الديمقراطية أم التنمية

سلام قاسم
كاتب وإعلامي
(Salam Kasem)

الحوار المتمدن-العدد: 6432 - 2019 / 12 / 8 - 22:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

توجد علاقة ارتباطية بين التطور الاقتصادي والديمقراطية فكلما كان حال البلد أفضل كانت فرص تعزيز الديمقراطية أعظم، يعتبر الفقر بتعبير صموئيل هنتنغتون "عقبة في تعزيز الديمقراطية"، وأن العقبات التي تقف في طريق الديمقراطية هي ذاتها التي تقف في طريق التنمية، وتعتبر هذه النقطة هي الأساس الذي يبرر اضطرار الديمقراطيات إلى استخدام أدوات القسر والإكراه في التعامل مع الأزمات إذا فشلت أدوات الإقناع والدعاية في فرض منطق العقلانية الاقتصادية لمواجهة المطالب والمعارضات الشعبية الواسعة.
يعتقد بعض الكتاب العراقيين أن إطلاق الحريات العامة وفتح باب الديمقراطية على مصراعيه في مجتمع لازال يعاني من تبعات الحروب والحصار التي انتجت الفقر والأمية والجهل والبطالة والتهميش والاستبداد والقمع ايام حكم الرئيس صدام حسين، ثم الانتقال من نظام دكتاتوري الى نظام ديمقراطي تعددي هو بمثابة إعطاء "مسدس لمجنون" وبالتالي فأن هذا التحول السياسي اعتبره البعض مغامرة يمكن أن تكون لها تكلفة سياسية واجتماعية قد تهدد كيان الدولة برمتها، وهذا ما نشهده فعلا هذه الأيام خلال انتفاضة اكتوبر.
تعتبر التنمية متغير "مستقل" في حين أن الديمقراطية تبقى متغير "تابع". وهذا يعني أن الديمقراطية لا يمكن أن تتحقق إلا بتوافر عدد من الشروط الأولية، أهمها النمو الاقتصادي إلى جانب التعليم، والصحة، والثقافة المدنية.
وبحكم ما عاصرناه بعد عام 2003 في العراق من سوء استغلال لهامش الديمقراطية من طرف السلطة والتي تميزت بفسادها الإداري، إضافة إلى أن المجتمع يبدو أنه لازال غير مؤهل بعد لاستقبال موجة الحرية وغير متشبع بعقيدة المؤسسات، لذا ليس غريباً أن نرى الشعب الطامح للحرية وللتعددية الحزبية والنظام البرلماني والإعلام الحر ومنظمات المجتمع المدني يضحي بكل ذلك ويفضل الحكم العسكري على الحكم الديمقراطي مع علمه أن العسكر لا يجيدون إلا تلقي الأوامر أو إصدار الأوامر وهذا يتنافى مع مبادئ الديمقراطية.

#سلام_قاسم (هاشتاغ)       Salam_Kasem#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل