أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صباح اصلان - سيطرة الأسلام ديموغرافيا واقتصاديا على العالم !















المزيد.....


سيطرة الأسلام ديموغرافيا واقتصاديا على العالم !


صباح اصلان

الحوار المتمدن-العدد: 6443 - 2019 / 12 / 20 - 19:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في فيديو وصلني من صديق يظهر فيه د. نبيل خليفة وهو مسيحي من لبنان في برنامج تلفزيوني، ينظّر فيه للقوة الديموغرافية والأقتصادية التي سيملكها المسلمون في القرن الواحد والعشرين، وكيف سيسيطرون على النظام العالمي في الكرة الأرضية بعدد نفوسهم المتزايد وامتلاكهم لمصادر طاقة النفط والغاز، والموقع الجغرافي للدول الأسلامية الذي يتوسط الكرة الأرضية وايمانهم بالإسلام وحيويتهم .
فيقول د . نبيل خليفة في حديثه :
سيكون القرن الحادي والعشرين قرن ألإسلام بأمتياز . لأن القاعدة الكبرى هي التالية :
[ أن الديمغرافية (عدد السكان جغرافيا واجتماعيا) هي التي تصنع التاريخ ] .
تعرف الديموغرافيا حسب المعاجم هي :
( علوم الاجتماع ) علم يهتمّ بدراسة السّكّان وبخاصَّة حجمهم وتوزيعهم وما يطرأ على هذا الحجم والتوزيع من تغيُّر، وصفات السُّكَّان ومدى اختلافها بين مجتمع وآخر، وأثر كلِّ ذلك على السُّكان .
وبما ان العالم الإسلامي يتطور بعدد السكان وبزيادة متسارعة لعدم تحديد النسل في المجتمعات الإسلامية اكثر من كل الشعوب ومن كل الديانات في العالم، فسيصبح الإسلام الديانة الأولى بالعالم من حيث النفوس في هذا القرن . وبذلك سيكون الإسلام والمسلمون القوة الدولية التي لها الراي السياسي الأكبر في تقرير مصير العالم والسيطرة عليه .
واسباب تلك السيطرة هي (الديمغرافيا) اي توزيع السكان واعدادهم الكبيرة، وامتلاك المسلمين الأقتصاد القوي ومصادر الطاقة البترولية ، والموقع الجغرافي الذي يتوسط قارات العالم من المغرب الى اندنوسيا، وحيوية المسلمين الديناميكية في الحياة، مع ايمانهم العميق بايديولوجية الإسلام السياسي .
من يمتلك كل هذه المقومات سيحكم العالم ويسيطر عليه، والمسلمون السنة الذين يشكلون 85% من العالم الإسلامي هم من سيسيطرون على العالم بشريا واقتصاديا للاسباب المذكورة .
كما ان الهجرات الإسلامية المنظمة الى دول العالم الأوربي الغير مسيحي سيغير في منتصف القرن الحادي والعشرين من ديموغرافية شعوب تلك الدول بأتجاه ازدياد نفوس المسلمين الكثيف فيها على عدد نفوس اصحاب البلاد الأصليين الذين لا يميلون الى الأنجاب المتعدد ضمن العائلة الواحدة .
ويضيف د. نبيل خليفة بكلامه قائلا :
( ان القوة الإسلامية المتنامية بشريا واقتصاديا، ستقابل قوة وهيمنة الولايات المتحدة الأمريكية في النظام العالمي الجديد للقرن الحادي والعشرين . )
ويكمل د. نبيل خليفة كلامه عن الصراع العالمي الدائر بين المسلمين وغير المسلمين فيقول : كل العالم الآن في مواجهة مع أهل السنة من المسلمين : ( اليهود - الشيعة – المسيحية في الدول الأرثذوكسية – الكاثوليك – الأنجيليين والبرتستانت ) . كل اولئك يخشون من التوسع السكاني المتزايد بإطراد للاسلام والمسلمين في دولهم الإسلامية، وهجرة المهاجرين المسلمين الغير شرعيين المتسللين منهم الى الدول الأوربية وامريكا واستراليا. ومحاولات الدول الأوربية والغربية الغيراسلامية، مواجهة هذا الطوفان الإسلامي المتدفق بأتجاهها بالطرق المناسبة حتى لا يغلبهم الوقت ويؤخذوا على حين غرة، فتفلت زمام الأمور من ايديهم ويفقدوا السيطرة على بلدانهم دون ان يحسبوا حسابا للغزو الإسلامي الصامت المتسلل اليهم .
