القيم الاشتراكية للانتفاضة ومقاصد العلم البرجوازي

صوت الانتفاضة

الحوار المتمدن-العدد: 6448 - 2019 / 12 / 27 - 11:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

يحاول علمي النفس والاجتماع البرجوازيين تصوير الجماهير في كل الانتفاضات والثورات على أنها جماهير انفعالية وفوضوية يسود حركتها التخريب والعنف، وذلك بالطبع هدف الأنظمة المسيطرة التي تعمل على وأد اي ثورة او انتفاضة على مدار التاريخ، وقد عملت هذه الأنظمة المعارضة لأي تغيير ثوري على تسخير كل طاقاتها ومثقفيها وعلمائها من أجل تصوير اي حركة جذرية في المجتمع على أنها حركة فوضوية وعنفية.
وانتفاضة أكتوبر في العراق واجهت التهم ذاتها من محاولة وصم المجتمع العراقي بسمات كالطائفية والقومية والعشائرية واعتبارها ازلية، ومن يروج لهذه الاطروحات هم السياسيون والمثقفون المحسوبون عليهم، وهذا ما فندته الانتفاضة فالمساعدة والإيثار والتكاتف والعمل الجماعي ونبذ العنف والعنصرية وكل أشكال التمييز هي الحقائق الواضحة التي ميزت سلوكيات المنتفضين في العراق أينما وجدوا.
تعتاش القوى المتحكمة في اي مجتمع رأسمالي على إذكاء النزعات الفردية والفئوية والتنافس المحموم، وتحاول السيطرة عن طريق بث التفرقة والاختلاف على أساسات واهية سواء أكانت دينية ام عرقية ام طائفية، وتُنشأ مؤسسات ودوائر في سبيل الإبقاء على الاشكال البدائية في المجتمع من أجل مزيد من الهيمنة.
الأمثلة في العراق كثيرة فدعم المؤسسات الدينية كالوقفين السني والشيعي وصرف المليارات من الدولارات عليهما، إنما الهدف منها المزيد من الفرقة وبالتالي المزيد من الهيمنة، كذلك فإن العشائرية التي أصبحت قوانينها فوق قانون الدولة تهدف بالمحصلة النهائية الرجوع بالمجتمع إلى ما قبل الدولة وبالتالي التحكم فيه بسهولة..
ضربت انتفاضة أكتوبر قيم التخلف والرجعية والفردية عرض الحائط، وعادت هذه الانتفاضة بالمجتمع إلى حالته الاصيلة، المبنية على التعاون والمشاركة الجماعية في كل الاعمال، فالمجتمع اليوم في مرحلة انتقالية وكل المجتمعات عندما تتكون فيها النواة التي تهيأ لحكم الجماهير فأنها تتميز بالقيم الاشتراكية.
ما فعله المنتفضون في العراق اليوم يفند كل الادعاءات والأكاذيب التي يروج لها المنتفعون فقد أثبت المنتفضون ان قيم العمل المشترك والمساعدة والتسامح والحب، انما هي القيم الحقيقية التي تميز المجتمع في العراق فيما لو تمكنوا من حكم أنفسهم بعيداً عن اي سلطة تعتاش على زرع الفرقة والتخلف واستغلال الجماهير من أجل ديمومة بقاء طبقة وسيطرتها على حساب الطبقة الأكبر في المجتمع.

#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل