتاز معظم الدول الاسلامية بالتخلف في الصناعة والابتكار و مجال الاكتشافات العلمية والابحاث المتطورة، لأن العلوم الدينية عندهم اهم من العلوم البحتة المفيدة للمجتمع والتطور، ويكثرون من كليات العلوم الدينية و ومدارس الفقة و تدريس القرآن، ولا يهتمون في انشاء مراكز الابحاث العلمية و الدراسات الأستراتيجية، ولا يواكبون التطور العلمي السريع . و يهتمون بتخريج مئات الالاف من اصحاب العمائم ورجال الدين الغير منتجين من المدارس و المعاهد الدينية والذين لا يعرفون سوى علم اللغة و الكلام والثرثرة وراس مالهم كتب التراث الديني الصفراء التي أكل الدهر عليها وشرب لقدمها وكلها قال فلان عن فلان، وقال الله و قال الرسول . ولا ينتجون شيئا مفيدا لبلادهم و مجتمعاتهم ، فهم مجموعة من الكسالى عديمي الفائدة العملية للمجتمع .راسمالهم وعلمهم هو الكلام الفارغ فقط وخداع الناس بقصص واحداث قبل 1400 سنة ..
اكثر الرجال شهرة في بلاد المسلمين بين عامة الشعب هم رجال الدين وشيوخ الدجل، واصحاب اللحى الطويلة و الجباه المختومة بالسواد . فعند زيارتك الى المدن الاسلامية البحتة والتي فيها المراقد الدينية او الحوزات او المعاهد الدينية مثل النجف و كربلاء وقم و الازهر تجد في شوارعها افواج من ارجال المعممين الغير منتجين اقتصاديا وعلميا، و شيوخهم اعلى الناس صوتا واكثرهم ظهورا على وسائل الاعلام و شاشات التلفزيون، يعرفهم الناس اكثر مما يعرفون عن علماء واساتذة الجامعات العلمية. يخدّرون الناس بالدين و يغلقون عقولهم بتراث بالي اكل الدهر عليه وشرب لايفيد و لا يقدم الحضارة والمعرفة خطوة الى الامام، بل يزيدون شعوبهم تخلفا . والادهى من ذلك ان الحكومات تدعمهم لتسهيل السيطرة على المجتمع الديني المتخلف .
في العراق يحتفل المسلمون هذه الايام بذكرى موت الامام موسى بن جعفر الذي قتله خليفة المسلمين هارون الرشيد ، فيحج الناس البسطاء و الفقراء و السذج و المغسولة ادمغتهم بالدين الى ضريحه بالملايين، و تغلق الطرق و الشوارع امام حركة السيارات، و تكرس سلطات الدولة الشيعية عشرات الالاف من رجال الشرطة والامن و الجيش لحمايتهم من الارهابيين المسلمين الوهابيين السنة . وتعطل دوائر الدولة لمدة اسبوع كامل بسبب الزيارة المليونية، وتلحق بالبلاد والعباد افدح الاضرار الاقتصادية بينما البلاد تشرف على الافلاس، لكن المهم ان لا يزعجوا رجال الدين والمرجعية الشيعية من الذين يشجعون ملايين البسطاء من عامة الناس للزيارة لينتفعوا هم وحدهم ، و لتذهب البلاد واقتصادها الى الجحيم.
في العراق - بلاد العجائب - يحتفل المسلمون و خاصة الشيعة منهم بعشرات المناسبات الدينية سنويا ، فكل يوم نسمع بولادة الامام فلان و مقتل الامام علان من الائمة المعصومين، و ذكرى ولادة فلانة و ذكرى موت فلانة من بنات او زوجات الرسول و احفاده . والدولة تغلق مؤسساتها و تجيّـش جيوشها وهي في حالة حرب مع الارهاب لحماية الزائرين و تهيئ باصات الدولة لنقل الناس مجانا الى مراقد الزيارات و الاضرحة، وتُعمل المواكب الحسينية على طول الشوارع و في داخل المدن لاحياء ذكرى من قتل بايدي المسلمين قبل 1400 سنة خلت . فمالذي يستفيد المواطن و الدولة من كل هذا غير الخسارة في الموارد الاقتصادية و تشتيت جهود القوى العاملة . اليس هذا يسبب التخلف الحضاري و تراجع التقدم الاقتصادي؟
الاب المسلم المتزمت يكون حريصا على تغطية شعر ابنته الصغيرة اذا ما بلغت السن التاسعة و لا يعير اهمية لتعليمها ومواصلة دراستها و تثقيفها وتشجيعها للوصول الى الجامعة . بل يسعى جاهدا لتزويجها و هي صغيرة و قطع دراستها و ابقائها في البيت للتفريخ وانجاب الاطفال لزيادة عدد المسلمين اذا ما كان مهرها عاليا او طلبها ابن عمها .
اعداد الفتيات المسلمات في مدارس الدول الاسلامية يتناقص من المرحلة الابتدائية صعودا الى الاعداديات و الجامعات لعدم الرغبة في تبؤا النساء المراكز الوظيفية في البلد . لعدم توافق الدين مع تقدم المراءة و احتلال مكانة مرموقة في المجتمع . استنادا لحديث الرسول (لن يفلح قوم ولّو امرهم امراءة ) . ويقولون المراءة نصف المجتمع، في الغرب كل المؤسسات تديرها النساء بعدد اكثر او مساو للرجال . المراءة تقود الشاحنات الكبيرة و القطارات وحتى الطائرات المدنية. و تعمل في مجال التعليم و الادارة والفنون ، بينما في الشرق و قلب العالم الاسلامي في السعودية يحرّم على المراءة قيادة سيارتها الخاصة، و يجوز استخدام سائق هندي او بنغالي وهو رجل غريب عنها لقيادة سيارتها الخاصة وهي تجلس معه .
الحروب سبب رئيس لدمار البلاد وخرابها و قتل العنصر البشري فيها و دمار للاقتصاد وهدم للحضارة .
و الحروب و القتال من سمة الدول و الشعوب الاسلامية، بسبب كثرة الجماعات الارهابية المتنافسة على النفوذ، وهي في صراع دام ضد الحكومات، فنرى في العراق وسوريا انتشار عصابات منظمة ( دولة الخلافة الاسلامية - داعش ) اكبر منظمة اجرامية اسلامية في العالم، وقد فاقت منظمة القاعدة في اجرامها و وحشيتها و نشاطها الحربي. تقتل البشر و تخرب البلاد ووتهدم الحجر لاعادة دولة الخلافة الاسلامية . تسرق النفط الخام والآثار الوطنية لتبيعها الى من يدفع لها الدولارات . يتقاتل المسلمون السنة مع الشيعة في حروب دامية بكل انواع الاسلحة الثقيلة والخفيفة ويكفرون بعضهم بعضا بسبب خلافات مذهبية عقيمة، تكرم كل منهم جماعة ماتت وانقرضت منذ 1400 سنة ، السنة والجماعة يكرمون خلفاء محمد الراشدين مثل ابو بكر وعمر وعثمان وزوجة النبي عائشة . و الشيعة يسبونهم ويلعنونهم لمواقفهم في سلب الخلافة من علي بن ابي طالب، ابن عم النبي و صهره وتآمرهم عليه و محاربته وقتل انصاره في معركة الجمل . و تعاد هذه المذابح بين المسلمين بعد تغليفها بالسياسة، فنرى احتدام القتال الشرس في اليمن بين التحالف الاسلامي السني المذهب بقيادة السعودية الوهابية والامارات والاردن و مصر، ضد الحوثيين الشيعة الموالين لأيران الاسلامية الشيعية التي تدعمهم ضد هذا التحالف الاسلامي السني وتمدهم بالمال و السلاح . كما يخوض الجيش المصري السني القتال الضاري في صحراء ومدن سيناء مع عصابات سنية مسلحة وهابية وسلفية لجيش بيت المقدس تنتمي وتؤيد داعش الوهابي، ويسقط كل يوم من الطرفين المسلمين قتلى و جرحى . و ليبيا دولة مسلمة سنية ممزقة بين عصابات داعش الارهابية و وقبائل اسلامية مسلحة و بين جيش الحكومة الموقتة وضحيتها المسلمون فقط من الطرفين . وكذا الحال في تونس و الجزائر و الصومال و جنوب السودان، اما في افغانستان فعصابات طالبان لازالت نشطة رغم القصف الامريكي المدمر لقواعدها و اغتيال قياداتها ، ولازالت تفجر السيارات المفخخة في مناطق متفرقة في مناطقها وفي باكستان المجاورة لها و في المناطق ذات الاغلبية الشيعية.
فما الذي كسبت الدول الاسلامية في سياساتها الاسلامية المتشددة ومن تطبيق شريعتها غير التخلف و الفشل و الحروب و الدمار وقتل النسل والحرث ؟ فهل تقدمت بسبب هذا كله خطوة الى الامام، ام تراجعت الاف الخطوات نحو الانهيار و التخلف في كل المجالات بسبب الدين والشريعة و التناحرات المذهبية ؟
اليس الأجدر بهم ان يفصلوا بين الدين والسياسة ويتفرغوا لبناء اوطانهم ورخاء شعوبهم بدلا من التناحر المذهبي على امور أكل الدهر عليها وشرب منذ مئات السنين ؟