في هولندا اصبح خمس سكان البلاد من المسلمين وكذلك في بلجيكا، وفي المانيا وانكلترا وامريكا اصبحت اعداد المسلمين تعد بالملايين . وإن لم تعدّل قوانين الهجرة والحد من الهجرة الغير شرعية في تلك الدول الأوربية والغربية، فستصبح بلدانهم في حالة تسونامي وغرق اسلامي هائل .
الكنائس في اوربا تقفل الآن وتباع للمسلمين وتحول الى مساجد. المسلمون يطالبون بتطبيق الشريعة الإسلامية في المناطق والمدن التي يكثر فيها المسلمون، ويطالبون الحكومات بالسماح لهم بتعدد الزوجات . وهذا كله يدخل ضمن الصراع الديموغرافي والديني للسيطرة على العالم الغربي المسيحي .
*********
التعليق على تنظير د. نبيل خليفة ورؤيته المستقبلية للاسلام والمسلمين للقرن الواحد والعشرين .
ان ما قاله الدكتور نبيل خليفة في النصف الأول من كلامه حول استطاعة المسلمين السيطرة على القرار السياسي والأقتصادي والعسكري على انظمة القرار في العالم، بسبب قوتهم البشرية الديموغرافية والأقتصادية وموقع بلدانهم الجغرافي وامتلاكهم لمصادر الطاقة النفطية والغازية والإيمان القوي بايديولوجية الإسلام السياسي، كله خطأ وغير صحيح ولن يتحقق عمليا، وسأوضح ذلك لاحقا بالتفصيل.
اما النصف الآخير من كلامه حول خطر الهجرة الإسلامية على الدول الأوربية والغربية المسيحية فهو صحيح تماما. وسأتطرق لها في ختام هذا المقال .
الرد على نظرية نبيل خليفة :
يا دكتور نبيل خليفة : السيطرة على دول العالم سياسيا واقتصاديا وعسكريا لا يكون بكثرة عدد السكان والتكاثر البشري وتوزيعهم ديموغرافيا . الصين والهند وبنغلادش وباكستان رغم ان فيها مليارات من البشر، وفيها وملايين كثيرة من المسلمين ايضا، وتمتلك قوى اقتصادية وصناعية وعلمية كبيرة جدا، ، لكنها لم تسيطرعلى القرار العالمي لا سياسيا ولا اقتصاديا ولا عسكريا ولا علميا.
وهذا هو الخطا الأول في نظريتك . فتزايد السكان قد يكون عبئا ثقيلا على الدول اقتصاديا وتنمويا إن لم يصاحبها تعليما راقيا ، و توفر الموارد الطبيعة والخامات المعدنية ، وتكنلوجيا متفوقة وصناعات متطورة، تسندها قوة عسكرية هائلة مع تخطيط سليم في كل المجالات .
من يسيطر على العالم هو من يمتلك القوى العسكرية المتفوقة تكنلوجيا، ولديه عدد هائل ومتفوق من الطائرات بأنواعها والصواريخ ذات المديات المختلفة والقوى النووية والهيدروجينة واسلحة الليزر واستخدام الفضاء للحروب التكنلوجية . وكذلك من يمتلك الموارد الخام من النفط والغاز والمعادن بأنواعها دون ان يعتمد على غيره بشكل كلي في امداده بها، ولديه التكنلوجية والمعدات والخبرة في الإستخراج والتسويق والتصنيع . وكذلك من له الهيمنة السياسية في الأمم المتحدة ومجلس الأمن ، وأمور أخرى سنتطرق اليها لاحقا .
