أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مهند الصباح - شعوب عابرة للقارات














المزيد.....

شعوب عابرة للقارات


مهند الصباح

الحوار المتمدن-العدد: 6422 - 2019 / 11 / 28 - 14:12
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


مصطلح الشعب في ظل ثورة الاتصالات والثورة الصناعية الرابعة
مصطلح الشعب هو مصطلح يستخدم في علم الاجتماع والسياسة، والتعريف التقليدي له معروف، فهو مجموعة من الأفراد الذين يعيشون في إقليم جغرافي واحد تفصلهم حدود جغرافية عن الأقاليم المجاورة. هؤلاء الأفراد يشتركون في قيم معيّنة ويحتكمون إلى معايير معينة متفق عليها فيما بينهم، تظلهم دولة تقوم بوظيفتها من خلال السلطات الثلاثة، التشريعية والقضائية والتنفيذية. هذا هو التعريف التقليدي والمعروف للجميع، لكن هل هذا التعريف ما يزال تعريفا دقيقا لماهيّة الشعب؟ مررنا نحن البشر بثلاث ثورات صناعية ابتداء من الثورة الصناعية الأولى في القرن الثامن عشر والتاسع عشر، ومن ثمّ الثورة الصناعية الثانية قبيل الحرب العالمية الأولى، وقد اجتزنا مؤخرا الثورة الثالثة – الثورة الرقمية- واليوم نحن على أعتاب الولوج إلى الثورة الصناعية الرابعة )4IR) والتي تهدف إلى إنتاج صناعي تكنولوجي ليكون جزءا لا يتجزأ من حياة المجتمعات وحتى جزءا من جسم الإنسان وطريقة تفكيره. ناهيك عن الشركات المختلطة العابرة للحدود الجغرافية المنتشرة حول العالم تحت غطاء أكذوبة " السوق الحر ". هذا التطور والاختراق للتكنولوجيا لحياتنا البشريّة ألقى بظلاله على ماهيّة مصطلح " الشعب "، وبات لزاما بالضرورة المحاولة في إعادة التعريف لهذا المصطلح، وبنتيجة تلقائية تعريف ماهية " الدولة أو السلطة " الحاكمة في إقليم جغرافي معين. للتوضيح : أظهرت دراسة أجراها موقع Similar Web لعام 2019 أنّ عدد الزيارات لموقع البحث الالكتروني " غوغل " بلغ 79 مليار زائر ، وموقع اليوتيوب 28.8 مليار زائر ، وموقع الفيسبوك حظي ب 24.6 مليار زائر، وحتى المواقع الجنسية أصبحت مجتمعا فقد نالت نصيبها ب 3 مليارات زائر. هذه المجتمعات الافتراضية في طريقها لتصبح شعبا بكل ما تحمله الكلمة من معنى حتى لو تناثر أفرادها في كافة أصقاع الأرض. وكما هو معلوم فإنّ لكلّ موقع إلكتروني قوانين وضوابط تحكمه وتجبر الأعضاء على التقييد بها بكل حذافيرها، فالعضو الجديد لبعض المواقع يقوم بالتوقيع على بعض الاتفاقيات قبل ممارسته النشاط فيها، يطلبون مثلا التوقيع على السريّة والالتزام بالمعايير العامة، وأيضا عنوانك الإلكتروني وكافة البيانات الشخصيّة، بمعنى آخر أنت تقوم بتقديم طلب للحصول على الجنسية لهذا الموقع أو ذاك. والبعض مشترك في أكثر من موقع أي هو إنسان متعدد الجنسيات، وبالتالي فإن الشعوب في طريقها للتفكك وإعادة التركيب من جديد والخطورة هنا تكمن في خلخلة العقد الاجتماعي، حيث من المتعارف عليه أن العقد الاجتماعي هو تفويض تمنحه قاعدة الهرم الشعبي إلى رأس الهرم؛ كي يقوم بالمهام الوظيفية والإدارية. أمّا في حالة الشعوب العابرة للجغرافيا فإنّ من يفرض نصوص التعاقد هو مالك الموقع الإلكتروني وهو بذلك – أي المالك – ينصّب نفسه امبراطورا على مملكته ( المملكة الالكترونية ) ومن خلال الخدمات التي يعرضها في مملكته فهو بذلك يعيد صياغة الوعي عند أفراد شعبه، منتجا قيما وضوابط وقوانين يلتزم بها الجميع. أمّا الدولة التقليدية، فهي لغاية اللحظة قادرة على التحكّم بالممالك الإلكترونية الافتراضية المنتشرة في جغرافيا إقليمها، بيد أنّ الأمر لن يكون كذلك على المدى البعيد حين تتوغل منتجات الثورة الصناعية الرابعة في حياة الناس وتصبح جزءا أسياسيا في تعاطيهم اليومي. خاصة مع اتساع التداول العالمي بالعملة الالكترونية مثل (Bitcoin) (Bitcoin Cash) (IOTA) (Qtum) (Zcash) وغيرها الكثير، ويمتاز التداول بهذه العملات الرقمية بسهولة التبادل بين الأفراد بدون الحاجة لوسيط كالدولة أو البنوك. وإن كان حجم التداول في بورصة العملات الرقمية لشهر أب الماضي وقف على 2.1 مليار دولار لليوم الواحد حسب شركة التحليل المالي The Tie. إلا أنه من الممكن على المدى البعيد أن يتضاعف حجم التداول بتلك العملات الرقميّة البالغ عددها أكثر من 1000 عملة على مستوى العالم. بناء عليه، فالدولة تقف على مفترق طرق إمّا أن تتنازل عن رموز سيادتها، مثل العملة الوطنية وضبط السوق المالي، وربما تحل العقد الاجتماعي فيما بينها وبين شعبها الآخذ بالهجرة إلى مجتمعات وشعوب افتراضية أخرى، وإمّا تتبنى نهجا آخر يضمن لها السيادة. وعلى كل الأحوال لن تنجو الدولة بمفهومها التقليدي من تبعات التغيرات الحاصلة والتي ستحصل في المحيط العالمي، فالأمر يتعدى كونه محاولة إحكام سيطرة الرأسمالية على شعوب العالم أو التحكم بوسائل الانتاج وتوسيع رقعة الاستهلاك الآدمي لمنتوجاتها!



