أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - منذر علي - هل التسوية بين القوى المتحاربة في اليمن ممكنة ؟














المزيد.....

هل التسوية بين القوى المتحاربة في اليمن ممكنة ؟


منذر علي

الحوار المتمدن-العدد: 6030 - 2018 / 10 / 21 - 10:05
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


مادام الحسم غير ممكن لطرف من الأطراف المتصارعة في اليمن ، والصراع مرهون بدعم القوى الخارجية المتعارضة ، إيران من جهة والسعودية والإمارات من جهة أخرى ، فلا يمكن حل الأزمة القائمة في اليمن، إلاَّ إذا قَبِلَ اليمنيون المتحاربون في الميدان بالوقف الطوعي للحرب ، رفقة بأنفسهم ، واحترامًا لشعبهم اليمني، المنكوب بالنخب الفاسدة والجاهلة والمجرمة والتابعة للقوى الخارجية ، وطالبوا ، بل وأجبروا نخبهم، من الصف الأول والثاني ، المعطوبة ، بكل الأمراض السياسية والاجتماعية ، التخلي عن السلطة ، و البحث عن لجوء سياسي في إيران والإمارات والسعودية ، للإقامة الدائمة هناك، وترك الشعب اليمني وشأنه ، لكي يقرر مصيره بنفسه ، ويتمكن من انتخاب قيادات مقتدرة ، تساعده على تجاوز الكارثة القائمة ، وإقامة دولة يمنية مستقلة ، تستند على القانون و قيم العدل والحرية والتقدم.
جماعات حزبي الإصلاح وأنصار الله، و أقصد هنا القيادات المهيمنة ، وليس القواعد العادية ، لن يتفقوا ولن يتوافقوا في الوقت الحاضر ، ولا في المستقبل القريب ، و لا حتى في المستقبل البعيد. وهذا ليس رجمًا في الغيب ، ولكن هذا ما تؤكده وقائع التاريخ ، عندما تنشب المعارك بين القوى المتخلفة على أسس دينية ، وتجد من يساندها خارجيًا لغايات سياسية توسعية.
فالبروتستانت والكاثوليك ظلوا يتحاربون مئات السنين ، وذهب ضحية حروبهم الملايين من البشر ، وخاصة في حرب الثلاثين عامًا في أوربا ، ولم يتفقوا طوعًا ويتوقفوا عن الحرب من ذات أنفسهم، ولكنهم أجبروا على الاتفاق من قبل القوى الاجتماعية الجديدة الصاعدة في المجتمع الغربي، التي ضاقت بهم ورفضتهم.
كما أن القيادات الدينية المتناقضة في اليمن ، مثل عبد الملك الحوثي وعبد المجيد الزنداني لا يتمتعان بحكمة علي بن أبي طالب ، و معاوية بن أبي سفيان ، اللذان لم يختلفا فحسب ، ولكنهما تصارعا بالسيف ، في موقعة الجمل ، وظل أبناؤهما وأحفادهما وأتباعهما من بعدهما ، يأكلون بضعهم بعضًا حوالي ألف وأربع مائة سنة.
ولكن لنفترض ، من باب الجدل ، أن توقعاتي المتشائمة خابت، وأتفق الزنداني والحوثي ، وتصالحا ، حتى ظاهريًا ، بسبب الظروف السياسية الصعبة المحيطة بهما في الوقت الحاضر، جراء الأوضاع السياسية القائمة في السعودية ، عقب مقتل الصحفي جمال خاشقجي ، والأزمة الاقتصادية المتنامية في إيران، عقب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني، فسيكون ذلك أشد خطرًا على اليمن من وباء الطاعون.
ذلك لانَّ القوى المتخلفة في اليمن ، المعطوبة بالخرافة والأحقاد السياسية والتطرف الديني ، لن يُصوِّبوا بنادقهم ضد الإمارات والسعودية وإيران ، كما يتوهم البعض ، ولكنهم سيعتمدون على إحدى القوى الخارجية، وسيلعقون أخذيتها ، بمجرد الإشارة إليهم بالاستحسان الخادع ، وسيسعون لخدمتها ، و سيوحدون قواتهم ضد قوى التقدم في اليمن ، سينتزعون ألسنة الشعراء ، وسيقطعون حناجر المغنيات والمغنين ، وسيفقئون عيون الحرائر، ولن يتورعوا عن ذبح الأحرار والمعارضين ، وتحويل الحسناوات إلى جاريات ، كل ذلك باسم الدين، بغية تمهيد الأرض اليمنية للاحتلال الخارجي ، وبعد ذلك سينتقمون من بعضهم البعض ، وخاصة بعد أن تحقق القوى الخارجية أهدافها وتركلهم.