يقول د . خليفة : ان القوة الإسلامية المتنامية بشريا واقتصاديا، ستقابل قوة وهيمنة الولايات المتحدة الأمريكية في النظام العالمي الجديد للقرن الحادي والعشرين، اي سيكون العالم الإسلامي منافسا قويا لأمريكا .
وسنعلق على هذا الموضوع بالتفصيل
اولا –
تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية اليوم من الدول المهيمنة والقطب الأوحد المسيطر في العالم، رغم ان عدد سكانها بحدود 320 مليون انسان بين رجل وامراءة وشيخ وطفل . وشعبها خليط من المهاجرين من دول العالم المختلفة، وفيها اديان متعددة ولا دينيين . وتأريخها لا يمتد عبر التأريخ لاكثر من 300 عام منذ تاسيسها . تمتلك امريكا اكبر قوة عسكرية في العالم ، اضافة الى سيطرتها على كل دول الكرة الأرضية عسكريا واستخباراتيا من خلال قواعدها العسكرية المنتشرة حول الكرة الأرضية . ولديها اقوى جهاز استخبارات متطور في الفضاء وعلى الأرض ومتغلغل في كل دول العالم وحكوماتها .
امريكا هي الدولة العظمى بكل المقاييس، والكل يعترف بتفوقها عسكريا، تكنلوجيا ،علميا ، صناعيا وزراعيا ، وفي مجال التعليم الجامعي لديها ارقى جامعات العالم، واكثر العلماء والمخترعين والمكتشفين واكثر من حاز على جوائز نوبل في العلوم والطب والتكنلوجيا من علمائها. نفوسها يعادل اقل من ربع نفوس الصين، لكنها اكثر تفوقا منها بكل المجالات .
فما قيمة القوى الديموغرافية التي تمتلكها الصين امام امريكا، ولماذا لم تسيطر على العالم بعدد سكانها الذي يقترب من مليار ونصف انسان، رغم ان لديها قوة اقتصادية هائلة جدا؟ هذا اثبات عملي على خطا نظرية د.نبيل في سيادة العالم بالقوة البشرية الاسلامية المتزايدة مع امتلاك القوة الأقتصادية في القرن الواحد والعشرين.
ثانيا –
امريكا تمتلك ارقى الجامعات العلمية في العالم، ولديها اكثر الصناعات تطورا بتكنلوجية متقدمة، وارقى نظم تعليم في المدارس بمختلف مراحلها، وتملك ارقى العلوم في التكنلوجيا والألكترونيات ومعدات الفضاء والصواريخ الفضائية والأقمار الصناعية، ولديها اكثر واكبر مصانع انتاج السلاح بأنواعه من الصواريخ والطائرات وحاملات الطائرات والغواصات النووية، وتنتج الطائرات المدنية والتجارية العملاقة التي تحتاجها كل دول العالم ، وكل الصناعات المتقدمة من البرة الى الصاروخ والأقمار الصناعية .
فما الذي انتجته وتمتلكه الدول الإسلامية التي ستغزو العالم في القرن الواحد والعشرين بإسلامها ونفوسها ومهاجريها المسلمين الجهلة من الشباب العاطل عن العمل وعديمي الخبرة الباحثين عن مستقبل وامان لضمان معيشتهم. كيف ستسيطر الدول الإسلامية بهؤلاء الجهلة على النظام العالمي يا دكتور نبيل خليفة ؟
اما المهاجرون من العلماء المسلمين واصحاب الخبرة والشهادات الى الدول الغير اسلامية، فهؤلاء سيعملون بأخلاص تحت اشراف تلك الدول لضمان معيشتهم وتعليمهم وتطورهم، ولن يعملوا بالضد من انظمة تلك الدول للسيطرة عليها، لأنهم لن يشكلوا بمفردهم خطرا يحسب له حساب .
