أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صباح اصلان - المرجعية الدينية واحداث العراق














المزيد.....

المرجعية الدينية واحداث العراق


صباح اصلان

الحوار المتمدن-العدد: 6430 - 2019 / 12 / 6 - 20:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في النظم الديمقراطية والدول المتحضرة والمتقدمة، يحكم فيها السياسيون من اعضاء الحكومة والبرلمانات ورجال الدولة وفق الدستور والقوانين والقضاء، لا تتدخل اي مرجعية دينية في السياسة للدولة، فالدين والسياسة منفصلان تماما، ولا يؤثر احدهما على الآخر مطلقا، كل من رجالها المتخصصين يقوم بواجباته بعيدا عن الآخر دون تداخل . والدستور هو القانون الأعلى للبلاد ويحتكم له كل الفرقاء. ومن يشرعه هم قضاة ومتخصصون بالفقه الدستوري، وليس السياسيون واعضاء الأحزاب والكتل السياسية. يستندون في التشريع على ميثاق حقوق الأنسان وحرية التعبير والحرية العامة و طريقة الحكم وانظمته . اما في العراق، فإن من يشرع الدستور هم رجال الأحزاب والكتل السياسية الذين يصوغون فقرات الدستور على مقاساتهم وكيف يكسبون المغانم والمكاسب والسيطرة على السلطات الحكومية لصالح احزابهم وعناصرهم الحزبية والدينية.
ونتيجة لهذه السياسة الغير ديمقراطية بل الأنتهازية والمصلحية في العراق، ثارت جماهير الشعب المظلومة ضد الحكومة والأحزاب والكتل السياسية والمتسترة بالدين والأثنية والأقطاعية التي استغلت المحاصصة للسيطرة على الوزارات ومقاعد البرلمان ونهب ثروات الدولة واموال الشعب العامة، وبيع وشراء المناصب للاستحواز على المناصب التي تدر ارباحا طائلة للاحزاب، واستغلال سلطتها ونفوذها لتهريب النفط الخام وبيعه لحسابها الخاص .
في العراق توجد سلطة عليا غير سلطات الدولة الثلاث، لها التاثير الكبير في توجيه سياسات الدولة الداخلية والخارجية والاقتصادية والأمنية، وهي سلطة المرجعية الدينية . لابد لمن يترشح لمنصب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئاسة البرلمان في العراق أن يحضى بمباركة المرجعية الدينية والولي الفقيه في ايران اضافة الى موافقة الحكومة الأمريكية واجهزة مخابراتها . ولابد ان تقدم الأحزاب المحلية المرشح المقبول والمتوافق عليه جميعا لأستلام ذلك المنصب، ولا ننسى ان تكون المحاصصة المذهبية والأثنية هي العامل المشترك لتقسيم هذه المناصب بين الكرد والسنة والشيعة .
عانى شعب العراق الأمرين واجترع المر من هذه السياسات والتحاصص و تقاسم مغانم الدولة وثروات الشعب، وتدمير اقتصاد العراق وانهاء الزراعة والصناعة وغلق المصانع المنتجة وارتفاع البطالة حتى انفجر الشعب بثورة تشرين مطالبا بتغيير كل ما حصل سابقا ، وطالب باستقالة الحكومة الحالية واجراء انتخابات مبكرة يترشح لها ابناء الشعب من غير الأحزاب الدينية ولصوص المال العام الذي نهبوا الدولة وخيراتها ويدينون بالعمالة لدول اقليمية واجنبية .
ثار الشعب منتفظا رافضا سياسات هذه الحكومات العميلة لأيران، الدولة المهيمنة على سياسة العراق و ثرواته وتاسيسها ميليشيات مسلحة تأتمر بأمر قاسم سليماني منذ 2003 ولحد الأن .
حكومة العمالة في بغداد ان اعترض عليها الشعب وهذا حق من حقوقه الدستورية تقابله بالرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع والخانقة والحارقة للجلد. فقتلت اكثر من 450 مواطنا واصابت بجروح واصابات وعوق اكثر من 20 الف مواطن . حتى رضخت اخيرا لمطالب الشعب وقدمت استقالتها للبرلمان غير ماسوف عليها.
كانت المرجعية الرشيدة تمسك العصا من الوسط للمداهنة بين الحكومة والشعب، مرة تبارك تعيين الشخصيات المشبوهة والغير نزيهة بالمناصب العليا دون ان تعترض على سرقات المسؤولين ونهب خيرات البلد وتهريب النفط الى (الجارة العزيزة) ايران، ومرة تؤيد مظاهرات الشعب وانتفاضته ضد الحكومة وسلطة الشر التي تدير شؤون البلاد والعباد .
بعد استشهاد مئات الشباب بعمرالزهورواصابة عشرين الف مواطن بين جريح ومعوق مطالبين بحقوقهم، وبعد مطالبة المثقفين ان تصدرالمرجعية فتوى بحرمة قتل المتظاهرين . الان تقول المرجعية ان مهمتها هي النصح والأرشاد ولا تتدخل في سياسة ونظام الحكم.
هل توجد دولة في العالم المتحضر ما عدى العراق وايران ، تكون للمرجعية الدينية فيها السلطة العليا لأدارة دفة الحكم و مباركة من توافق عليه ايران لتولي منصب رئاسي في العراق ؟
انها حالة شاذة لتدخل الدين بالسياسة، وهذه هي النتائج الكارثية ، شعب يُقتل وتنهب خيراته وتجيّر ثروات العراق لصالح خزينة ايران، وتستولي الأحزاب الدينية الأسلامية والعميلة مقاليد الدولة والحكومة لصالح من تقبض منه ثمن عمالتها .
اننا ننتظرالان مالذي ستنتجه ثورة الشباب التشرينية التي قدمت دماء ابنائها ثمنا للحرية . وماذا ستؤول اليه الأحداث التي لازالت تغلي على نار الانتفاضة ونيران الدسائس الحزبية والتدخلات الأقليمية
وإن غدا لناظره قريب .



