أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - ثورة يوليو: فكرة استعصت على الاغتيال














المزيد.....

ثورة يوليو: فكرة استعصت على الاغتيال


محمد السعدنى

الحوار المتمدن-العدد: 6305 - 2019 / 7 / 29 - 20:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كلما كانت الأفكار كبرى ونبيلة يصعب على الخصوم اغتيالها، فيعمدون إلى تجسيد الفكرة فى شخص يتم تشويهه والنيل منه، بعدها تصبح مهمة إغتيال الفكرة أسهل. بمثل هذا تحدثت عن ثورة يوليو وجمال عبد الناصر فى مقالات سابقة، وتحدث قبلى المفكر الجزائرى الكبير مالك بن نبى، فى كتبه:"الصراع الفكرى فى البلاد المستعمرة"، "القضايا الكبرى"، و"شروط النهضة".
كانت ثورة يوليو فكرة فارقة دوت أصداؤها منتصف القرن العشرين، وحملت معها مبادئ نبيلة عن الاستقلال الوطنى والتقدم وحق الشعوب المقهورة فى تقرير المصير والتحرر من نير الاستعمار والرجعية والتخلف. وأسست لمبادئ الحرية والعدالة الاجتماعية وامتد أثرها يحتضن حركات التحرر الوطنى فى القارة الأفريقية وأميريكا اللاتينية وألهمت الجماهير. تخلصت من الاستعمار الانجليزى وطردت الملك سليل الأسرة الألبانية وحققت الاستقلال والتخلص من سيطرة رأس المال على الحكم، وألتف ناصر ورفاقه من الشخصيات الكبرى جواهر لال نهرو، وجوزيف بروز تيتو وماوتسى تونج وشواين لاى ليدشنوا مؤتمر باندونج وفكرة عدم الانحياز والحياد الإيجابى. كان منتصف القرن العشرين مسرحاً للحرب الباردة بين الرأسمالية الاستعمارية المتوحشة تمثلها الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا الاستعمارية، وبين الاشتراكية ومفاهيم التقدم يمثلها الاتحاد السوفيتى والكتلة الشرقية. جاء ناصر ويوليو ليزلزلوا هذا النظام العالمى الظالم، ويقاوما المحاولات الصهيونية، شوكة زرعها الغرب الاستعمارى فى خاصرة العالم العربى المستباح من الأمريكان والإنجليز والفرنسيين والإيطاليين والبرتغال.
كان طبيعياً أن يستثير ذلك كله الغرب الاستعمارى وأعوانه الذين هددت يوليو مصالحهم وساعدت على طردهم من مستعمراتهم. وهنا كان "ثأرهم البايت" مع يوليو وفكرتها الكبرى النبيلة، والذى استمر حتى ورثه اليوم "المارينز الجدد" من جماعات المصالح والضغط الصهيوأمريكية، والرجعية، وجماعات الإسلام السياسى. ولأنهم لم يستطيعوا تشويه الفكرة، فراحوا يجسدوها فى شخص جمال عبد الناصر، الذى لم يجدوا له ثغرة أو سقطة شخصية ينفذون منها إلا أنه كان دكتاتوراً ضد الحريات والديمقراطية.
فى البداية حاولوا احتواءه، ثم رشوته، فأخد فلوسهم ليبنى بها برج القاهرة شاهداً على سفاهة مسعاهم. أوقفوا تمويل السد العالى، فأمم القناة، حاولوا تركيعه، فكسر احتكار السلاح مع تشيكوسلوفاكيا خلال الاتحاد السوفيتى، حاولوا اغتياله جسدياً، ونجاه الله، لعبوا ضده شخصياً بالبروباجندا وكولبى العميل المخابراتى و"لعبة الأمم"، ثم العدوان الثلاثى وخرج منه بمصر سالمة، وكانت خطة اغتيال "الديك الرومى" فى 1967. مات جمال، لكنه كان قد أقام حائط الصواريخ على الجبهة وأعد خطتى جرانيت واحد وأثنين لتحرير الأرض المحتلة التى طورها الفريق الشاذلى ومعه الفريق الجمسى فى خطة "المآذن العالية" التى حققت نصر أكتوبر المجيد. وجاء السادات بفكرة الانقلاب على يوليو وناصر، وإن ادعى عكس ذلك، وكانت مسرحية مراكز القوى وحرق التسجيلات وهدم المعتقلات، والديمقراطية المفقودة.
مات ناصر لكنه فى كل أزمة وكل ثورة وكل مظاهرة رفعت الجماهير صورته رمزاً للمقاومة والتحرر. رفعت صوره فى جنوب أفريقيا "مانديللا"، وماليزيا "مهاتير"، وفنزويلا "شافيز"، ويناير "مصر" وحتى ثورتى السودان والجزائر فى يومنا هذا. وهكذا أيقنوا أن ناصر وكذا يوليو فكرة ورمز استعصى على الاغتيال، فكثفت جماعات الضغط والمصالح الصهيو أمريكية، التى أشار إليها الكاتب الكبير أحمد الجمال فى مقاله "تساؤلات عن جماعات الضغط" بالمصرى اليوم الأربعاء الماضى، حملتها للنيل من الثورة وتسفيه فكرتها وقائدها.
ونشير إلى أننا ندافع عن ناصر وثورته تمسكاً بفكرة المقاومة والاستقلال والتقدم والعدالة الاجتماعية، ولا نضع كل من ينتقد يوليو وناصر فى نفس السلة، إذ يمكننا الفرز ولسنا دراويش فى محفل ناصر، من هنا جاءت قراءتنا لمقال "الثورة التى أعرفها" للكاتب الكبير سليمان جودة – المصرى اليوم الخميس الماضى، إذ يشير أن الثورة لم تحقق تعليماً أو صحة جيدين ومن هنا جاء اجتزاؤها لمبدأ العدالة الاجتماعية. وأورد للرد على ذلك ماقاله د. احمد زويل فى سبتمبر 2014
"حصلت على أحسن تعليم فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وأقول هذا الكلام فى أمريكا وأمام العالم". ويرى "جودة" أن الثورة لو وضعت المبدأ السادس"إقامة حياة ديمقراطية سليمة"
منذ اللحظة الأولى لخروج الملك من البلد، لكان وجه الحياة فى بلدنا قد تغير تمامًا. ونقول هذا قفز على طبائع الزمن ومعطياته، فقد كانت أحزاب ماقبل الثورة تمثيلاً للفساد والتبعية أكثر من تمثيلها للديمقراطية.



#محمد_السعدنى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تسرقوا فرحة أحد
- الليبرالية الجديدة نظام شمولى - فلسفة معقدة لقارئ عابر
- الواشنطون بوست: عن مصر والخليج وترامب
- تفجيرات سيريلانكا ولعبة الأمم
- د.عثمان الخشت: عندما تسقط القيم الجامعية
- توماس فريدمان وقراءة خاطئة للشرق الأوسط
- فانتازيا السرد فى لاحكاية فتاة أحبها ولامسها
- ترامب وموسيقى الفك المفترس
- معلوماتكم خاطئة: بريتون تارانت لم يقتل المصلين فى نيوزيلاندا
- حوار مصرى أوروبى فى حزب المحافظين
- فنزويلا: غطرسة أمريكية وسفور أوروبى
- من الكون الفسيح إلى عالم -الرُبع فلامانك-
- رئيس تضع سياساته بلاده فى وجه العاصفة
- -شذوذ تاريخى- يعرض العالم للفوضى والخطر
- أنا النموذج ولاشئ غيرى
- الأسئلة وحدها هى المبصرة
- عالم مابين الحمار والفيل
- عمل حاجات معجزة .. وحاجات كتير خابت
- لسنا قردة .. لكننا نحب العدل والحرية
- الإسكندرية وجدار الفصل العنصرى


المزيد.....




- منزل براد بيت في لوس أنجلوس يتعرض للسرقة
- فستان -الرعاية- للأميرة ديانا يُباع بأكثر من نصف مليون دولار ...
- أمراض يُمكن تجنّبها تقتل 1.8 مليون أوروبي سنويًا: تقرير أممي ...
- محكمة إسرائيلية ترفض طلب نتانياهو إرجاء محاكمته بتهم فساد
- كلاب السلوقي التونسية -سلالة نبيلة- مهددة بالتهجين والانقراض ...
- ألمانيا ـ توجيه الاتهام لسوري بالمساعدة في التخطيط لهجوم على ...
- البرلمان الألماني يقرّ تعليق لم شمل أسر لاجئي الحماية الثانو ...
- إسرائيل توقف المساعدات وأزيد من أربعين قتيلا في غارات متفرقة ...
- مستوطنون يقتحمون مدينة نابلس ويعتدون على فلسطينيين
- يوآف شتيرن: نتانياهو لا يستمع للأصوات الداعية لوقف الحرب في ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - ثورة يوليو: فكرة استعصت على الاغتيال