ثالثا –
نظام التعليم بكل مراحله من الابتدائية الى الجامعة، في امريكا والعالم الغربي الأوربي وفي استراليا وكندا والهند واليابان من ارقى نظم التعليم ووسائل الإيضاح والمختبرات، بينما نرى الأمية والجهل متفشي بين ملايين الأطفال ذكورا وإناثا وكذلك بين النساء المسلمات في دولهم الإسلامية المتخلفة كبنغلادش والباكستان واليمن والعراق ومصر وليبيا والسعودية والسودان والصومال وموريتانيا. كما ان الجامعات في الدول الإسلامية، تأتي في اواخر تسلسل ترتيب الجامعات في العالم من حيث الرصانة العلمية للجامعات المعترف بها دوليا .
فهل بالجهل والأمية والتخلف العلمي ستسيطر الدول الإسلامية على العالم، لمجرد ان لديها نمو متزايد بالسكان ولديها دين يدعى الأسلام وتمتلك النفط والغاز تحت الأرض والموقع الجغرافي المتميز مصحوبا بتفشي الجهل والأمية بين الملايين من شعوبها ؟
رابعا –
عدد الحائزين على جوائز نوبل في العلوم المختلفة والطب هم علماء وأطباء وباحثين من الدول الغير اسلامية، في كل السنين السابقة، ولم يفز علماء مسلمون بجائزة نوبل للعلوم والاداب سوى بعدد اصابع اليد الواحدة. واشهرهم باكستاني وعالم مصري (زويل) الذي كان يعمل المستشار العلمي للرئيس الأمريكي اوباما ومقيم في امريكا. هذا مقياس التفوق العلمي بين دول العالم . فهل عدد المسلمين الحائزين على هذه الجائزة، هم الذين سيعملون للسيطرة على امريكا والدول المتقدمة علميا وصناعيا وعسكريا لكونهم يدينون بالإسلام ؟
خامسا –
تحاول بعض الدول الإسلامية مثل ايران امتلاك السلاح النووي كجارتها المسلمة باكستان لتنافس الدول النووية وتجلس في النادي النووي اسوة بدول العالم الأخرى، وتستعرض عضلاتها وقوتها وتهدد اسرائيل والدول العربية الخليجية وامريكا والسفن المبحرة في الخليج العربي بصواريخها اذا ما تجاسرت للاعتداء عليها او مقاومة تطلعاتها التوسعية في تصدير ثورتها الإسلامية ودعمها للميليشيات الشيعية الأرهابية، لبناء وتحقيق حلمها في اقامة امبراطوريتها الفارسية التوسعية ونشر مبادئ ثورتها الخمينية في الخارج . بالرغم من أن نفوس ايران البالغ اكثر من 70 مليون نسمة، ومساحة اراضيها الشاسعة، وقواتها من الجيش النظامي والحرس الثوري وفيلق القدس، الا ان دولة واحدة وهي امريكا استطاعت لوحدها تدمير الأقتصاد الأيراني وتحطيم عملتها بحصارها اقتصاديا ، وفرضت على دول العالم كافة ايقاف استيراد النفط الخام من ايران وعدم بيعها السلاح، لتقليل وارداتها المالية من العملات الصعبة التي بها تدعم الميليشيات الأرهابية الموالية لها في العراق ولبنان وسوريا واليمن ، دون ان تطلق امريكا رصاصة واحدة بأتجاه ايران . فسببت في خنق اقتصاده وانهياره ، وتذمر وتظاهر الشعب الإيراني وحرقه العديد من البنوك فيها، والأيام القدمة حبلى بالأحداث الجديدة .
لم تستطع هذه الجمهورية الإسلامية الطموحة للتوسع والسيطرة بنفوسها السبعين مليون ومساحاتها الشاسعة وطاقتها من مخزون النفط والغاز وموقعها المتحكم بالخليج العربي وميليشياتها المسلحة العميلة لها ان تحقق اطماعها امام دولة واحدة، فكيف يتطلع المسلمون الى حكم العالم رغم عدد نفوسهم وخزينهم النفطي الهائل و موقعهم الجغرافي ؟
اذن نظريتك يا د. نبيل خاطئة تماما .
