أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية - احسان جواد كاظم - هل من أحد يتمنى ان يكون بجلد عادل عبد المهدي ؟














المزيد.....

هل من أحد يتمنى ان يكون بجلد عادل عبد المهدي ؟


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 6441 - 2019 / 12 / 18 - 10:23
المحور: ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية
    


بعد المجيء بالسيد عادل عبد المهدي لرئاسة الوزراء, تعشم به البعض خيراً وبنى عليه الآمال لكونه اقتصادياً من خارج قفص احزاب السلطة الاسلامية بعد انسحابه تنظيمياً منها, ولما كان يكتبه من مقالات تطرح رؤى واعدة لتغيير الوضع المزري الذي قادت اليه سياسات الخمط والنهب لتلك الأحزاب, ولما تتسم به شخصيته من هدوء وعدم تعصب في التعامل مع الأفكار الاخرى والاستماع لها.

بدأ التحول في النظرة والتقييم الشعبي له بعد الاحتجاجات الشعبية في 1 تشرين اول / اكتوبر العام الجاري, حيث لم تعد الجماهير قادرة على الصبر في انتظار اصلاحات موعودة, فكل الوقائع والحقائق على الارض تؤكد عكس ما اعلن ويعلن, بل تؤشر الى تمادي الطغمة الحاكمة في سياسات التسويف والمماطلة واحتقارها للارادة الشعبية في القيام باصلاحات تنهض بالشعب من الحالة الماساوية والمعاناة التي يعيشها... وانغماس اطراف السلطة الوقح وعلى رؤوس الاشهاد وبدون اي رادع في عملية الاستئثار بثروات البلاد وتخريبها وتهشيم المجتمع...

بدأ تقييمه ينحدر بشكل حاسم بعد قمعه القاسي, بدفع من الاحزاب الاسلامية الحاكمة, للاحتجاجات السلمية في الاول من تشرين الاول / اكتوبر من هذا العام, والاصرار على كسرها وانهائها في المهد, بمختلف الوسائل وصلت حد القنص الوحشي المباشر للشباب المتظاهر الذي لم يحمل بيده سوى علم بلاده, الذي تسبب في ارتقاء المئات من الشهداء وعشرات الآلاف من الجرحى وآلاف المعتقلين, مما اشعل الغليان الشعبي ضد هذه الاجراءات التعسفية غير المبررة في مواجهة شباب سلميين عزل , ذوي رؤى وطنية مستقلة سامية, فتصاعد الانخراط الشعبي في الاحتجاجات التي اخذت طابعاً وطنياً مشرقاً, ايقظت كل ما كان كامناً في الشخصية العراقية من قيم الوطنية الحقة والتضامن والتعالي على التقسيمات المكوناتية فيها التي حاولت ان تغرسها النظم السابقة وبالخصوص الطغمة الحالية, في تجسيد رائع لم تشهده البلاد منذ تسلط قوى الطائفية السياسية على الحكم...
ومما أوغر القلوب عليه كان اصراره على عدم الاعتذار عن الدماء الزكية التي سُفحت بوحشية.

هنا احترقت ورقته شعبياً... احرقتها ذات الاحزاب الي جاءت به, وجعلته اسيرها, وتحول الى مجرد ماريونيت ( دمية بخيوط تحركها الايدي ), خاضع ذليل ينفذ اوامرها ويوقع على قراراتها ويبرر جرائمها.

في الجولة الثانية من الاحتجاجات في 25 من نفس الشهر, بعد توقف بسبب اربعينية استشهاد الامام الحسين, كان الرد الشعبي حاسماً... بمشاركة شعبية واسعة اذهلت الجميع وحتى ازلام السلطة وميليشياتها, فقد تحولت هذه الاحتجاجات الى انتفاضة شعبية مليونية امتدت افقياً الى كل مدينة من مناطق وسط البلاد وجنوبها... لا يمكن لأية قوة ان تغلبها. ألجمت قوى القمع الحكومية وألقمت ميليشيات القتل حجراً بسلميتها ورؤى شبابها الوطنية وعزمهم على نيل حقوقهم كاملة رغم التضحيات الغالية الجمة امام قوة غاشمة باطشة, اتبعتها بمجازر متتالية في الناصرية والنجف والبصرة وبغداد ( جسر السنك - الخلاني ) وعمليات الاغتيال الجبانة للناشطين.
لقداجبرته دماء الشهداء والارادة الشعبية على الاذعان لما تريد... الاستقالة الفورية !
واذعن صاغراً بعد مماطلة, وبعد استجابة المرجعية الدينية لدعوات المنتفضين بوجوب طرده من مركزه الحكومي.

