أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سليم نزال - العقل الجمعى او الذات الجمعية للمجتمعات!














المزيد.....

العقل الجمعى او الذات الجمعية للمجتمعات!


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 6438 - 2019 / 12 / 15 - 10:01
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


لدى غرام كبير لفهم المجتمعات.و بالاخص كيف تفكر و الاهم اليات التفكير و لماذا تفكر هكذا و ليس بطريقة ثانية .انا اعرف جيدا انه موضوع صعب.لكن دراستى لللانثروبولوجيا ساعدتنى الى حد ما .
و اقول الى حد ما لان فهم العقل الجمعى مسألة ليست امرا سهلا.و من المستحيل فهم اليات فكر مجتمع بدون ان تعرف ثقافته جيدا و اللغة من ضمن الثقافة.حيث ان عصيرة افكار المجتمع من تاريخ و امثال و النكات و كيفية رؤية المجتمع لنفسه و رؤيته لللاخر كلها تجدها متضمنة فى اللغة بالدرجة الاولى .و فى اللغة تجد الفلسفة و الشعر و الادب و الفن و كل شىء.
اعرف من خلال التجربة صعوبة ذلك.لان كل ما درسته عن المجتمعات درسته بلغة غير لغة تلك المجتمعات .لكنها كان حصيلة دراسات اشخاص عاشوا لفترة ضمن هذه المجتمعات و تمكنوا من تكوين معارف معقولة بعد ذلك.و اكبر نقد كان قد وجه الى دوركهايم انه قام بتحليل التظام الاجتماعى للسكان الاصليين فى استراليا المعروفين بالابورجينوا بدون ان يذهب الى هناك.لقد اعتمد فى المعلومات اى المادة الخام على باحثين اخرين

.و لعله ليس من الصدفة ظهور مصطلح الباحث الجالس على الكرسى فى البيت, و الباحث الميدانى الذى يذهب الى مكان البحث.
كان عندى فى السابق طموح ان اذهب الى سوريا لاعيش بضعة اشهر مع النور اى الغجر لكى ادرس نظمهم القيمية و و نظم تفكيرهم و اليات حل المشاكل عندهم الخ .لكن لللاسف لم يحصل ذلك نتيجة تغيير راى لظروف عدة . و للاسف سمعت انتقادات من اصدقاء ذات طابع عنصرى تجاه النور و كانهم لا يستحقون الدراسة .و لا شىء يزعجنى اكثر من ادانة الاخرين .قد لا تعجبنى طريقة حياتهم لكن لا ادينهم .و انا اعرف انه لو جاء نرويجى اشقر ليدرسهم لرحب به المنتقدون اشد الترحيب!!!

اعتقد ان الذين يسافرون كثيرا يصبح لديهم معارف انثروبولوجية .لانهم من خلال احتكاكهم بمجموعات ثقافية متعددة يكتشفون تعدد العقل و اليات عمله و اختلاف ردود الافعال . لان كل ثقافة لها معطيات و توقعات و تعريفات و تنميطات لكل شى من مفهوم الصداقة الى مفهوم الجار الى الحب الى الزواج الى الاقتصاد ال كل شىء.
منذ زمن طويل لاحظت ان تعبيرات حب الوطن لدى المراة اقوى منها من الرجل .و كنت حين اسافر , و كان الدليل السياحى امراة كنت دوما المس بريق عينيها و هى تتحدث بفخر عن احداث تاريخ فى بلدها او عن معالم حضارة .

لذا لم استغرب لاحقا ان اعرف ان اسماء البلدان غالبا ما تكون اسماء انثوية .كما لا يستغر المرء حين يعرف ان دفاع الرجل عن المراة فى بعض الاحيان يكون له بعد وطنى .اى يصبح الوطن ملخصا فى امراة.و اذكر انى كنت ازور احدى البلدان و ان كان الصديق عدنان يقرانى الان فهو يعرف ذلك جيدا لاننا كنا معا و له نفس الراى .كنت احرص ان ارى البلد كما هى .بينما كانت الفتيات المرافقات لنا يحرصن ان نذهب لمشاهدة المولات الكبيرة ! قلت لها انا زهقان من كل هذه المولات الكبيرة لانى اعيش فى اوروبا , و اريد رؤية اسواق تجارية شعبية بسيطة.و اتذكر انه حين كنا نسير فى سوق غير نظيف كانت الفتاة المرافقة تعتذر معظم الوقت الى درجة ضايقتنى.قلت لها لا داعى لذلك و لن يقلل هذا الامر من احترامى لبلدك.

