أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - بعيداً عن الشعبوية... قريباً من الحزب الشيوعي














المزيد.....

بعيداً عن الشعبوية... قريباً من الحزب الشيوعي


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 6279 - 2019 / 7 / 3 - 06:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


" الشعبوية " كخطاب سياسي صاخب يعتمد الأثارة الجماهيرية بأنتقاء مواقف او احداث معينة, لنقدها خارج سياق عملية الصراع الشاملة, التي لها مدخلاتها ومخرجاتها وتعقيداتها, هي غير" الثورية " كنظرية بما تعنيه من مشروع تغيير لواقع مجتمع ما... والتي لها أساليب عملها المتعددة التي تبدأ من التنظيمي السري وبث الوعي والتظاهر الأحتجاجي والأشكال النضالية الأخرى, مروراً بالنضال النقابي والعلني والبرلماني... والكفاح المسلح أحدها. ولكل من هذه الأساليب ظروفه وشروطه الذاتية والموضوعية.
ان لأستثمار ظروف واقعنا السياسي الحالي, بعد توفر امكانية النشاط العلني القانوني, أهمية خاصة, من اجل جذب الجماهير نحو برنامج واقعي طويل النفس, والأنغمار في الصراع الطبقي والسياسي الدائر, وعدم ترك الساحة للفاسدين والرجعيين, ليعبثوا اكثر مما عبثوا بمقدرات البلاد, بل السعي لأيقافهم عند حدهم, والعمل على تحقيق اهداف الكادحين ولو بإستلال قانون يخدم مصالحهم ويحسّن ظروفهم الحياتية.
وهذا كله لا يلتقي مع الشعارات الشعبوية الفارغة وتعابيرها الرنانة, التي يطلقها البعض, ودعوات عدمية رافضة لكل شيء واي شيء, تقود للأنعزال.
وكانت الجهود الدؤوبة والعمل المتفاني للشيوعيين بين الناس ومعهم في اماكن العمل والأحياء وفي ساحات الأحتجاج قد أثمرت بوصول نائبين شيوعيين الى قبة البرلمان, هما السيد رائد فهمي والسيدة هيفاء الأمين, وقد أثار نشاطهما انزعاج وخشية اوساطاً رجعية متعددة, ترجموه أخيرا,ً بالهجوم على مقرات الحزب في مدينتي الناصرية والبصرة, لاسيما وانهما يشغلان رئاسة لجنتي متابعة تنفيذ البرنامج الحكومي برئاسة السيد رائد فهمي, ولجنة المرأة برئاسة السيدة هيفاء الأمين, المهمتان في مجلس النواب العراقي, اللذان هما اكبر من مجرد مواقع شرفية او وجاهية, بل هما مجالات عمل مسؤول لخدمة العراقيين, بمتابعة الأداء الحكومي واقتراح التشريعات التي تؤمن حقوقهم وحرياتهم.
لذا فأن دعوات البعض لترك كل شيء وعدم المشاركة في العملية السياسية والأنكفاء الى المقرات والأكتفاء بصب اللعنات من بعيد, ولعن الظلام دون ايقاد شمعة, هي دعوات غريبة عن مباديء الشيوعيين, لأنها لا تأتي بفائدة للشعب, وهو مسعى الشيوعيين الأول ومبرر وجودهم, خصوصاً في ظل غياب برنامج عمل واقعي بديل لدى مطلقي هذه الدعوات.
كما ان المصابون ب " فوبيا التحالف ", أسرى الماضي المكبلون بذكريات جبهة 73 مع البعث الذي اجهضها بسبب نزعات قادته الأستبدادية اولاً, واخطاء قيادة الحزب حينها ثانياً, والتي ربما كان المؤتمر الوطني الرابع للحزب, البداية للأطاحة بأغلب القيادة السابقة, اضافة الى ما تكفل به الزمان بتغييبهم بسبب المرض او الشيخوخة... وبعد إجراء الحزب لمراجعة نقدية شاملة لكل تجربته, لازالوا يتهيبون خوض النضال السياسي من خلال تحالف, الذي هو كممارسة سياسية واردة ومشروعة في العمل السياسي, لذا فأنهم يطالبون بالأنسحاب من " تحالف سائرون ", لأنهم واقعون في أسار المقارنة الميكانيكية بين جبهة 73 والتحالف الحالي, رغم ان طبيعة الظروف السياسية وأساليب العمل, تغيرت... كما ان خارطة القوى السياسية قد طرأ عليها تبدل كبير جداً. فقد أفل نجم بعضها مثل حزب البعث وظهرت اخرى بأيديولوجيا دينية... تحاول تأبيد طريقة حكم طائفية محاصصية جائرة... ونشأ وعي مجتمعي آخر وليد لفترة الأستبداد والحروب والحصارات ليس متفاعلاً مع افكار اليسار التحررية.
كما شهدت الأحزاب التاريخية ذاتها تغيرات بنيوية واسعة, واكتسابها لتجربة سياسية اعمق كما في الحزب الشيوعي العراقي وصعود قيادات جديدة.
ان تعثّر عمل " تحالف سائرون ", ناتج عن احتدام الصراع حوله وداخله, وضغط قوى المحاصصة لأجهاض خططه الأصلاحية وشقه وتفتيته, ويعرف بأنه اكثر التحالفات السياسية تماسكاً وثباتاً, وهو ببرنامجه المدني يشكل المعادل الموضوعي لمتحاصصي السلطة... وعلى الحزب الشيوعي ليس الأنسحاب منه بل النضال من اجل ترجيح كفة الأفراد او الأطراف الأكثر صدقاً في انحيازها للفقراء والمضطهدين وتعميق توجهاته الصائبة والدفع لتحقيق شعاراته التي قام على أساسها... فهو لم يستنفذ امكانياته بعد.
ولابد لتجاوز تلكؤات هذا التحالف, من تطويره ليكون تحالفاً على مستوى الشارع, وليصبح عامل ضغط شعبي حقيقي ولا يبقى أسير قاعات الأجتماعات المغلقة لقادة محدودين.
كما ان توجيه بعض التقدميين نيران غضبهم نحو " تحالف سائرون ", يبدو غير مبرراً سياسياً, لأنه ببساطة, ليس هو العقبة امام التقدم, كما يتوهمون في سعيهم للأجهاز عليه, بل قوى المحاصصة التي ينبغي محاصرتها ومكافحتها... ولأن الغاء قوة سياسية فاعلة, بكل ما لها وما عليها, ذات أهداف مدنية , تقف ضد تغوّل التوجه الطائفي والمحاصصة, من مسرح الصراع سيؤدي الى صعود الكفة الأخرى وخسران الجميع.
لازال هناك من يستهويهم العمل السري رغم تحولات الزمان, ويحنّون اليه لدوافع رومانتيكية, في عودة سلفية حالمة الى ايام الماضي التليد... هؤلاء, حان وقت إيقاظهم !