معدنه الحقيقي كشفتها الوقائع والجماهير, وهو من جانبه لم يعد له مخرجاً بعد ان تلبسته جرائم قتل عمد لمواطنين عزل لم يطالبوا الا بحقوقهم الطبيعية التي وعد بتوفيرها وقبله وعود سلسلة من حكومات محاصصة كان لولباً في تروسها.

لقد تبين انه كان يبيعنا كلاماً لن يأخذ طريقه للتطبيق العملي لا بواسطته ولا بواسطة الجالبيه... كانت آراءه مجرد ادعاء فارغ بالرغبة في خدمة البلاد ومواطنيها, ولكن تبين انه كان كله هراء منمق للتمويه على سرقات مشغليه.

يذكر التاريخ العراقي القريب, بأعتزاز, شخصية " عبد المحسن السعدون " رئيس الوزراء ايام العهد الملكي الذي انتحر احتجاجاً على محاولة فرض ضابط انكليزي ايام احتلالهم للعراق امراً عليه ينتقص من وطنيته, والذي خلده الشعب على موقفه الشجاع بنصب شاخص له يتوسط اهم شوارع العاصمة بغداد, سمي بأسمه " شارع السعدون ".

احزاب الاسلام السياسي وبالخصوص الشيعية سلبته قرار انتحاره المشرف, الذي كان ينبغي عليه ان يقوم به في الايام الاولى من تشرين الاول, لان عرفت فيه سياسياً رعديداً يخافها ويذعن لمشيئتها فدفعته للايغال بالقمع لشعبه الصابر الذي توسم فيه خيراً ولكنه خذله !
سلبته تاريخه كأنسان وكسياسي وكمفكر وكسليل لعائلة عراقية معروفة حتى اصبح مكروهاً منبوذاً من ابناء مدينته ومسقط رأسه محافظة ذي قار.

يمكن اعتبار سقوطه السياسي اليوم انتحاراً بدون مجد وعزة ومعه احزاب المحاصصة الطائفية - العرقية وميليشياتها التي نبذها الشعب كما نبذ ملهمها في القمع صدام حسين !



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلميتكم أفزعتهم !
- اليوم, الشعب يُملي شروطه عليهم !
- اختطاف النشطاء السلميين... سلاح الخائبين !
- كفوّا عنّا مندسيكم !
- عملها جيل ( السپونج بوب ) وانتفض !
- كل الرصاصات المنطلقة من الفوهات من مسؤولية الحكومة !
- عادل عبد المهدي - شيل حواجز... حط حواجز !
- ليس للقرعة ما تتباهى به, ولا حتى بشعر بنت أختها !*
- إنتشال إستشاري من فشل إنتخابي !
- مراجعة روتينية لدائرة حكومية
- بعيداً عن الشعبوية... قريباً من الحزب الشيوعي
- مخدرات أشكال وكلاشي !
- من يلعب عندنا بالنار ؟
- للشيوعيين سلطة الورد !
- السلام من مطلب نخبوي الى نزوع شعبي !
- شرارات نارية في رسمة كاريكاتورية
- نذُر حرب... والعراق مُسبلاً يديه !
- الهجوم على مقرات الحزب الشيوعي... لعبة تليق بسُرّاق نفط !
- رأي - ليكن نشيدنا الوطني, نشيد مباديء وقيم لا هتافات ونقم !
- الغوث الغوث... داهمنا الغيث !!!


المزيد.....




- بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير ...
- تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو ...
- 11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف ...
- لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
- -كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
- هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
- عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
- أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
- أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود ...
- عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة


المزيد.....

- ثورة تشرين الشبابية العراقية: جذورها والى أين؟ / رياض عبد
- تحديد طبيعة المرحلة بإستخدام المنهج الماركسى المادى الجدلى / سعيد صلاح الدين النشائى
- كَيْف نُقَوِّي اليَسَار؟ / عبد الرحمان النوضة
- انتفاضة تشرين الأول الشبابية السلمية والآفاق المستقبلية للعر ... / كاظم حبيب
- لبنان: لا نَدَعَنَّ المارد المندفع في لبنان يعود إلى القمقم / كميل داغر
- الجيش قوة منظمة بيد الرأسماليين لإخماد الحراك الشعبي، والإجه ... / طه محمد فاضل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية - احسان جواد كاظم - هل من أحد يتمنى ان يكون بجلد عادل عبد المهدي ؟