أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - التيتي الحبيب - الديمقراطية البرجوازية تزوير قانوني














المزيد.....

الديمقراطية البرجوازية تزوير قانوني


التيتي الحبيب
كاتب ومناضل سياسي

(El Titi El Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 6451 - 2019 / 12 / 30 - 11:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



اعتبرت دائما الديمقراطية حكم الشعب بواسطة الشعب. وفي جوهر هذا التعريف يكون المتغير هو مضمون الشعب. ففي الدول أو المدن الما قبل الرأسمالية كان الشعب هو الأسياد في مجتمع العبودية والإقطاعيين- النبلاء في المجتمع الاقطاعي والبرجوازيون في المجتمع الرأسمالي.

لكن في عهد الرأسمالية اكتسى مفهوم الشعب مضمونا مختلفا بعض الشيء ومعه الدولة وذلك لاعتبار اساسي وهو ان البرجوازية في حربها ضد النبلاء الاقطاع استعانت بطبقات اخرى وهي الطبقة العاملة والفلاحين. ولهذا اشاعت البرجوازية أن الدولة الجديدة التي ستبنيها هي دولة الحقوق دولة سيادة القانون والناس سواسية أمامه. إنها دولة الشعب التي توجد على نفس المسافة من جميع المواطنين والمواطنات الاحرار. ولأن هؤلاء أحرار فلكل واحد منهم نفس السلطة المتجسدة في صوته لما يدلي به عند استفتاءات شعبية تقرر مصير الدولة. إنها الديمقراطية في أبهى صورها والتي لم تمارس بهذا الشكل في المجتمعات الطبقية السابقة.

استطاعت البرجوازية أن تسود وتحكم بواسطة هذه الديمقراطية، وساعدها على ذلك الكم الهائل من الانتاج الفكري الفلسفي والسياسي والحقوقي لكن أساسا على قاعدة النتائج الاقتصادية الباهرة التي حققتها المجتمعات تحت قيادة البرجوازية. لكن تلك النتائج سرعان ما ظهرت محدوديتها وهشاشتها لأنها تصدر عن نمط انتاج جديد يحمل في جيناته عناصر الازمة المتفاقمة. هذه الازمة التي تضع وجها لوجه الطبقتين الأساسيتين في المجتمع وهما: الطبقة العاملة من جهة والبرجوازية من جهة ثانية؛ إنهما في حرب دائمة، وهي حرب الصراع الطبقي محرك التاريخ الرأسمالي نفسه. في هذه الحرب بدأت الطبقة العاملة تتعرف على عدوها وعلى طرق حكمه وسيادته. اكتشفت أن الدولة ليست محايدة تقف على نفس المسافة من جميع الطبقات وأفراد الشعب، إنها دولة منحازة للبرجوازية بل هي آلتها للسيطرة والقمع. اكتشفت أيضا أن الديمقراطية التمثيلية والإنابة هي وسيلة حكم أقلية للأغلبية الساحقة في المجتمع. إنها بالقياس الى حرمان الاغلبية من الحق في السلطة تعتبر ديكتاتورية الاقلية على الاغلبية. وحتى لا ينفضح أمرها تسعى البرجوازية الى كل الحيل والأكاذيب لإخفاء هذه الحقيقة عن أنظار الشعب حتى ولو كان تزويرا.

لما تقبض الطبقة العاملة وهي متحالفة مع الفلاحين الفقراء وعموم الكادحين على السلطة؛ ستصبح الدولة في يد الأغلبية المكونة للشعب، تمارس سلطتها على الجميع، وتخضع الأقلية لإرادة الاغلبية، وهذا هو الفرق بين ديمقراطية الاقلية وديمقراطية الاغلبية الشعبية المنشودة.



#التيتي_الحبيب (هاشتاغ)       El_Titi_El_Habib#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة البوليسية توظف الأحزاب السياسية
- اليسار والقضية الأمازيغية
- ما هو مستجد الانتفاضة الجزائرية؟
- الشاطر والمغفل
- حزب الله ومعادلة الصراع الطبقي
- الاسلام السياسي بالمغرب على المحك
- في الكشف عن بعض خبايا التعديل الحكومي
- لنهزم التشرذم النقابي
- في علاقة التنازع بين الحد الادنى والأعلى للأجور
- العلم والمادة
- حقائق على الأرض وانعكاساتها في السماء
- الشعوب لا تطرح إلا الأسئلة التي تستطيع الإجابة عنها
- في الحاجة الى قوة العمل او في اعادة إنتاجها
- من يستحق النصب التذكاري حقيقة
- في دكرى تأسيس منظمة إلى الأمام
- الثورة السودانية ودرس الجبهات
- الشعوب ودرس الثورة
- الثورة السودانية والحصار الاعلامي
- القتل العمد
- البيجيدي يتقن دور المهرج البليد


المزيد.....




- معلومة قد تذهلك.. كيف يمكن لاستخدام الليزر أن يصبح -جريمة جن ...
- عاصفة تغرق نيويورك: فيضانات في مترو الأنفاق وانقطاع كهرباء و ...
- هيركي عائلتي الكبيرة
- نحو ربع مليون ضحية في 2024 .. رقم قياسي للعنف المنزلي في ألم ...
- غضب واسع بعد صفع راكب مسلم على متن طائرة هندية
- دراسة: أكثر من 10 آلاف نوع مهدد بالانقراض بشدة
- بين الصمت والتواطؤ.. الموقف التشيكي من حرب غزة يثير الجدل
- تركا ابنهما خلفهما بالمطار لأجل ألا يخسرا تذاكر السفر
- في تقرير لافت.. الاستخبارات التركية توصي ببناء ملاجئ وأنظمة ...
- لماذا أُثيرت قضية “خور عبد الله” الآن؟ ومن يقف وراءها؟


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - التيتي الحبيب - الديمقراطية البرجوازية تزوير قانوني