أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - مساحة للأحزاب والسياسة














المزيد.....

مساحة للأحزاب والسياسة


محمد السعدنى

الحوار المتمدن-العدد: 6450 - 2019 / 12 / 29 - 17:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"الإصلاح السياسى مرتبط بحركة الناس، حركة الجماهير، وحركة الأحزاب السياسية واستعدادها"، "نسعى لمنظومة سياسية قائمة على مؤسسات تحمى الدولة وتمنع استهدافها، وهنا يأتى دور الأحزاب السياسية"، "الدعم السياسى للأحزاب موجود لأنى لست طرفاً ضد، وليس ورائى حزب حاكم ينجح على ضعف الآخرين" هكذا تحدث رئيس الجمهورية فى لقاءه القصير والمكثف مع رؤساء تحرير الصحف والإعلاميين على هامش زيارته لإفتتاح مشروعات الفيوم الأربعاء الماضى. ثم اختتم إجاباته عن أسئلتهم التى تخص الشأن الداخلى بجملة دالة وملفتة: "البلد بلدنا كلنا". ولعلها تصلح عنواناً لمرحلة إذا ماصدق العزم لدينا جميعاً دولة، وحكومة ومؤسسات وأحزاب سياسية وقوى وطنية، موالاة ومعارضة، وإذا ماخلصت النية لحماية هذا الوطن ومقدراته، وإذا التزمنا جميعاً بهذه الرؤية التى قدمها الرئيس بكل وضوح وحسم.
وإذ قرر الرئيس بانصراف إرادته لاستكمال مؤسسات الدولة بإجراء الاستحقاقات الإنتخابية، الشيوخ والنواب والمحليات، فقد دعى المفكرين والمثقفين للانخراط فى حوار بهدف الوصول إلى تصور بهذا الشأن يمكن للدولة تنفيذه. وهنا نتقدم بعدد من الملاحظات حتى لا نتأخر فى الاستجابة لمبادرة الرئيس وتضيع علينا فرصة ضمن أخريات وسابقات لم نحسن التعامل معها بالجد والتجرد والمسئولية، أو حاول البعض من المتنفذين فى المجال العام الإلتفاف عليها وتطويعها لتحقيق مصالح ضيقة تسببت فى الخصم من تجربتنا أمام عالم يرصد علينا كل شاردة وواردة.
الملاحظة الأولى جاءت فى إشارة الرئيس عن الوفاء بالاستحقاقات الانتخابية بكلمة "تحدى"، وهو محق بامتياز فيما ذهب إليه، إذ يتوجب على أحزابنا السياسية ومؤسساتنا المعنية الوصول لتوافق عام حول نظام انتخابى يضمن دينامية الحياة السياسية وحيويتها، وفتح المجال العام لمشاركة لا مغالبة، مشاركة تعطى للجماهير فرصة متكافئة للتعبير عن مصالحها بالانخراط فى العمل العام وعدم العزوف عنه، وتقطع الطريق على مسارات التوتر واليأس والإحباط. نظام انتخابى يراعى القوى النسبية للأحزاب ولا يصادرها باعتبارها صمام أمان يحصن الدولة أمام قوى التطرف والإرهاب وجيوب وامتدادات الاستهداف الخارجى وعملائه فى الداخل. الملاحظة الثانية: تخص قوى الموالاة التى لا تعمل فى إطار ما صرح به الرئيس، فتقوم باستغلال مالها من أغلبية فى تطويع الأجندة التشريعية لمصالها، كان آخرها تعطيل إصدار قانون المحليات، ما يحول دون استحقاق انتخابى تأخر طويلاً وتسبب فى كثير من قضايا الفساد، وحرم الجماهير من أهم حقوقها فى جودة الخدمات العامة والمحلية والرقابة عليها. الملاحظة الثالثة: وهى ضرورة إضطلاع مؤسساتنا العامة بمسئولياتها حول مبادرة الرئيس للحوار، وأخص هنا وزارة الدولة للإعلام التى ينبغى أن يكون دورها فى التوجيه والارشاد القومى بالإتاحة وتوسيع دوائر المشاركة، لا بالمنع والتضييق، وكذا المجلس الأعلى للثقافة، وأحزابنا الحقيقية الحية والقادرة على تقديم رؤى وسياسات بديلة، فعليهم جميعاً الالتئام حول دعوة الرئيس والبدء فى تقديم المقترحات والحوار للوصول لأنسب النظم الانتخابية التى تحقق صالح الوطن والمواطن، وهى لن تخرج عن العبارات التى صاغها رئيس الجمهورية وأوردناها فى صدر المقال. الملاحظة الرابعة: وبكل صراحة هى مغالاة بعض مؤسساتنا وأجهزتنا الوطنية فى إجراءات تتصور أنها حمائية للدولة واستقرارها ضد الإرهاب والانفلات، بينما المغالاة فى مثل هذه الإجراءات يقلل من مناعة النظام السياسى ويخصم من رصيده وربما شجع على تحجيم دور الأحزاب والقوى السياسية، وهى العنصر الأساس فى امتصاص الإحباط وتنفيس الغضب ومعالجة تداعيات عدم الرضا لدى جماهير أرهقتها الأحوال، وتحدث الرئيس عن ضرورة تخفيف العبء عنها ومساعدتها. الملاحظة الخامسة: إفتحوا الأبواب ولا تسدوا المنافذ، واسمعوا للمعارضة الوطنية وأحزابها الجادة، فالبلد كما قال الرئيس بلدنا كلنا.
أخيراً أتمنى أن تتلقف مؤسسة الأخبار مبادرة الرئيس للحوار، وتدعو المفكرين والمثقفين والسياسيين والأحزاب لحوار جاد، وهى صاحبة سبق فى مؤتمرها الإقتصادى الدورى الناجح، وكذا من قبل تجربتها فى منتدى الحوار لمواجهة الفتنة الطائفية الذى دعت له فى أكتوبر 2005 وكان عملاً شهدت له الدولة والجماهير.
إن مساحة للأحزاب والسياسة تسع الجميع فى عدالة وإنصاف هى سبيلنا الوحيد لأمن الوطن وسلامته، فلا تنسوا كما قال الرئيس "البلد بلدنا كلنا".