سادسا –
العالم الأسلامي الطامح لحكم العالم بعدد نفوسه المتزايد وخزينه من الطاقة حسب نظرية د.نبيل يحارب بعضه بعضا ومتفكك سياسيا ومذهبيا، الحروب والكراهية قائمة بين السنة والشيعة منذ 1400 سنة والى اليوم، لازالت الدماء تسفك اليوم بين التحالف السني السعودي/ الإماراتي بعد انسحاب مصر والأردن والسودان من هذا التحالف السني . وبين قوات الحوثي الشيعية في اليمن المدعومة عسكريا وماليا من ايران. ومازالت قوات ليبيا السنية تتقاتل مع بعضها البعض والبلد مقسم بين الجيش الوطني والميليشيات العميلة لتركيا . ومازالت الدماء تجري غزيرة بين ابناء سوريا بعضهم مع بعض من اجل السيطرة على اراضي و ابار النفط والتحكم بسياسة الدولة ، بين عميل لهذه الدولة وعميل لتلك الدولة وكلهم من المسلمين.
بالأمس القريب قاتل ابناء الشيعة من الجيش العراقي ومتطوعوا الحشد الشعبي الشيعي ضد عصابات دولة الخلافة الإسلامية الوهابية السنية المذهب التي تريد بناء دولتها في العراق والشام على جماجم الأبرياء وجثث المحروقين و اجساد السبايا المغتصبات من الأيزيديات حتى تم دحرهم وقتل واسرالالاف منهم وتدمير حلم دولة خلافتهم الأجرامية وقتل خليفتهم المزعوم ابو بكر البغدادي واعوانه . فسفكت دماء مئات الالاف من الطرفين وكلهم مسلمين يقولون الله أكبر .
فكيف سيتمكن العالم الأسلامي من حكم العالم في القرن الواحد والعشرين حسب نظرية د.نبيل خليفة وهم لا يستطيعون حكم انفسهم بسلام داخل دولهم الإسلامية وسنتهم تقاتل شيعتهم ؟
سابعا –
حكمت دولة الخلافة العثمانية الأسلامية أكثر من 300 عام بقوة الحديد والنار لدول منطقة الشرق الأوسط، واحتلت اراضي الحجاز والعراق والكويت وسوريا وفلسطين والأردن ووصلت الى مصر والسودان ، تحت راية الخلافة الإسلامية لسلاطين بني عثمان . والذين حاربوا دول الشرق الأوربي حتى وصلوا حدود فينا واحتلوا عاصمة الدولة المسيحية في القسطنطينية وحولوها الى مدينة اسلام بول والحقوها بالخلافة العثمانية. وحولوا كاتدرائية آية صوفيا الشهيرة الى مسجد اسلامي .
لكن دولة بريطانيا العظمى لوحدها، استطاعت بجواسيسها وجيوشها العسكرية تفكيك هذه المستعمرات الأسلامية العثمانية الواحدة بعد الأخرى واسقطت حكم دولة الخلافة الإسلامية العثمانية بقيادة الضابط اتاتورك في الحرب العالمية الثانية، وحولتها الى دولة علمانية بعد إلغاء نظام الخلافة الإسلامي الى الأبد، وخسرت دولة الخلافة العثمانية كل مستعمراتها العربية . فكيف سيتحد العالم الإسلامي لمجابهة دول اوربا المسيحية وامريكا واستراليا وكندا لمجرد ان نفوس المسلمين تتزايد كالجراد الصحراوي بإنشطار بلا حدود مع وجود حلف الناتو وقوة امريكا وحلفائها الغربيين، فهل نفع هذا التعدد الديموغرافي لدولة الخلافة العثمانية للحفاظ على مستعمراتها ومتلكاتها رغم الخزين البشري الهائل والطاقة الكبيرة التي كانت تمتلكها ل 300 عام ليتسيد المسلمون العالم في القرن الواحد والعشرين ؟
ثامنا –
ان الخزين النفطي والغازي الذي تمتلكه الدول الإسلامية في باطن اراضيها، في السعودية وايران والعراق والجزائر وسوريا وغيرها، لم يكتشف ويُستخرج ويسوّق و يصنّع من قبل المسلمين انفسهم وبجهودهم وخبرتهم ومعداتهم الذاتية، بل كل ذلك تم بخبرات ومعدات وجهود الشركات الأجنبية الأمريكية والبريطانية الغير اسلامية . فبدونهم لا يمكن لأي دولة اسلامية الأنتفاع من طاقتها البترولية والغازية الكامنة تحت ألأرض . وإن توقف استيراد النفط والغاز عالميا من تلك الدول المنتجة، فستفلس ولا يمكنها من اطعام شعوبها .
