الثورة العملاقة الرائعة والمجتمع العراقي

فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 6440 - 2019 / 12 / 17 - 19:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ما أجمل الثورة التشرينية المسالمة العفوية العراقية الرائعة في تنظيمها وضبطها وصمودها التي وحدت وجمعت الطوائف والمكونات الاجتماعية المختلفة في المجتمع العراقي التي عانى منها العراق قرون وعقود من الزمن والآن حينما يشاهد ويسمع كل عراقي شريف المشاركة الإنسانية من إخواننا المسيحيين والأيزديين والطوائف الأخرى بإلغاء مناسباتهم الاعتيادية كالاعياد والأفراح مشاركة وحزناً على الشهداء الذين رووا بدمائهم الطاهرة أرض جميع العراقيين بمختلف طوائفهم وانتماءاتهم الدينية والقومية هذه الظاهرة الجديدة والسعيدة التي أدخلت البهجة والسرور إلى قلب كل عراقي شريف وهذه الظاهرة تساعد وتعزز الأمن والاستقرار في العراق وقد تحضرني الآن مقولة الشاعر :
وإذا تشابكت الأكف فأي كف تقطعون
وإذا تعانقت القلوب فأين أنتم تذهبــــون
إن هذه الظاهرة الصحية والواقعية قديمة وعميقة في نفوس الشعب العراقي أما الطائفية وتفرقة الشعب فقد خلقتها المصالح والأنانية والطائفية في التفريق والتمييز بين مكونات المجتمع العراقي فقد برزت بشكل واضح في قيام تحريض أبناء الشعب على الطائفة اليهودية بعد نكبة فلسطين وإنشاء دولة إسرائيل عام/ 1948 وكانت الدول الاستعمارية تعمل على تعزيز الدولة الصهيونية عن طريق هجرة اليهود إلى الدولة الصهيونية الذين يعيشون في الدول العربية ومنها العراق ومن خلق فجوة بين الطوائف الغير يهودية والطائفة اليهودية وبث روح الحقد والكراهية بينهم تنفيذاً للمؤامرة الاستعمارية فقامت الحكومة الرجعية العميلة في العراق بتنفيذ خطة خبيثة في خلق الكره والعداء للطائفة اليهودية وتحضرني الآن واحدة من تلك الأساليب رمي بعض الحلوى (الجكليت والحامض حلو) على الأرض في الدرابين ملوثة ببعض السموم من قبل رجال الأمن العراقيين تتهم الطائفة اليهودية برميها وهي الأساليب كانت تستعمل في الدرابين والمحلات التي يتواجد اليهود فيها وكان بيتنا قريب منها وكانت السلطات الأمنية تلتقطها وتشيع وتنشر الأخبار بأن اليهود هم الذين يقومون بهذه العملية وكانوا هم وعوائلنا يحذرونا من تناولها لأنها مسمومة من صنع وعمل اليهود ومنعونا من المرور واللعب في مناطق سكن اليهود والابتعاد عن أطفالهم وحرام التقرب منهم لأنهم منبوذين وغير نظيفين وكان قبل ذلك توجد تفرقة وحساسية طائفية بين طائفة الشيعة وطائفة السنة وقد برزت بشكل عنيف في احتلال العراق من قبل العثمانيين والفرس في القرون السابقة وقد برزت هذه الخلافات بشكل واضح في عهد صدام حسين وبعد الاحتلال الأمريكي للعراق/ 2003 دخلت المجتمع العراقي من جديد وكان السبب المباشر لدخول منظمة داعش الإرهابية للعراق واحتلال أربعة مدن فيه والثورة والتشرينية المباركة استطاعت أن تتجاوز هذه الظاهرة المفرقة للشعب العراقي وتجعل من الشعب كتلة صلبة من التآخي والمحبة والإنسانية تحت شعار كلنا للعراق ... كلنا فداء للعراق ... العراق وطن الجميع وحمايته وصيانته والمحافظة عليه مسؤولية جميع العراقيين.

#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل