أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سليم نزال - حول الصراع الازلى بين المثقف و القبيله السياسيه!














المزيد.....

حول الصراع الازلى بين المثقف و القبيله السياسيه!


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 6445 - 2019 / 12 / 23 - 00:25
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


عبر التاريخ دار صراع خفى احيانا و علنى احيانا اخرى بين المثقف و السلطه.و لعل تحدى ارسطو للسلطات الاثنينيه و رفضه عرض الهروب من السجن الذى قدمه له احد اصدقاءه التجار المتنفذين, و اصراره على تجرع السم يشكل رمزيه هذا الصراع. بموته سجل ارسطو ربما اول انتصار للمثقف على السلطه السياسيه .تهمه السلطات لارسطو كانت انه يسمم عقول الاثينين هى تهمه قديمه حديثه. و هى مع بعض الفوارق الصغيره كانت التهمه اللاساسيه التى وجهتها كل السلطات عبر التاريخ للمثقفين .الفارق الجوهرى بين الاثنين ان السلطه و استتباعا القبائل و الاحزاب, تتبع نظريه القطيع حيث يقف الجميع صفا واحدا سواء كانوا ظالمين ام مظلومين . و الادوار تتوزع : القبيله السياسيه التى تتطورت لاحقا لتصبح دوله تحمى الفرد, و هو من ناحيته يقدم لها الولاء التام.و هذا هو الوضع الذى لعب حسب راى دورا فى تاخير تقدم المجتمعات البشريه .

و فى التاريخ العربى نعرف بعض حالات تمرد من شعراء رفضوا منطق الولاء الاعمى فكان ان طردتهم قبائلهم فعاشوا منبوذين و اسموا بالصعاليك و لعلهم كانوا اول حركه تمرد للمثقف العربى على سلطه شيخ القبيله !
لا شىء يقدم المجتمعات البشريه سوى الفكر الحر العابر للدول و القبائل السياسيه الذى يحمله المثقفون التى تشكل افكارهم الجسر الضرورى لعبور المجتمع من حاله التخلف الى حاله التقدم .

هذا الوضع جعل العلاقه بين الطرفين ساحه حرب حقيقيه, تندلع بين ايدولوجيه القطيع و المثقف الفرد الذى سماه فلاسفه الصوفيه المتوحد ! و اسلحه المعركه معروفه فى كل المجتمعات البشريه .الدوله تملك السيف و السجن و المال و سلطه الارهاب و المثقف لا يملك سوى القلم! والمثقف الذى لا يرى تحقق انسانيته الا عبر الوقوف الى جانب الضعفاء و المظلومين لاخراجهم من دائره البؤس و الشقاء!
و السناريوهات تكاد تكون ذاتها فى كل المجتمعات :
تبدا الدوله عاده باغراء المثقف لكى يكون خادما للسلطان لتبرير كل ما يفعل, و ما ان يرفض و يتمرد حتى تبدا باستخدام الوسائل الاخرى ,اذ لا شى يزعج الدوله و القبيله سوى مثقف يرفض دور كلب الحراسه لشيخ و ايديولوجيه القبيله!

الدوله تريد المثقف موظفا مهمته تبرير اعمالها , و بلغه العرب القدماء شاعر القبيله الذى يتغنى بامجادها و الصامت و المبرر لاخطاءها .و هذا الامر اضعف فى راى امرين اساسين: اولهما الحس النقدى فى المجتمع الضرورى للتقدم . و ثانيا ساهم باضعاف الحس الانسانى العام فى الثقافه العربيه.و تاريخ الغزوات و الحروب الاهليه بين القبائل العربيه تاريخ معروف من البسوس الى داحس و الغبراء الخ. فى هذه الحروب كان يتم اعمال قتل همجيه من قبل اطراف الصراع . لكن شاعر القبيله الذى كان مثقف عصره كان يشاهد الالام الاخرين و يظل صامتا, لانه فى ظل هذه الادلجه التى تضع الجميع فى قالب اسمنتى وفق نظريه ( الكل على قلب واحد الذى يعنى عمليا الكل على قلب شيخ القبيله! ) لم يكن يعنى الشاعر فى ظل هذه الادلجه سوى التغنى و تمجيد القتل الذى تمارسه قبيلته.



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جولة فى التاريخ!
- لا تستطيع ان تكون صاحب دكان ان كنت لا تبتسم !
- نوستولوجيا ام ان شبح كارل ماركس يعود الى الظهور!
- من نظرية المرعى العام الى اشكالية دفع السيارة !
- مسوؤلية بريطانيا فى جريمة قتل بين 8 الى عشرة مليون ايرانى فى ...
- مواقف فى الحياة
- حديث الخميس جاء الفرج !
- لا للثورة نعم للصلاح التدريجى
- اذا الليل اضنانى بسطت يد الهوا!
- اسرائيل تطالب ب 150 مليار دولار من الدول العربية !
- كلام فى زمن ما بعد خراب مالطا !
- العقل الجمعى او الذات الجمعية للمجتمعات!
- الربيع العربى الثانى على الابواب !
- معلم يقتل تلاميذه !
- العنصريه العربيه القبيحه!
- العالم يسير نحو الفوضى !
- عندما يصل النفاق الى هذا المستوى فى البرلمان الفرنسى !
- حديث ديسمبر
- متى تصل الحافلة ؟
- احاديث صغيرة فى بحر الحياة!


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سليم نزال - حول الصراع الازلى بين المثقف و القبيله السياسيه!