فهل بهذه السلبيات والضعف التقني الأسلامي، سيتمكن المسلمون من غزو العالم وهم لا يملكون الخبرة لأستخراج النفط والغاز بدون الأستعانة بخبرات ومعدات غير المسلمين ؟
ما نفع وجود الخزين الهائل من الطاقة الكامنة في باطن اراضي وحقول المسلمين إن لم يستعينوا بالأجانب بعلمهم ومعداتهم ومكائنهم وحفاراتهم وأنابيب نقل النفط وسفن النقل البحري للنفط الخام ؟
فهل بنقص الخبرة والمعدات سيتمكن المسلمون من احتلال العالم والسيطرة عليه او التحكم بالقرار السياسي والنظم العالمية لمجرد وجود اعداد هائلة من البشر لديهم يتوالدون ويتكاثرون دون خبرات وعلوم وتكنلوجية وقوى عسكرية وتخطيط ؟
المسلمون يمتلكون كل هذه المقومات ومنذ الاف السنين ، فلماذا لم يسيطروا على العالم لحد الآن ؟
لماذا الغرب الغير مسلم لازال هو من يتحكم بسياسات تلك الدول وثرواتها وممراتها البحرية والبرية وأجوائها اكثر من اصحاب الأرض أنفسهم لحد الآن ؟
ما فائدة القوى البشرية المسلمة الهائلة وما فوائد الطاقات البترولية الكبيرة المخزونة تحت الأرض والموقع الجغرافي المتميز، ان كان القرار السياسي والعسكري والأقتصادي والأجتماعي لتلك الدول الإسلامية بيد الحكام العملاء، والحكام المسلمون العوبة بيد الدول الغربية الغير مسلمة ؟
هذا يثبت ان نظرية د.نبيل خاطئة 100% تماما لأنها غير منطقية لأعتمادها على العدد البشري (ديموغرافيا) وامتلاك الطاقة والموقع الجغرافي والأيمان الأيديولوجي بالإسلام .
*********
هذا هو النصف الذي اثبتّ خطئه من نظرية د نبيل خليفة بالأدلة المنطقية. اما النصف الآخر الصحيح فهو كما يلي :
في النصف الثاني يتكلم د.نبيل خليفة عن هجرة المسلمين بأعداد هائلة الى دول اوربا الغربية من دول اسيا وافريقيا الهاربين من دولهم الأسلامية وحكوماتها الجائرة والبطالة وفقدان الكرامة والحياة الرغيدة فيها، والرهان على التزاوج والتكاثر هناك بغرض زيادة اعداد المسلمين بالوراثة عبر السنين، وبعد ثلاثين او خمسين سنة من التكاثر الأنشطاري، سيصبح عدد المسلمين في دول اوربا اكثر من عدد السكان الأصليين للبلاد فيطالبون بحقهم في حكم البلاد اسلاميا لأنهم غالبية الشعب يدين بالإسلام. ويريدون الحكم بالشريعة الأسلامية التي هربوا من حكمها في بلادهم التي جاؤا منها، وبسبب تحريض الشيوخ ورجال الدين المتشددين المؤيدين للاسلام السياسي والمبعوثين خصيصا من الأزهر وحكام السعودية والإمارات وقطر لأدارة مساجدهم وامورهم الشخصية في الزواج والطلاق وغيرها ، وهم من يحرضون على حكم الشريعة في دول الغرب المسيحي .