#صباح_اصلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرجعية الدينية واحداث العراق
- هل الحياة بدأت بالخلق ام بالصدفة ؟
- اخطاء قرآنية تثبت ان القرآن كتاب بشري
- رسالة الى السيد عادل عبد المهدي
- حور العين والنعيم في الجنة
- من يستفيد من حج الكعبة ؟
- من المتكلم بالقرآن
- اليس هذا هو الاسلام الحقيقي ؟
- العراق البلد الأكثر ذكرا في التوراة
- لماذا المسيحيون اهل ذمة عند المسلمين
- روح القدس في القرآن
- الادلة على وجود الله
- الاقتباسات القرآنية من الكتاب المقدس
- العهدة العمرية الجائرة
- اقتباسات القرآن من المصادر اليهودية والمسيحية
- نبؤات السيد المسيح و تحققت أثناء حياته


المزيد.....




- الصفدي لنظيره الإيراني: لن نسمح بخرق إيران أو إسرائيل للأجوا ...
- عميلة 24 قيراط.. ما هي تفاصيل أكبر سرقة ذهب في كندا؟
- إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف ...
- ثالث وفاة في المصاعد في مصر بسبب قطع الكهرباء.. كيف تتصرف إذ ...
- مقتل التيكتوكر العراقية فيروز آزاد
- الجزائر والمغرب.. تصريحات حول الزليج تعيد -المعركة- حول التر ...
- إسرائيل وإيران، لماذا يهاجم كل منهما الآخر؟
- ماذا نعرف حتى الآن عن الهجوم الأخير على إيران؟
- هولندا تتبرع بـ 100 ألف زهرة توليب لمدينة لفيف الأوكرانية
- مشاركة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اجتماع مجموعة السبع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صباح اصلان - الدول الاسلامية و التخلف الحضاري