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مخدرات أشكال وكلاشي !
- من يلعب عندنا بالنار ؟
- للشيوعيين سلطة الورد !
- السلام من مطلب نخبوي الى نزوع شعبي !
- شرارات نارية في رسمة كاريكاتورية
- نذُر حرب... والعراق مُسبلاً يديه !
- الهجوم على مقرات الحزب الشيوعي... لعبة تليق بسُرّاق نفط !
- رأي - ليكن نشيدنا الوطني, نشيد مباديء وقيم لا هتافات ونقم !
- الغوث الغوث... داهمنا الغيث !!!
- الأحتمال المكين في قضية مخدرات الأرجنتين
- سِيلفي لواقعنا السياسي !
- غفاريو بغداد وغيفاريّوها !
- في وداع عامٍ مضى - ظاهرتان شعبيتان فاجئتا الأسلام السياسي !
- السيادة الوطنية ودائرة الولاءات
- عادل عبد المهدي - انقلاب على الذات ام إذعان للإملاءات ؟
- زيارة السيد البارزاني للعاصمة بغداد... لا جديد !
- تسييس قضية سمك مسيّس !
- افتراءات ما قبل الأستيزار !
- الى أين يدفعون بالوضع في البلاد ؟
- هل ستقوم للعراقيين قائمة ؟


المزيد.....




- شي وبوتين يتفقان على أولوية وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائ ...
- وول ستريت جورنال: تكلفة خيالية تتكبدها إسرائيل لاعتراض صاروخ ...
- سحب عشرات الطائرات العسكرية من قاعدة أميركية في قطر
- صفارات الإنذار تدوي بشكل مستمر في منطقة البحر الميت بسبب هجو ...
- مستشار وزير الخارجية الإيراني يكشف عن فشل -مؤامرة إسرائيلية ...
- صحافية أمريكية: استخدام سلاح نووي تكتيكي لضرب موقع فوردو الإ ...
- -الخلايا النائمة- المرتبطة بـ-حزب الله- والمدعومة من إيران ت ...
- مخاطر الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في علاج المشاكل النفسية ...
- سحب مكملات فيتامين شهيرة من الأسواق الأمريكية بسبب خطر يهدد ...
- اكتشاف آلية جينية تساعد على استعادة الأطراف المفقودة بالكامل ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - بعيداً عن الشعبوية... قريباً من الحزب الشيوعي