لقد نجح من يتطلع ان يصبح خليفة المسلمين وسلطانهم رجب طيب اردوغان سابقا، بتهريب اعداد غفيرة من الشباب المسلم الهارب من جور وظلم بلادهم وحكامها المسلمين القادمين من اسيا وافريقيا، وسخّر اجهزة مخابراته لتوفير الزوارق المطاطية الكبيرة الحجم لنقل المهاجرين بصورة غير شرعية من شواطئ اسطنبول المطلة على البحر الأبيض المتوسط للتسلل الى ايطاليا واوربا مجازفين بحياتهم للوصول الى برالأمان في اوربا بحرا وبرا للضغط على اوربا والأخلال بديموغرافية سكانها ، حيث الجمال والامان والكرامة وحقوق الأنسان هناك، والأمل بالمستقبل الزاهر بين احضان (الكفار) ورعايتهم للمهاجرين لأسباب انسانية .
كانت خطة اسلامية متعمدة ومقررة ومخطط لها من قبل زعيم تنظيم الأخوان المسلمين رجب طيب اردوغان لأغراق اوربا بالمهاجرين المسلمين الشباب وبعض العوائل معهم، والسبب هو الأخلال بالديموغرافيا لسكان شعوب تلك الدول الغير مسلمة، وتحويلها مع الزمن البعيد الى شعوب اسلامية ودول تدين بالإسلام وتحكم بالشريعة . بينما في بلادهم الإسلامية لا يحكمون بالشريعة الإسلامية المتخلفة والبعيدة عن حقوق الأنسان .
ولازال اردوغان يهدد اوربا بتسريب وجبات أخرى من المهاجرين المسلمين واغراقها بتسونامي اسلامي من اسطنبول عبر البحر اذا ما اصرت اوربا بعدم انظمام تركيا الى الأتحاد الأوربي .
هذا هوالصحيح من نظرية د. نبيل خليفة . لأنه تحقق فعلا وربما سيتحقق مستقبلا ان لم تتدارك دول الأتحاد الأوربي هذا التسلل الغير شرعي والغزو الصامت بلا سلاح لبلدانهم . وبسبب قوانين اوربا والعالم المسيحي الغربي في الرحمة والأنسانية وتساهلهم في تطبيق حقوق الأنسان على حساب مستقبل بلدانهم وتدمير ديموغرافية شعوبهم سيخسرون استقلال بلدانهم وحرية شعوبهم .
نحن نتوقع ان تستمر هذه الهجرات لأسلمة اوربا دون توقف بسبب غباء حكام اوربا انفسهم .
والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين .



#صباح_اصلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لم يكلم الله محمد مباشرة كبقية الأنبياء ؟
- الدول الاسلامية و التخلف الحضاري
- المرجعية الدينية واحداث العراق
- هل الحياة بدأت بالخلق ام بالصدفة ؟
- اخطاء قرآنية تثبت ان القرآن كتاب بشري
- رسالة الى السيد عادل عبد المهدي
- حور العين والنعيم في الجنة
- من يستفيد من حج الكعبة ؟
- من المتكلم بالقرآن
- اليس هذا هو الاسلام الحقيقي ؟
- العراق البلد الأكثر ذكرا في التوراة
- لماذا المسيحيون اهل ذمة عند المسلمين
- روح القدس في القرآن
- الادلة على وجود الله
- الاقتباسات القرآنية من الكتاب المقدس
- العهدة العمرية الجائرة
- اقتباسات القرآن من المصادر اليهودية والمسيحية
- نبؤات السيد المسيح و تحققت أثناء حياته


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صباح اصلان - سيطرة الأسلام ديموغرافيا واقتصاديا على العالم !