و قبل نحو ثلاثين عاما كانت هناك قضية مثارة فى النروج حول النساء النرويجيان ممن اقمن علاقة مع جنود المان اثناء الاحتلال . و قد تم التعامل بروح سلبية مع الاطفال المولودين من هذه الزواجات و كانهم هم المخطئون .و قد اتيحت لى الظروف ان التقى مع احداهن حيث حدثتنى عن ما عانته كطفلة من نظرة سلبية فى المجتمع .و لحسن الحظ انه قد تم لاحقا تعويضهن كما علمت من جراء ذلك القسوة فى المعاملة.
الاقسى كان دوما التفكير بالاشخاص المهمشين القادمون من ثقافات صغيرة ينظر اليها من قبل الاكثرية نظرة دونية ,و انا احمل لهؤلاء تعاطفا بلا حدود .هذه الفئة لديها عادة حساسية فائقه تجاه النظرة السلبية اليهم. لا اعرف بدقة الى اى مدى يؤثر هذا على النظرة الجمعية لكن من خلال من التقيت بهم من هؤلاء اشعر دوما ان عندهم نوع من جرح داخلى .

كل انسان يجب ان يكون له هوية شخصية يعتز بها و ذات الامر ينطبق على المجموعة الثقافية التى تبحث عن كل ما يساعدها على ان تفتخر بذاتها .لا انسى سهرة استمرت تقريبا حتى الصباح فى قرية من اقلية اللابس على الحدود مع روسيا حيث تركزت الاحاديث حول اللابس و تاريخهم و حضارتهم .سالتى امراة و كنت ارى ما يشبه الحزن الممزوج بالقلق على وجهها .من اين تعتقد اصول اللابس ؟طبعا لم يكن من الممكن ان اجيبها لانى لم ادرس تاريخ اللابس و لا اعرف عنهم سوى القليل جدا . لكنى قلت انى لا استغرب ان كنتم من اصول اسيويه ما .شعرت ان المراة ارتاحت نوعا ما لما قلته .لكنى اكدت ثانية انه تخمين لا اكثر لان شكل الوجه و الجمجمة قد يشبه بعض المجموعات الموجودة فى روسيا الاسيوية .غادرت السهرة و قلبى مثقل بالحزن .انا فلسطينى و اعرف كم عانينا و عملنا لكى نثبت هويتنا ووجودنا



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الربيع العربى الثانى على الابواب !
- معلم يقتل تلاميذه !
- العنصريه العربيه القبيحه!
- العالم يسير نحو الفوضى !
- عندما يصل النفاق الى هذا المستوى فى البرلمان الفرنسى !
- حديث ديسمبر
- متى تصل الحافلة ؟
- احاديث صغيرة فى بحر الحياة!
- اشكاليه التغيير باتجاه ثقافه الديموقراطيه فى المجتمعات التقل ...
- عن الكتب و المكتبات(متابعة)
- الامن الثقافى الجزء الاول
- الامن الثقافى تغيير حنفيات الماء لا يكفى !
- او ندفن راسنا فى الرمال او نتعامل مع العولمة لانه لا مهرب من ...
- تجمعات بشرية لا رابط بينها !
- وثيقة بلفور القاتلة و حرب المائة عام.
- طاه كباب سورى للبرلمان الروسى !
- يوم مثلج
- عن الامبراطور اكبر و خورى نيجيريا!
- عبثا اصلاح السياسى قبل الثقافى
- فى ذكرى ت س اليوت ,عن زمن انكسار الروح!


المزيد.....




- مبنى قديم تجمّد بالزمن خلال ترميمه يكشف عن تقنية البناء الرو ...
- خبير يشرح كيف حدثت كارثة جسر بالتيمور بجهاز محاكاة من داخل س ...
- بيان من الخارجية السعودية ردا على تدابير محكمة العدل الدولية ...
- شاهد: الاحتفال بخميس العهد بموكب -الفيلق الإسباني- في ملقة ...
- فيديو: مقتل شخص على الأقل في أول قصف روسي لخاركيف منذ 2022
- شريحة بلاكويل الإلكترونية -ثورة- في الذكاء الاصطناعي
- بايدن يرد على سخرية ترامب بفيديو
- بعد أكثر من 10 سنوات من الغياب.. -سباق المقاهي- يعود إلى بار ...
- بافل دوروف يعلن حظر -تلغرام- آلاف الحسابات الداعية للإرهاب و ...
- مصر.. أنباء عن تعيين نائب أو أكثر للسيسي بعد أداء اليمين الد ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سليم نزال - العقل الجمعى او الذات الجمعية للمجتمعات!