أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شكيب كاظم - القسم العربي بهيئة الإذاعة البريطانية.توثيق صوتي لمجريات الحياة















المزيد.....

القسم العربي بهيئة الإذاعة البريطانية.توثيق صوتي لمجريات الحياة


شكيب كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 6462 - 2020 / 1 / 11 - 12:14
المحور: الادب والفن
    


القسم العربي بهيئة الإذاعة البريطانية المعروفة اختصارا بـ B.B.C من الإذاعات التي استقطبت أسماع الناس في الوطن العربي، منذ بدء تأسيسها في الثالث من كانون الثاني سنة 1938 والحرب العالمية الثانية على الأبواب، وإرهاصاتها تشير الى الآتي من أيام البؤس والخراب، هذا الاستقطاب جاء من سبب مهم وحيوي، هو الحرية الواسعة، والحيادية في نقل الخبر واستطلاع وجهة نظر الآخر، في وقت كانت تعاني الإذاعات العربية وان بنسب متفاوتة معضلة التعبير عن وجهة نظر الحاكم، أو الدولة ان شئنا التوسعة، والحاكم في كل الدول العربية هو الدولة، فالشعب انا وانا الشعب، واذا قلت قال العراق، هذا الاحتكار يتباين بين دولة وأخرى، وكنت أرى الصحافة الكويتية وإذاعتها من أكثر الصحف والإذاعات العربية حرية، وإظهار وجهة النظر المغايرة أو الأخرى، غير ناسين لبنان واحة الحرية والديمقراطية وملجأ كل المضطهدين في بلاد العرب، ولقد كنت أعجب من الإذاعة التونسية، سواء تلك التي تبث من تونس العاصمة أو المنستير، وكنت أحسب تونس بلدا ديمقراطيا، بسبب ما كنا نقرأ عن مفكريه وتونس بلد زاخر، بالكفاءات والمواهب، حتى اذا ذهبت الى ليبيا منتصف سنوات التسعين من القرن العشرين للعمل في ثانوياتها مدرسا للغة العربية وليبيا القذافي، تجري ضد تيار الحياة في كل شيء، فإذاعتهم المسماة صوت الوطن العربي الكبير تصرخ ليلا بشعارات الكتاب الأخضر والنظرية العالمية الثالثة، وتسبت وتنام صباحا، فلم يبق أمامنا في النهار سوى الإذاعة التونسية، بوصف تونس بلدا مجاورا، وكنت اعجب من عبادة الشخصية التي يسبغها المذياع التونسي على شخص الرئيس زين العابدين بن علي المعروف بكثرة خطاباته الطويلة، والإذاعة التونسية تقدم موجزا عند رأس كل ساعة، ولك ان تتصور الإزعاج الذي يصفعك به المذياع التونسي، وهو يعيد عليك كل ساعة، خطاب الرئيس السابق والى حد الملل والضجر، لذا كنا نهرب الى القسم العربي بهيئة الإذاعة البريطانية أو الى إذاعة مونت كارلو الفرنسية الرائعة التي بدأت البث منتصف عقد السبعين من القرن العشرين.
مناسبة حديثي هذا، ان القسم العربي الذي عرفت عنه حيويته، واقترابه من أذواق الناس قد استحدث برنامجا جديدا، عنوانه ذاكرة إذاعة يعده ويقدمه الإذاعي المتمكن فؤاد عبد الرازق، ويبث في أوقات متعددة، وانا حريص على سماعه عند الخامسة فجرا، فانا أنام مبكرا وأنهض مبكرا وأكون مستعدا لسماعه بعد ان أكون قد أديت صلاة الفجر، واني لا عجب كيف يظل الإنسان في فراشه وشمس الله تملأ الآفاق بنورها البهيج ولا يمتع نفسه بمنظر ضوء النهار ينبلج رويدا رويدا، فاسحا المجال لسواد الليل بأن يلملم سجنه ويرحل، أقول احرص على سماع هذا البرنامج الجميل الذي يقسم الى فقرات خمس، كل فقرة زمنها خمس دقائق، ولعل من اجمل فقراته، فقرة قول على قول التي كنا نتابعها في سنوات خلت، يقدمها الإذاعي المقتدر حسن الكرمي مجيبا عن أسئلة المستمعين بصدد بيت من الشعر وما المناسبة التي قيل فيها، وهذا التقديم الرائع وهذه اللازمة التي دأب حسن الكرمي على تقديمها بها، قبل ان يتقاعد ونخسر هذا البرنامج الجميل، ومن ثم ينتقل الى رحمة الله بداية شهر مايس سنة 2007، ولقد أحسن الراحل الكبير حسن الكرمي صنعا إذ وثق برنامجه الثقافي الرائع هذا، ولم يتركه لرحمة الأثير ليتلاشى بعد حين، بل جمعه وأصدره في كتاب حمل عنوان البرنامج ذاته قول على قول .
