جعفر المظفر
الحوار المتمدن-العدد: 6446 - 2019 / 12 / 24 - 19:09
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
رغم أن مسيحي العراق أعلنوا نية إلغاء مراسيم ومظاهر أعيادهم لهذا العام وذلك تضامنا مع بقية العراقيين الذين يقفون في ساحات التظاهر وتقديرا للدماء التي سالت من أجل بناء حياة ديمقراطية سليمة وعراق وطني مستقل, غير إنني أعلن موقفا مغايرا تماما, وهو موقف يدعو للتمسك بهذه الإحتفالات على أن تبدأ بالترحم على أرواح الشهداء وإطلاق الحمام الأبيض تعبيرا عن صعود أرواح الشهداء إلى الأعالي.
إن مسلمي العراق لم يلغوا أعيادهم لهذا العام أو الذي قبله تضامنا مع محنة المسيحين في الموصل وضواحيها كما أن مأساة الإيزيدين المؤلمة لم تتسبب أيضا بنفس الإجراء.
لكن أرجوكم .. لا تفهموا مقترحي هنا وكأنه دعوة للمسحيين لكي يتعاملوا بالمثل ولا لتخطئة المسلمين العراقيين الذين ظلوا متمسكين بمظاهر أعيادهم, وإنما لإعتقادي أن مآسي العراق لم تنتهِ على مدار التاريخ, ورغم أننا نتمنى لها أن تنتهي اليوم قبل الغد, لكن حتى يحدث ذلك, فإن إستمرار المآسي يجب أن لا يمنعنا عن التمسك بمناسبات الفرح , وإلا لسادت نفسية الحزن والإنكسار بما يعطل قيمة التفاؤل ويطبع الحياة بطابع سوداوي لا يبعث على الأمل بحياة أفضل
لقد آن أوان التخلي عن اللون الأسود تعبيرا عن الحزن الدائم الذي طبع حياة العراقيين, أما الشهداء الذين سقطوا في إنتفاضة تشرين الخالدة فيجب ان يطمئنوا إلى أن تضحيتهم العظيمة لم تأتٍ لتزيد على حزن العراقيين حزنا وإنما أتت لكي تبعث الأمل بحياة عراقية جديدة ولكي تستبدل ألوان الحزن العراقي الدائم بألوان الفرح والتفاؤل.
أيها المسيحيون العراقيون .. أعيادكم هي أعيادنا وأعيادنا هي أعيادكم .. إشعلوا الشموع وأقرأوا تراتيلكم في ساحة التحرير بثيابكم الملونة ومعها إطلقوا الحمامات البيض بعدد شهداء ثورة تشرين.
#جعفر_المظفر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