أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمد السعدنى - الهيئة الإنجيلية: نحو مجتمع عابر للصيغ التقليدية














المزيد.....

الهيئة الإنجيلية: نحو مجتمع عابر للصيغ التقليدية


محمد السعدنى

الحوار المتمدن-العدد: 6428 - 2019 / 12 / 4 - 14:42
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


مكان للآخر، مكان للمختلف فى إطار من المساواة والعدل وقيم المواطنة وسيادة القانون، هى سبيلنا الوحيد والآمن نحو بناء مجتمع عابر للصيغ التقليدية التى طالما كرست للتمييز والتهميش والإزدراء والإقصاء والظلم الاجتماعى والطائفية والعنف. وهى الطريق العصرى نحو مجتع التسامح والعيش المشترك والتضامن فى مواجهة خطاب الكراهية الذى بات عنصر تهديد لاستقرار المجتمعات وتحويل التنوع البشرى من قيمة إيجاب وعناصر قوة إلى مسالب للتخلف الحضارى وتأجيج للفرقة والتناقض والصراع.
ولعل متابعة متأنية لتحولات الفكر والسياسة والاختلالات الإجتماعية فى عالمنا المعاصر عبر عقوده الخمسة الأخيرة، تنبأ كيف تحول خطاب الكراهية تكأة وسبباً لنزاعات داخلية وجرائم حرب أهلية وإبادة جماعية امتدت آثارها من رواندا إلى البوسنة وكمبوديا وإفريقيا الوسطى وسرى لانكا وباكستان والصين ونيوزيلاندا ودارفور والعراق والصومال والهند وإثيوبيا وسيراليون والكونغو وغيرها. ولم تكن مصر استثناء من هذا حيث شهدنا كيف أدى خطاب الكراهية لجولات من الفتنة الطائفية، أكثرها كان مصطنعاً بفعل فاعل، وأقلها كان مرده اختلال مفاهيم الهوية الوطنية والتجريف الثقافى والخطاب الدينى محدود الرؤية ضيق الأفق، وإن كانت نتائجها أقل حدة منها فى دول أخرى حولنا بفضل التجانس الوطنى والوحدة التاريخية لنسيجنا الإجتماعى، وإن ظلت أسباب الفتنة لاتزال قائمة تغذيها روافد الفقر والطبقية وتدنى مستويات التعليم والتنمية وضعف آليات إنفاذ القانون وغياب العدالة الاجتماعية ومفاهيم المواطنة.
إن خطاب الكراهية ورفض الآخر لهو عمل عدائى، يقوض التماسك الاجتماعي والقيم المشتركة، ويؤسس للعنف، يهدد السلام الإجتماعى ويعوق الاستقرار والتنمية المستدامة وكفالة حقوق الإنسان للجميع. وهو ما دفع الأمين العام للأمم المتحدة أن يطلق فى يونيو الماضى مبادرة إستراتيجية تتبنى مقاربة شاملة تستهدف معالجة دورة حياة خطاب الكراهية وتأثيره المدمر على المجتمعات والدول، وتشمل الأسباب الجذرية للعنف والتهميش والتمييز والفقر والإقصاء وعدم المساواة وتدنى، وأحياناً إنعدام التعليم الأساسي وضعف مؤسسات الدولة. ويرى الأمين العام أنطونيو جوتيريش أنه مع وصول قنوات جديدة لخطاب الكراهية إلى جمهور أوسع من أي وقت مضى عبر الإنترنت وبسرعة البرق، يجعلنا جميعا - الأمم المتحدة والحكومات وشركات التكنولوجيا والمؤسسات التعليمية – فى حاجة عاجلة إلى تصعيد استجاباتنا للرد على هذه القنوات بتكثيف استعراض وتقديم القيم الإيجابية والرؤى البديلة والروايات المضادة.
ولعل هذا نفسه ماعالجه عدد من مؤتمرات وورش عمل وندوات منتدى الحوار بالهيئة القبطية الإنجيلية، وعلى مدار سنوات سبقت فيها رؤيتهم وأعمالهم وحساباتهم لحجم وخطورة الظاهرة تحرك الأمم المتحدة واستراتيجيتها المعلنة مؤخراً. فى إفتتاح المؤتمر الحاشد للهيئة والذى عقد فى الإسكندرية 19-20 نوفمبر الحالى بعنوان"المواطنة وبناء مجتمع التسامح فى مواجهة خطاب الكراهية"، وحضره الخبراء والمختصين وأساتذة الجامعة ورجال الدين الإسلامى والمسيحى والمفكرين والكتاب والصحفيين والسياسيين ومؤسسات الدولة والمجتمع المدنى فى جلسات عامة وحلقات نقاشية وورش عمل، قدم الدكتور القس أندريه زكى رئيس الهيئة الإنجيلية كلمة إفتتاحية بليغة عكست رؤية مستنيرة عن إشكاليات خطاب الكراهية، أسبابه ودواعيه واستراتيجيات مواجهته وكيفية الحد من تحوله لظاهرة عولمية استهدفت اختزال الآخر وكسره، بامتهان الحقائق وفبركة الأخبار ضده وإعادة تصدير صورة زائفة عن واقعه وحقيقته،فى توظيف مغرض لوسائط المعرفة الحديثة والتكنولوجيات الرقمية، ما يهدد سلامة المجتمع ويقوض قيم التعايش ومفاهيم المواطنة.
ثم قدم روشتة للمواجهة فى محاورها الأربعة الأساسية: التعليم والثقافة والإعلام والخطاب الدينى، وهو ما انصب عليه مجمل أعمال وجلسات وحوارات وتوصيات المؤتمر.
وفى تقديرى فإن حاجتنا حقيقية وماسة وعاجلة لتضافر كل الجهود، حكومة وشعباً ومؤسسات دولة ومجتمع مدنى لمكافحة حالة "عولمة الكراهية" بالتأسيس المرن والنشط والمسئول لـ "عولمة التسامح" عبر تبنى بث وتكريس ثقافة "المواطنة الكونية - الكوزموبوليتان" حيث التسامح والقبول بالتنوع والتعددية والاختلاف، وكشف وتعرية المغالطات المغرضة بأن الكراهية تجاه الهويات المغايرة هي نوع من الاعتزاز بالهوية الدينية أو القومية. الكراهية هي الكراهية فلا يصح أن نرفضها حين تكون موجّهة ضدنا بينما نقبلها إذا كانت موجّهة ضد الآخرين.