كما استمعنا لمقابلات مع الأديب السوداني الطيب صالح 1929 ــ الأربعاء 18-2-2009 والصحفي المصري الشهير مصطفى أمين ومقابلة باللغة الإنكليزية أجراها صحفي بريطاني مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر 1918 - 1970 في شهر كانون الثاني من سنة 1959، ولقد عجبت من وأعجبت بلغة الرئيس ناصر الإنكليزية، لقد كانت جيدة، وعهدي به انه لا يجيدها. فضلا على فقرات أخر، وفي جعبة فؤاد عبد الرازق ــ لا شك ــ المزيد.
لقد سعدت ايتما سعادة، وانا استمع الى جزء من مقابلة مع الإذاعية مديحة رشيد المدفعي أول صوت نسائي ينطلق من القسم العربي قارئا لنشرات الأخبار حتى قبل ان يسمح للمذيعات البريطانيات.
لقراءة الأخبار من إذاعة لندن، والبريطانيون محافظون ومعروفون بدقتهم وصراحتهم فضلا على كونها من اجمل الأصوات الإذاعية التي عملت بالقسم العربي، لقد تحدثت مديحة رشيد المدفعي، في هذه المقابلة المجراة معها سنة 2003 لمناسبة الذكرى الخامسة والستين على انطلاق بث القسم العربي، تحدثت عن ذكرياتها أيام حرب تشرين» أكتوبر سنة 1973، وصادف انها كانت تذيع نشرة الأخبار، وما ان همت بالقراءة حتى فتح أحد موظفي الإذاعة الإنكليز أستوديو البث ليضع أمامها التيكر وفيه خبر عاجل عن عبور الجيش المصري لقناة السويس وتحطيمه لخط بارليف، تقول وضع أمامي النص الإنكليزي وخرج، قرأته وتمالكت نفسي وملأت صدري بالهواء وبدأت بالقراءة أيها المستمعون الكرام، جاءني ما يلي لقد عبر الجنود المصريون قناة السويس، وقاموا بتحطيم تحصينات خط بارليف وانهم يواصلون التقدم في عمق الأراضي.. وتحدثت عن حيادية مسؤولي القسم وعدم تدخلهم في حرية منتسبيه وانها كثيرا ما شاهدت مذيعي القسم يمسكون نشرة الأخبار بيد، ويمسحون دموعهم ــ وهم يقرأون ــ باليد الأخرى، محاولين مغالبة مشاعرهم.
أقول لقد فرحت وانا استمع الى صوت الإذاعية مديحة رشيد المدفعي، في تلك المقابلة التي أجريت معها سنة 2003، لقد ذهب للأسف ذلك الرواء وتلك الحلاوة في الصوت فللزمن القاهر قوانينه، وكلنا صاغرون نخضع لمشيئته، لكنها لم تتحدث عن قراءتها لنشرة أخبار الساعة الرابعة ــ او لعلها تحدثت في المقابلة ولم تقدم في هذه الفقرة المجتزأة ــ من عصر يوم الأثنين الخامس من حزيران لسنة 1967، واندلاع المعارك بين مصر وسورية والأردن من جهة والكيان الصهيوني من جهة أخرى، لقد كنا نحسب اننا هزمنا، فلقد تحطم الطيران الحربي المصري بضربة صاعقة، وكنا نريد الخبر اليقين من جهة محايدة، فالإذاعات العربية تتصارخ وتزعق، فجاء صوت المذيعة مديحة رشيد المدفعي ليقدم لنا تلك النشرة، وهو ما سبق ان كتبته ونشرته جريدة الزمان طبعة لندن وعلى الصفحة الحادية عشرة من ملحق الف ياء الثقافي يوم السبت 2» من ذي الحجة» 1432 ــ 29»10»2012 تحت عنوان من يتذكر المذيعة مديحة رشيد المدفعي؟
وأتساءل مرة ثانية، كما تساءلت في مقالي السابق الذي أشرت اليه آنفا، ترى اين هي الان مديحة رشيد المدفعي؟ من يعرف عنها شيئا، عن اجمل صوت نسائي في تأريخ الاذاعة العربية، مع احترامي وتقديري للإذاعيات العربيات الرائعات، هدى الرشيد بصوتها الساحر، ونجوى الطامي، بالقائها الاخاذ، وعلياء شرباتي وهي تشدو قراءة، بعد ان غادرته، سلوى الجراح.
وبعد هل يجود علينا فؤاد عبد الرزاق بان يقدم لنا شذرات من تلك الأصوات الجميلة، أصوات مذيعي ومذيعات تلك السنوات الخاليات، رشاد رمضان ومحمد صالح الصيد وفاروق الدمر داش وعاطف عبد الجواد وعفاف جلال ونادية صالح وعبلة الخماش وصلاح نيازي وغيرهم ممن ضاع من الذاكرة كي نستعيد مع أصواتهم ايامنا الماضية، التي تكاد تلملم اوراقها ايذانا بالرحيل؟ .



