أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - منذر علي - الانتخابات البريطانية العامة وشيكة!














المزيد.....

الانتخابات البريطانية العامة وشيكة!


منذر علي

الحوار المتمدن-العدد: 6435 - 2019 / 12 / 11 - 06:58
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


يمكنني القول بدون عجرفة، أو تعالٍ شوفيني مقيت، أنا فخور للغاية بهويتي الوطنية اليمنية والعربية والإنسانية. ولأنني كنتُ ومازلت أرفض بقوة الظلم أينما كان ، وأمقت كل من يعادي الإنسانية والحرية والعدالة والسلام ، فأنني لا أحمل ذرة من بغض تجاه أية أمة في العالم . ولذلك فأنَّ موقفي السياسي التقدمي تجاه الشأن السياسي في وطني لا يتجزأ جغرافيًا أو أخلاقيا ، وهو لا يختلف كثيرًا عن موقفي السياسي العام تجاه ما يدور في العالم. فأنا مناهض للظلم ومساند للفقراء والمتطلعين للسلام و الحرية والعدالة والتقدم.


ومن هذا المنطلق فأنني لو كنتُ بريطانياً ، لاخترتُ ، دون تردد، حزب العمال البريطاني ، خاصة تحت الزعامة الاستثنائية للقائد اليساري البارز جيريمي كوربين لأنه ، كما أرى ، مناهض شديد البأس للعنصرية بكل أشكالها، ومكافح عنيد ضد كل أوجه العداء للسامية، Anti-Semitism.
كما أنه يسعى، بدأب لا يكل ، من أجل تعزيز مكانة دولة الرفاه ، ًWelfare State ، قي بريطانيا، عَبْر توسيع دائرة التدريب المهني و تعزيز التعليم على كل المستويات ، و تطوير العلوم ، و تحسين الإسكان و توفير العمالة ، وتخفيض البطالة ، وتحسين الرعاية الصحية للشعب ، وبشكل خاص لكبار السن، ومكافحة الأمراض المستعصية ، كالسرطان ، والسكري ، Diabetes ، والتهاب المفاصل ، Arthritis ، والزهايمر ، Alzheimer ، والاضطرابات الجينية ، Genetic Disease ، والشيخوخة المبكرة، وغير ذلك من الأمراض.


و بشكل أعم، فأن حزب العمال، كما يتجلى بوضوح في برنامجه السياسي، يسعى لأنْ يجسد في توجهاته السياسة، مصالح الطلاب ، والمرأة والأقليات المهمشة ، فضلًا عن مصالح الطبقة العاملة والشرائح الدنيا من الطبقة الوسطى. وفي ذات الوقت، فأنَّ حزب العمال يسعى لتحقيق العدالة الاجتماعية من خلال إعادة تأميم المنشآت الصناعية والخدمية الكبرى، و رفع الضرائب، على كل من يزيد دخله السنوي عن ثمانين ألف جنيه في السنة ، أي أنَّ الضرائب ستكون بشكل تصاعدي ، وستشمل الطبقة البرجوازية، والشرائح العليا في المجتمع البريطاني، بغية تمكين الحكومة من الأنفاق على الخدمات الحيوية المختلفة.


وعلى الصعيد العالمي فأنَّ حزب العمال البريطاني ، تحت القيادة اليسارية الحالية لجيريمي كوربيين ، يحمل رؤى تقدمية تجاه القضايا العالمية الكبرى، المتصلة بالسلام العالمي ، وتخفيض الأسلحة النووية ، وقضية فلسطين وحرب اليمن ، والمسائل البيئية والعلاقات الدولية العادلة بين الدول الفقيرة والغنية ، وغير ذلك من القضايا التي تعكس توجها إنسانيًا نبيلًا ، يصب في خدمة الإنسانية كلها.


ولكن علينا أنْ ندرك أنَّ لهذه التوجهات السياسية التقدمية ثمنها الكبير، فالرأسمالية لم تفرط بمصالحها في الماضي، وهي لن تفرط بمصالحها في المستقبل. لذلك فأننا نرى، بأم العين، أنَّ القوى اليمينية في بريطانيا وأوربا والعالم الغربي بشكل عام ، وبشكل خاص في الولايات المتحدة الأمريكية ، تحت القيادة البغيضة لرونالد ترامب ، تعلن تحيزها بوضوح للقوى اليمينية، و تناهض بقوة توجهات حزب العمال البريطاني اليسارية، وتسعى بكل ما أوتيت من قوة ، وبوسائل مختلفة وماكرة، لتشويه زعامته الاستثنائية والافتراء عليها.