#صباح_اصلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الحياة بدأت بالخلق ام بالصدفة ؟
- اخطاء قرآنية تثبت ان القرآن كتاب بشري
- رسالة الى السيد عادل عبد المهدي
- حور العين والنعيم في الجنة
- من يستفيد من حج الكعبة ؟
- من المتكلم بالقرآن
- اليس هذا هو الاسلام الحقيقي ؟
- العراق البلد الأكثر ذكرا في التوراة
- لماذا المسيحيون اهل ذمة عند المسلمين
- روح القدس في القرآن
- الادلة على وجود الله
- الاقتباسات القرآنية من الكتاب المقدس
- العهدة العمرية الجائرة
- اقتباسات القرآن من المصادر اليهودية والمسيحية
- نبؤات السيد المسيح و تحققت أثناء حياته


المزيد.....




- اخترقت جدار منزل واستقرت في -غرفة نوم-.. شاهد مصير مركبة بعد ...
- مصر تعلن اعتزامها التدخل لدعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أ ...
- -القسام- تفجر عبوة -رعدية- بقوة إسرائيلية خاصة وتستهدف ناقلة ...
- قصة الصراع في مضيق هرمز منذ الاحتلال البرتغالي وحتى الحرس ال ...
- هولشتاين كيل يصعد للبوندسليغا للمرة الأولى في تاريخه
- البحرين تدعو للتدخل الفوري لإيصال المساعدات إلى قطاع غزة ومن ...
- طلبت منه البلدية إخفاء قاربه خلف السياج.. فكان رده إبداعيا و ...
- استطلاع: نصف الأمريكيين يعتبرون الإنفاق على مساعدات أوكرانيا ...
- حاكم بيلغورود: 19 شخصا بينهم طفلان أصيبوا بالقصف الأوكراني ل ...
- مشاهد جديدة لسقوط حافلة ركاب في نهر ببطرسبورغ


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صباح اصلان - المرجعية الدينية واحداث العراق