#مهند_الصباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا صنعت بنا الأيدولوجيا الفصائيلية في نضالنا ضد المحتل
- التمايز والاختلاف وطريقة التفكير
- العشائريّة في طريقها لتصبح مؤسسة حكم رديفة
- القواسم المشتركة في الشخصيّة بين نيتنياهو وزعماء العرب المطب ...
- مُعززات العنف في مجتمعنا الفلسطيني
- كأس العالم ... صراع ثقافي، سياسي، وحضاري
- هل أخطأت الجبّهة الديمقراطيّة بقرارها المشاركة في الدورة الح ...
- بين القناعة والرضا والطموح أمور متشابهات ... كما أظنّ وأرى
- هل الإنسان مكتشف أم مخترع ؟ كما أظنّ وأرى
- لا يوجد حبّ مجرّد ... كما أظنّ وأرى
- المجلس المركزي وسحب الاعتراف، الهدف والمستهدف من القرار
- المثقف والاغتراب ... تحدٍ دائم
- مركز الليكود يفرض خيار الدّولة الواحدة
- بين معركة البوّابات وهبّة العاصمة
- ثلاث خيارات لا رابع لها
- الكمبرادوريّة الفلسطينيّة ومشروع الخلاص الوطني
- كتاب ثقافة الهبل يدعو لتحرير العقول
- لماذا تتم المصالحة الفلسطينية الآن؟
- معركة الأربعة عشر يوما والالتفاف الجماهيري الواسع
- حجارة الدمينو الفلسطينية


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مهند الصباح - شعوب عابرة للقارات