#محمد_السعدنى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- باغت الأشياء ودع الأسباب تأتى لاحقاً
- زهراء المعادى: هل من نهاية للفوضى والمخالفات؟
- الهيئة الإنجيلية: نحو مجتمع عابر للصيغ التقليدية
- -بول آردن-.. هذه هى الفكرة والطريق
- -بول آردن-.. هذه هى الفكرة والطريق
- إيكهارت تول و-قوة اللحظة - الآن-
- إفتح صندوقك يغمرك النور
- أنت وحدك من يصنع الفارق
- الطموح وحده لا يصنع الفارق
- فى مديح -مايكفى-- لا تقرءوا القشور
- الصيد والطموح: قصة مخاتلة
- صدمة الأفكار فى عالم الأعمال
- عن كاتب لايموت: من ثقافة اللفظ إلى معرفة الأداء
- ثورة يوليو: فكرة استعصت على الاغتيال
- لا تسرقوا فرحة أحد
- الليبرالية الجديدة نظام شمولى - فلسفة معقدة لقارئ عابر
- الواشنطون بوست: عن مصر والخليج وترامب
- تفجيرات سيريلانكا ولعبة الأمم
- د.عثمان الخشت: عندما تسقط القيم الجامعية
- توماس فريدمان وقراءة خاطئة للشرق الأوسط


المزيد.....




- خيوط أولى في قضية سرقة متحف اللوفر في باريس.. إليكم التفاصيل ...
- السعودية: أول تصريحات لصالح الفوزان بعد تعيينه في منصبه عن م ...
- نتنياهو: إسرائيل ستحدد القوات الدولية التي لا نقبل بوجودها
- النواب الفرنسيون يستأنفون مناقشة الميزانية بعد رفض تجميد ضري ...
- تدريبات عسكرية أمريكية قبالة سواحل فنزويلا
- الخط الأصفر يحجز الفلسطينيين في خيامهم رغم وقف الحرب
- محاكمة -سريعة ومفاجئة- للمتهمين في قضية -التآمر 1- بتونس
- غريزة البقاء في الذكاء الاصطناعي تحير الخبراء
- أناتولي كاربوف.. أسطورة الشطرنج الروسي الذي تطارده العقوبات ...
- نتنياهو: نحن من سيحدد أي قوات دولية ستدخل غزة


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - مساحة للأحزاب والسياسة