أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شكيب كاظم - عناد غزوان 1936-2004الموسوعي الذي تخصص في نقد الشعر















المزيد.....

عناد غزوان 1936-2004الموسوعي الذي تخصص في نقد الشعر


شكيب كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 6339 - 2019 / 9 / 2 - 20:49
المحور: الادب والفن
    


تعود علاقتي بالراحل الكبير الأستاذ الدكتور عناد غزوان إسماعيل، إلى أيام التلمذة له وعليه وتحديداً إلى السنة الدراسية 1971-1972، إذ كان من مفردات الدرس في المرحلة الثانية في قسم اللغة العربية بكلية آداب الجامعة المستنصرية قسمها المسائي، درس الأدب الإسلامي الذي يشتمل على أدب صدر الإسلام والخلافة الراشدة الرشيدة، والعهد الأموي، وإذا كان مؤرخو الأدب قد قسموا مسيرة الأدب العربي إلى عصور وعهود هي: الأدب الجاهلي وصدر الرسالة والأموي والعباسي، وعهد الركود والانحطاط وأخيراً العصر الحديث، فإن حصة الدكتور عناد كانت؛ العصر الإسلامي بسبب أن دراسته للدكتوراه كانت عن ( القصيدة العربية. أصلها وتطورها إلى نهاية العصر الأموي).
إذن اختصاصه الدقيق هو هذه المرحلة التي نال عنها شهادة الدكتوراه من جامعة درم ببريطانية، واذا كان هذا العهد قد شهد أحداثا جساما تركت ندوبا، لا بل جروحا في الجسد الإسلامي بسبب الفرقة التي عصفت به، فانقسم الناس إلى تكتلات وأحزاب وظهر على إثر ذلك الشعر المتحزب، فهذا شاعر زبيري؛ نسبة إلى ابني الزبير بن العوام؛ عبدالله ومصعب ،وذاك شاعر خارجي نسبة للخوارج، وذلك علوي وذياك أموي، فإن أستاذنا كان يقف إزاء هذا العصف الشعري المقبل علينا من وراء القرون وبطون المظان والمصادر، بحيادية العالم ونزاهته وحصافته، من غير ميل إلى نوع أو إتجاه، سوى الميل إلى مناهج البحث العلمي والمعرفي، فما كانت الحقيقة أبدا حكراً على رأي أو إتجاه، بل كل يأخذ منها بسبب أو أسباب، فخطأ يحتمل الصواب، وصواب قد يتسرب إليه الخطأ أو الغلط، ولله در المعتزلة القائلين بالمنزلة بين المنزلتين!
لم أجد أستاذا محاضرا حباه الله بموهبة الإلقاء الجميل الأخاذ مثلما حبي أستاذي عناد، فعلى كثرة حضوري الندوات والمؤتمرات الأدبية ومناقشات الرسائل والأطاريح في الماجستير والدكتوراه، لم أجد إلقاء يضارع إلقاء أستاذي، ولعل إلقاء أستاذنا الدكتور جلال الخياط يقترب منه أو يصاقبه بشكل من الأشكال.
وإذا كان أستاذي الدكتور علي جواد الطاهر، قد ابدى إعجابه بإلقاء الدكتور طه حسين، وقد كان قد حضر بعضا من دروسه وشهد محاضراته في القاهرة، يوم ذهب للدرس في جامعة فؤاد الأول ( القاهرة حالياً)- تراجع مقالته (نبأ) في مجلة ( الأقلام) العراقية. الجزء المزدوج. العددين السابع والثامن. سنة 1974التي تناول فيها نبأ وفاة طه حسين في 27 من تشرين الأول/ أكتوبر 1973، فإني وإن حظيت بالإستماع إلى إلقاء طه حسين من خلال (قناة النيل الثقافية) هذا الرافد الثقافي المهم، فإن إلقاء أستاذي عناد يكاد يبزه جمالاً وأخذاً بالألباب والاسماع، لا بل يبزه ولم لا؟!
وإذ انتهت السنة الدراسية فإن علاقتنا الروحية والثقافية التي سبقت تلمذتنا له لم تنته، بل تواصلت من خلال كتاباته وإصداراته، أو حضوري لبعض مناقشاته للرسائل والاطاريح الجامعية، كما كنت احظى بقراءة بعض ما ينشره في مجلة (الرابطة) المجلة الثقافية الرصينة، التي كانت تصدرها جمعية الرابطة الأدبية في النجف، ولك أن تتصور رصانة مجلة يتولى رئاسة تحريرها الشاعر الرقيق والباحث الرصين الدكتور مصطفى جمال الدين، الذي انتزع درجة الدكتوراه من جامعة بغداد ببحثه الأرصن، الذي اضناه واضنى مناقشيه ( الدرس النحوي عند الأصوليين)- رحمه الله-.
