أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وديع العبيدي - أنا لا أعبد موتى














المزيد.....

أنا لا أعبد موتى


وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 6461 - 2020 / 1 / 10 - 18:39
المحور: الادب والفن
    


أنا لا أعبد موتى..
(1)
أمي ماتت..
أبي مات..
أخي مات..
كلّ من دعوته أخاً مات..
رفقتي وأصجابي ماتوا..
لم يعد ثمة سبب للحزن..
ما ن ضرورة للرثاء..
فالميت لا يعود..
العالم اليوم أكثر وحشة..
أكثر قرفا وفظاظة..
من غير حب وجمال..
أنا حزين من أجل الناس..
الأطفال والنساء والعجائز..
وأعرف أن الموت..
ليس منصفا أبداً..
وليس جميلاً أبداً..
وأن حياتنا نحن..
أعداء النظام العالمي القديم والجديد..
لسنا سعداء أبداً..
وحيدون.. وحيدون.. وحيدون..
وغرباء جدا.. حتى عن أنفسنا.
(2)
الأخوّة أنقرضت..
العائلة انتهت..
الصحبة وهم..
الروح الرفاقية ..
عبودية وتآمر..
مصادر فكر وموقت وإرادة..
الاقطاع هم الذين انتصروا أخيرا..
هم المنتصرون عبر التاريخ..
ولا أعنيك تماما..
ليس قصدي الشماتة أيضا..
فكلنا انهزمنا..
كلّ حسب طريقته..
كلّ يداري/ يواري هزيمته
بشكل أو آخر..
جسب طريقته تماما..
شيء من خداع..
شيء من رياء..
شيء من بغاء..
شيء من سمسرة..
في سوق محلية أو دولية..
داخل او خارج ذاته..
كل حسب مفهومه للحياء
والايديولوجيا..
كل حسب فهمه للمدنية والإرادة..
ولا أعنيك تماما..
فليس لي شأن بالشماتة.
(3)
أمسِ لم يحزن لنا أحد..
لم يحزن معنا أحد..
كثيرون نكشفوا عن عداوة..
عن شماتة..
ولا أقول عداوة أو لؤم..
وحدنا تلقينا الطعنات والشماتة..
صمدنا رغم النكاية والشماتة..
حتى تحولنا إلى جراح صامدة وشاهقة..
لماذا تنكسرون هكذا بخفة..
والطعنات لم تتجه أليكم..
أنتم لستم الضحايا..
أنتم ضحايا الضحايا الجاثمين على كواهلكم..
كان عليك أن تفرحوا..
لتحرير كواهلكم..
من جثامين الموتى..
الجاثمين على وجودكم..
وليس الخوف من الفراغ..
أنتم أيها الباكون.. لسقوط الاقطاع..
ألا تشعرون بسقوط المبدأ والوطن.
(4)
الحزين فعلا..
يحزن لأجل الأحياء..
العميان بلا طريق ولا بصيرة..
يتخبطون بالجدران والحواجز الاسمنتية..
يتعلقون بالايديولوجيا الفاسدة وخيوط اللحى المسرحية..
صبيان بلا أمهات..
أمهات بلا رجال..
آباء بلا أبناء..
صبايا يحلمن بأزواج..
الجميع يحلم بالكرامة..
يحلم بالسيادة..
ولكن أين هو الوطن؟..
الوطن هو أغلى ما يملكه انسان..
وأول ما يوهب للعدو..
ولا..
لست حزينا.. لأجل المغرر بهم..
بعد ربع قرن أو نصف قرن من الخيانة..
لا معنى للاعتذار والاعتراف والتوبة..
ثمة دماء كثيرة..
سقكتها يداك..
ثمة أفواه كثيرة..
تلاحقك وتلاحقك وترحقك..
فلكل إنسان كرامة وحرمة..
ولا يتساوى قاتل ومقتولا..
جلاد وضحية..
لص ومواطن..
العدل.. ليس غطاء للقاتل..
أعداء البشرية هم أعداء الحياة..
ليس من يقطع الشجرة..
مثل من يزرع الأشجار.
(5)
لماذا نعيش في الغربة..
لماذا نكون بلا أهل ..
من هم الذين أحالوا العالم إلى غابة..
هؤلاء السماسرة واللصوص والمرتزقة..
لماذا تحولت أوطاننا إلى موائد قمار..
يرتزق منها لاعبون محليون..
باسم المظلومية والأيديولوجيا الفارغة..
كيف تحول الوطن والانسان إلى رهينة..
مجرد رقم في صندوق النقد الدولي..
أنتم أيها السعداء.. بالسرقة والتزوير والتحشيش..
أيها المؤمنون بالرجعة والقدر والخرافة المؤدلجة..
لا تستبدلوا ثيابكم ولا تحلقوا لحاكم..
ولا تتاجروا بأفكار مختلفة..
من دعارة الطائفية إلى تجارة الالحاد والمنابزو بجون لوك..
المسرحية انتهت..
والجمهور استيقظ..
جيل الأطفال الذي راهنتم عليه..
ينتمي للمستقبل والحياة النظيفة..
لا يعبد الموتى ويرفض الخرافات..
اغزلوا لحاكم بطاطين تحميكم من لظى الجحيم..
اجمعوا أكاذيبكم وخرافاتكم وغنائمكم..
ولا تخرجوا من سراديب العفن.
(كفاكم جيلان...)..
ولا تستحقون فرصة ثالثة..
العبد لا يكون سيدا..
ولا يفهم السيادة..
لا كرامة لعبد..
والمغرر به في الأرض..
مغرر به عند الله أيضا.
لا حزن اليوم ..
ولا رجاء غدا.
العاشر من يناير 2020م



#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بصراحة.. لا غير//2
- بصراحة.. لا غير..
- أين ينظر العرب؟.. (5)
- أين ينظر العرب.. (4)..
- أين ينظر العرب.. (3)
- أين ينظر العرب؟.. (2)
- أين ينظر العرب؟.. (1)
- تفكيك العنف وأدواته.. (قراءة سوسيولوجية عراقية سياسية)/ الكت ...
- مَعَاَ في حَديقةٍ..
- المئوية الأولى لثورة العشرين العراقية..
- الوجودُ.. قرارٌ (و) إختيارٌ/2
- الوجودُ.. قرارٌ (و) إختيارٌ/1
- ديوانُ السّبْعينيّاتِ/27
- ديوانُ السّبْعينيّاتِ/26
- ديوانُ السّبْعينيّاتِ/25
- ديوانُ السّبْعينيّاتِ/24
- ديوانُ السّبْعينيّاتِ/23
- ديوانُ السّبْعينيّاتِ/22
- ديوانُ السّبْعينيّاتِ/21
- ديوانُ السّبْعينيّاتِ/20


المزيد.....




- -أنخاب الأصائل-.. إطلالة على المبنى وإيماءة إلى المعنى
- -الأشرار 2- مغامرات من الأرض إلى الفضاء تمنح عائلتك لحظات ما ...
- محمد حلمي الريشة وتشكيل الجغرافيا الشعرية في عمل جديد متناغم ...
- شاهد رد فعل هيلاري كلينتون على إقالة الكوميدي جيمي كيميل
- موسم أصيلة الثقافي 46 . برنامج حافل بالسياسة والأدب والفنون ...
- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وديع العبيدي - أنا لا أعبد موتى