وهكذا سيَدخِلون الشعب اليمني في جحيم أشد هولًا من الجحيم القائم. هذه هي سمات الحروب التي تقودها قوى التخلف في التاريخ.
ولذلك فأنَّ حل الأزمة في اليمن لا يكمن في التصالح بين الإصلاح والحوثيين ، ولكن من خلال تحالف سياسي وطني واسع ، ينطلق من المدن و الأرياف ، ويشمل كل أرجاء الوطن، ويشمل الطلاب والمغتربين في الخارج ، ويكون عموده الفقري ثوار 11 فبراير 2011، وخاصة أولئك الصامدون في الداخل، الذين لم يتلوثوا بالمال السعودي والإماراتي والإيراني وغيره .
على أن يُقاد التحالف الوطني الجديد ، بالتوافق ، من قبل قيادة سياسية وطنية مقتدرة، تسعى لتشكيل كتلة شعبية واسعة ، تجسد التصالح الوطني الشامل ، وترتكز على أهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين ، و تنتهج النضال السلمي ، و تدعو لوقف الحرب ، وإيقاف العدوان ، ومحاسبة المجرمين ،و مناهضة العدوان السعودي والإماراتي والإيراني على وطننا، وإعادة بناء اليمن على أسس عصرية، كما جرى في جنوب أفريقيا، بعد فترة طويلة من الصراع العنصري البغيض، وحينها فقط ستكون هناك سلطة شرعية، تجسد مصالح الشعب اليمني.
للمزيد من التفاصيل أنظر مقالتنا في الموقع ، المنشورة في تاريخ 7 مايو 2017، بعنوان : اليمن والمخرج من المأزق.



#منذر_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليمن ضحية الولاية الكهنوتية والنزعات الجهوية والأطماع الرجع ...
- العرب بين الغزو الامبريالي والجنون الديني (3)
- العرب بين الغزو الامبريالي والجنون الديني [2]
- العرب بين الغزو الامبريالي والجنون الديني (1)
- اللعبة الكبرى في سوريا !
- ما بعد العدوان الغاشم على سوريا!
- العالم العربي قُبَيْلَ العدوان المرتقب !
- كفى صراعًا : علي ومعاوية تصالحا، يا جماعة!
- أبشركم: اليمنيون سينتصرون!
- العرب التعليم الديني والمستقبل
- مجرد تساؤلات في ضوء المحنة اليمنية!
- اليمن وعلي سالم البيض وحكم التاريخ!
- تأملات في دلالات الأحداث الأخيرة في اليمن !
- جار الله عُمر سيبقى مشرقاً كالحقيقة!
- اليمن الوضع القائم والاختيارات الممكنة
- لنوقف الحرب ونتصالح صوناً لليمن (2)
- لنوقف الحرب ونتصالح صوناً لليمن (1)
- أضوء على العلمانية
- الضمير الإنساني والموقف السياسي!
- أي وطن هذا الذي نحلم به؟


المزيد.....




- اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
- حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
- بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو ...
- بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص ...
- فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا ...
- السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د ...
- ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا ...
- العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
- اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
- موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - منذر علي - هل التسوية بين القوى المتحاربة في اليمن ممكنة ؟