لقد عرف الدكتور عناد غزوان ناقداً، يقف في الصف الأول من النقاد الأكاديميين لعل من أمثلهم في ذهن القارئ والدارس: الدكاترة شجاع مسلم العاني، ومحسن جاسم الموسوي، وعلي جواد الطاهر، وجلال الخياط، وعبد الإله الصائغ ، وعلي عباس علوان، واحمد مطلوب، وعبد الرضا علي، وصبري مسلم حمادي، وعبد المحسن اطيمش، و،و. واذا كان من النقاد من خص جهده النقدي بالقصة والرواية مثل الدكتور العاني، فإن الدكتور عناد أوقف جهده على دراسة الشعر العربي قديمه وحديثه على مستوى العراق والوطن العربي، وهذا هو كتابه ( مستقبل الشعر وقضايا نقدية) الصادر عن دار الشؤون الثقافية العامة ببغداد بطبعته الأولى سنة 1994، إذ درس مستقبل الشعر والقصيدة العربية المعاصرة، والصورة في القصيدة العراقية الحديثة وغير ذلك من موضوعات.
إن أستاذنا الدكتور عناد غزوان الذي رأى النور في إحدى مدن لواء الديوانية سنة 1936، والذي استطاع بجده وجهده أن يشق طريقه نحو الدرس الجامعي الأولي والعالي ودرس في بريطانية وكتب أطروحته بلغة أهل البلد الذي درس فيه، وظف هذا الحذق والتمكن من اللغة الإنكليزية في نقل إبداعات الغربيين إلى لغتنا، في وقت كنا وما زلنا بحاجة إلى هذا التلاقح الثقافي والمعرفي، لا بمفهوم نزع الهوية الوطنية والقومية، بل بالحفاظ عليها والاعتزاز بها، والأخذ من معارف الشعوب لا الذوبان فيها لأن المعاني مطروحة في الطريق، وما تحتاج سوى إلى الناقل؛ المترجم الحاذق الذي يعقل لغة القوم وينقلها إلى لغة قومه، وهذا ما فعله الدكتور عناد، فنقل لنا كتاب (خمسة مداخل إلى كتاب النقد الأدبي) تصنيف ويلبريس سكوت وشاركه في الترجمة جعفر صادق الخليلي، أصدرته دار الرشيد للنشر ببغداد سنة 1981،وفي الكتاب صولات وجولات في أفكار وإبداعات الشاعر البريطاني توماس ستيرن ايليوت وجورج برنارد شو، والروائي جورج أورويل، والشاعر البريطاني الشهير روديارد كبلنك؛ صاحب القول الشهير- الذي نازعه فيه آخرون-(الشرق شرق والغرب غرب، عبء الرجل الأبيض، ماذا يعرفون عن إنكلترة الذين عن غير انكلترة لا يعرفون؟ إن أنثى كل جنس اقتل من ذكوره)! فضلا عن ترجمته لكتاب تناول القصة والرواية عنوانه (الإحساس في النهاية. دراسات في نظرية القصة).
آخر مرة رأيت فيها أستاذي الدكتور عناد غزوان إسماعيل، في قاعة المسرح الوطني ببغداد ضحى يوم الأحد 25 من تموز/ يوليو 2004، في ذلك اليوم القائظ الحار جاء ليدلي بصوته في انتخابات الإتحاد العام للأدباء العراقيين، مناجياً نفسي يا لله أهذا هو أستاذنا؟ مقارنا صورته الآنية بما وقر في الذهن من صورة أيام الدرس وما تلاها، يوم كان بحيويته السابغة وصحته الوافرة وضحكته المجلجلة، وصوته الجهير وإلقائه المحبب الأخاذ. ماذا دهاه وما الذي أبقت منه الأيام وكر الجديدين؟!
لقد كان يمشي الهوينا بتؤدة وبطء، ليت الأمر وقف عند هذا الحد، إنه يتكىء إلى من يرافقه وقد أخذ عصا في يده! ماذا أقول وقد عصف بي مرآه وما آل إليه الحال!
حتى إذا طلب من المرشحين الصعود إلى منصة القاعة، كان أستاذي يدب دبيبا نحوها بمساندة مرافقه، اعطى الكثيرون وأنا منهم أصواتهم له ليفوز برئاسة اتحاد الأدباء والكتاب في العراق، وإذ انفض المؤتمر أو كاد، وبدأ المقترعون يغادرون، شهدت أستاذي وهو يختار مجموعة من الكتب المعروضة في مدخل القاعة، إذ أقامت دار الشؤون الثقافية العامة ببغداد لمناسبة إنعقاد المؤتمر الانتخابي معرضا بإصداراتها، يالله أهذا هو الدكتور عناد ينتقي ما يناسبه من كتب، إنه لفأل حسن، يدفعنا للظن باستمرار نسغ الحياة في أوصال أستاذي، لكن وما اقسى هذه الـ ( لكن) .لقد حم القضاء ووقعت الواقعة، ليس لوقعتها كاذبة، فها هو النعي يتصدر الصحف يوم الأحد 10/10/2004



