سليم نزال
الحوار المتمدن-العدد: 6445 - 2019 / 12 / 23 - 14:08
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
لدى حب شديد لمعرفة تاريخ و ثقافة البلاد التى ازورها .و اول مرة زرت فيها باريس قلت لصديق اريد ان ارى سجن الباستيل !.ضحك و قال ان السجن لم يعد موجودا و لكن هناك نصب تذكارى هناك.ذهبنا و شربنا القهوة فى مقهى امام الباستيل .كنا نتحدث لكن فكرى كان قد ذهب بعيدا الى تلك الى يوم 14 تموز عندما هاجم الالاف الباريسيون السجن مفتتحين اكثر ثورة دموية فى العصور الحديثة.
عندما يكون المرء قريبا من مكان الحدث الذى صنع التاريخ حوله فان فكره يسرح و يمرح الى تلك العصور .و كنت دوما اتساءل هل كان ممن الممكن ان يحصل افضل من هذا .
لا نستطيع بالطبع تغيير التاريخ لكن لا بد دوما من الاسئلة الافتراضية لاجل ان نتخيل ماذا كان من الممكن ان يحصل لو جرى التاريخ فى سياق اخر.
سرت بعدها وحيدا اتمشى على نهر السين .توقفت امام كاتدرائية نوتردام الرائعة التى خلدها فيكتور هيغو فى روايته الرائعة التى كانت من الروايات التى تركت اثرا فى نفسى فى ما اسميه مرحلة التكوين .الرواية تدور حول الدفء الانسانى .احدب نوتردام المحروم من الحب و الاهتمام احب تلك الشابة الجميلة لانه ربما من خلالها يحتاج للدفء الانسانى و هو الشخص الذى يتعرض للسخريه و الهزء. من خلال هذا الحب يريد ان يحتج على عالم قاس لا يبدى رحمة تجاه الضعفاء.انعزاله عن العالم فى الكاتدرائية لانه كان يريد ان يحمى نفسه فجاء حبه لها سعى منه للخروج الى العالم .
كنت اسير بجانب النهر و انا افكر فى كل هذا.توقفت امام مقهى يطل على النهر و جلست اشرب القهوة و انظر للقوارب التى تعبر النهر و انا افكر بالتاريخ .اتصل صديق قائلا اين انت .قلت له انا فى جولة فى التاريخ !
#سليم_نزال (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