#شكيب_كاظم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الراديكاليون المتعصبون والكتاب
- تمثلات الحداثة وتراجعها
- رأي محمود أمين العالم بعبد الرحمن بدوي وحسرته على ضياع الدكت ...
- (ثورة الزنج) فيصل السامر المؤرخ الموضوعي العلمي الحيادي
- الدكتور علي جواد الطاهر ورأيه في طه حسين فصول ذاتية من سيرة ...
- توفيق صايغ: شاعر قصيدة النثر الرائد حياة مكتظة بالخيبات، ومي ...
- عبد الملك نوري ما أنصف نفسه وما بحث عن الإنصاف لدى الآخرين
- ناجي جواد المحامي من أبرز كتاب أدب الرحلات
- (بدايات)أمين المعلوف إهتمام مضن ودقيق بتراث الأسرة وتاريخها
- تأريخ ما أهمله التاريخ رواية( ليون الإفريقي) لأمين المعلوف
- مدني صالح الفيلسوف ناقداً.. الناقد فيلسوفاً
- أيهما أصح علميا السامية أم العربية؟
- الدكتور جورج حبش في صفحات من مسيرته النضالية
- ثلاثية شيكاغو.. محمود سعيد يستعيد حنين العراق (2)
- ثلاثية شيكاغو: محمود سعيد يستعيد حنين العراق على ضفة الارض ا ...
- عناد غزوان 1936-2004الموسوعي الذي تخصص في نقد الشعر
- الأديبة الفرنسية فرانسواز ساغان تروي أطيب ذكرياتها
- رحلة إلى تونس الخضراء
- روايات الإجهاز على الباشا نوري السعيد... جثمان من أحرق عصر ي ...
- ثقافة نخبوية باهية..نجيب المانع يكتب في الموسيقى والأدب


المزيد.....




- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني
- عبور الجغرافيا وتحولات الهوية.. علماء حديث حملوا صنعاء وازده ...
- -بين اللعب والذاكرة- في معرض تشكيلي بالصويرة المغربية
- مفاجأة علمية.. الببغاوات لا تقلدنا فقط بل تنتج اللغة مثلنا
- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شكيب كاظم - القسم العربي بهيئة الإذاعة البريطانية.توثيق صوتي لمجريات الحياة