#شكيب_كاظم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأديبة الفرنسية فرانسواز ساغان تروي أطيب ذكرياتها
- رحلة إلى تونس الخضراء
- روايات الإجهاز على الباشا نوري السعيد... جثمان من أحرق عصر ي ...
- ثقافة نخبوية باهية..نجيب المانع يكتب في الموسيقى والأدب
- القرامطة والعدالة الاجتماعية ... مناقشة هادئة مع ياسر جاسم ق ...
- عزيز السيد جاسم؛ مفكر رفض التأطير ودعا لمواءمة بين الروح وال ...
- ه‍ل كان سقوط طائرة الرئيس العراقي الأسبق عبد السلام عارف سنة ...
- ملحمة قلقميش
- التاريخ يتماهى مع السرد.... (قسمت) رواية العصف الذي ضرب الكر ...
- هل تأثر المعتزلة بفلسفة اليونان؟ وهل قرأ الجاحظ (فن الشعر) ل ...
- فاضل العزاوي والبحث عن المنزلة النبوئية للشعر والشاعر
- الدكتور عبد الإله الصائغ في بحثه الشاهق -الزمن عند الشعراء ا ...
- ذكريات التلمذة على يدي الطاهر
- يا لخسارتنا الفادحة برحيل فوزي كريم
- مؤسف رحيل جاسم العايف بصمت قاس
- حين تسفح أعوام العمر..غانم الدباغ في عمله الروائي الوحيد (ضج ...
- هل تأثر المعتزلة بفلسفة اليونان؟
- يوم كان العراق يتحضر ويتقدم الطبيبة العراقية سانحة أمين زكي ...
- طه حامد الشبيب في روايته الخامسة عشرة. العيش. (في اللااين) ا ...
- فوزي كريم يستقصي القصيدة المفكرة


المزيد.....




- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شكيب كاظم - عناد غزوان 1936-2004الموسوعي الذي تخصص في نقد الشعر