صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن-العدد: 6442 - 2019 / 12 / 19 - 02:20
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كم السخرية التي يتعرض لها أقطاب النظام السياسي الحاكم في العراق على مواقع التواصل الاجتماعي تبين بوضوح حجم البغض والرفض لهذا النظام.
صحيح أن الناس في العراق ليسوا جميعا مشاركين في الانتفاضة الجماهيرية منذ الأول من أكتوبر، الا ان اي دراسة موضوعية لرأي الجماهير العراقية على موقع فيس بوك، باعتباره الموقع الأكثر استخداما، تبين رأي الناس وموقفها من هذه السلطة.
تحاول سلطة الاسلام السياسي عبر جيوشها الإلكترونية، ان تعمل بأقصى ما لديها، من أجل تكوين رأي عام مضاد للانتفاضة، لكن دون جدوى، فالجمهور الهائل على الأرض هو كذلك على وسائل التواصل الاجتماعي، الجميع وبكل الوسائل يدعمون الانتفاضة ويشاركون فيها.
الضغط الكبير الذي يشكله فيس بوك على السلطة الحاكمة في بغداد، وعلى الدول والأطراف الأممية، يجعلها امام خيارات صعبة فهي غير قادرة على تكذيب المجازر التي يبثها الناشطون على صفحاتهم.
صور الضحايا والمعتقلين، والفيديوهات التي تبين حجم الإرهاب والقتل والوحشية التي تمارسها عصابات السلطة، والتي يتبادلها النشطاء على صفحات الفيس بوك، تجعل من الانتفاضة في العراق مصورة ومسجلة اول بأول، واي محاولة للتغطية او التعتيم انما تواجه بموجه من السخرية والتهكم، تجعل أصحاب السلطة في هستيريا دائمة، كما حدث ويحدث مع اي تصريح لعبد المهدي او الناطق الرسمي باسمه عبد الكريم خلف، او اي زعيم مليشيا، فمستخدمي فيس بوك وغيره من وسائل التواصل الاجتماعي يشكلون محركا أساسيا لانتفاضة أكتوبر، وهم المؤرق الأول الذي يقض مضاجع القتلة واللصوص.
خطورة وسائل التواصل الاجتماعي بالنسبة للأنظمة المهتزة مثل سلطة الاسلام السياسي في العراق، هو في تشكيلها وسيلة لتنظم المواعيد والتجمعات والإضرابات وغيرها من الفعاليات، كما أنها تفضح الجرائم التي يتجاهلها الإعلام الرسمي المحلي او العالمي، لذلك عملت حكومة عبد المهدي في بداية الانتفاضة لقطع الإنترنت او حجب وسائل التواصل الاجتماعي.
ليس على ناشطي فيس بوك وغيره من مواقع التواصل سوى الاستمرار في عملهم، وتنظيم أنفسهم بشكل أكبر حتى تحقيق أهدافهم التي يعلنون عنها باستمرار، وهي إسقاط هذا النظام المتفسخ، وبناء نظام جديد يمثل إرادة الجماهير.
#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