ولذلك فأنني، ومن منطلق وطني تقدمي إنساني ، أحثُ بإخلاص كل الأصدقاء العرب في بريطانيا لانتخاب حزب العمال البريطاني يوم الخميس المقبل ، الموافق 12 ديسمبر 2019 ، وتجنب الوقوع فريسة سهلة لإغواء و إغراءات ومكر الأحزاب اليمينية ، كحزب المحافظين وحزب الأحرار، والأحزاب الفاشية ، كحزب حزب "بريكست"، بزعامة نايجل فاراج ، وحزب الاستقلال البريطاني ، UKIP، وغيرها من الأحزاب اليمينية والفاشية.

إنَّ انتصار حزب العمال في بريطانيا، بتوجهه التقدمي الجديد، من شأنه أن يحدث انقلابا مهمًا في العلاقات الدولية لصالح المشروع التقدمي. و لكن هل هذا الانتصار المأمول سيتحقق للشعب البريطاني؟ ولِمَ لا ، من الممكن أن يتحقق إذا تخلص الناس من وعيهم الزائف ، وأدركوا ماذا تعني هزيمة الرأسمالية في وكرها للبريطانيين وللإنسانية.

هل أفرطتُ في تفاؤلي؟ ربما ، ولكن من يدري، ربما يتحقق انتصار حزب العمال البريطاني، ويكون انتصاره إيذاناً بقدوم ربيع الإنسانية الحق ، وتحقيق الاشتراكية في بلد الثورة الصناعية الأولى في العالم الرأسمالي ، كما تنبأ أحد المفكرين العظام ، وهو يخط بدم القلب كتابه العظيم ، "رأس المال"، في المكتبة الوطنية البريطانية في لندن في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، ويحلم بإلغاء استغلال الإنسان لأخيه الإنسان.


في الأخير، أرى من الواجب أن يكون هناك تناغمًا حقيقيًا بين الموقف السياسي التقدمي لأهلنا في بريطانيا وأمريكا وألمانيا وتركيا وهولندا وغيرها من البلدان في الخارج ، وبين مواقفهم السياسية تجاه ما يجري في وطنهم الأم في الداخل . إذْ لا يعقل أن يكون الموقف في الخارج تقدمي وذات طابع إنساني نبيل، ويكون الموقف في الوطن رجعي وذات طابع قبلي أو طائفي أو جهوي عليل ، ويحمل توجهات معادية للقيم الوطنية المشتركة ، ويسعى لإقامة كيانات قبلية وسلطنات ومشيخات متخلفة!

انتخبوا حزب العمال!



#منذر_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حال اليمن العتيد في ذكرى الاستقلال المجيد!
- إنقاذ اليمن أَوْلَى من إسقاط الكهنوت الحوثي!
- تشريح للمشهد اليمني عشية سبتمبر / أيلول 2019
- تأملات في المشهد اليمني (3/3)
- تأملات في المشهد اليمني (3/2)
- تأملات في المشهد اليمني (3/1)
- تأملات في الثورات والمصائر (10) الحلقة الأخيرة
- تأملات في الثورات والمصائر (9)
- تأملات في الثورات والمصائر (8)
- تأملات في الثورات والمصائر (7)
- تأملات في الثورات والمصائر (6)
- تأملات في الثورات والمصائر (5)
- تأملات في الثورات والمصائر 4
- تأملات في الثورات والمصائر (3)
- تأملات في الثورات والمصائر (2)
- تأملات في الثورات والمصائر (1)
- خطأ الرئيس اليمني وخطيئة المثقفين!
- هل التسوية بين القوى المتحاربة في اليمن ممكنة ؟
- اليمن ضحية الولاية الكهنوتية والنزعات الجهوية والأطماع الرجع ...
- العرب بين الغزو الامبريالي والجنون الديني (3)


المزيد.....




- لعلها -المرة الأولى بالتاريخ-.. فيديو رفع أذان المغرب بمنزل ...
- مصدر سوري: غارات إسرائيلية على حلب تسفر عن سقوط ضحايا عسكريي ...
- المرصد: ارتفاع حصيلة -الضربات الإسرائيلية- على سوريا إلى 42 ...
- سقوط قتلى وجرحى جرّاء الغارات الجوية الإسرائيلية بالقرب من م ...
- خبراء ألمان: نشر أحادي لقوات في أوكرانيا لن يجعل الناتو طرفا ...
- خبراء روس ينشرون مشاهد لمكونات صاروخ -ستورم شادو- بريطاني فر ...
- كم تستغرق وتكلف إعادة بناء الجسر المنهار في بالتيمور؟
- -بكرة هموت-.. 30 ثانية تشعل السوشيال ميديا وتنتهي بجثة -رحاب ...
- الهنود الحمر ووحش بحيرة شامبلين الغامض!
- مسلمو روسيا يقيمون الصلاة أمام مجمع -كروكوس- على أرواح ضحايا ...


المزيد.....

- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد
- تشظي الهوية السورية بين ثالوث الاستبداد والفساد والعنف الهمج ... / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - منذر علي - الانتخابات البريطانية العامة وشيكة!