صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن-العدد: 6450 - 2019 / 12 / 29 - 01:37
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
دك أركان الإسلام السياسي خطوة لا مفر منها
لتحرر المرأة ومساواتها مع الرجل
ان تحرر المراة وتحقيق مساواتها مع الرجل هو قضية قائمة بذاتها في جميع بلدان العالم الراسمالي المعاصر وان الرأسمالية المعاصرة مستفيدة من استمرار قمع المرأة والتمييز بحقها.
غير ان ما يميز شكل ومحتوى قضية تحرر المرأة في البلدان الرأسمالية في منطقة الشرق الأوسط التي تسيطر فيها الإسلام السياسي والحركات القومية الذكورية هو إن تحرر المرأة ومساواتها مع الرجل لا يمكن ان يتحقق بدون دك سلطة الإسلام السياسي والقوميين الذكوريين وتدمير مجمل أركان سيطرتهم على المجتمع.
ان الإسلام السياسي تيار وحركة عدو للمرأة بامتياز، انه حركة وتيار عنصري معادي للجنس البشري النسوي ويمارس العنصرية والعداء ضدها في جميع مراحل عمر الفرد الأنثى.
انه تيار لا يعرف الحدود فيما يخص قمع المرأة واستخدام العنف ضدها وفرض التهميش الاقتصادي عليها وإقصائها في لعب دورها في ترسيم الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية للمجتمعات. هذا ما نراه بأم أعيننا في أي مجتمع يكون اليد الطولى للإسلام السياسي في الحكم وفي تنظيم الحياة الاجتماعية والثقافية. نظرة سريعة على واقع حياة المرأة في بلدان مثل العراق وإيران والسعودية وأمثالهم من البلدان تثبت لنا ذلك بوضوح.
ان احدى العناصر الأساسية التي أعطت القوة والزخم لانتفاضة أكتوبر الحالية في العراق هو المشاركة الفاعلة للمرأة فيها، لا بوصفها ملحقة للحركات القومية و"الوطنية " والتيارات "الشعبوية"، ولا كوقود لتحقيق أهداف تيارات وأحزاب سياسية مناهضة للمرأة تحت يافطة "الوطن" و"العلم" وغيرها.
شاركت الشابات والمرأة العاملة والمتحررة في الانتفاضة بوصفها صاحبة قضية، صاحبة قضية تحرر المرأة ومساواتها وقضية تحقيق التقدم الاجتماعي عموما. انها شاركت في الانتفاضة بوصفها قوة نضالية تحررية ومساواتية وإحدى أركان الانتفاضة وروافدها الاجتماعية. وهذا حدث مفصلي في تاريخ العراق الحديث.
ان مشاركة المرأة الفاعلة في الانتفاضة هي احدى اهم العوامل التي غذت المادة الاجتماعية لهذا الحراك الجماهيري كي يكون متسما بطابع تحرري. ليس ثمة شك في ان مدى تقدمية الانتفاضة واكتساب الطابع الثوري في مسيرة تحولاتها اللاحقة يحددها، ضمن ما يحددها، مدى تصاعد دور المرأة في الانتفاضة وما يتمخض عنها في تطورها من تحقيق أهداف المرأة في الحرية والمساواة.
#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