#محمد_السعدنى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -بول آردن-.. هذه هى الفكرة والطريق
- -بول آردن-.. هذه هى الفكرة والطريق
- إيكهارت تول و-قوة اللحظة - الآن-
- إفتح صندوقك يغمرك النور
- أنت وحدك من يصنع الفارق
- الطموح وحده لا يصنع الفارق
- فى مديح -مايكفى-- لا تقرءوا القشور
- الصيد والطموح: قصة مخاتلة
- صدمة الأفكار فى عالم الأعمال
- عن كاتب لايموت: من ثقافة اللفظ إلى معرفة الأداء
- ثورة يوليو: فكرة استعصت على الاغتيال
- لا تسرقوا فرحة أحد
- الليبرالية الجديدة نظام شمولى - فلسفة معقدة لقارئ عابر
- الواشنطون بوست: عن مصر والخليج وترامب
- تفجيرات سيريلانكا ولعبة الأمم
- د.عثمان الخشت: عندما تسقط القيم الجامعية
- توماس فريدمان وقراءة خاطئة للشرق الأوسط
- فانتازيا السرد فى لاحكاية فتاة أحبها ولامسها
- ترامب وموسيقى الفك المفترس
- معلوماتكم خاطئة: بريتون تارانت لم يقتل المصلين فى نيوزيلاندا


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمد السعدنى - الهيئة الإنجيلية: نحو مجتمع عابر للصيغ التقليدية